أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان الصباح - غزة من ترومان الى آيزنهاور الى ترامب















المزيد.....

غزة من ترومان الى آيزنهاور الى ترامب


عدنان الصباح
(ADNAN ALSABBAH)


الحوار المتمدن-العدد: 8358 - 2025 / 5 / 30 - 16:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس بعيدا العام 1956 والعدوان الثلاثي على مصر لكن البعيد ان الطابع العام لتلك الحرب كان عدوانا ثلاثيا على مصر ولم يتم ذكر فلسطين في هذه الحرب مع انه جرى احتلال غزة مع سيناء ايضا من قبل اسرائيل الشريك الثالث في العدوان مع بريطانيا وفرنسا.
في تلك الحرب تم استخدام اسرائيل لتنفيذ الاهداف البريطانية بإعادة السطو على مصر وخصوصا على قناة السويس وبدأت الحرب من قبل اسرائيل التي احتلت قطاع غزة وكامل سيناء ووصلت الى ضفة قناة السويس قبل ان تتحرك بريطانيا وفرنسا.
فورا استخدمت بريطانيا ذلك كذريعة لتحقيق اهدافها بان اصدرت مع فرنسا انذارا لكل من مصر واسرائيل معا بالانسحاب مسافة 10 اميال عن ضفتي قناة السويس خلال 12 ساعة وطبعا بدأ الهجوم البريطاني الفرنسي على مصر بعد ان تمكنت اسرائيل من السطو على غزة وسيناء بالكامل ووجدت كل من بريطانيا وفرنسا ذريعتهم للهجوم بعدم استجابة مصر لطلبها بالانسحاب بعيدا عن قناة السويس التي كانت الهدف الرئيس للحرب بسبب قرار تأميمها.
انذارين معا امريكي وسوفياتي هما اللذان جعلا المعتدين يتراجعون لان كل من واشنطن وموسكو كانا لا يريدان لبريطانيا وفرنسا نفوذا في الشرق الاوسط وكان كلا الطرفين يسعيان للسيطرة على المنطقة او الاتيان بالقاهرة كحليف لموسكو او واشنطن كل من منطلقاته.
استجابت الدول الثلاث للإنذارين وانسحبتا من كل الاراضي التي تم احتلالها وكان اخر انسحاب لإسرائيل بعد تلكؤ طويل يوم7 مارس 1957م وكانت اسرائيل قد وصفت احتلالها لسيناء بانه تحرير لأرض يهودية واطلق اسماء عبرية على مناطق في سيناء مثل شرم الشيخ وغيرها.
الرئيس الامريكي ايزنهاور بعث بتهديد واضح لإسرائيل بالانسحاب وهدد بقطع كل المساعدات عنها مما اجبر اسرائيل على الاستجابة والرضوخ للتهديد الامريكي والانسحاب الفوري بعد ان مارست اسرائيل كل المناورات كي تبقى شريكا للقوات الدولية التي ستدير قطاع غزة بعد انسحابها وقد كان واضحا ان امريكا تسعى لتدويل قطاع غزة تمهيدا للسطو عليه عبر مشاريع وافكار وطروحات ايزنهاور ووزير خارجيته دالاس الا ان النهوض القومي العربي والقوى الفلسطينية الثورية والمزاج الشعبي العام في قطاع غزة ومصر آنذاك حال دون تحقيق هذه الاهداف.
كان موقف الولايات المتحدة من العدوان الثلاثي ينبع من وجود اقطاب اخرى على الساحة فالاتحاد السوفياتي يقف لها بالمرصاد واطماع بريطانيا وفرنسا لم تكن قد تراجعت نهائيا امام طموح الولايات المتحدة ولذا كان خطاب ايزنهاور واضحا يوم 20 فبراير عام 1957 حين قال " أطالب إسرائيل بالانسحاب، كما أنني أعارض فرض أية شروط للانسحاب، ألنه إذا سمح باستخدام القوة لفرض أية شروط، فإن هذا يزعزع أسس إقامة المؤسسة العالمية.. إن من حق إسرائيل أن تتأكد من وقف الغارات على أراضيها من قطاع غزة، ومن حريتها في المرور عبر الممرات، لكن ً للانسحاب ".
في تلك الفترة ظهرت امريكا كصديقة للعرب وساعية الى كسب ودهم دون ان تتنازل عن تحالفها مع اسرائيل والسبب ان هناك صراعا على النفوذ كانت امريكا تسعى لكسبه كليا لكن الحال الان اختلف كليا فلا صراع حقيقي على النفوذ فالاتحاد السوفياتي غير موجود وروسيا منشغلة بحرب اوكرانيا والصين منكفئة على ذاتها ولها من الصراعات من حولها الكثير الكثير والمنطقة العربية تخضع للنفوذ الامريكي بلا منازع وللولايات المتحدة مصالح اعمق في المنطقة بعد سبعة عقود على العدوان الثلاثي ذلك ان العالم ذاهب للتغيير وما كان جائزا في تلك الفترة لم يعد كذلك اليوم واطماع الولايات المتحدة لم تعد قائمة على التأثير عن بعد بل صار لا بد لها من التواجد حيث ينبغي وصارت اهم اهدافها اضعاف الجميع بلا استثناء بشن المزيد من الحروب وبيع المزيد من السلاح على ان تضمن ان لا تكون طرفا في حرب وتواصل دورها في تذكية هذه الحروب واضعاف الجميع طريقا للإمبراطورية الأميركة عبر العالم بعد ان فقدت الدولة الوظيفية دورها وبدأت ملامح التشكيلة الاجتماعية الاقتصادية الجديدة " اقتصاد المعرفة " بالظهور وهي المرحلة التي تسعى الولايات المتحدة لان تكون سيدتها بلا منازع وهو ما يظهر من كل المناورات الكاذبة التي تقوم بها سواء في الحرب الروسية الاوكرانية وبشكل اسوأ في الحرب على قطاع غزة.
الموقف الاخير في المفاوضات وتعديل ورقة ويتكوف وشروطها لتتلاءم مع الاهداف الامريكية تبين بوضوح ان الحرب على غزة امريكية بامتياز بعد ان تحولت ورقة ويتكوف الى ورقة تخدم اسرائيل بالمطلق وتؤسس للهدف الترامبي بالسطو على قطاع غزة فارغ من سكانه او يكاد لتحقيق اهدافها باستخدام مياه الشرق الاوسط الدافئة كغرفة عمليات تدير منها ظاهرة الحروب التي ترغب بإشعالها في قارات العالم القيم لإحكام سيطرتها عليه والسطو على خيراته وخصوصا المعادن الضرورية لمرحلة " اقتصاد المعرفة ".
امريكا ايزنهاور التي اجبرت اسرائيل على الانسحاب من غزة عام 1957 هي نفسها امريكا ترامب التي تقدم كل الغطاء لمقتلة غزة عام 2023 - 2025 والسبب ببساطة ان لا حاجة لرشوة العرب ولا لمنع احد ان يملأ الفراغ بغيابها ما دام لا منازع ودول المنطقة بلا مشروع بل ان من كان لهم مشاريع تخلوا عنها وبقي المشروع الوحيد الحي هو المشروع الامريكي الذي اسميه مشروع عالم امبريالية المعرفة ومن يدور في فكه واذا لم تصحو قوى وشعوب العالم فسيجد العالم نفسه يقع فريسة للعنة ستحل به وهي " لعنة غزة " فمن تركوا غزة تموت عليهم اي يدركوا ان التي اسموها " مناورة " يقصد بها فحص اي احتمالية ان يصحو العالم ان قررت امريكا فعل ذلك غدا في دولة اخرى او شعب اخر.
امريكا التي استخدمت النووي ضد اليابان ففرضت نفسها سيدة للعالم بلا منازع ونسي العالم لها ما كان بما في ذلك اليابان نفسها ستصبح بعد مقتلة غزة واثقة انها تستطيع ان تكرر ما فعلت ضد اليابان متى شاءت دون ان تخسر شيئا بعد ان ايقنت ان لا احد سيدافع عن نفسه حتى, فما دام العالم اليوم يعلم علم اليقين ان الولايات المتحدة هي من يمنح اسرائيل تصريح المقتلة الجريمة في غزة وهو نفس العالم الذي لا زال يكذب على نفسه علنا بالتعامل معها " الولايات المتحدة " على انها وسيط ويقبل على نفسه ان يصفها كذلك في القرار الوحيد شبه الايجابي الذي صدر عن مجلس الامن بشأن غزة قرار رقم 2735 هذا هو واقع حال عالم يكذب على نفسه امام نفسه علنا ويتعامل مع القاتل على انه حامي المقتول او يمكن ان يكون عالم منافق فاسد وكاذب يطالب القاتل بان يمنح الماء والغذاء للمقتول قبل قتله ولا يطالبه بوقف القتل.
ان الدول الكبرى التي تدفن رأسها بالرمل ضد غزة وضد ايران وضد روسيا وتمنح الدولة الوحيدة في العالم التي استخدمت القنابل الذرية ضد دولة مثل اليابان سيدفع الثمن غاليا ان لم يتحد في مواجهة المظلمة المتجسدة في جريمة المقتلة ضد فلسطين وشعبها وخصوصا في قطاع غزة وهو العالم الذي يركض خلف الركب الامريكي فيشيطن من تشيطن امريكا ويقبل ملائكتها التي تريد سيدفع ثمن موقفه هذا دما وغياب وسيكون دم غزة بوابة لدم كل من يقاوم مشروع واشنطن الصهيوني العالمي.
لم يصبح شاغرا بعد مقعد ترومان في البيت الابيض ذلك الرجل الذي قرر استخدام القنابل الذرية ضد اليابان وهو نفسه الرئيس الامريكي ايزنهاور الذي منع بريطانيا وفرنسا واسرائيل من عدوان 1956 حين كان ذلك يخدم مصالحهم وهو نفسه بايدن الذي اعلن صهيونيته يوم 7 اكتوبر 2023 وهو نفسه ترامب 2025 الذي يشتم بايدن في كل شيء ويخالفه في كل شيء الا في مقتلة غزة فهو يغرق في الدم الفلسطيني اكثر واكثر فكيف لهذا الكاوبوي ان يتراجع وهو يرى العالم يغدق عليه القاب يعرف هو شخصيا قبل غيره ان لا علاقة له بها فقد كشف كليا امام العالم وتراجع عن دعوته للسلك بين اوكرانيا وروسيا وتراجع عن دعوته لوقف الحرب على غزة ورفع المنع الذي فرضه بايدن عن بعض انواع الأسلحة وزاد من دعمه المطلق لإسرائيل في مقتلتها ضد غزة والضفة والقدس وتنكر لكل العالم الا لإسرائيل فلينتظر العالم صمت دوره كل على حدة حتى يعلن رئيس امريكي قادم قيام امبراطورية العالم بقيادته من بيت الابيض في واشنطن وبدل الولايات ال 51 ستصبح كل حارة في العالم ولاية امريكية تجبي الجزية من نفسها لواشنطن اذا لم تصحو البشرية من هذا الكابوس وتركت لعنة غزة تصل الى رقاب ابناءها جميعا.



#عدنان_الصباح (هاشتاغ)       ADNAN_ALSABBAH#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إمبريالية المعرفة 12
- إمبريالية المعرفة - امبريانولوجي - 12
- إمبريالية المعرفة 11
- إمبريالية المعرفة 10
- السيد بوتين إنها فرصتك الآن فتقدم
- إمبريالية المعرفة - امبريانولوجي - 9
- إمبريالية المعرفة - امبريانولوجي - 8
- إمبريالية المعرفة - امبريانولوجي - 7
- السابع من اكتوبر ضرورة ام خطيئة
- إمبريالية المعرفة - امبريانولوجي - 6
- إمبريالية المعرفة - امبريانولوجي - 5
- إمبريالية المعرفة - امبريانولوجي - 4
- إمبريالية المعرفة - امبريانولوجي -
- إمبريالية المعرفة - امبريانولوجي - ( 2 )
- إمبريالية المعرفة -1 -
- أبو عبد الله الصغير السوري ومستقبل محور المقاومة
- يا أهل غزة فجروا سلاحكم النووي الآن
- هزيمة الأعداء بالنصر المؤجل
- من 181 الى 1701 حتى غزو لاهاي
- أيها الصامتون إنتظروا دوركم


المزيد.....




- روسيا توسع سيطرتها في منطقة سومي الأوكرانية وسط مخاوف كييف م ...
- فيديو متداول لـ-حدث غريب- خلال عاصفة الإسكندرية الأخيرة.. هذ ...
- ويتكوف يوجه رسالة لحماس بعد تسليمها للمصريين والقطريين ردها ...
- حماس تسلم ردها على مقترح الهدنة: طالبنا بوقف دائم لإطلاق الن ...
- وزير الدفاع الأمريكي يحذّر من تهديد صينيّ -وشيك- لتايوان، وي ...
- ليبيا .. هل تكسر الاحتجاجات والاقتتال حالة الجمود السياسي؟
- لثلاثة أشهر.. السعودية وقطر تقدمان دعما ماليا مشتركا للقطاع ...
- فاغنكنيخت: على ميرتس والأوروبيين أن يحثوا زيلينسكي على قبول ...
- -ستجرنا إلى الحرب-.. خطط مفوضة السياسة الخارجية تجاه روسيا ت ...
- نائب الرئيس الفلسطيني يدين منع إسرائيل وصول الوفد العربي الإ ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان الصباح - غزة من ترومان الى آيزنهاور الى ترامب