أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عدنان الصباح - إمبريالية المعرفة - امبريانولوجي - 12















المزيد.....

إمبريالية المعرفة - امبريانولوجي - 12


عدنان الصباح
(ADNAN ALSABBAH)


الحوار المتمدن-العدد: 8351 - 2025 / 5 / 23 - 18:49
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


( الحلقة 12 )

المال محرك الكون:
المال هو إله الرأسمالية الشرير وهي اي الرأسمالية تعتقد ان السيطرة عليه وعلى منابعه تعني بالضرورة السيطرة على الكون وفي سبيل ذلك ينبغي السطو على كل مصادر الثروة المادية والمعنوية بما في ذلك المصادر الروحية عبر السعي الى تغييبها أو تشييئها فأصحاب المال يدركون من اين يأتي ووحدهم دون غيرهم يعرفون الحقيقة التي يحاولون تغييبها عن الجميع.
لا مال يأتي من المال فالمال يأتي من الارض ومن اليد ولا شيء آخر فحين تسعى لسلعة تصنعها تحتاج عقل اولا يعرف اي سلعة ويعرف اي حاجة لها لتكون ويعرف من اين يأتي بما تحتاج لتكون " المواد الأولية " ويعرف ايضا كيف يمكن ذلك ولا شيء يمكن دون وجود ما نحتاج في الارض او في الفضاء ودون عقل يدرك ويرسم ويخطط ودون يد تنفذ فلا يكون مال اذن لمجرد انك تملكه, بل بضرورة وجود ما نحتاج وهم من يجعلون الحاجة في العقل حاجة على الارض " الايدي العاملة " بمعنى ان الفكر الناجم عن الفعل هو الذي يؤسس للفعل القادم الذي سينتج الفكر القادم الذي سيكون وهكذا الى ما لانهاية.
عادة ما تذهب العناوين بالمضامين ان انت لم تتدقق في تفاصيل المضمون ستظل مرتهنا لإرادة العنوان وما اراد لك ان تفهمه منه ان انت استغنيت به عن مضمونه وهو ما فعله السيد دوما والسيد هنا هو السيد القوي بدنيا في المجتمعات البدائية او المالك للآخرين بقوته اولا ثم بقوة القطيع من العبيد ثانيا في مجتمع الرق وهو نفسه الذي انتقل الى ملكية وسائل الانتاج الذي ملك الناس " العبيد " ومنهم وبهم ملك الارض فصار لديه الارض والعمل وبكلاهما جمع الثروة فصار مسيطرا على كل وسائل الانتاج " الارض والعمل وراس المال " وفيما بعد اضيف لها " الماء والفضاء " القريب والبعيد بما يحوي فهو اذن صانع المضمون وعنوانه وسيد الطرفين فان انت اكتفيت بالعنوان قبلت بمكانة في طاحونة ماله وان انت ذهبت للمضامين وجدت نفسك امام خيارين العودة لمكانة القابل بالعنوان او التمرد عليه وهو ما يحتاجه الغد دوما وتبقى الاجابة على اخطر الاسئلة ماذا ولماذا ومن ومتى واين وكيف وحين لا تمتلك الاجابة عليها معا ستجد نفسك اما غائبا عن الفعل المضاد او مطحونا امام الة القوة الغاشمة التي يملكها نفس السيد القوي في المجتمعات البدائية المتوحشة وصولا الى ارقى المجتمعات في القرن 21 والى ان يشاء الله غدا.
نحن اذا في الاصل كنا امام وسائل انتاج تم تحديدها بالثالوث القديم " الارض والعمل وراس المال " ووقف العالم هناك الى ان اكتشفت جهات اخرى بحيث صارت الارض تشمل الكرة الارضية
- العقل الذي يدرك ما نريد
- المدرك الملموس وهو عادة ما يكون مادة خام في الارض او الفضاء
- خطة فعل يصنعها عقل ايضا
- يد تنفذ
- مال ليجلب مال
وهنا من الواضح ان مكانة المال هي الاخيرة لكنها تتحول تلقائيا الى المكانة الاولى بعد ان صاغت وجودها عبر قرون استخدم الاقوياء قوتهم للسطو بعد ان جعلوا من القوة سلطة فسطوا على من هم اضعف منهم واستخدموهم وحين صار المال المكنوز اداة باتت الثروة مصدر القوة وبالتالي مصدر السلطة وخضع الاخرين لها ونسوا اساسها.
لقد تحول المال الى هدف واداة في ان معا وبات الوصول اليه هو الاهم في العالم ولم يعد للقيم الاخرى مكانا بل ان المال بات هو قيمة القيم وبه تقاس الاشياء الاخرى خصوا بعد ان دخلنا بوابة اقتصاد المعرفة وبدأت تتضح ملامح تشكيلة اقتصادية اجتماعية جديدة.
لقد استخدم المال باتجاهيه " الهدف والاداة " لإخضاع البشر وبعد ان اصبح مصدر السلطة وصاحبها جاء من يسطو على السلطة ليحصل عليه وباتت السلطة مصدر الثروة بعد ان كنا قد وصلنا مرحلة ان الثروة مصدر السلطة عدنا من جديد الى البدايات القائمة على استعباد الاخرين وتحويلهم الى ماكنة لجني المال لصالح من سطا على السلطة بالقوة لا بالثروة وهو الفرق بين العالمين القائمين الان عالم الرأسمالية الغربي الذي جعل المال هو السيد وتحول الجميع الى عبيد له دون ان يشعرون ما يسمى بالدول الديمقراطية اليوم وخصوصا الدول الغربية وتم اخضاع الجميع لسطوة المال حتى في ما يسمى بالعملية الديمقراطية " الانتخابات وتشكيل السلطات " فلا احد يستطيع اليوم ان ينافس الحزبين الكبيرين في الولايات المتحدة " الديمقراطيين والجمهوريين " ما دام لا يمكنه الحصول على المال الضروري للعملية الانتخابية نفسها ونقلا عن موقع قناة الجزيرة بالعربية وتحت عنوان " الانتخابات الامريكية 2024 " فان " النفقات التي تشمل كل الانتخابات التي جرت الثلاثاء من السباق الرئاسي إلى الانتخابات المحلية مرورا بانتخابات أعضاء الكونغرس، تزيد عن مبلغ 15.1 مليار دولار الذي تم إنفاقه عام 2020، وتفوق ضعف الإنفاق الانتخابي لعام 2016 (6.5 مليارات دولار)، وفق منظمة "أوبن سيكرتس" غير الربحية " فهل يستطيع الفقراء في الولايات المتحدة مثلا ان يحصلوا على مثل هذه الارقام ليصلوا الى السلطة ويحولونها لصالح قضاياهم ام ان الامر مستحيل وبالتالي فان الطريقة الديمقراطية للتغيير تعتمد بالمطلق على المال وهو ما يبقي السلطة خادمة مطلقة لأصحابه بكل الاشكال وبقوة مالهم فان اصحاب المال يصبحون قادرين على اخضاع السلطة لمصالحهم فقط.
سلطة المال في الدول الرأسمالية الغنية تحولت الى استخدام هذه السطوة الى السيطرة على كل مصادر القوة وفي مقدمتها السلاح ومن ثم المعرفة وادواتها واستخدمت كلاهما معا للسطو على مقدرات الشعوب خارج حدودها وفي سبيل ذلك سمحت لمجموعات من التابعين لها بان يستخدموا قوتهم لصالحها وفي الطريق الى ذلك استخدموا هذه القوة للسطو على ما يمكنهم من ثروات شعوبهم لأنفسهم واستخدمت السلطة كمصدر للثروة للتابعين ولكنها ثروة عقيمة لا تفد الا الفئة القليلة المتنفذة ففي حين يستفيد راس المال الغريب من خدماتهم لتطوير ادواته وتوسيع دائرة السطو والنهب لصالح تطوير راس ماله ينحصر دور التابع في اقتناص الفرص للسطو على امكن مما يسمح له سيده من مال شعبه ليكنزه له ولعائلته وفي معظم الاحيان يكنزه خارج بلاده بل وفي خزائن سيده " البنوك الغربية " وهو هنا لا يسطو على المال فقط بل ويمنع استخدام المال حتى من قبله ولصالحه لاستفادة شعبه المالك الحقيقي لثروة بلاده.
واذا حاولت البحث عن ثروات القادة الديكتاتوريين في افريقيا تحديدا فستجد العجب العجاب عن سرقة ثروات الشعوب ومقدرات البلاد وترك شعوبها تعيش في فقر مدقع والاسوأ ان مثل هؤلاء القادة يستخدمون المعرفة ومصادرها وادواتاها لإخضاع شعوبهم ودفعهم لتقديسهم ووضعهم في مصاف الانبياء ان لم يكن الالهة ويكفي المقارنة بين حياة البذخ التي يعيشها هؤلاء القادة وحياة الفقر البشع التي تعيشها شعوبهم.



#عدنان_الصباح (هاشتاغ)       ADNAN_ALSABBAH#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إمبريالية المعرفة 11
- إمبريالية المعرفة 10
- السيد بوتين إنها فرصتك الآن فتقدم
- إمبريالية المعرفة - امبريانولوجي - 9
- إمبريالية المعرفة - امبريانولوجي - 8
- إمبريالية المعرفة - امبريانولوجي - 7
- السابع من اكتوبر ضرورة ام خطيئة
- إمبريالية المعرفة - امبريانولوجي - 6
- إمبريالية المعرفة - امبريانولوجي - 5
- إمبريالية المعرفة - امبريانولوجي - 4
- إمبريالية المعرفة - امبريانولوجي -
- إمبريالية المعرفة - امبريانولوجي - ( 2 )
- إمبريالية المعرفة -1 -
- أبو عبد الله الصغير السوري ومستقبل محور المقاومة
- يا أهل غزة فجروا سلاحكم النووي الآن
- هزيمة الأعداء بالنصر المؤجل
- من 181 الى 1701 حتى غزو لاهاي
- أيها الصامتون إنتظروا دوركم
- سُباتنا هذا الى متى؟
- أفواه الغزيين تخرج عن الخدمة


المزيد.....




- العراق يوضح حقيقة نقل وزير خارجيته رسالة من ترامب لإيران لـ- ...
- -لم نكن مستعدين لذلك-: الغموض يكتنف مصير الطلاب الدوليين في ...
- من هو الجنرال ديفيد زيني، ولماذا يثير تعيينه رئيسا للشاباك ج ...
- روسيا تفرج عن 390 أوكرانياً في المرحلة الأولى من صفقة تبادل ...
- إحراق سيارات وتدمير منازل وتهجير: اعتداءات على الفلسطنيين في ...
- ترامب: لا نعول على عقد صفقة مع الاتحاد الأوروبي
- شاهد.. روسيات يذرفن الدموع بعد استعادتهن من الأسر الأوكراني ...
- باحث فرنسي: على باريس أن تقود القطار الأوروبي المناهض لإسرائ ...
- استشهاد يقين حمّاد الطفلة الفلسطينية الناشطة على مواقع التوا ...
- ماذا حققت جولة مفاوضات واشنطن وطهران الخامسة؟ وما علاقة إسرا ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عدنان الصباح - إمبريالية المعرفة - امبريانولوجي - 12