أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان الصباح - غزة وأمريكا وحلف أبراهام الأمني















المزيد.....

غزة وأمريكا وحلف أبراهام الأمني


عدنان الصباح
(ADNAN ALSABBAH)


الحوار المتمدن-العدد: 8370 - 2025 / 6 / 11 - 17:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا احد يجهل حكاية سنمار وحجره الذي لم يكن يعرفه احد سواه واذا تم اخراجه من مكانه انهار القصر باسره ولان احدا لم يعرف ذلك سواه فقد امر الملك الذي طلب منه بناء القصر لصالحه بقتله برميه من اعلى نفس القصر وقتل المهندس الاشهر في التاريخ شعبيا ويبدو ان الولايات المتحدة وحدها ترى في غزة سنمار العالم الراغبة بالسطو عليه فان هي امسكت بطوبة غزة امسكت بطوبة العالم والسؤال لماذا غزة ومن اين تأتي اهميتها:
- غزة تجلس على شرق المتوسط وامريكا لا تملك قاعدة عسكرية حقيقية على شرق المتوسط
- غزة رابط بين افريقيا واسيا وبوابة مصر والسعودية لقربها من البحر الاحمر وهاتان اهم بلدين في المنطقة الاولى بقوتها وتاريخها الثقافي والحضاري وتأثيرها السياسي التاريخي والحالي وصاحبة واحدة من اهم 7 ممرات مائية في العالم تقريبا وغزة تصلح مكانا لاستبدال قناة السويس بقناة بن غوريون ان رفضت مصر الخنوع وقد سبق لولايات المتحدة ان سعت للسطو على القناة عبر موقفها عام 1956 الا ان قطبية العالم وموقف مصر والشعب الفلسطيني وتحديدا في غزة احبط مشروعها الحلم القديم.
- والسعودية لقوتها الاقتصادية وكونها مركز العالم الاسلامي الديني والروحي وتأثيرها المتنامي سياسيا واقتصاديا ورغبتها بلعب دور عالمي فاعل وسعيها للتحرر من التبعية الابدية لمال البترول وغزة تصلح ان اقيمت قناة بن غوريون ان تقترب من السعودية وتهدد احلامها بالمملكة 2030 ومشروع نيوم.
- غزة قريبة ايضا من اهم الممرات المائية في الشرق الاوسط عدا السويس وهي هرمز وباب المندب. في حال اقيمت قناة بن غوريون ولم ترضخ مصر ستقترب من هناك اكثر واكثر.
- غزة ايضا بقناتها ستضيع احلام الاردن بقناة البحرين وهي ايضا وسيلة ضغط على الاردن للرضوخ بمنع احلامه في قناة البحرين.
- غزة تقف قبالة شواطيء غرب اوروبا وهي بالتالي تصلح لان تستخدمها الولايات المتحدة ان قررت التخلي عن حماية اوروبا واضعافها والامر ليس بعيد بحيث تتركها وتجلس على الشواطئ المقابلة لها حتى تخضع ايضا وتصبح ولايات تابعة لأمريكا.
- احداث السابع من اكتوبر كشفت ضعف الاجير الامريكي في المنطقة " اسرائيل " وثبت للولايات المتحدة انها لا تستطيع وحدها الصمود امام تحديات المنطقة وبالتالي ارادت الولايات المتحدة ان تقترب كثيرا من المنطقة بحيث تبعث التطمينات لحلفائها بعد فضح قدرات الدولة الاجير وذلك عبر شرعنة سطوها على غزة.
- غزة تتوسط الدول التي ترغب الولايات المتحدة بان تدفعها للانضمام للحلف الامني الشرق اوسطي " ناتو شرق اوسطي " يتحول الى ناتو بديل عن ناتو الاطلسي واهم وافضل للولايات المتحدة من ناتو اوروبا فهو سيضمن دول ممولة تدفع ما تريده امريكا لا دول تطلب حماية امريكا مجانا ودول لديها جيوش فاعلة وتضمن بقاء كل من بريطانيا وتركيا واليونان في الحلف او حتى قبول باقي دول اوروبا اللحاق ذلك ان ناتو شرق اوسطي سيقرب الولايات المتحدة بجيوش غيرها اولا من ايران وثانيا من الصين بعد ان تترك اوروبا تنهش بعضها لتصبح اكثر ضعفا واكثر تبعية للمشروع الامبراطوري للولايات المتحدة.
لذلك كله فان مشروع السطو على غزة من قبل الولايات المتحدة هو مشروع استراتيجي لا يمكنها التخلي عنه وهي حتى اليوم تترك المقتلة دائرة في غزة والعالم يدور حول نفسه الى ان تأتي اللحظة الحاسمة التي ترغب بها الولايات المتحدة وترامب شخصيا والرغبة الشخصية هنا هامشية ولا قيمة لها في مشروع امريكا العصر الجديد عصر امبريالية اقتصاد المعرفة الذي بدأت خيوطه تتضح للعالم رويدا رويدا
ليس بعيدا اعلان ترامب الشخصي باسم الولايات المتحدة الامريكية وجيشها وحلفائها في المنطقة والعالم عن وقف الحرب على غزة " سيستخدم تعبير القتال " بدل المقتلة دون شروط من اي طرف ليظهر للعالم انه الشخص الوحيد الذي اوقف ابشع مقتلة في التاريخ الحديث لشكل تنفيذها وادواتها والعلم بها وطول مدتها والمستهدفين مدنيين عزل حتى لو وجد بعض السلاح هناك وهو بهذا يكون قد ضمن ادخال نواة الحلف الامني وبدا تأسيسه بتطوير وتوسيع اتفاقيات ابراهام " الاسم الحقيقي للحلف الامني المذكور فمثل هذه الاتفاقيات تسمح بدخول دول اخرى اليها مثل بريطانيا وامريكا نفسها فهو حلف من اسمه " اسلامي مسيحي يهودي " مما يجد فرصة له بهذا الاسم لاستعداء الصين ايديولوجيا ودينيا وبقراره هذا سيؤسس لقوة تعتدي على ايران واليمن القوتان الوحيدتان في المنطقة التان بقيتا خارج السرب وبنفس الوقت سيكون قد حجز مقعده للسفر لاستلام جائزة نوبل للسلام.
وعلى الطريق يكذب ترامب في مسالة وقف الحرب على روسيا بالوكالة الممنوحة لأوكرانيا لإضعاف روسيا حد قبولها لان تصبح جزء من " حلف ابراهام " بعد التخلي عن اسم الناتو بهدف مواجهة الصين العدو الرئيس الان للأطماع الامريكية بعد روسيا وايران سيكون حلف ابراهام الامني هذا بوابة لجلب الجميع اليه ما عدا الصين فهناك باكستان الاسلامية والهند التي تعتبر نفسها جزء من العالم الاسلامي بسبب عدد المسلمين فيها ولذا كان سرعة اطفاء الحريق بين باكستان والهند غير مسبوقة.
" حلف ابراهام الامني " سيوفر للولايات المتحدة عبر ادارة ترامب الحالية غطاء يطال فرصة لجمع اكثر من نصف سكان العالم الى جانبه بما في ذلك المسلمين الايغور في الصين وكذا سيوفر له قوة بين المسيحيين والمسلمين في سائر انحاء العالم وهو في هذا الطريق سيوفر له الغطاء الروحي والاخلاقي للسيطرة على العالم بلا منازع زلذا سيلجا الى شيطنة كل من يعارضه فهو قد يقترح مثلا على ايران ان يري تخصيب اليورانيوم لكل دول المنطقة بأشرافه في غزة مثلا او في السعودية مما سيدفع بايران للرفض وسيجعل الاخرين غاضبين لرفضها ويقدمها بصورة من يرغب فعلا بالحصول على قنابل نووية ولن تتراجع امريكا عن استخدام المذهبية والطائفية والاثنية بكل اشكالها لخدمة مصالحها بكل السبل والطرق الممكنة بالنسبة لها
بذلك ستبقي امريكا مؤقتا على ايران واليمن اعداء لأعضاء الحلف وستواصل عملها عبر الاجير للتخلص من اية اسلحة او بنية تحتية عسكرية او مقاومة في سوريا ولبنان ولذا بدا يتحدث عن انهاء وجود اليونيفيل في لبنان ولأنه لا يريد للجيش اللبناني ان يمتلك سلاح حزب الله فهو جيش عربي له ارتباطات تاريخية وعميقة وفاعلة مع حزب الله وترى فيه اسرائيل جيش عدو تابع لجزب الله ولذا ترغب بالبقاء في الجنوب والتدمير المتنامي لقوة حزب الله العسكرية والمدنية واضعاف الحاضنة الشعبية واجبار لبنان الرسمي بالتهديد والترغيب بالإتيان الى " حلف ابراهام الامني " واذا ما تمكنت الولايات المتحدة من السطو على غزة وتوسيع " حلف ابراهام الامني " كما ترغب وكما عبر عن مضمون الحلف بوضوح هذا الكائن المسمى برئيس سوريا الجديدة من انه يسعى للتعاون مع " اسرائيل " ضد الاعداء المشتركين وهو هنا يقصد ايران وقوى المقاومة جميعها وحين يكون ما اراده هذا الكائن ويتم تأسيس " حلف ابراهام الامني " فان على العالم القديم برمته ان يدرك انه بات عرضة لان يتحول الى العوبة بيد الولايات المتحدة وانه سيجد نفسه وقد تحول الى ما تريده امريكا وما قاله ترامب لماذا لا تصبح كندا الولاية الثانية والخمسين وحين يسكت العالم عن السطو على غزة يسكت على السطو على كندا والمكسيك وبنما غرينلاند والسطو على تايوان وغيرها وتصبح امريكا ولايات العالم الامريكي المتحدة.
السؤال الان هل ننحني كبشر؟ هل ننحني كناس؟ هل ننحني كأبناء لآدم قبل ان نكون ابناء لإبراهيم ؟ هل ننحني كمؤمنين بالعدل والحق والروح ام ان علينا مراجعة ذواتنا وقناعاتنا وايماننا واستعادة الروح كبشر منارة للعدل والحق والخير والاخلاق والقيم بما يضمن استعادة راس مال الروح بمواجهة راس مال المعرفة قبل ان يتمكن ذلك الراس مال الذي زاوج بين المعرفة كعلم والسلاح كأداة موت من تشيئ الروح وجعلها سلعة من السلع التي يملكها ويسوقها؟ والى ان تصحو البشرية ككل وتدرك ان " حلف آدم الروحي " وحده يمكنه ان يهزم " حلف ابراهام الامني فلا سلام على الأرض ابدا الا بوحدة من سلم الناس من لسانهم ويدهم.



#عدنان_الصباح (هاشتاغ)       ADNAN_ALSABBAH#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزة من ترومان الى آيزنهاور الى ترامب
- إمبريالية المعرفة 12
- إمبريالية المعرفة - امبريانولوجي - 12
- إمبريالية المعرفة 11
- إمبريالية المعرفة 10
- السيد بوتين إنها فرصتك الآن فتقدم
- إمبريالية المعرفة - امبريانولوجي - 9
- إمبريالية المعرفة - امبريانولوجي - 8
- إمبريالية المعرفة - امبريانولوجي - 7
- السابع من اكتوبر ضرورة ام خطيئة
- إمبريالية المعرفة - امبريانولوجي - 6
- إمبريالية المعرفة - امبريانولوجي - 5
- إمبريالية المعرفة - امبريانولوجي - 4
- إمبريالية المعرفة - امبريانولوجي -
- إمبريالية المعرفة - امبريانولوجي - ( 2 )
- إمبريالية المعرفة -1 -
- أبو عبد الله الصغير السوري ومستقبل محور المقاومة
- يا أهل غزة فجروا سلاحكم النووي الآن
- هزيمة الأعداء بالنصر المؤجل
- من 181 الى 1701 حتى غزو لاهاي


المزيد.....




- إسرائيل تعلن عن أول وفاة جراء الهجوم الإيراني
- إصابة نائب تركي باعتداءات على نشطاء -قافلة الصمود- في مصر
- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجارات في طهران.. واشتعال ني ...
- مسؤول إيراني لـCNN: سنستهدف قواعد أي دولة ستدافع عن إسرائيل ...
- شاهد.. دمار واسع في تل أبيب خلفه الهجوم الإيراني
- -التايمز-: إسرائيل لم تبلغ بريطانيا بنيتها ضرب إيران لأنها ل ...
- خبير طاقة مصري يكشف أسوأ سيناريو بعد الضربة الإسرائيلية للمن ...
- الحرس الثوري الإيراني: الضربات الصاروخية استهدفت 150 موقعا إ ...
- خبير عسكري مصري يكشف سبب قوة تأثير صواريخ إيران فرط الصوتية ...
- وزير خارجية الإمارات يجري اتصالات موسعة مع عدة دول لتجنب الت ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان الصباح - غزة وأمريكا وحلف أبراهام الأمني