أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - عزيز باكوش - مسرحية -تغريبة ليون الإفريقي -للدكتور أنور المرتجي : ضرورة درء التزمت والانغلاق الحضاري ونهج سياسة حوار ثقافي بناء بعيدا عن التعصب والتشدد-















المزيد.....

مسرحية -تغريبة ليون الإفريقي -للدكتور أنور المرتجي : ضرورة درء التزمت والانغلاق الحضاري ونهج سياسة حوار ثقافي بناء بعيدا عن التعصب والتشدد-


عزيز باكوش
إعلامي من المغرب

(Bakouch Azziz)


الحوار المتمدن-العدد: 8523 - 2025 / 11 / 11 - 12:07
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


في تقديم عالم ومكثف لمسرحية " تغريبة ليون الإفريقي" يركز الدكتور حسن المنيعي على أن العمل هو أول تجربة للدكتور أنور المرتجي في الكتابة المسرحية، وهو تحول "جميل" يتيح له تلقي الرد الفعلي المباشر من المتلقي. وعلى ظهر غلاف المسرحية نقرأ للروائي مبارك ربيع تعليقا يركز فيه على أن شخصية المسرحية "تكتنفها صعوبات" و"مطروقة من جوانب عدة"، مما يضع تحديا أمام المؤلف د أنور المرتجي . وإذا تأكدنا أن النصين لأنور والمنيعي يتفقان على أن المسرحية عمل أدبي ذو أهمية خاصة، وأنها تتناول شخصية تاريخية محورية، لكنهما يركزان على جوانب مختلفة. فثمة يجب الإشارة إليها . إذ بينما يشير الدكتور المنيعي إلى العمل كـتجسيد تاريخي متميز لرحلة دبلوماسية عبر المسرح، رفع الروائي مبارك ربيع قيمة العمل إلى مستوى المعالجة الفكرية والروحية، مؤكداً أن المرتجي نجح في استخدام سيرة "ليون الإفريقي" كمنفذ لمناقشة وحدة الحقيقة والوحدة الإيمانية التي تتقاطع مع هموم الفكر العالمي المعاصر".
مسرحية "تغريبة ليون الإفريقي" للدكتور أنور المرتجي صدرت ضمن منشورات اتحاد كتاب المغرب في العام 2012 وجاءت في 95 صفحة من القطع المتوسط .واشتملت على ثلاث فصول وهوامش نقدية . باب المحروق بفاس -من ساحة البطحاء إلى بلاد السودان- ليون الإفريقي في ضيافة البابا

تتناول المسرحية سيرة شخصية تاريخية مغربية شهيرة تدعى الحسن بن محمد الوزان الفاسي، المعروف بـ "ليون الإفريقي" (Leon Africanus) . وتغطي فترة زمنية شكلت صفحة من تاريخ المغرب خلال نهاية القرن الخامس عشر وبداية القرن السادس عشر، وبالتحديد إبان حكم السلطان محمد الوطاسي (المعروف بالبرتغالي). و تهدف المسرحية إلى بلورة ما كان يتمتع به الحسن الوزان من أخلاق إنسانية وقدرة على تجسيد الحوار الثقافي المتنور بين الشعوب على اختلاف أديانها وأجناسها، مستعرضةً حياته كرحالة ودبلوماسي أسره القراصنة ثم أُهدي إلى البابا ليصبح مسيحيا، قبل أن يعود إلى جذوره الإسلامية."
لكن من هو ليون الإفريقي؟
إنه الحسن الوزان (ليون الإفريقي) فهو الحسن بن محمد الوزّان الزياتي الفاسي الغرناطي وله من الألقاب "ليون الإفريقي، يوحنا ليون الإفريقي، يوحنا الأسد الإفريقي (بعد تنصره). وُلد في غرناطة (الأندلس) . هاجرت أسرته إلى فاس بالمغرب بعد سقوط غرناطة، وترعرع فيها. درس في جامعة القرويين 1488م، قبل سقوطها بيد الإسبان. عمل كدبلوماسي وسفير لـ السلطان الوطاسي محمد البرتغالي في نهاية القرن الخامس عشر وبداية القرن السادس عشر، مما أكسبه خبرة واسعة في أفريقيا وخارجها. قام برحلات واسعة شملت تمبكتو، السودان، مصر، جزيرة العرب، تركيا، وتونس. تم أسره من قِبل القراصنة الإيطاليين وهو في طريق عودته من تونس، ونُقل إلى نابولي ثم قُدّم كهدية إلى البابا ليون العاشر في روما تنصّر وأُطلق عليه اسم يوحنا الأسد (ليون الإفريقي). عمل على التأليف، حيث ألّف معجما عربيا عبريا، والأهم من ذلك: كتاب "وصف إفريقيا".
إلى ذلك تمثل شخصية الوزان نموذجا للباحث والرحالة الذي عاش "ممزقاً بين عالمين" وهويتين، مما جعل سيرته مادة غنية للأعمال الأدبية والمسرحية مثل "تغريبة ليون الإفريقي" للدكتور أنور المرتجي.


يقول الدكتور حسن لمنيعي رحمه الله في تقديمه للمسرحية " عندما يلجأ رجل الأدب، لأول مرة، إلى المسرح ليساهم في إثراء ذخيرته عبر الكتابة، فهذا شيء جميل. لأن المسرح هو وسيلة تعبير تخول لكل كاتب درامي معرفة الرد الفعلي المباشر للمتلقي (قارئًا أو متفرجًا). ومن ثم، فإن وعي الدكتور أنور المرتجي بهذه الحقيقة هو الذي دفعه إلى خلق علاقة جديدة مع قرائه بعد أن عرفوه باحثًا في المجال السيميائي وناقدًا أدبيًا ومترجمًا، إضافة إلى اهتمامه بالفعل السياسي وتعدد كتاباته عن أوضاعه وأعلامه خصوصًا في المغرب.
لقد تجسدت هذه العلاقة في مسرحيته "تغريبة ليون الإفريقي" التي تقدم لنا صفحة من تاريخ المغرب خلال نهاية القرن الخامس عشر وبداية القرن السادس عشر. وتحديدًا إبان حكم السلطان محمد الوطاسي (المعروف بالبرتقالي). وإذا كان هذا الأخير هو الذي كلف الحسن بن محمد الوزان القيام بمهام سفارية أكسبته معرفة بإفريقيا وبعض البلدان الشرقية والأوروبية فإن هذه المهام هي التي ستوقعه أسيرا في يد قراصنة إيطاليين قدموه إلى البابا " جان ليون" العاشر الذي عمل علة تنصيره وحثه على تأليف كتابه الشهير " وصف إفريقيا" .
ويخلص الدكتور حسن المنيعي مؤكدا أن الخطاب الذي أراد" الكاتب" توصيله إلينا على لسان بطله هو ضرورة تخلص الشعوب من آفة التعصب والتشدد في الرأي . والعمل على درء التزمت والإنغلاق الحضاري لنهج سياسة حوار ثقافي وديني بناء . وهذا ما تسعى إلى تحقيقه بعض الكتابات الدرامية في أوروبا كما هو الشأن مثلا بمسرحية " ابتسامة ابن رشد" للكاتب البلجيكي بيير دبوش ."

والمؤلف الدكتور أنور المرتجي من مواليد 1951 بمدينة القصر الكبير في المغرب. حصل على دكتوراه السلك الثالث، ويُعد من الأسماء الثقافية المعروفة في المغرب. عمل أستاذا لمادتي اللسانيات والسيميائيات بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بظهر المهراز بفاس. انضم إلى اتحاد كتاب المغرب سنة 1976. باحث في السيميائيات والنقد الأدبي، وله كتاب "سيميائية النص الأدبي" (1987) ناقد في مجال السرديات (الرواية المغربية والعربية) باحث في الخطاب السياسي ومترجم.

على ظهر غلاف الكتاب نقرأ للمؤلف "
مما لا شك فيه، إن موضوع المسرحية تكتنفه صعوبات، من بينها أن الشخصية المحورية من حيث هي معطى تاريخي مطروقة من جوانب عدة بما فيها التعامل الأدبي الإبداعي". لكن د. أنور المرتجي استطاع بجدارة أن يلمس في شخصية حسن الوزان، ما ينعكس على الإشكالية الفكرية في الوقت الراهن، لا على الفكر العربي فحسب، ولكن على الفكر العالمي عموماً، وقد استطاع أن يجد مدخله لهذه الشخصية، من منفذ البحث عن الحقيقة في جوهرها، الحق من خلال الدين أو البحث عن الحقيقة الدينية. وهو ما يبلغ أوجه في تبلور الصورة على نحو من وحدة هذه الحقيقة، باعتبارها معبرة عن الوحدة الإيمانية، مهما اختلفت المظاهر والطقوس والسمات.
وبطبيعة الحال، يضيف المرتجي "فإن هذا المنظور يتقاطع مع مفاهيم من وحدة الوجود، وعوالم من ضروب الطقوس الزهدية والتصوفية والرهبانية، بكافة الصور والألوان والأصوات عبر كونية عتيقة وراهنة ومستقبلية، وبمختلف مرجعياتها الفكرية وخلفياتها الدينية، من سماوية وغير سماوية؛ لكنه أيضاً وعلى الخصوص، يعكس قلق الراهن الفكري المتعلق بظواهر وانشغالات عالمنا وانشغالاتنا فيه.



#عزيز_باكوش (هاشتاغ)       Bakouch__Azziz#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- للمرة الثالثة أو الرابعة أعيد قراءة كتاب -عرائس المروج -للأد ...
- نص مداخلتي في ندوة الكتابة في مرآة الذات ضمن فعاليات المنتدى ...
- كتاب -تصور الأهواء والانفعالات في الفلسفة العملية لديكارت بي ...
- الدكتور عمر بنعياش -محمد جسوس من القرويين إلى برينستون سيرة ...
- الصحفي حين يمسك بالقلم لا يدوّن وقائع فحسب..
- البروفيسور أحمد شراك في أحدث إصداراته- كما يتنفس الكلم- سيرة ...
- ديوان - الشيوعي الأخير فقط- للشاعر العراقي سعدي يوسف – تجربة ...
- حوار مع المخرج المغربي الواعد رامز لطرش السينما كانت علاجي و ...
- -كثبان السافانا - استعادة إرث الإنسان الإفريقي ودعوة للتنديد ...
- اللص والكلاب- لنجيب محفوظ من الأعمال الكبرى التي تُقرأ مرات ...
- رواية - أحلام منكسرة - لمحمد بوهلال السيرة المتخفية. أو الأو ...
- -خواطر وهمسات- لعبد الحي الرايس - نبض رجل بذبذبات استثنائية ...
- لوحات الإبحار-اهتمامات إنسانية وعشق للكتابة بقلق وجودي. جديد ...
- في الذكرى 34 لتأسيس أول فرع للنقابة الوطنية للصحافة المغربية ...
- هل يترك ChatGPT أثرا أو بصمة واضحة في كتابات الباحثين الذين ...
- مأساة الناقد الذي يفتقر إلى معرفة بعلم الجمال سقوطه الحتمي ف ...
- حينما يصبح الذكاء الاصطناعي عاجزا أمام المخطوط التراثي العرب ...
- من أجل انبعاث فاس واستدامتها مؤسسة يوم فاس ترفع شعار - تفعيل ...
- الذاكرة والاعتقال السياسي في السينما المغربية: فيلم «كيليكيس ...
- رواية -الفتاة التي لا تحب اسمها-لإليف شافاك أو ساردونيا أنجع ...


المزيد.....




- استمرار البحث عن لاجئي الروهينغا بعد انقلاب قاربهم في مياه ه ...
- الادعاء التركي يطالب بالسجن أكثر من 2000 عام لأكرم إمام أوغل ...
- تركيا تعلن تحطم طائرة شحن عسكرية على متنها 20 شخصًا.. وأردوغ ...
- سوريا بلدنا، لكن العودة ليست سهلة… مخاوف السوريين من تحديات ...
- عاجل | الأمين العام لحزب الله: العدوان الإسرائيلي لا يمكن أن ...
- ساركوزي خارج القضبان.. إطلاق سراح مؤقت في انتظار كلمة الاستئ ...
- إغلاق صناديق الاقتراع في الانتخابات البرلمانية في العراق
- تورك يدعو لتحرك عاجل لوقف -الفظائع المروعة- في السودان
- ممثل ادعاء تركي يطالب بسجن أكرم إمام أوغلو 2000 سنة
- 12 قتيلا في هجوم انتحاري بإسلام آباد تبنته طالبان الباكستاني ...


المزيد.....

- قراءة تفكيكية في رواية - ورقات من دفاتر ناظم العربي - لبشير ... / رياض الشرايطي
- نظرية التطور الاجتماعي نحو الفعل والحرية بين الوعي الحضاري و ... / زهير الخويلدي
- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - عزيز باكوش - مسرحية -تغريبة ليون الإفريقي -للدكتور أنور المرتجي : ضرورة درء التزمت والانغلاق الحضاري ونهج سياسة حوار ثقافي بناء بعيدا عن التعصب والتشدد-