في الذكرى 34 لتأسيس أول فرع للنقابة الوطنية للصحافة المغربية بفاس: كلمات وازنة تُثري لحظة الوفاء شهادات مؤثرة في احتفالية العودة للجذور والاستمرارية

عزيز باكوش
إعلامي من المغرب
(Bakouch Azziz)

الحوار المتمدن-العدد: 8376 - 2025 / 6 / 17 - 14:48
المحور: الصحافة والاعلام
    

تميز الحفل الذي نظمته النقابة الوطنية للصحافة المغربية يوم 14 يونيو 2025، بمناسبة الذكرى الـ34 لتأسيس فرعها بمدينة فاس بحضور نخبة من الوجوه الأكاديمية والإعلامية والإدارية أثثت القاعة الكبرى لمجلس جماعة فاس .بتمثيليات لهياكل من النسيج المدني وجمعيات موضوعاتية مثل: الشبكة الوطنية للقراءة والثقافة – مؤسسة فاس- صروح- منتدى كفاءات إقليم تاونات- مركز حقوق الناس – مؤسسة لسان الدين بن الخطيب للدراسات والتعاون وحوار الثقافات –مؤسسة مولاي عبد الله الشريف للدراسات والأبحاث العلمية. نخبة مشهود لها بالخبرة والتميز في البناء والتأسيس أدلت بشهادات صادقة وعبرت عن مواقف قوية تجاه ما تحقق في المجال وما يرتجى أن يتحقق في سبيل الارتقاء بالمهنة ومكانة الصحافي.
الدكتور مصطفى إجاعلي رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس عبر في كلمته عن فخره بالارتباط الرمزي بين الجامعة والصحافة، وبعد أن تقدم بالشكر الجزيل لكل من الدكتور إبراهيم أقديم العميد السابق لكلية الآداب والعلوم الإنسانية فاس والدكتور محمد القاسمي مدير مختبر الدراسات الأدبية وشعبة علوم الإعلام والتواصل بالجامعة، ومؤسس أول شعبة للإعلام والتواصل في الجامعة المغربية التي أصبحت اليوم نموذجا للتكوين الإعلامي الهادف والرصين. ثمن مجهوداتهما وأثنى على خدماتهما من أجل إرساء الصحافة والإعلام النظيف. وحول آفاق ورهانات الشراكة والتعاون بين المؤسستين قال د مصطفى إجاعلي أن توقيع اتفاقية شراكة وتعاون بين النقابة والجامعة يأتي في سياق إرساء تعاون إعلامي مؤسساتي لتعزيز التكوين والتأطير. وأعرب عن أمله أن تفتح هذه الشراكة آفاقا جديدة للتكوين والتعاون الأكاديمي والإعلامي . كما أشاد بالدور الريادي الذي لعبه العديد من الزميلات والزملاء الإعلاميين على صعيد جهة فاس مكناس مؤكدا استعداد الجامعة لتعزيز جسور التعاون مع النقابة من خلال التكوين والبحث العلمي والتداريب المهنية، وتشجيع الطلبة الصحفيين من أجل خلق وعي مهني إعلامي جديد قوامه المهنية والمسؤولية. مشددا على أن تخليد ذاكرة فرع النقابة بفاس هو تخليد لمسار من الالتزام يستحق التقدير الأكاديمي والمؤسساتي" معتبرا حقل الصحافة والإعلام الجاد شريك أساسي في بناء الوعي الجامعي ونشر المعرفة.
من جهته، ألقى عبد الكبير اخشيشن رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، كلمة مؤثرة استعرض فيها دلالات اللحظة ومغزى هذا التكريم معتبرا أن النقابة حين تعود إلى جذورها، فهي لا تنظر إلى الوراء إلا لتقوية خطوتها نحو الأمام. وقال ما معناه حينما تكرم النقابة اليوم جيلا آمن بالصحافة، لا كمهنة فحسب، بل كقضية كرسالة، وكمعركة من أجل الكرامة والحرية. فإننا لا نردّ الجميل لأن الجميل لا يُرد، بل نستحضره لنقول للأجيال الجديدة هكذا بدأنا وهكذا يمكنكم أن تستمروا"
وأكد اخشيشن وهو يؤطر مائدة مستديرة حول موضوع " الصحافة الوطنية والجهوية وتحديات المستقبل"على أن النقابة الوطنية للصحافة المغربية حريصة على حماية المكاسب، وتوسيع دائرة الحريات، والانخراط الواعي في معركة الأخلاقيات والمهنية، في ظل التحديات الرقمية والهشاشة المتزايدة في الحقل الإعلامي. مؤكدا في الوقت نفسه على أن الصحافة ليست مجرد مهنة، بل هي ركيزة أساسية في بناء الديمقراطية، داعيا إلى تفعيل شراكات مؤسساتية تدعم الإعلام الجاد، وتُواجه خطاب التبخيس والإشاعة. وشدّد على أن فاس اليوم بحاجة ماسة إلى إعلام قوي نقدي ومستقل.
أما عبد السلام الزروالي حايكي المندوب السابق لوزارة الاتصال بفاس والعيون، فاختار أن يدلي بشهادته من موقع الإداري والإعلامي الذي يرصد التحولات. وقال في هذا الصدد " لا يمكن الإقرار بوجود إعلام مهني جماعي في مغرب اليوم. مضيفا أنه ماتزال هناك أشواط ومحطات كثيرة. وبعد أن خص بالتحية رواد العمل النقابي وعلى رأسهم عبد المجيد الكوهن، مثمنا روح الالتزام التي ميزت عمل الفرع طوال سنوات. تحدث بجرأة وموضوعية حول الفترات الدقيقة التي شهدتها مرحلة التأسيس. أعرب عن الأمل في ولادة ظروف قانونية وإدارية ورغبة سياسية حقيقية ومناخ انفتاح جديد لإنجاح مخاض يفرز ولادة طبيعية لمهنة الصحافة .
ونبه إلى فقدان الصحافة الجادة ما تبقى من جمهورها الذي تحول إلى متلصص على أعراض الناس. ومخاتل في أسواق الوسائط الاجتماعية وبزوغ ما أسماه بالمؤثرين الذين ينشرون الضحالة والتفاهة ويروجون للسطحية ويهللون للفارغ الأجوف .
وتابع في السياق ذاته إن الاجتياح العظيم لوسائط الاتصال الاجتماعي وسرعة انتشارها وتأثيراتها المباشرة على المجتمع تنبئ بتداعيات مخيفة على جميع مستويات القيم والأخلاق والثقافة . وعن الإعلام البديل قال الزروالي إنه في مآزق حقيقي . لافتا إن صرحا مريعا من التغييب والإهدار الزمني والتضييق المكشوف يسائل الدولة في العمق ويحمل المسؤولية لفيف المتدخلين في القطاع. بعد أن تبخرت كل الآمال العظام التي عقدت على الصحافة في المناظرتين التاريخيتين وعلا خيط دخانها في عنان السماء .
وبغض النظر عن الإشكاليات المركبة التي يعاني منها المشهد الصحفي والإعلامي الذي يتميز بأسئلة جديدة. يقول الزروالي فان المرحلة الراهنة تتطلب من الجميع البحث عن الشروط الكفيلة بتنقية الأجواء الصحافية والإعلامية وإعادة النظر في قوانين الصحافة وجعلها تتلاءم مع التحولات المتسارعة خاصة في ظل الثورة الرقمية والتوجه نحو المستقبل . وهذا يتطلب من الصحفيين يضيف المتحدث الترفع عن الصراعات ذات الطبيعة الشخصية التي لن تساهم إلا في تعميق ما يعرفه منسوب ثقة الرأي العام بالصحافة والإعلام الذي يشهد تراجعا مخيفا وبتدني صورة الصحافة والصحافيين أنفسهم .

من جانبه ، نوّه رئيس جماعة فاس عبد السلام البقالي بدور الإعلام المهني النزيه، موجها الشكر لكل الصحفيين الذين يشتغلون في صمت من أجل نقل الخبر بموضوعية ومسؤولية. وأكد على أن الرهان الحقيقي اليوم يتمثل في تعزيز مصداقية المعلومة في زمن تتزاحم فيه الأخبار الزائفة والتفاهات.
إن الاحتفاء بالرواد ليس مجرد تكريم شكلي، بل هو فعل ثقافي ونقابي بامتياز، يحمل رسالة واضحة: لا مستقبل يُبنى دون ذاكرة، ولا إصلاح حقيقي للقطاع دون تقدير حقيقي لمن مهّدوا الطريق. في هذا السياق، بدا حفل فاس درسا بليغًا في التقدير المؤسسي والوفاء الجماعي، ووقفة تأمل في ما تحقق، وما ينبغي أن يتحقق. لقد أكدت النقابة الوطنية للصحافة المغربية، من خلال هذا التكريم الرمزي، أنها ما تزال قادرة على تجديد وفائها لثوابتها، وأنها تُدرك أن بناء المستقبل يبدأ من الاعتراف بجذور الماضي.

وكرمت النقابة في ذكراها ال34 عددا من الشركاء ورعيل من رواد الصحافة والإعلام بالجهة منهم " مريم المغاري صحافية بمحطة إذاعة فاس الجهوية . د .بشرى البهيجي مكلفة بالتواصل بالجماعة الحضرية. ذ.عبد المجيد الكوهن أول كاتب للفرع . ومن مؤسسي الفرع ذ الحسن ساعو محمد ملوكي . العابد السودي القرشي مدير إذاعة فاس ذ.عبد السلام الزروالي مندوب سابق لوزارة الاتصال بفاس والعيون . ومن شركاء الفرع الجهوي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية نجد د .المصطفى إجاعلي رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله فاس د .عبد السلام البقالي رئيس مجلس جماعة فاس .عمر عزيزي رجل أعمال.عزيز اللبار رجل أعمال . جمال الشاهدي رئيس مركز حقوق الناس . د محمد بنبراهيم مدير معهد الصحافة بفاس وعبد الكبير اخشيشن رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية.
كما شكلت المناسبة فرصة لتوقيع اتفاقيتي شراكة بين فرع فاس للنقابة الوطنية للصحافة المغربية وكل من جماعة فاس وجامعة سيدي محمد بن عبد الله في خطوة تهدف إلى مد جسور التواصل والتفاعل بين الإعلام والمؤسسات التعليمية الجامعية. والمؤسسات المنتخبة

قريبا من أوجاع التنظيم وارتباكاته ،عرف اللقاء الذي يسر فقراته الكاتب العام لفرع النقابة الوطنية للصحافة المغربية بفاس إدريس العادل ارتباكا شكليا بخصوص البروتوكول فلما كان أبسط أشكال الوفاء أن يكون أول من يُكرّم وأول من تمنح له الكلمة، وأول من يُصفق له بحرارة في قاعة المجلس الجماعي، هو الصحفي القيدوم الزميل عبد المجيد الكوهن أول كاتب عام لفرع النقابة الوطنية للصحافة المغربية بفاس وليس رئيس جماعة فاس !

كما إن تغييب بعض الأسماء والرموز في مناسبة تخصهم وتقديم رئيس مجلس جماعة فاس الفاعل السياسي عبد السلام البقالي ليكون في واجهة التكريم يطرح سؤالا جوهريا حول أولويات الاحتفاء ومعانيه. هل نحتفي بالتاريخ والنضال أم بالوظيفة والموقع؟ وهل نحن أمام لحظة مهنية خالصة أم في سياق تطبيع غير مبرر مع السلطة على حساب رجال المهنة الحقيقيين؟ كما أن ضجيجا وصخبا ملأ القاعة أثناء تقديم الكلمات ما جعل العادل يطلب من الجمهور الالتزام بالصمت لأن ما يقال "كلام ثقيل يجب الاستماع إليه " حسب قوله . هذا من موقع الانتماء المسؤول لهذا الهيكل النقابي العتيد الذي يحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى وقفة تقويم ومصارحة، من أجل إصلاح أعطابه، والوقوف عند عثراته، وترميم جسوره مع أجياله ورواده، لاجتراح أفق جديد يجعل من العلاقة بين الصحفي ومهنته أولوية قصوى عوض الانشغال بالعلاقة بين الصحفي ومواقع النفوذ أو مراكز القرار.

إن تكريم الرواد ليس مجرد إجراء رمزي، بل هو فعل أخلاقي يرسي القيم التي نريد أن نغرسها في الأجيال القادمة أبرزها قيم الوفاء والاعتراف والاستمرار. إذ ما معنى الوفاء المهني حين يقصى الزميل محمد بوهلال آخر من تولى رئاسة فرع فاس للنقابة الوطنية للصحافة المغربية مراسل جريدة الاتحاد الاشتراكي لأكثر من أربعة عقود ومدير نشر صدى فاس؟ . وكيف تبرير تكريم أحد من أقدم الصحفيين بفاس والذي يا للمفارقة هو من لم شمل العديد من الزملاء من هم اليوم في دفة القيادة بالنقابة ذاتها ؟ أليس هو من يستحق التكريم أيضا إضافة إلى الرواد المحتفى بهم ؟

فاس 17 يونيو عزيز باكوش

#عزيز_باكوش (هاشتاغ)       Bakouch__Azziz#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل