أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أشرف توفيق - حرس الملك فاروق الحديدى















المزيد.....

حرس الملك فاروق الحديدى


أشرف توفيق
(Ashraf Mostafa Tawfik)


الحوار المتمدن-العدد: 8520 - 2025 / 11 / 8 - 17:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


“ إن بعض ما يجري في مصر بلغ درجة الخيانة،ومع ذلك فإن حزمنا يبدو رخوا”. “كادوغان”

( الباحثون يعتقدون أن للملك مجموعة كانت على اتصال بالمانيا كطريق لإستقلال الوطن تعتمد اعتمادا كليا علي المثل القائل "عدو عدوي هو صديقي" فيها السادات،وفيها مجموعة ضباط الطيران وهى من أربعة ضباط برتبة ملازم طيار تقيم معا في شقة مفروشة بمصر الجديدة قريبة من مطار ألماظة،وكانت هذه المجموعة مكونة من الطيارين:"أحمد سعودي أبو علي وحسين عزت ومحمد وجيه أباظة وعبد اللطيف البغدادي"واتصلت بالفعل بعزيز المصرى ونسقت معه والفريق عزيز المصري أحد العسكريين البارزين أثناء فترة حكم الملك فاروق الأول عينه الملك فاروق رئيس أركان الجيش المصري للمشاركة في محاولة تحديثه بعد معاهدة 1936،يعتبره العديد من الضباط الأحرار أباهم الروحي.. )

ووزير الثقافة السابق "الصحفى" النمنم يرى أن علاقة الملك بالمانيا النازية وإتصاله بها تسبب في قيام القوات البريطانية بمحاصرة قصر عابدين،في "فبرايرعام1942" وأجبر السفير البريطاني في القاهرة حينها اجبرالسير مايلز لامبسون فاروق الأول ملك مصر على التوقيع على قرار باستدعاء زعيم حزب الوفد مصطفى النحاس لتشكيل الحكومة بمفرده أو أن يتنازل عن العرش فهو يرى أنه كان هناك ضرورة لفصل الملك عن التمادى فى علاقاته مع المانيا وكان الوفد هو الحل.
فقد علم الانجليز بتحرك الملك ورصدت السفارة الانجليزية إتصالاته بالألمان،ومعه هبطت الثقة بين الملك والإنجليزا درجات كثيرة لأسفل وبدأ السفير الانجليزى "مايلز لامبسون" يسمى الملك بالولد the boy والملك يسميه "جاموس باشا" paflowولذا اضطربت-بحق– أعصاب الأنجليز أمام المظاهرات والهتافات الصاخبة:"تقدم ياروميل إلى الأمام ياروميل" فدفعت المخابرات البريطانية ب "إيرين جينيل" يهودية مصرية من عائلة غنية لتجارالقطن بالاسكندرية لفاروق ووصلت لقصره وسيطرت عليه وفى مذكراتها قالت:"إننى لست مهتمة بفاروق ولكنى سأذهب معه لأنى أكره الألمان؟!"وتصف كيف طلب منها السفير الانجليزى لامبسون أن تكون تحت طلب فاروق؟! ويمكن القول إن شبح الدبابات البريطانية المتجهة لحصار قصر عابدين “وردع الملك فاروق” بدا في الواقع كرد فعل على رسالة “تأنيب” تلقاها السفير البريطاني السير “مايلز لامبسون” من السير “ألكسندر كادوغان” الوكيل الأول بوزارة الخارجية، وهو القائم على التنسيق بين الدبلوماسية والسياسة، أي بين وزارة الخارجية ورئاسة الوزارة، وفي هذه الرسالة يقول السير“ألكسندر كادوغان” موجها كلامه للسير“مايلز لامبسون”بما نصه: “إنني مندهش أنك مسؤول عن مصر من سبع سنوات، ومع ذلك نرى في مصر ما نراه الآن، وهو ما يعني أن قبضة بريطانيا غير محكمة في أمر يتصل بمصالحها الحيوية وأمنها في الشرق الأوسط ومجهودها الحربي جنوب البحر الأبيض. ثم يضيف “كادوغان”: “إن بعض ما يجري في مصر بلغ درجة الخيانة،ومع ذلك فإن حزمنا يبدو رخوا”.
ففجأة والملك منشغل في أزمة صغيرة مع وزارة “حسين سري” (باشا) بسبب تردد “صليب سامي” (باشا) وزير الخارجية إزاء طلب بريطاني بإبعاد الوزير المفوض الفرنسي المسيو “بوتزي”، واتجاه الوزير إلى قبول ذلك على عكس رغبة ظاهرة من الملك قدم رئيس الوزراء“حسين سري” (باشا) استقالة وزارته كلها بدلا من إقالة وزير خارجيته بأمر من القصر وفي ظرف ساعات هبت العاصفة الإنذار البريطاني وحصار القصر بدبابات الاحتلال واقتحام السير “مايلز لامبسون” لمكتب الملك يفرض عليه الخيار المر: التنازل عن العرش أو الاستسلام لمشيئة الاحتلال وكان أن استسلم ملك مصر ودعا“النحاس” (باشا) لتأليف الوزارة
ويروي “حسن يوسف” (باشا):أن حادث 4 فبراير كان نقطة تحول في حياة “فاروق” وفي شخصيته، وكان التحول على خطوات تلاحقت متسارعة: فاجأه الإنذار البريطاني وأهانته الطريقة التي تصرف بها السير “مايلز لامبسون”. وأدهشه قبول “النحاس” (باشا) لرئاسة الوزارة من يد الاحتلال وعلى “أسنة” حرابه، كما سمع من “أحمد ماهر”(باشا. وأصابه الذهول لأن تظاهرات شعبية استقبلت تكليف “النحاس”(باشا) بالوزارة بفرحة غامرة. ثم كانت فجيعته الكبرى حين رأى صور التظاهرات التي خرجت مرحبة بدخول“النحاس”(باشا)، تحمل أول زائر جاء لتهنئته وهو السفير البريطاني السير“مايلز لامبسون” على الأعناق مصفقة ومهللة. الضربة القاصمة التي تلقاها الملك فاروق عندما حاصرت الدبابات البريطانية قصره في 4 فبراير1942لتجبره علي تكليف مصطفي النحاس برئاسة الحكومة، وقد حدث ذلك والدبابات تحيط بالقصر ووحدات عسكرية من الجيش الانجليزى بالحديقة.وحول باب الملك ضباط انجليز شاهره المسدسات.المهم لم يكن مع فاروق وقتها إلا رئيس ديوانه أحمد حسنين باشا،الذى همس للملك:
" اخضع اليوم وانتقم غدا – التمكين بعد الإبتلاء"
والذى اقسم بشرفه للملك وهو يقدم استقالته له ، بأنه سوف ينتقم من كل من شارك فيما حصل تلك الليلة الليلاء.وطبقا لرواية حسن يوسف باشا (فإن فاروق يومها كان رجلا فاقد الثقة فى كل شىء،و كل الناس ولأن الملك يومها لم يتجاوز ال 22 عاما،جدد الثقة بلا ثقة فى رائده أحمد حسنين باشا، فلم يجد احد بجانبه غيره) كان الحادث مروعا فى الجيش،واجتمع فى نادى الضباط 350 ضابط يتداولون بحدة فيما حدث ويصرخون،يحركهم حس وطنى للوطن والملك ولمح الصاغ "أحمد عبد العزيز" ضابط الحرس الملكى " أحمد صالح حسنى" بينهم فعنفه وصرخ: لماذا لم تستشهدوا امام الانجليز؟ عليكم أن تطلبوا جميعا كتائب الصحراء لتتعلموا استعمال اسلحتكم!! وتقدم الصاغ "عثمان فوزى" يمنع عراكا قد شرع فيه وهو يقول:(طلبوا الإذن بضرب النار ورفض الملك) وقال أحمد عبد العزيز: لو سقط شهيدا منا يومها لخرج الاحتلال كنا سننتفض شعبا وجيشا،آى إذن يطلبوا وهم فى حالة دفاع شرعى عن النفس.. انه الخوف ؟!
وتتلخص خطة (احمد حسنين) كما يحكيها هيكل فى كتابه"سقوط نظام" فى ثلاث عناصر اساسية تتبع نهج فيلم امير الأنتقام الذى قدمه "انور وجدى" انتقام صغير وراء إنتقام صغير حتى يتم تصفية كل الاعداء ردا على ماحدث فى تلك الليلة الليلاء4 فبراير1942:
1- كسر حزب الوفد بتعميق الفلق الذى ظهرعلى سطحه، بتوتر العلاقة بين مكرم عبيد والنحاس باشا، أوبمعنى اصح بين مكرم عبيد وقرينة النحاس زينب الوكيل،التى كان لها تأثير كبير على النحاس بحكم فارق السن الكبير بينهم،فقد كان النحاس فى طريقة للسبعين، بينما كانت زوجته تتبختر فى طريق الخامسة والثلاثين.
2- خلق ولاء مباشر بين العرش وضباط "الحرس الملكى" باعتبار هؤلاء الضباط المحيطين بالعرش والدافعين عنه،مع صدور تعليمات للأسرة الملكية،بأن يكون التعامل مع ضباط الحرس باعتبارهم النطاق الخارجى من تركيبة الاسرة،.وفى هذا البند عهد إلى اللواء "عمر فتحى" قائد الحرس الملكى لاختيارمجموعة من أكثر العناصر بالجيش جرأه واندفاعا وفى نفس الوقت ولاءاً
3- السعى لإيجاد صلة مباشرة مع لندن،بما يمكن القصر من تفادى التعامل مع السفارة البريطانية فى القاهرة،والمسئول عنها"مايلز لامبسون" صاحب غزوة 22 فبراير للقصر بالدبابات
وقد استطاع أحمد حسنين باشا أن يحقق الانتقام الأول بتقويض الوفد حزب الأغلبية حينما دق إسفينا بين مصطفى النحاس وصديقه مكرم عبيد بظهور "الكتاب الأسود" الذي فضح "مصطفى النحاس" عن طريق التركيز على تجاوزات زوجته السيدة "زينب الوكيل" ومما يؤكد ذلك الكشف عن النسخة الأصلية للكتاب في خزينة "أحمد حسنين" نفسه بالقصر بل إن القصر قد قام بطبع هذا الكتاب سراً تحت رعايته .
وصاح الملك على طريقة انور وجدى :الأول..
وقال حسنين :الوفد هو الأول افندينا..
واوضح الكتاب الاسود أن الوفد فى ظرف ثلاثة أسابيع من حادث 4فبراير 1942كان قد نشر نفوذه سريعا وواسعا،بل نشر فسادا لم يعرفه الوفد من قبل، فقد اعلن النحاس نفسه حاكما عسكريا مستفيدا من اجواء الحرب وتوسع فى الأعتقالات حتى اعتقل: "نيوية موسى"؟! ويتعين أن نشير إلى تأثير عامل السن في تصرفات النحاس الذي سمح بتدخل زوجته في شؤون البلاد وتفصيل القوانين وإصدار الاستثناءات لخدمة أهلها وأقربائها وحتى خدمها والعاملين بأمرها وخاصة في مجال الإعفاءات الضريبية؟!
فالعقاد نفسه هاج وماج في الصحافة على زواج مصطفى النحاس باشا من السيدة (زينب الوكيل) واندهش الناس من تدخل العقاد فيما لا يعنيه ولكن العقاد أعلن أنه كمواطن يعنيه جداً هذا الأمر،فكل ما يتعلق برئيس الوزراء يعني جميع المواطنين؛ لأنهم يريدون أن يطمئنوا على سلامة حكم وأحكام الرجل الذي يحكمهم، فإذا تزوج النحاس باشا فتاة صغيرة جميلة فإنها هي التي سوف تحكمه،ولذلك يجب أن يعترض الناس جميعاً على أن تحكمهم فتاة صغيرة،وليس رئيس الوزراء؟! وقالوا للعقاد لماذا لم تعترض على فاروق وفي القصر وصيفتان بلا أميرات: ناهد رشاد، وزوجة كريم ثابت؟ فأجاب:إذا اعترضت على رئيس الوزراء فعلى الملك أن يستشف الأمور!!
وفي تقارير عن زيارة النحاس وحرمه للندت بعد زواجهما، يحكي (حسن نشأت سفير مصر في لندن وقتها) عن تصرفات غير منطقية وغير معقولة لكنه يمكن فهمها من الناحية الإنسانية. فهو يذكر كيف وقفوا ربع ساعة على رصيف محطة القطار فى انتظار زينب هانم التى كانت تصلح من مكياجها ومظهرها وتنسق قبعتها. ومن المثير للإهتمام أيضاً أن هذه العروس تأخذ مرافقة لها فى السفر ست ريفية اسمها [أم السعد] وتجعلها وصيفة لها..وليس أدل على نفوذ زينب الوكيل من تصريح نجيب الهلالي باشا حينما فوتح بدخول وزارة النحاس السابعة والأخيرة :(أنا غير مطمئن، ولذلك سأنتظر..وإذا ثبت لي أن "الست" لا تتدخل فسأشترك في الوزارة) ورصد رسامو الكاريكاتير بريشاتهم الساخرة صعود نجم زوجة النحاس وتأثيرها الواضح في كواليس السياسة،حتى إن رسام الكاريكاتير عبد السميع عبد الله رسم ذات مرةٍ على غلاف مجلة "روز اليوسف شخصية "المصري أفندي" وهو يهمس في أذن إحدى السيدات قائلاً: "أحسن طريقة علشان الست تبقى رئيسة وزراء، أنها تتجوز رئيس وزراء".فوزارة النحاس بعد عودتها فى42، كانت تريد تعويض السنين العجاف بعيدا عن الحكم،فتمسكت بالفرصة،واهتبلتها،وكلفها ذلك خسران سمعة حزب الوفد.فقد جاوز النحاس كل حدود فوزارته جاءت بعد شوق وفترة طويله بعد فيها الوفد عن وزارة فى عصر فاروق فقد تعرض1520 من كبار ومتوسطى موظفى الدولة للفصل،أو النقل مع التوسع فى الإحالة للمعاش،ورد النحاس بتجبر وتكبر :"بأنهم من أحزاب الأقلية وممن ناصبوا الوفد العداء،ولاتستطيع الوزارة الجديدة ضبط الأمور بالبلاد إلا بمن تثق فيهم،وهى لاتستطيع أن تنفذ سياستها إلا برجالها.كما تبين أنه يوم 27 مايو1943استقلت السيدة قرينة النحاس باشا عربة مخصصة لرئيس الوزراء ضمن قطار وكان مع رفعتها شقيقها السيد أحمد الوكيل،وكانت عربتهما مليئة بالسبائك الذهبية وشحنة ماس ومجوهرات،وكان القطار متجه لفلسطين،وفى القدس نزلت الحقائب والسبائك والصناديق،وجرى تسليم كل شىء لمجموعة من السماسرة هما:"ميشيل طارابى" و"عمر داود الدجانى" للبيع وقبض الثمن!!
واعلن القصرالسفيرالانجليزى، بقصد اثارته ضد النحاس وليسمح للقصر بمحاكمه النحاس،ولم يقبل "مايلز لامبسون" السفير الانجليزى محاكمة النحاس،فهو مع الوفد ظالما أو مظلوما؟ فتصدى له مكرم عبيد فى البرلمان،من خلال إستجواب كان موضوعه "الكتاب-الاسود" ورفض الإستجواب فى البرلمان،بسبب شللية الوفد فى البرلمان وزعامة رئيس الوزراء النحاس،والغريب هو القبض على مكرم عبيد واعتقاله لأثارة النظام العام عند خروجه من البرلمان بعد الاستجواب..فكل شيىء يحدث من زمن؟! فليس فى زمن عبد الناصر ولا حسنى مبارك بل النحاس باشا
وحلت سنة1944واستعجل الملك– حسنين باشا - لأقصاء النحاس وهو يقول له: صبرا يامولاى ،والملك يكررله :كنت تركت الحكم اهون.
ثم قال الملك: الف وزارة ياحسنين تكون أنت رئيسها؟
انه يعتقد انهم لن يكرروا 4 فبراير مرة آخرى..وقال حسنين إنه سيمضى فى تنفيذ أمر جلالته الملكى.وبالاتفاق مع الملك تم تأليف الوزارة بمناورة علنية، تكفل أن يصل النبأ للسفارة الانجليزية،فإما أن يقابل ذلك بالسكوت فتكون هناك وزارة جديدة من دون الوفد،واما تثور السفارة للنبأ فتمنع الوزارة ولانكون خسرنا شيىء بل قد نمرر اعتراضات على مسلك النحاس.وتم لحسنين ماأراد،اتصلت السفارة وطلبت مقابلةالملك فورا ولأمرعاجل,وقبل الطلب من القصر،والتفت فاروق لحسنين وقال (ساعمل تفتيش على الحرس الملكى،وانظر كيف يأتوا ؟! بطريقة هادئة رجعت لأستقبالهم ،وإلا اخترت جهة آخرى حتى ينجلى الأمر) وجاء السفير بسيارته وبمفرده، وقالno change فقال فاروق كان كل شىء فى العلن لماذا تركتونا حتى وقعت الأوامر الملكية؟ فقال السفير بجفاء---sleep--- on it فقال الملك ساعمل لك خاطر ولكن لنا اعتراضات على النحاس اعتقد سيعمل لكم فيها خاطر ،واخذ السفير عريضة الأعتراضات،ووعد بأن يسويها مع النحاس.وفى الصباح كانت صحف الاخبار تتكلم عن التحدى الملكى للاحتلال بوزارة جديدة منعها الإنجليز،واحتجاج حسنين على استمرار التدخل بتقديم استقالته،واسدل الستار على تمثيلية 17 إبريل بقبول الملك لإستقالة حسنين.
ولكن حادث تافه حدث فى الجمعة الأخيرة فى رمضان (الجمعة اليتيمة) فى14سبتمبر1944جعل السفارة البريطانية تنهى ميلها للنحاس ضد القصر،فاثناء اتجاه موكب الملك لمسجد عمرو بن العاص للصلاة، لمح الملك وموكبه لافته بعرض الطريق تحمل عبارة "يحيا الملك مع النحاس" وعندما نزل الملك من سيارته،أشار إلى مدير الأمن العام"محمود غزالى بك" وكان واقفا فى انتظار الملك ويشرف على تأمين موكبه أن يرفع هذه اللافته،قائلا:"إنه لا يتصور أن يجد اسمه مقرونا با سم أحد،وهو لايريد، إلا ابيه الملك فؤاد مقترن باسمه".واعتبر غزالى بك ماسمعه أمر ملكى. وماأن فرغ الملك من الصلاة حتى كانت اللافته قد رفعت،هى ولافتات آخرى بنفس المعنى وضعت فى الطرق المؤديه لجامع عمرو بن العاص ولكن مدير الأمن العام لم يكد يعود لبيته،حتى ابلغه فؤاد سراج الدين"وزير الداخلية" أن رفعة رئيس الوزراء غاضب وثائر بسبب أختفاء لوحة تحمل اسمه وفهم محمود الغزالى أنه يقصد اللافتات التى رفعها لأنها لم تعجب الملك، وقبل أن يتكلم ،طلب منه وزير الداخلية أن يلزم بيته لحين التحقيق معه؟ وتحولت الحادثة لازمة،فى الديوان الملكى والوفد ،والسفارة البريطانية وكان السفير الانجليزى "مايلز لامبسون" غائب فى جنوب افريقيا وتولى مكانه القائم بالاعمال "تيرنس شون" الذى كلف قائد البوليس الأنجليزى "راسل" أن يكتب تقريرا باعتباره شاهد عيان،وكتب "راسل" تقريره لصالح "غزال بك" قال فيه (إن إيقاف غزال بك لامعنى له،لأن الرجل كموظف، وفى وظيفة الأمن العام "رهن اشارة الدولة" كان ملزما بتنفيذ أمر مباشر صدر له من رئيس الدولة "الملك" حتى ولو لم يعجب ذلك رئيس الدولة) ورفعت لندن يدها عن مايحدث بين الملك والنحاس.ومن الواضح أن لندن نفد صبرها وسئمت من التدخل فى الشأن الداخلى المصرى. وفى 8 أكتوبر1944تلقى النحاس خطاب إقالة وزارته الذى كان قيد الاعداد منذ اليوم الأول لوزارته التى جأت مساء 4 فبراير 1942جأت كما يقول أحمد ماهر باشا على أسنة رماح الأنجليز، وهكذا انتقم القصر من الوفد
في الوقت الذي نجح فيه "عبد الفتاح عمرو" سفير مصر بلندن في إقصاء "مايلز لامبسون" السفير الانجليزى بالطرق السياسية عام 1946
ولذلك قصة طريفة ففى ليلة من ليالى اكتوبر 1945كان الملك فى ضيافة البرنسيسة شويكار،وجاء للملك تليفون من لندن،عاد بعده الملك سعيداً،وقال:خبر كنت انتظره من سنوات،قرروا سحب كيلرن من مصر التفت لشويكار وقال أظن سموك مافيش وقت افضل للشمبانيا من الأن
وبعد يومين التقى السفير الانجليزى كيلرن مع عمر فتحى كبير الياوران وقال له:قل للملك خسارة الشمبانيا..فأنا موجود..
وانزعج الملك واستدعى شويكار وطلب حصر بأسماء الحضور وعلم من اخطر السفارة واصدر اوامره الا يحضر آى حفلة فيها الملك.
وقالت شويكار انها ستعالج الموضوع عن طريق "ليدى كيلرن مدام سفير الانجليز" ومن خلال حفلة شاى وبلهجة طبيعية قالت شويكار:(جلالة الملك كان عندنا من ايام وعرفت منه بخطبة اخته فايزة، ففرحت وأمرت بالشمبانيا نخب خطوبتها..إيه رايك تدوقى ..من فرنسا وحياتك) وجاء الخبر اليقين بعد شهرين بنقل السفير الانجليزى كيلرن لجنوب افريقيا.



#أشرف_توفيق (هاشتاغ)       Ashraf_Mostafa_Tawfik#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نصحنى رجاء النقاش بحيلة الكتابة باسم شهرة أو اسم وهمى (مستعا ...
- حنان الشيخ.. وحكاية سرية شرحها يطول
- في اوكار الذئب الفكرى للرجل الشرقي جلسنا نكتب عن مى زيادة؟! ...
- ووصل السحر لأهل الحل والعقد والمرسلين؟!
- .. تزوجته!! (في ليلة القدر برمضان سنة 1413 ه (اعترفت سعاد حس ...
- فاطمة سرى تفجر النسوية الجديدة .. مغامرة الهانم والأرتست
- منيرة المهدية 1890-1965
- غرائب وعحائب هدى شعراوي “رائدة” حركة تحرير النساء في مصر ) - ...
- الملحق الدينى بجريدة الصباح
- من الكتابة عن كتابة لسرقة الكتابة نفسها ؟!
- غرائب وعحائب هدى شعراوي “رائدة” حركة تحرير النساء في مصر
- غرائب وعحائب هدى شعراوي “رائدة” حركة تحرير النساء في مصر
- غرائب وعحائب هدى شعراوي “رائدة” حركة تحرير النساء في مصر
- زينب الغزالى
- علوية صبح ..الجنس فى ذاكرة المرأة العربية جحيم؟!
- تكتب بجسدها نظرية جديدة فى كتابة المرأة سلوى النعيمي مثالا ف ...
- بضربة ماوس... فصل من رواية كشف المستور فيما آلت أليه الأمور-
- السقوط فى هوى رواية -النبطى- لزيدان
- الملكة نازلي..أو الرومانسية تخلع ملابسها (تفجير الحرملك السل ...
- سمكة مياسة دمياطية ..بعيدا عن عيون أنيس منصور ؟!


المزيد.....




- بركان كيلاويا يدخل مرحلة نشاط متسارع.. ثوران جديد وشيك في ه ...
- أكثر من نصف طلاب بولندا يرغبون بالدراسة خارج البلاد بحثًا عن ...
- -العدالة لـ لورينتس-.. مظاهرات بألمانيا ضد مقتل شاب أسود برص ...
- عشية إحياء الذكرى العاشرة ل13 من نوفمبر، التهديد الإرهابي لم ...
- ما تداعيات سقوط بوكروفسك على الحرب في أوكرانيا؟
- إصابة مصورة في وكالة رويترز وعدد من الفلسطينيين في هجوم شنه ...
- بنبض أوروبا: بعد شراء مقاتلات إف35، بلجيكا تكتشف أن سماءها ض ...
- كم خطوة تحتاج يوميا لتؤخر شيخوخة دماغك؟
- زوبعة تخلف 6 قتلى ومئات الجرحى ودمارا شبه كامل لبلدة برازيلي ...
- إسرائيل تجدد توغلها في القنيطرة السورية


المزيد.....

- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أشرف توفيق - حرس الملك فاروق الحديدى