أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - أشرف توفيق - نصحنى رجاء النقاش بحيلة الكتابة باسم شهرة أو اسم وهمى (مستعار)















المزيد.....

نصحنى رجاء النقاش بحيلة الكتابة باسم شهرة أو اسم وهمى (مستعار)


أشرف توفيق
(Ashraf Mostafa Tawfik)


الحوار المتمدن-العدد: 8518 - 2025 / 11 / 6 - 17:03
المحور: قضايا ثقافية
    


يقول انيس منصور الكتب كالبشر فيها الصالح والطالح :
- كتب مثل الخرائط تهديك لغيرها
- وكتب تحتاج لخرائط،فالذى يقلبها يضيع فيها
- وكتب مثل الاوراق المالية مضمونة الفائدة
- وكتب أكثر الناس سمعوا بها ،ولكن لم يقربوها،ولكن لا يمكن تجاهلها
- كتب تحيرك وتبرجلك وتخيفك ففيها العفاريت والجن والغيب والعذاب
- كتف تفضح المستور وتقيم للفضيحة مقاما
- كتب لله ولوجة الله تقرب من الجنة وتباعد عن النار
ولكنه يقول أحببت كل الكتب وقرأتها فى ست لغات؟!

ويقول عباس العقاد : ( أحب الكتب لأن حياة واحدة لا تكفي، ولا شيء يقدم لك أكثر من حياة واحدة سوى القراءة)

وفى سنة 1975 تخرجت من كلية الشرطة وتم تعينى بالاسكندرية برتبة ملازم ثان،وتصادف وأنا ابحث عن شقة للإقامة أن يسر لى طلبى فى شارع النبى دانيال،لأكتشف أنه شارع الكتب،فهو المقابل لسور الأزبكية عندنا فى العاصمة القاهرة وكان للأستاذ رجاء النقاش،الصحفى والناقد الشهير شقة بنفس الشارع يأتى لها فى معطم ايام الصيف، وعند فترينات الكتب القديمة تعرفت عليه،كان يبحث عن اجزاء من كتاب الاغانى للأصفهانى..لم بعضه من سوق الإزبكية ويبحث عن باقى كمالته ولكن ماهذا الكتاب الذى لا ينتهى وقال لى إنه 24 جزء - غير منشور منها وقتها غير 19فقط - وهو كتاب فى الفسق والعشق ولكنه فى جو عربى عباسى شرقى صرف؟!

وحكى لى حكاية الكتاب فالكتاب يبدأ بمسابقة يجريها الخليفة هارون الرشيدى لأختيار أفضل مائة أغنية فى زمانه - هل لاحظت العدد؟! ويسجل الكتاب أن المرأة فى ذلك الوقت كانت حرة تماما،فهى تطارد الشعراء،وهى تبعث بمن يأتى بهم،وكثير ماوجدنا زوجات الخلفاء يبعثن للشعراء المشاهير ويقدمن لهم الشراب،ويرقص له الجوارى فالشعر فى الكتاب قضاء وقدر ويكتب عن (عمر بن أبى ربيعة) شاعر فحل ولكنه فاجر،فهو يذهب للكعبة ويطوف و يعاكس النساء ..
فأبو الفرج الأصفهانى رجل أبن حظ لم يكتب غير هذا الكتاب ولم يرى فى الدنيا إلا مجالس الأنس والطرب.

وتصادقت والأستاذ "رجاء النقاش"،وكان متعجب لضابط البوليس المحب للكتب والروايات ويعتقد بإستحالة استمرار هذا الاهتمام فالمجالين البوليس والثقافة عنده قضبات متوازيان لا يلتقيان!

وقدمت له بعض القصص ليقول لى رأيه ولكنه أفهمنى أنه سينشرها مهما كان مستواها ليشجع هذة الارهاصة "ضابط الشرطة المبدع" وبالفعل نشرها بمجلة العربى حيث عمل وقتها بمجلة العربى الكويتية.

وماحدث لى مع رجاء النقاش تكررمع الكاتب جمال الغيطان فقد ذهبت له مع صديقى حنفى المحلاوى فى أخبار الأدب وقدمت له كتابى "اعترافات نساء اديبات" ولكنه لما علم بوظيفتى اصابه الوجوم،وقال لن تحقق شيىء فى الأدب وأنت تعمل بالبوليس،سيفرضون عليك ماتكتب وستكون عليك طلب الإذن فى كل عمل ،وقد يراجعون ويشطبون لاتحفر فى الصخر،الأدب على يسار السلطة،معارض لتغولها،والبوليس حارس السلطة بتغولها واستبدادها..لاتضيع وقتك؟!

وقلت له نصحنى رجاء النقاش بحيلة الكتابة باسم شهرة أو اسم وهمى وفهمت منه أن "التابعى" عمل ذلك حتى لا يفقد عمله فى البرلمان،وأن "انيس منصور" كررالأمر عدة مرات فقد كان يسجل فضائح الملك فارق فى أخبار اليوم فكتب تحت اسم "سيلفانا ماريللى" حتى لا يسجن ثم كتب فى جريدة الأثنين عن المرأة والموضة فأختار اسم"أحلام شريف"حتى لا يشهر به اولاد الكار..
وبالفعل نشر لى الأستاذ رجاء النقاش قصص بالعربى الكويتية بأسم "أشرف توفيق" مختصرا لأسمى الطويل "أشرف مصطفى توفيق محمد توفيق" - فلأبى وجدى اسماء مركبة - فحمانى من الكتابة بإذن ومن الرقابة ،وضحك الغيطانى وقال أختار اسم بوليسى لا أسم مختصر،على طريقة "فولتر" الذى اسمه الاصلى "فرانسوا أروبه" وإلا سيقبض عليك متلبسا بالكتابة!

وأنشغلت بالموضوع لماذا نكتب بغير اسمائنا؟ا ووجدت "فرناندو بيسوا" هو المثال الأشهر والأكثر تطرُّفا،فلم يكتفِ باسم مستعار واحد، بل لجأ إلى الكتابة بـ72 اسما مختلفا. ولم تكن مجرد أسماء، بل منح لكلٍّ منها شخصيته المميزة وآراءه السياسية والدينية، وكوَّن لكلٍّ منها ما يشبه سيرة حياة كاملة ومن أشهر هذه الأسماء كان عالم الاجتماع والفيلسوف أنطونيو مورا، وتوماس كروز الناقد والأكاديمي المتخصص في أدب ألبرتو كاييرو دا سيلفا، الذي كان هو الآخر اسما آخر من أسماء بيسوا !!
ولعل أشهر الحالات هي حالة كاتبة الغموض والجريمة الأشهر"أجاثا كريستي" التي اختبأت خلف اسم"ماري ويستماكوت" لاستكشاف تجربة كتابة روايات رومانسية.أما الأغرب فكانت ل"جي كي رولينغ" فبعد الشهرة الواسعة التي حقَّقتها سلسلة كتب مغامرات "هاري بوتر"، اختارت الكاتبة "جي كي رولينغ" الاختباء خلف اسم مستعار هو "روبرت جالبريث"، مدفوعة بالفضول لمعرفة الذي ستُحقِّقه روايتها الجديدة "نداء الكوكو" دون الاعتماد على النجاح السابق لسلسلة كتبها الأشهر"هاري بوتر" حظيت رواية "نداء الكوكو" بنجاح محدود ومبيعات متواضعة، لكن ما إن تسرَّبت الهوية الحقيقية للكاتبة إلى الصحافة حتى قفزت مبيعات الرواية من 1500 إلى 140 ألف نسخة. وقد واجهت النساء وضعا مماثلا في العالم العربي حين بدأن في اقتحام مجال الكتابة، فكتبت "مي زيادة" تحت عدد من الأسماء المستعارة من بينها "عائدة" و"إيزيس كوبيا"،واستخدمت الكاتبة عائشة عبد الرحمن لقب "بنت الشاطئ" لرفض أسرتها المحافظة ظهور اسمها في الصحف. كذلك الحال بالنسبة إلى الكاتبة السورية "مقبولة الشلق"، التي كانت أوّل امرأة سوريّة حازت على الإجازة في الحقوق، ونشرت قصصها ومقالاتها باسم "فتاة قاسيون" وعلى الجانب الآخر، اضطر إريك آرثر بلير، مؤلف رواية الديستوبيا الأشهر "1984"، والمعروف باسم جورج أورويل، إلى الاختفاء خلف هذا الاسم عندما نشر كتابه الأول "متشرد في باريس ولندن" خوفا من أن يُسبِّب الإساءة لسمعة عائلته بحديثه عن سنوات التسكع والفقر؟

كان القمع السياسي دائما واحدا من الأسباب التي دفعت العديد من الكُتَّاب إلى التخفي خلف هويات مستعارة هربا من بطش السلطة وحماية لحرياتهم وسلامتهم الجسدية، بل ولحماية حياتهم في كثير من الأحيان "مهدي عامل" هو الاسم المستعار الذي نشر تحته "حسن عبد الله حمدان"، المناضل الشيوعي اللبناني، مؤلفاته. ولكن يبدو أن الاسم المستعار لم يكن كافيا، فقد اغتيل مهدي عامل عام 1987 في بيروت وهو في طريقه إلى الجامعة اللبنانية حيث كان يدرس فيها مواد الفلسفة والسياسة والمنهجيات
وصار حالى مع الكتب يشبه حال خليل صويلح "الكاتب والروائى السورى".. الذى قال: ( أنها لعنة أبدية تجعلنى فى تجوال طليق يطيح كل صباح بهندسة رفوف المكتبة،رأسا على عقب اسحب كتابا واطوى آخر،أنظر إلى مئات الكتب أمامى وخلفى وفوق وعلى الأرض وأتحسر حزنا،مرة لأنها جأت متاخرة ففى صغرنا وشبابنا كانت الكتب نادرة فى حياتنا ، ومرة لأن الكتب صارت كثيرة الأن ولكن الوقت قليل.)

واستمر فى جمع الكتب،واستسلم لأحلام ذهبية بأنه سوف يجىء وقت أقرأ فيه كل ذلك، والوقت لا يجىء والكتب تتكدس بعضها فوق بعض وفوق عذابى أيضا.



#أشرف_توفيق (هاشتاغ)       Ashraf_Mostafa_Tawfik#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حنان الشيخ.. وحكاية سرية شرحها يطول
- في اوكار الذئب الفكرى للرجل الشرقي جلسنا نكتب عن مى زيادة؟! ...
- ووصل السحر لأهل الحل والعقد والمرسلين؟!
- .. تزوجته!! (في ليلة القدر برمضان سنة 1413 ه (اعترفت سعاد حس ...
- فاطمة سرى تفجر النسوية الجديدة .. مغامرة الهانم والأرتست
- منيرة المهدية 1890-1965
- غرائب وعحائب هدى شعراوي “رائدة” حركة تحرير النساء في مصر ) - ...
- الملحق الدينى بجريدة الصباح
- من الكتابة عن كتابة لسرقة الكتابة نفسها ؟!
- غرائب وعحائب هدى شعراوي “رائدة” حركة تحرير النساء في مصر
- غرائب وعحائب هدى شعراوي “رائدة” حركة تحرير النساء في مصر
- غرائب وعحائب هدى شعراوي “رائدة” حركة تحرير النساء في مصر
- زينب الغزالى
- علوية صبح ..الجنس فى ذاكرة المرأة العربية جحيم؟!
- تكتب بجسدها نظرية جديدة فى كتابة المرأة سلوى النعيمي مثالا ف ...
- بضربة ماوس... فصل من رواية كشف المستور فيما آلت أليه الأمور-
- السقوط فى هوى رواية -النبطى- لزيدان
- الملكة نازلي..أو الرومانسية تخلع ملابسها (تفجير الحرملك السل ...
- سمكة مياسة دمياطية ..بعيدا عن عيون أنيس منصور ؟!
- تكتب بجسدها نظرية فى الأدب النسوى.-العبد الأسود من شهر زاد.. ...


المزيد.....




- روسيا تُعلن عن أسلحة نووية جديدة يمكن لبعضها إحداث -تسونامي ...
- قاطعت مؤتمره وكادوا يبعدونها.. مشرّعة ديمقراطية وجهًا لوجه م ...
- رغم تجدد المطالبات الأممية بإطلاق سراحه .. استمرار حبس أشرف ...
- البرلمان الألماني يرفع الحصانة عن نائب آخر من حزب البديل
- إعصار كالمايغي يجتاح الفلبين.. لم يبق لدينا منزل ولا مكان نن ...
- مدينة أثينا تواجه خطر العطش بسبب تراجع منسوب مياه بحيرة مورن ...
- بيان: قوات الدعم السريع السودانية توافق على خطة أمريكية لوقف ...
- قمر عملاق يتجلى في سماء العديد من البلدان
- غارات إسرائيلية على جنوب لبنان وحزب الله يرفض التفاوض ويؤكد ...
- -فرسان غزة-.. فريق شبابي يضيء الطريق بالإبداع والعمل التطوعي ...


المزيد.....

- الثقافة العربية الصفراء / د. خالد زغريت
- الأنساق الثقافية للأسطورة في القصة النسوية / د. خالد زغريت
- الثقافة العربية الصفراء / د. خالد زغريت
- الفاكهة الرجيمة في شعر أدونيس / د. خالد زغريت
- المفاعلة الجزمية لتحرير العقل العربي المعاق / اسم المبادرتين ... / أمين أحمد ثابت
- في مدى نظريات علم الجمال دراسات تطبيقية في الأدب العربي / د. خالد زغريت
- الحفر على أمواج العاصي / د. خالد زغريت
- التجربة الجمالية / د. خالد زغريت
- الكتابة بالياسمين الشامي دراسات في شعر غادة السمان / د. خالد زغريت
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - أشرف توفيق - نصحنى رجاء النقاش بحيلة الكتابة باسم شهرة أو اسم وهمى (مستعار)