أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - بير رستم - وجهة نظر حول خروجنا من عنق صراعاتنا!














المزيد.....

وجهة نظر حول خروجنا من عنق صراعاتنا!


بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)


الحوار المتمدن-العدد: 8516 - 2025 / 11 / 4 - 05:22
المحور: المجتمع المدني
    


ما هي الحلول الممكنة والتي تنقذ المنطقة وشعوبها من هذه الصراعات الدامية والعنصرية، هل هي تقسيم هذه الدول من مخلفات سايكس بيكو ولوزان وغيرها من الاتفاقيات والمعاهدات الدولية الاستعمارية وانشاء عدد من الكيانات الأخرى؛ كردية، درزية، علوية، سنية، شيعية وأيزيدية ومسيحية آشورية .. إلى ما هنالك من مذاهب وطوائف وأعراق، لكن كيف يمكن أن نقسم أساساً هذه الجغرافيا وهناك تداخل تشابك بين تلك المكونات وذلك نتيجة عوامل عدة؛ منها اقتصادية وأخرى سياسية حيث تداخلت وتمازجت ورحلت بعض المكونات من مناطقها لمناطق أخرى وشكلت جزر داخل مجتمع آخر مختلف ثقافياً، عرقياً أو دينياً مذهبياً، فمثلاً نشاهد في بيئة ومحيط إسلامي منطقة مسيحية أو في بيئة كردية قرى آشورية كلدانية؛ مثال تل تمر والقرى المسيحية في الجزيرة وبالتالي كيف يمكن انشاء هذه الكيانات السياسية، دول داخل دول مثلاً أم نظام مركزي على غرار الأنظمة السابقة القومجية العنصرية بحيث نصبح كلنا عرب أو كلنا مسلمين سنة، كما يطبل مريدي حكام سوريا الجدد لها؟!

بالتأكيد لا هذا ولا ذاك، بل نظم جديدة تراعي هذا التنوع الثقافي والمجتمعي في واقع مناطقنا وأعتقد التجارب الإتحادية في أوروبا والعالم قدمت نماذج واقعية للخروج من هذه الأزمات والصراعات حيث أوروبا وبعد حربين عالميتين استطاعت أن تتفق فيما بينها ومع مجتمعاتها وذلك من خلال الدول الاتحادية الفيدرالية في بلدانهم، بل وتطبيق النموذج الكونفيدرالي فيما بين تلك الدول وذلك بالاتفاق على مشروع الاتحاد الأوروبي، وهناك تجربة عربية قريبة من هذه الحالة، ونقصد دول التعاون الخليجي حيث نجد الإمارات مثلاً قائمة على فكرة الدولة الاتحادية الفيدرالية ومجلس التعاون الخليجي شبيه بالاتحاد الأوروبي والنموذج الكونفيدرالي، والتجربتان العربية والأوروبية قدمتا أفضل النماذج والحلول السياسية للخروج من تلك الصراعات والأزمات وحروب القبائل والأعراق إلى الدولة الوطنية لكل مواطنيها وذلك من خلال بناء دولة تراعي مصالح وحقوق كل المكونات المجتمعية حيث سويسرا فيها أربع قوميات وثقافات، لكن بالرغم من ذلك الكل يعتبر نفسه سويسرياً؛ يعني الألماني والفرنسي والإيطالي وحتى الرومانش والذين نسبتهم إلى نسبة سكان سويسرا لا يتجاوزون 0.05% أي نصف بالمية وليس حتى واحد بالمائة ومع ذلك لغتهم تعتبر من اللغات الرسمية ولهم كانتون وإقليم خاص بهم مع أن عددهم لا يتجاوز أربعين ألفاً!

وهكذا فلما لا نقتدي بهذه التجارب الناجحة وذلك بدل الإصرار على إعادة تجارب فاشلة مستبدة مجترة من الأنظمة الاستبدادية البوليسية كنظامي البعث في سوريا والعراق، أو نظام الملالي في إيران أو حتى النظام التركي بنسخته الأخيرة في المزج بين الفاشيتين الدينية والقوموية، فهذه النماذج كلها أثبتت تاريخياً فشلها ومن الحماقة من ينتظر نتائج مختلفة من المقدمات نفسها! نعم أثبتت التجارب السياسية السابقة؛ بأن الأنظمة القومجية والطائفية لن تقدم الحلول، وبالمناسبة الدولة العثمانية نفسها كانت دولة شبه فيدرالية اتحادية حيث كانت الإمارات وكل أمير هو المتصرف في إمارته ولهم أعضاء في مجلس المبعوثان بأستانة.. وهكذا فما المانع أن تكون سوريا عدد من الأقاليم والكانتونات؛ الجنوب وحتى الجنوب يمكن أن يكون للموحدين الدروز كانتون خاص بهم وللبدو كانتون، وكذلك في الساحل يكون للعلويين كانتون وآخر للعرب السنة وحتى في الشمال الشرق أو الغربي؛ فمثلاً يكون للمسيحيين كانتون في الجزيرة وتصبح تل تمر هي المركز، طبعاً بالإضافة أن يكون للكرد أكثر من كانتون وكذلك للعرب حيث سويسرا فيها 26 كانتوناً مع أن مساحتها أقل من ربع مساحة سوريا!

ربما يجد البعض في كتاباتي؛ بأنني عنصري باتجاه القومية الكردية، لكن في واقع الأمر فإن مواقفي تنطلق من منظور وجداني وانساني، وليس عنصري قومي حيث إنني ضد المشاريع القوموية والطائفية، طبعاً علينا أن نميز بين دعمنا وتأييدنا بأن ينال كل شعب حقوقه القومية كاملةً وبين المشاريع القوموية العنصرية والتي جاءت بالويلات على المنطقة وشعوبها حيث الحروب ومنذ أكثر من قرن ونصف وما زالت مستمرة، وكانت من نتائجها عدد من الدول المركزية الفاشية البوليسية القومجية أو الطائفية مؤخراً مع تجربة الملالي في إيران، وكذلك لست مؤمناً بالتجارب الطوباوية؛ إن كانت التجربة الشيوعية والأممية أو تجربة أخوة الشعوب والأمة الديمقراطية حيث إنها مشاريع طوباوية خيالية لا تقل خيالاً عن المشاريع الطوباوية اللاهوتية وجنات النعيم، كون تلك الأمميات، إن كانت الشيوعية أو الديمقراطية أو حتى الإسلامية تحتاج لمجتمعات حضارية تملك من الوعي والرقي والأخلاق النبيلة بحيث لا تحتاج فيه إلى قوانين ونظم لكي تنظم حياة تلك المجتمعات، أما في مجتمعاتنا المتخلفة والتي تتصارع دينياً مذهبياً طائفياً أو قوموياً عنصرياً، بل حتى قبلياً مناطقياً.. فلا يمكن تحقيق مثل هذه النظم الطوباوية المثالية؛ مدينة أفلاطون، بل الحل في التجارب الواقعية والتي سبق وأن ذكرناها؛ الدول الأوروبية وعربياً؛ الإمارات ودول التعاون الخليجي .. فهل من عاقل يسمع لصوت العقل.



#بير_رستم (هاشتاغ)       Pir_Rustem#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأحزاب الكردية تتحمل مسؤولية تغييب الوعي الوطني الكردستاني
- رسالة عتب من أخت متابعة وجواب توضيحي.
- مشكلتنا مع مجتمعات مستبدة وليس فقط مع حكومات مستبدة.
- (هو) لا يكبر بالخرق!!
- مفاوضات قسد مع دمشق ومستقبل البلاد!
- القضية الكردية ومبادئ الحل المستدام في سوريا!
- نحو حرية كردستان قريباً!
- مبدأ غوبلز بالكذب في خطاب المسؤولين السوريين
- يبدو أن تركيا أستطاعت أن تخدعنا مجدداً!
- مظلوم عبدي في حواره الأخير مع الحدث
- الهوية السورية الجديدة؛ يجب أن تكون قضية وطن ومكونات وليست - ...
- قراءة وإستنتاج في المشهد السوري الأخير!
- تعليق وتوضيح حول تصريح بهجلي و-ممر الشيطان-
- رسالة للسوريين: لن ينقذنا إلا وحدتنا في دولة واحدة لنا جميعا ...
- جرائمكم يدفع الآخرين للمطالبة بالحماية الدولية.
- رسالة للمطبلين ل-توم براك- وتصريحاته المزورة
- رسالة أمريكا الأخيرة للسوريين
- الكرد أصحاب أكبر التضحيات وأكثر السياسيين فشلاً!
- الكرد والمؤامرات الدولية
- إسرائيل مرّغت أنف إيران بالتراب


المزيد.....




- رئيس هيئة شئون الأسرى والمحررين: إبادة إسرائيلية صامتة بحق أ ...
- تونس: الاتحاد الأوروبي قلق من اعتقالات بصفوف المجتمع المدني ...
- بعد قرارات التجميد.. منظمات المجتمع المدني في تونس على المحك ...
- غضب واسع بعد إقرار إسرائيل قانون إعدام الأسرى الفلسطينيين
- تقرير أممي: انتشار المجاعة في الفاشر وكادوغلي بالسودان
- من -الثلاثاء الحمراء- إلى قانون إعدام الأسرى: مسار وطني وحقو ...
- الأمم المتحدة: عدد كبير من المدنيين ما زالوا محاصرين في الفا ...
- -الأونروا-: نحو 75 ألف نازح يحتمون في أكثر من 100 مبنى للوكا ...
- رئيس نادي الأسير الفلسطيني: قانون «إعدام الأسرى» الهدف منه ت ...
- السودان.. لجنة خبراء أممية: الفاشر ومناطق أخرى تعاني من المج ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - بير رستم - وجهة نظر حول خروجنا من عنق صراعاتنا!