أسماعيل شاكر الرفاعي
الحوار المتمدن-العدد: 8515 - 2025 / 11 / 3 - 16:51
المحور:
الادب والفن
ما ان نفث دخان سكارته : حتى رأَيتني اجلسُ قبالتي
وازددتُ يقيناً بأنني هو ،
حين ارتشف شيئاً من كأسه .
كان كأنما انفصلَ عني ،
وفي المسافة الكائنة بيني وبين حافة الطاولة المقابلة ( حيث الكرسي الآخر ) : تَهَيْكَلَ على شاكلتي ، وأصبحنا معاً ، أنا وهو : واحداً
انا الآنَ مثل إسماعيل الجالس قبالتي
اضعُ ساقاً على ساق ، وأطلق لأفكاري العنان : ناطقاً بالكلمات نفسها التي ينطقُ هو بها الآن ،
والتي طالما كنتُ احلم بنطقها : دون ان اجرؤ
اسمعهُ ينطقُ بالطريقة نفسها التي كنتُ اغني بها شتاء روحي بكلماتٍ سريّةٍ في منتصف الليل ،
بطريقة الغناء تلك التي لا مقام لها : سرقني مني
في تلك الأيام
كنتُ : ادَعْني أتهادى كل مساء في البراري والحقول او في البارات ، او متسكعا كشبح على شاطيء نهر الغراف : كما كان يجري طليقاً مما يثقل كتفيه الآن
في تلك اللحظة التي فقدتُ فيها أناي ،
واستلقيتُ بسرور على كتف الكلمات / كلماتي التي كان يرتجلها بالسهولة التي حلمتُ بان أصوغ بها افكاري :
أحببته ، اي انني : أحببتني ، احببتُ اسماعيل الذي كنته ، وإسماعيل الجالس الآن قبالتي ، فأنا وهو كنا معاً جناحين لطائرٍ واحد : حلمَ منذ اصبح مراهقاً ، ان يطير من قفصه : وطارَ ،
والآن هو يجلسُ قبالتي خفيفا كنسمة : وهو يرددَ ، كما كان يرددُ في مراهقته :
( حر ومذهب كل حرٍ مذهبي
ما كنتُ بالغاوي ولا المتعصبِ )
3 / 11 / 2023
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟