أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - نقد سينمائي لقصيدة مشهدان














المزيد.....

نقد سينمائي لقصيدة مشهدان


كاظم حسن سعيد
اديب وصحفي


الحوار المتمدن-العدد: 8513 - 2025 / 11 / 1 - 21:02
المحور: الادب والفن
    


شكرا للزميلة المبدعة الصحفية والناقدة السينمائية سامية عرموش لتناولها نقدا قصيدتي ( مشهدان)

//القصيدة كسيناريو: تحليل مشهدي لصراع المدينة والأبعاد الاجتماعية - قراءة في نص كاظم حسن سعيد

كتبت: مندوبة موقع حيفا24نت
تتميز قصيدة الشاعر كاظم حسن سعيد بنزعة بصرية هائلة، تجعلها أقرب إلى سيناريو متكامل يعتمد على تقنية المونتاج والموازاة ليكشف عن وجه المدينة المتوتر والمنقسم. النص ليس مجرد وصف لشارع، بل هو تشخيص عميق لعلاقات القوة والهوية وحالة الاغتراب الاجتماعي، حيث يقسم الشاعر نصه إلى مشهدين متنافرين، يفصل بينهما قطع سينمائي حاد (Sharp Cut)، ليجسد صراعاً وجودياً وسياسياً ضمن إيقاع الحياة اليومية.
I. المشهد الأول: التوتر الصامت ورقصة الهويات المتضادة
(افتتاحية المشهد: لقطة واسعة (Wide Shot)، ثم تقترب الكاميرا ببطء نحو الأفراد.)
المكان هو شارع مزدحم في مدينة ذات "بنايات شاهقة"، ما يوحي بالضخامة والسلطة. الإضاءة توصف بـ "ناضجة الهيمنة"، وهي إشارة قوية إلى إضاءة مدروسة تؤكد على الجو المسيطر والمُسيَّر. هذا المشهد هو دراما التوتر المكبوت، حيث تتجلى الأبعاد الرمزية للنص.
التضاد الرمزي للشخصيات
يُستخدم المونتاج البارد لعرض شخصيتين متناقضتين تمثلان أقطاب الصراع الاجتماعي:
1. رجل الدين (رمز الانغلاق): يظهر الرجل القصير بطاقيته الدينية (الكيباه) و "مطئطئاً" وهو يمر. حركته توحي بالانزواء والخضوع أو تجنب المواجهة، ليمثل الهوية التقليدية أو الدينية التي تحاول البقاء بمعزل في فضاء مُعسكر.
2. الفتاة (رمز الحداثة والعسكرة): هي النقيض البصري والفكري. تُوصف بـ "غاية الأناقة والرشاقة" و تتحرك بـ "خطى عسكرية". هذا الدمج هو نقد رمزي للوضع الاجتماعي؛ حيث تدمج الهوية بين الجمال والحياة (ذيل الحصان والأناقة) وبين آلة القتل والسلطة ("رشاشة معلقة").
النقد الاجتماعي والذروة الصامتة
التوتر لا ينشأ من الصدام، بل من التجاهل المتعمد: "يدهشك لا يتصادمون ولا أحد ينظر لآخر". هذا الوصف ليس لحركة منظمة، بل هو نقد اجتماعي حاد لحالة العزلة الحضرية والاغتراب في مجتمع مثقل بالخوف؛ حيث النظرة قد تكون مكلفة، والحياد المتبادل هو آلية البقاء.
يبلغ التوتر ذروته في لقطة التناقض: الفتاة تمسك "علبة العصير" (رمز الاستهلاك والروتين السلمي) بينما يتأرجح السلاح. هذا يصور تطبيع العنف، حيث أصبحت الرشاشة جزءاً من التفاصيل اليومية كعلبة العصير. ينتهي المشهد في لقطة مُجمّدة (Freeze Frame) تحذر من انفجار الهدوء الحذر.
II. المشهد الثاني: القطع إلى الفزع الملحمي وانفصال الطبقات
(انتقال مفاجئ: لقطة قطع (Cut) حادة، تنتقل من الهدوء المتوتر إلى الفوضى الصريحة.)
ينتقل السرد فجأة إلى الكارثة الخارجية الصريحة في "الشارع البعيد ملحمة من الفزع". هذا الانتقال يعمل كـ كشف درامي يوضح الثمن الباهظ للهدوء الزائف في المشهد الأول. المشهد الثاني هو مونتاج لقطات سريعة وفوضوية للدمار واليأس، ليمثل الواقع المأساوي الذي يتجاهله أو يتغافل عنه المشهد الأول.
سردية الضحية والتهميش
تتوالى اللقطات القصيرة والحركية التي تظهر معاناة الطبقة المتضررة والمنسية:
• لقطة العجز: "ينقلون قتلاهم والجرحى بالخرق" (استخدام "الخرق" بدلاً من المعدات يؤكد على الفقر والعجز المجتمعي).
• لقطة الموت: "يتكورون على برك الدماء".
• لقطة الأمل اليائس: "يتسابقون لأطفال تحت الأنقاض".
نقد انفصال الواجهة والعمق
يكمل الشاعر نقده الاجتماعي عبر تقنية الموازاة (Juxtaposition) التي تربط المشهدين في "ذات اللحظة"، لتؤكد أن هذه التناقضات ليست منفصلة، بل جزء من نظام واحد:
1. الواجهة (المشهد الأول): تعيش حالة توتر أنيقة ومنظمة، قادرة على الروتين والتجاهل.
2. العمق (المشهد الثاني): تعاني الفوضى والموت والدماء، وتستخدم الخرق لدفن قتلاها.
إن التناقض بين علبة العصير وبرك الدماء هو جوهر النقد الاجتماعي للقصيدة: حيث يتبادل البعض الرمزيات في شارع الإضاءة الساطعة، بينما يغرق آخرون في الدم والأنقاض في شارع الظل، مما يؤكد أن "للجمال وجهان" في مدن الصراع.
لقراءة القصيدة:
( مشهدان)
صاحب العربة وسط الزحام يفرق السيل البشري
الرجل القصير شبه البدين يضع طاقية دينية على راسه
يخطو عكس الفتاة شعرها ذيل حصان
تشق طريقها بخطى عسكرية رشاشة معلقة بالكتف
تتارجح على كتفها غاية الاناقة والرشاقة
النساء يحمين الصدور اذ يتخطين الرجال..
يدهشك لا يتصادمون
ولا احد ينظر لاخر البنايات شاهقة الاضاءة ناضجة الهيمنة
يتكرر المشهد: يمر مطئطئا رجل الدين بطاقية الكيباه
جوار الفتاة شعرها المتقافز اشد قلقا من رشاشها وهي تمسك علبة العصير
هدوؤها الحذر قد يتحول لشراسة فاتكة باية لحظة..
للجمال وجهان في ذات اللحظة ،
الشارع البعيد ملحمة من الفزع
ينقلون قتلاهم والجرحى بالخرق يتكورون على برك الدماء
او يتسابقون لاطفال تحت الانقاض



#كاظم_حسن_سعيد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لسعات متكررة قصيدة
- مشهدان
- قراءة في قصيدة شرار في نظرة
- شرار في نظرة قصيدة
- كورونا قصيدة
- مشهد لكبار السن قصيدة
- خارج مسطرة الشعر كتاب كامل
- مدرسة الاصرار قصيدة
- محاضرة في مركز المخطوطات بالبصرة
- جينات الحكام المتقين قصيدة
- لعبة النرد قصيدة
- ليلة مقتل الامين قصيدة
- ليلة مقتل الامين
- المشط الخشبي
- سرقة صانع الاقفال
- الترحال وحيدا قصيدة
- قصيدة خارج مسطرة الشعر
- طالبة الطب قصيدة
- قراءة نقدية لديوان المرجان
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل


المزيد.....




- تــــابع كل المسلسلات والأفلام الهندي والعربي.. تردد قناة زي ...
- إطلاق ملتقى تورنتو الدولي لفن اليوميات وفلسطين ضيفة الشرف
- افتتاح المتحف المصري الكبير بعد عقدين من الزمن في أرضٍ لا يُ ...
- ماذا حدث عندما ظهر هذا النجم الهوليوودي فجأة بحفل زفاف مستوح ...
- (غموض الأبواب والإشارات السوداء)
- تــــابع كل المسلسلات والأفلام الهندي والعربي.. تردد قناة زي ...
- المتحف المصري الكبير.. هل يعيد كتابة علاقة المصريين بتاريخهم ...
- سميرة توفيق في أبوظبي: الفن الأصيل ورمز الوفاء للمبدعين العر ...
- -الخارجية- ترحب بانضمام الخليل إلى شبكة اليونسكو للمدن الإبد ...
- جمعية الصحفيين والكتاب العرب في إسبانيا تمنح ‏جائزتها السنوي ...


المزيد.....

- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - نقد سينمائي لقصيدة مشهدان