رياض سعد
الحوار المتمدن-العدد: 8513 - 2025 / 11 / 1 - 08:52
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
*مقدمة تمهيدية
في عالمٍ يزداد تسارعًا وضجيجًا وضياعا ، يغدو التعامل اليومي مع الناس مهمةً معقدة تتجاوز حدود المجاملة واللباقة... ؛ فخلف كل ابتسامة قد يختبئ قلق، ووراء كل غضبٍ مفاجئ قد ترقد خيبة طويلة... ؛ فنحن نعيش وسط بشرٍ يبدون طبيعيين، لكنهم في الحقيقة محمّلون بأثقالٍ نفسية واجتماعية تراكمت عبر السنين حتى أصبحت جزءًا من ملامحهم وسلوكهم... .
هذه المقالة تحاول أن تكشف البنية العميقة لهذه الظاهرة، من منظورٍ نفسي واجتماعي واقعي، لتفهم الإنسان المعاصر كما هو: كائناً متعباً يحاول أن يبدو بخير.
*الإنسان المعاصر تحت الضغط: قراءة نفسية اجتماعية في انفجار السلوك اليومي
بين جدرانك الأربعة، حيث تُخَبِّئُ ذاتَكَ الحقيقيةَ وراء ستائر الخصوصية، تظن أن العالمَ مكانٌ طبيعي... ؛ لكنك حينما تعبر عتبة الباب إلى الفضاء العمومي ؛ و تخرج متوجهاً إلى عملك أو مدرستك أو جامعتك أو مصنعك أو متجرك أو مكتبك أو مزرعتك أو ورشتك , أو حتى إلى مقهى الحي أو سوق المدينة ... الخ ؛ فإنك في الواقع لا تخرج إلى الشارع فحسب، بل تدخل في شبكةٍ معقدة من التفاعلات النفسية والاجتماعية التي تحمل في داخلها توتراتٍ خفية وصراعاتٍ غير مرئية... ؛ فالمجتمع الحديث، رغم مظاهره المادية والتنظيمية المتقدمة، يعيش حالة احتقان نفسي عام، تجعل من أغلب أفراده قنابل موقوتة يمكن أن تنفجر لأسبابٍ تافهة ظاهرياً لكنها في الحقيقة ناتجة عن تراكم طويل من الضغوط والعجز والإرهاق النفسي ... ؛ نعم انت تدخل – من حيث لا تدري – إلى مسرحٍ واسع تموج فيه الأرواح المجهدة والوجوه المقنّعة... ؛ فأنت لا تمرّ بين بشرٍ فحسب، بل بين ملفاتٍ حيّة لأرواح مثقلة بالتجارب، مملوءة بالخيبات، مشحونة بالضغوط، وأحياناً مغطاة بقشرة هشة من التماسك الزائف.
إنّ التعامل اليومي بين الناس لم يعد محكوماً فقط بقواعد الأخلاق أو الذوق، بل أصبح مرهوناً بدرجة التوتر الداخلي التي يحملها كل فردٍ معه... ؛ فالكثيرون يعانون اضطراباتٍ غير مشخصة: كالاكتئاب الخفيف، والقلق المزمن ، ونوبات الغضب غير المبرر، والاحتراق النفسي الناتج عن العمل المستمر في ظروفٍ اقتصادية صعبة أو بيئةٍ اجتماعية ضاغطة... ؛ ومع غياب الوعي النفسي وضعف التربية الانفعالية، تتحول هذه الاضطرابات إلى سلوكٍ عدوانيٍّ موجّه نحو الآخرين... ؛ لذا ينبغي أن لا تتعامل مع الناس كما لو أنهم أسوياء تماماً، بل كأنهم خرجوا لتوّهم من معارك داخلية ضارية، أو من سجونٍ مظلمة سجنهم فيها الفقر أو القلق أو الخوف أو الفقد... ؛ فالكثيرون يمشون بيننا بملامح طبيعية لكن بداخلهم حرائق صامتة، يحترقون بنارٍ لا دخان لها، ويكتمون رمادها في أعماقهم.
الغالبية العظمى من البشر اليوم مصابون – دون وعيٍ منهم – بأمراضٍ نفسية واجتماعية مختلفة، تبدأ من القلق المزمن وتنتهي بالعجز عن الشعور بالرضا أو الانتماء... ؛ و الأسوأ من ذلك أنهم لا يدركون إصابتهم، لأن المجتمع لم يربّهم على التأمل الذاتي أو الاعتراف بالضعف، بل على التظاهر بالقوة والتماسك ولو كان ذلك على حساب الحقيقة. فترى أحدهم يغضب لأتفه سبب، ويثور في وجهك وكأنك سبب تعاسته كلها، فقط لأنك لمسْتَ جزءاً من وجعه المكبوت.
وهنا تأتي الفيزياء النفسية للانفجار: عندما تلتقي بإنسانٍ كهذا في الطريق، وتقترف خطأً بسيطاً، لا تتعجب من انفجاره... ؛ إنه لا يردُّ على خطئك أنت، بل يردُّ على ظلم الحياة كلها... ؛ ذلك الصراخ الذي ينهال عليك، تلك الشتائم المقذعة - ليست سوى بركان المرارة المكبوتة والتي انفجرت بوجهك أخيراً.
الناس اليوم يشبهون منازل قديمة مبللة بالوقود ( البنزين ) ، تحتاج فقط إلى شرارة صغيرة لتتحول إلى رماد... ؛ فالمزاح البريء قد يُفهم على أنه سخرية، والكلمة العابرة قد تُشعل شجاراً، والنظرة العابرة قد تُفسَّر كإهانة... ؛ لذلك لا تتعامل مع الناس بسطحية أو اطمئنانٍ ساذج ؛ بل كن حذراً كما لو كنت طبيباً نفسياً يتعامل مع مرضاه في العيادة، فكل من تراه أمامك قد يخفي جرحاً غائراً لا تراه، أو معركة لم تنتهِ بعد في داخله.
الطب النفسي والاجتماع يفسران ذلك من خلال ما يُعرف بـ "الإسقاط النفسي والاجتماعي"، أي أن الإنسان يُسقط توتره الداخلي على الآخرين ليتحرر مؤقتاً من ضغطه الشخصي ... ؛ خذ مثلاً ذلك العامل الذي يكدح من الصباح إلى المساء ليعود آخر النهار بجيبٍ فارغ وظهرٍ مثقل، لا يملك سوى ما يسد رمقه ويُبقي أسرته على قيد الحياة ؛ أي الحد الأدنى من البقاء والكفاف... ؛ او ذلك الإنسان الكاسب الذي يناضل يومياً لتأمين أبسط مقومات العيش الكريم... ؛ تراه يكدح من الفجر إلى الغسق، ليعود إلى بيته منهك القوى، مثقلاً بأعباء النفس والجسد، لا يحمل معه سوى فتات لقمة عيش بالكاد تدفع عنه غائلة الجوع... ؛ إنه التجسيد الحي للمثل الشعبي "قوت لا تموت"... ؛ هذا الإنسان، الذي يحارب من أجل البقاء، يعيش في حلقة مفرغة من الحاجة والمديونية، محروماً من بلوغ شاطئ الاستقرار أو طعم الكرامة... ؛ مثل هذا الإنسان لا يحتاج إلى عدوٍّ خارجي ليفقد صوابه، فهو يعيش حرباً داخلية يومية مع لقمة العيش... ؛ والسائق الذي يعاني من الديون، والموظف الذي يعيش الإحباط من منظومةٍ غير عادلة، جميعهم يحملون في داخلهم طاقة غضبٍ مكبوتة تبحث عن منفذٍ للانفجار... ؛ لذلك فإنّ أبسط موقفٍ – كخطأ مروري بسيط أو كلمة عابرة – قد يتحول إلى نزاعٍ حادٍّ لأن الفرد لا يواجهك أنت، بل يواجه كل ما يقهره في حياته من خلالك... ؛ فإذا صادفته في الطريق وضيّقت عليه بسيارتك دون قصد، فربما ينفجر غضباً، ليس لأنك أخطأت بحقه فعلاً، بل لأنك صادفت لحظة انكساره المتراكمة منذ سنين... ؛ نعم , الوجوه التي تمرّ أمامك ليست دومًا كما تبدو، فخلف الملامح العادية تنام حكايات من الإنهاك والخذلان والضغط... ؛ من يبتسم لك قد يكون في حربٍ صامتة مع نفسه، ومن يعبس ربما فقد شيئًا لا يُعوَّض منذ زمنٍ بعيد... ؛ كلٌّ يحمل حقيبته الخاصة: أحدهم مثقل بالفقر، وآخر بالخيبة، وثالث بالذنب، ورابع بالخوف من الغد... الخ ... ؛ فإذا اعترضت طريقه أو أخطأت بحقه في لحظة شرود، قد يثور غضبًا لأنك أيقظت في داخله الإحساس بالظلم والاختناق الذي عاشه طيلة عمره... ؛ هو لا يهاجمك أنت، بل يهاجم كل ما أوجعه في الحياة، أنت فقط كنت الشرارة التي لامست خزان الألم المتراكم فيه.
إن المجتمع الذي لا يتيح لأفراده فرص التنفيس النفسي أو الراحة الذهنية، يتحول مع الوقت إلى بيئةٍ مريضة تتكاثر فيها العصبية والعنف اللفظي والجسدي... ؛ وتشير الدراسات النفسية إلى أن الضغوط الاقتصادية والاجتماعية المستمرة تُضعف مناطق التنظيم الانفعالي في الدماغ، مما يجعل الإنسان أقل قدرةً على ضبط ذاته وأكثر ميلاً إلى ردود الفعل الغاضبة والسريعة.
من هنا، فإنّ الفهم السليم للتعامل الاجتماعي اليوم لا يكون فقط عبر التهذيب أو الاحترام، بل من خلال الوعي النفسي الوقائي، أي أن نتعامل مع الآخرين كما يتعامل الطبيب النفسي مع مرضاه : بقدرٍ من الحذر، والتفهم، والرحمة، لا على أساس الشك أو الخوف، بل على أساس الإدراك العميق بأنّ وراء كل سلوكٍ غير منطقي قصة ضغطٍ أو ألمٍ لم يجد صاحبه طريقاً لتفريغه.
إنّ إدراك هذه الحقيقة يغيّر نظرتنا إلى المجتمع ... ؛ فالغضب المفرط، والشتائم والصراخ في الشوارع، و العصبية وسوء المزاج العام ليست صفات شخصية بقدر ما هي أعراضٌ جماعية لمجتمعٍ متعبٍ نفسياً... ؛ والمطلوب ليس فقط التنديد بها، بل معالجة أسبابها عبر تعزيز الصحة النفسية، وإشاعة ثقافة الحوار والتسامح، والحد من الفقر والظلم الاجتماعي، لأنّ السلوك العدواني في ظاهره مشكلة أخلاقية، لكنه في جوهره أزمة نفسية جماعية تعكس تعب الإنسان من واقعه أكثر مما تعبّر عن عدوانيته الفطرية.
ومن منظورٍ اجتماعي دقيق ، يعيش الإنسان المعاصر في حالة احتراقٍ نفسي جماعي... ؛ حيث الضغوط الاقتصادية، وانعدام الأمان، وفوضى القيم، والاغتراب العاطفي، كلها تصهر الذات الحديثة في بوتقةٍ من التوتر الدائم... ؛ وحين يزداد الضغط الداخلي ولا يجد متنفسًا صحيًا، يبدأ الإنسان بإسقاط توتره على الآخرين... ؛ فالعدوانية في الشوارع، والسباب، والاندفاع غير المبرر، ليست إلا أعراضًا جماعية لروحٍ اجتماعية محروقة، تتألم بصوتٍ مرتفع لأنها لم تتعلم البكاء بصوتٍ منخفض.
نعم ؛ ومن منظورٍ نفسيٍّ أعمق، يعيش الإنسان المعاصر أزمةً مزدوجة: فهو منهكٌ من العالم، لكنه أيضًا منهكٌ من نفسه... ؛ فهو يبحث عن المعنى وسط فوضى الواقع، وعن السكينة في زمنٍ لا يعرف الهدوء... ؛ فالعقل الجمعي اليوم يعيش حالة احتراقٍ نفسي جماعي، تُترجم إلى غضبٍ سريع، وتوترٍ دائم، وسلوكٍ عدوانيٍّ متبادل... ؛ إنها أعراض مجتمعٍ متعبٍ من ذاته، يُسقِط قلقه على كل ما حوله، لأنّ الصراع لم يعد بين الإنسان والآخر، بل بين الإنسان وظله... .
نعم إنّ الإنسان الحديث يعيش ازدواجًا خانقًا بين ما يُظهره للعالم وما يختبئ في أعماقه... ؛ تُجبره الحياة على ارتداء قناعٍ من الصلابة، بينما تنهشه هشاشته من الداخل... ؛ في النهار يبدو ناجحًا، وفي الليل يصغي لنداء داخليٍّ يخبره أن كل ما فعله لم يكن كافيًا... ؛ بهذا المعنى، أصبح الإنسان كائنًا متعبًا من محاولته الدائمة أن يبدو طبيعيًا في عالمٍ غير طبيعي.
إنّ معرفة هذه الحقيقة لا تزرع فينا الشك بالناس، بل الرحمة تجاههم... ؛ فالذين يبدون قساةً ربما يحمون هشاشتهم، والذين يصمتون ربما يختنقون، والذين يثورون ربما يستغيثون... ؛ ولذلك، فإنّ التعامل الإنساني الواعي لا يبدأ من الأخلاق وحدها، بل من الفهم العميق للنفس البشرية، من الاعتراف بأنّ كلّ واحدٍ منا يحمل نصيبه من الوجع والاضطراب والخوف، وأنّ النجاة في هذا الزمن ليست أن تكون قويًا، بل أن تبقى سليم القلب رغم كل ما حولك من تشوّه... .
*فلسفة التعامل مع الجرح الخفي .. ؛ كيف نتعامل مع هذا المسرح الإنساني المعقد؟
لا تكن ذلك الماشي السطحي في شوارع الحياة... ؛ كن ذلك الطبيب النفسي الذي يمشي بين المرضى من غير أن يظهر أنه يعلم بمرضهم... ؛ كن كالمشائي الحكيم الذي يعبر حقل ألغام بحذر العالم وخبرة الحكيم.
التعامل مع الناس ليس فنَّاً فقط، بل هو أخلاق وجودية... ؛ إنه اعتراف بأن كلَّ إنسانٍ تقابله يحمل قصة معاناة لا تعرفها، جرحاً لا تراه، معركةً خفيةً لا تدري عنها شيئا ... ؛ فلا تستخف بأحد، فلا تعلم حجم المعركة التي يخوضها... ؛ و كن رحيماً في حكمك، متسامحاً في ردود أفعالك، واسع الصدر في تعاملك... ؛ فالحكمة الحقيقية ليست في معرفة كيف ترد، بل في معرفة متى تتراجع.
تذكر دائماً: الوجوه التي تراها في الطريق ما هي إلا أقنعة تخفي وراءها بطولات مأساوية، وآلاماً وجودية , وهموما وعقدا نفسية ، وجروحاً لا تندمل , وقصصا لا تحكى ... .
إن التعامل الواعي مع الناس ليس ضعفاً، بل حكمة... ؛ فكل إنسان تقابله هو قصة مكسورة تمشي على قدمين، وكل ابتسامة قد تخفي دمعة قديمة لم تجد وقتها للبكاء كما اسلفنا ... ؛ لذلك، اجعل لطفك عادة، وحكمتك درعاً، وتسامحك سبيلاً، لأن العالم اليوم يعاني فائضاً من الألم ونقصاً في الفهم... ؛ فكن أنت الطبيب في زمن المرضى، والبلسم في عالمٍ يتبادل الجراح.
تأمل ختامي: الإنسان بين الداخل والخارج
حين نتأمل في هذا الواقع النفسي المتصدع، ندرك أن الإنسان المعاصر لم يعد يصارع الآخرين بقدر ما يصارع ذاته... ؛ لقد أصبح يعيش في ازدواجٍ دائم بين ما يُظهره للعالم وما يختبئ في أعماقه... ؛ إننا نحمل على وجوهنا أقنعة اجتماعية ملساء، بينما تتآكل أرواحنا من الداخل تحت وطأة الخوف والقلق والعزلة واللايقين.
وهنا تتجلى المأساة الكبرى: أن يتحول الإنسان إلى كائنٍ تفاعلي لا يشعر، يعمل ويستهلك ويتواصل دون أن يفهم نفسه أو يدرك ما يعتمل فيها... ؛ فالعلاج الحقيقي لا يبدأ من الخارج، بل من الداخل، من إعادة بناء الإنسان على أساس الوعي بذاته وفهم مشاعره ومصالحة ماضيه.
إننا نعيش في زمنٍ يزداد فيه الجمال ندرة، والعقل تشويشًا، والروح استنزافًا... ؛ ومع ذلك، يبقى الأمل ممكنًا في لحظةِ فهمٍ حقيقيةٍ للآخر، في نظرةٍ تُعفي، وكلمةٍ تُواسي، وصبرٍ يَقي من اندلاع حرائق الغضب الجماعي... ؛ فالإنسان لا يُشفى من العالم إلا بالإنسان، ولا ينجو من قسوته إلا حين يتعلّم أن يرى في الآخرين مرآةً لوجعه لا ساحةً لحروبه.
نعم ؛ إنّ العالم لن يصبح أكثر أمناً ما لم يصبح الإنسان أكثر سلاماً مع نفسه، ولن تهدأ الشوارع ما لم تهدأ العقول، ولن تتصالح المجتمعات ما لم تتصالح الأرواح مع جراحها... ؛ فالتغيير الاجتماعي يبدأ من أعماق النفس، من ذلك الصمت الطويل الذي يتعلم فيه الإنسان أن يرى الآخر لا كعدوٍّ بل كمرآةٍ لوجعه المشترك.
نحو وعي إنساني جديد ... ؛ الفهم الحقيقي للآخرين لا يقوم على إصدار الأحكام، بل على الوعي بأنّ كل إنسانٍ يمرّ بألمٍ خفي لا نعلمه... ؛ فحين نعامل الناس بهذا الإدراك، نصبح أكثر تسامحًا وأقل اندفاعًا.
إنّ بناء مجتمعٍ سليم لا يبدأ من إصلاح الاقتصاد أو السياسة فحسب، بل من ترميم النفوس، لأنّ النفس الجريحة تنتج سلوكًا جريحًا، والروح المتصالحة تبني عالمًا أكثر اتزانًا.
*شفاء العالم يبدأ من الداخل
إنّ الإنسان اليوم لا يطلب من الحياة كثيرًا، بل يبحث عن مساحة صغيرة من الطمأنينة... ؛ فالعالم لن يصبح أكثر سلامًا ما لم يتعلّم الإنسان أن يصالح نفسه، ولن تهدأ المدن ما لم تهدأ الأرواح التي تسكنها... ؛ فحين يرى الإنسان في الآخر امتدادًا لوجعه لا خصمًا له، يبدأ التحوّل الحقيقي... ؛ عندها فقط ندرك أن الشفاء ليس في البعد عن الناس، بل في الاقتراب منهم بوعيٍ ورحمة، لأننا جميعًا نحمل الوجع ذاته، وإن اختلفت وجوهه.
#رياض_سعد (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟