أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناهض الرفاتى - مجزرة القبور














المزيد.....

مجزرة القبور


ناهض الرفاتى

الحوار المتمدن-العدد: 8509 - 2025 / 10 / 28 - 19:50
المحور: الادب والفن
    


بين تلال الكلام تحتسي قهوتك ...وحينما يبلل الحزن أطرافك تشعل نارا من قصيدة...ويتمرد المكان بالوجع وانت تنظر الى مرأتك المكسورة.. فلا ترى تعدد لملامحك او تحولا من الشيخوخة الى شبح
فالحزن لا يتوزع في المرايا المكسورة ...حين يبدو وجهك خريطة للكلام وعيونك اخاديد من الم. تصبح حدودك هي المكان. فيما تلون تجاعيد عينيك طبيعة العلاقات مع شقك الاخر
تظن أن ملامحك انعكاس لمراحل تطور ذاتك او هو رقصة حزينة في أحضان العمر. وحينما يأتيك صديق بعيد يرفع حاجبيه الى ناحية القمر ويغمز بخبث متفحصا وجهك مدعيا ان للشقاء عليك دين استحقه الوقت
هكذا تبدو بلا ملاحظات جوهريه أو نسخة من ذاتك حين تفقد قبرا لأمك
رحلت أمي وأصبحت الأشواق في طريق الخطر. ممنوع من العبور. فلقد تعثر الليل فيك. والقصائد لم تعد هي القصائد. والحروف لم تعد أساسا للكلام
لم تعد تكتمل عبارتي بها.
تغير لون السماء واشعر كثيرا بالحظ السيء كلما تعثرت قدمي...قال لي صديقا يوما أين تذهب في هذا الوقت. كانت الشمس تلفح وجوه المارة ولم يخرج للشارع الا المجانين وسيارات الإسعاف. قلت الى أمي. ضحك ضحكة خبيثة وقال وهو يتلكأ بقدمية اذن تشعر أنك ما زلت طفلا
رحلت أمي ام الأولاد الستة التي انجبتهم وبنتين وثالثة ماتت صغيرة , قالوا لها اتركي زوجك وتعالي عند اهلك. كان زوجها شديدا عليها لا كنها لا تشتكي لاحد ولا يشتكي منها أحد, كانت دوما تشعر بان بقائها مع أولادها هو الحياة الرغيدة وتتحمل كل قساوة الدنيا.
في أحد الأيام حاولت ان تذهب لبيت والدها من شدة قسوة زوجها فتعلق بها أولادها الستة وعادت معهم وعادت بهم وعادت اليكم الي حضن الدار التي يجمعها بها الألم
يتذكرها بعد وقف إطلاق النار يريد ان يذهب لقبرها كعادته لكن هذه المرة اليهود أخفوا القبر او ازاحوه الى الظلام او سرقوه او اختلط بقبر اخر لا تعرف أين القبر الا اثار الجرافات والمجنزرات التي توغلت في المقبرة.. تقتل أرواح الاحياء وتخيم برائحة نجاستهم استراحة الموتى
لا قبرك يا أمي ولا كفن ولا نعش ولا شاهد فيه اسمك. لم يتبقى شيء الا روحك في روحي ...
حينما كنت أزورها في قبرها أكلمها كأنها تسمعني أكلمها يأممه ثم تدمع عيناني واخبئ نفسي من نفسي.. احاول بكل تجلد ان اقرا الفاتحة وادعو بالرحمة لا ثم انصرف تغسل وجهي ...
اليهود حفروا قبرك.. وقبور الناس جميعا لان القبور تخيفهم او لان القبور مزروعة ورود او لان الحب فينا يغضبهم..
حاولت العثور أياما عن قبرك.. وحينما عجزت حاولت البحث عن قبر ابى.. وسالت نفسي كان هنا.. هل قبر ابي أيضا جرفته الجرافات القاتلة للحب..
حاولت ان ابحث وان أتذكر.. فمعالم المقبرة تغيرت.. تبدلت. صارت مكانا موحشا. بالظلم ...
وبعد ساعات كان القبر يرقد مكانه على ناحية من حائط.. كانت الجرافات قد بدأت حفرها من وسط المقبرة ولم ينالوا شيئا من قبره لأنه كان ناحية الشمس..
والان لا اعرف ما بقي من قبور او شواهد.. لم يتركوا لنا حتى زيارة قبور امواتنا..
لكننا نعلم انهم موجودون هنا ..ونحن هنا لن نرحل لن نترك قبورنا ولن نترك وطنا ولن نترك حرفا واحدا من فلسطين لهم ولا حتي مسافة قبل السطر.



#ناهض_الرفاتى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العقل المعرفي تاملات في سورة المائدةنننا
- غزة بين هدنة الضرورة ومأزق التسوية: قراءة سياسية في لحظة ما ...
- التكية مفردة مشئومة فلسطينيا
- اسرار اسم سورة ال عمران
- التكية
- العقل المعرفي
- تقدير موقف حول تهديدات نتياهو-انتظروا-
- تقدير موقف حول نجاح او فشل مبادرة ترامب ذات 21 بن
- الرواية: ساحة المعركة الحقيقية
- مرأة العذاب
- الوحش والمئذنة*
- مغسلة الموتى
- اسباب نتياهو لعدم وقف الحرب
- صناعة المأساة والخلاف السياس والدينى
- الإمارة والخلافات السياسية السلفية نموذجا
- مت قضايا الفكر الإسلامي والأنظمة السياسية محددات التقارب وال ...
- الحرب نجاه وبعث
- الفتنة الكبرى لطه حسين فى عيون المسيرى
- ثقافة الحزب أولها استبداد وأخرها فشل -رواية جورج أورويل والح ...
- انتعاش قطاع العقارات السكنية في غزة الأسباب؟


المزيد.....




- رئيسة مجلس أمناء متاحف قطر تحتفي بإرث ثقافي يخاطب العالم
- رئيسة مجلس أمناء متاحف قطر تحتفي بإرث ثقافي يخاطب العالم
- مشاهدة الأعمال الفنية في المعارض يساعد على تخفيف التوتر
- تل أبيب تنشر فيلم وثائقي عن أنقاض مبنى عسكري دمره صاروخ إيرا ...
- قراءة في نقد ساري حنفي لمفارقات الحرية المعاصرة
- ليبيريا.. -ساحل الفُلفل- وموسيقى الهيبكو
- بطل آسيا في فنون القتال المختلطة يوجه تحية عسکرية للقادة الش ...
- العلاج بالخوف: هل مشاهدة أفلام الرعب تخفف الإحساس بالقلق وال ...
- دراسة تكشف فوائد صحية لمشاهدة الأعمال الفنية الأصلية
- طهران وموسكو عازمتان على تعزيز العلاقات الثقافية والتجارية و ...


المزيد.....

- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناهض الرفاتى - مجزرة القبور