أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ناهض الرفاتى - غزة بين هدنة الضرورة ومأزق التسوية: قراءة سياسية في لحظة ما بعد الحرب














المزيد.....

غزة بين هدنة الضرورة ومأزق التسوية: قراءة سياسية في لحظة ما بعد الحرب


ناهض الرفاتى

الحوار المتمدن-العدد: 8492 - 2025 / 10 / 11 - 00:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في مشهد إقليمي يعيد إنتاج أزماته، جاء إعلان وقف إطلاق النار في غزة كاستراحة مؤقتة، لا تعكس رغبة حقيقية في السلام، بل تعبيرًا عن توازنات دقيقة بين أطراف تتصارع على الأرض وتناور في السياسة. الهدنة، التي وُلدت من رحم حرب إبادة وعدوان ، لا تحمل في طياتها نهاية للصراع، بل بداية لمرحلة جديدة من الأسئلة المعقدة حول القرار الفلسطيني، وموقع غزة في الخارطة الإقليمية.
حماس دخلت الاتفاق من باب الضرورة، لا القناعة. بعد حرب استنزافية منذ أكتوبر 2023، وجدت نفسها أمام خيارين: استمرار النزيف أو تثبيت المكاسب الميدانية. فاختارت الثاني، مدفوعةً برغبة في ترجمة التضحيات إلى أوراق تفاوض لاحقة.
لكن موقفها لا يخلو من مأزق داخلي:
- الحركة تدرك أن أي تهدئة طويلة الأمد تُعيد طرح سؤال الشرعية السياسية، خاصة في ظل غياب توافق وطني.
- كما أن قبولها بالوساطة الأمريكية والقطرية يُضعف سرديتها التقليدية كممثل للمقاومة الرافضة للتدخلات الغربية.
- تصريحاتها الأخيرة وصفت الاتفاق بأنه "ثمرة تضحيات هائلة"، لكنها تجنبت الحديث عن مستقبل الحكم في غزة، ما يُظهر حذرًا في رسم ملامح ما بعد الحرب.
السلطة الفلسطينية بدت كمن يُشاهد من خلف الزجاج. لم تُدعَ إلى المفاوضات، ولم تُمنح دورًا في التنفيذ، ما يعكس تهميشًا سياسيًا متزايدًا لصالح قوى الأمر الواقع في غزة.
لكن هذا الغياب ليس فقط نتيجة إقصاء خارجي، بل أيضًا نتيجة مأزق داخلي:
- السلطة تعاني من أزمة شرعية شعبية، خاصة بعد فشلها في تقديم رؤية موحدة خلال الحرب.
- موقفها المتحفظ من الاتفاق يُخفي قلقًا عميقًا من فقدان زمام المبادرة، ومن تحول غزة إلى كيان سياسي مستقل بحكم الأمر الواقع.
- تصريحاتها المرحبة بالاتفاق جاءت في سياق ان وقف المقتلة واجب فلسطيني ، دون أن تُرفق بخطة واضحة للانخراط في اليوم التالي، ما يُظهر ارتباكًا في تحديد موقعها في مرحلة ما بعد الهدنة.
ما وراء الهدنة: لحظة اضطراب دولي
الهدنة لم تأتِ من فراغ، بل من لحظة دولية مضطربة:
- الولايات المتحدة بقيادة ترامب تبحث عن إنجاز خارجي يأتي من بوابة القضية الفلسطينية .
- إسرائيل تواجه انقسامًا داخليًا بين تيارات متصارعة، وتخشى خسارة العالم جراء الابادة.
- حماس تبحث عن متنفس اقتصادي وسياسي بعد سنوات من الحصار.
- الإقليم يعيد ترتيب أوراقه، من اليمن إلى لبنان، وغزة ليست خارج هذا السيناريو.
السيناريوهات المحتملة:
1. تثبيت الهدنة وتحولها إلى مسار سياسي يتطلب إشراك السلطة، وضمانات دولية، وتفاهمات إقليمية.
2. انهيار الاتفاق بسبب فصائل معارضة أو استفزازات ميدانية احتمال مرتفع في ظل توترات إيرانية أو تصعيد إسرائيلي.
3. استمرار الوضع الراهن دون حرب ولا سلام
السيناريو الأكثر واقعية، حيث تبقى غزة في حالة "لا حرب – لا تسوية"، وسط فراغ سياسي وتضارب مصالح.
الجهاد الإسلامي: الغياب عن القرار والمشاركة في المعاناة
رغم مكانتها في المقاومة، فإن الجهاد الإسلامي لم تكن طرفًا مباشرًا في الحرب أو المفاوضات، ما أثار تساؤلات حول موقعها السياسي والعسكري. أسباب الغياب المحتمل تتراوح بين ضغط داخلي، ورغبة ذاتية في تجنب حرب شاملة لا تتماشى مع فلسفتها.
لكن القاعدة الشعبية للحركة، كغيرها من أبناء الشعب، عانت من الإبادة والحصار، وتُدرك أن المقاومة تحتاج إلى مراجعة، لا إلى تصعيد غير محسوب

الهدنة في غزة ليست نهاية، بل بداية سؤال جديد:
من يملك القرار الفلسطيني؟ ومن يحدد مستقبل القضية؟
المنطقة لا تعيش لحظة سلام، بل لحظة إعادة توزيع النفوذ. وغزة، كما كانت دائمًا، هي البوصلة التي تكشف اتجاه الرياح، وتُعيد طرح السؤال الأهم:
هل نُريد تسوية؟ أم نُعيد إنتاج الحرب تحت مسميات جديدة؟



#ناهض_الرفاتى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التكية مفردة مشئومة فلسطينيا
- اسرار اسم سورة ال عمران
- التكية
- العقل المعرفي
- تقدير موقف حول تهديدات نتياهو-انتظروا-
- تقدير موقف حول نجاح او فشل مبادرة ترامب ذات 21 بن
- الرواية: ساحة المعركة الحقيقية
- مرأة العذاب
- الوحش والمئذنة*
- مغسلة الموتى
- اسباب نتياهو لعدم وقف الحرب
- صناعة المأساة والخلاف السياس والدينى
- الإمارة والخلافات السياسية السلفية نموذجا
- مت قضايا الفكر الإسلامي والأنظمة السياسية محددات التقارب وال ...
- الحرب نجاه وبعث
- الفتنة الكبرى لطه حسين فى عيون المسيرى
- ثقافة الحزب أولها استبداد وأخرها فشل -رواية جورج أورويل والح ...
- انتعاش قطاع العقارات السكنية في غزة الأسباب؟
- التطبيع الاسرائيلى السعودي سيكون زواجا مثليا سياسي اذا ما تم
- الرياض والزواج المثلي السياسي مع تل ابيب ؟


المزيد.....




- رئيس القضاء العراقي يدعو إلى خطاب وطني موحد بعيد عن الطائفية ...
- وكالة معا الفلسطينية: فتح معبر رفح بعد أعياد اليهود بموجب ات ...
- فوق السلطة.. ممثلة يهودية: هتلر من انتصر بغزة والسيسي يحذر م ...
- دخول الاسلام الى بلاد السودان
- انشاء ركن القدس في مركز الحضارة الإسلامية في طشقند
- مقبرة الساهرة إحدى أقدم المقابر الإسلامية في القدس
- اتفاق غزة يفضح صراع جبهات الإخوان.. مصر بمرمى المزايدات
- اتفاق غزة يفضح صراع -جبهات الإخوان-.. مصر في مرمى المزايدات ...
- بابا الفاتيكان يشيد بالصحفيين لنقلهم الحقائق من غزة
- المستوطنون يستبيحون المسجد الاقصى وسط إجراءات عسكرية مشددة


المزيد.....

- كتاب تقويم نقدي للفكر الجمهوري في السودان / تاج السر عثمان
- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ناهض الرفاتى - غزة بين هدنة الضرورة ومأزق التسوية: قراءة سياسية في لحظة ما بعد الحرب