تاريخ النقد الأدبي والفلسفي في الثقافات العربية والغربية

محمد بسام العمري

الحوار المتمدن-العدد: 8508 - 2025 / 10 / 27 - 00:39
المحور: الادب والفن
    

النقد الأدبي هو فن تحليل وتقييم الأعمال الأدبية، ويمكن تتبع بداياته إلى العصور القديمة. في الثقافات الغربية، تناول الفلاسفة اليونانيون مثل أفلاطون وأرسطو الشعر والأدب في أعمالهم. يُعد أفلاطون من الأوائل الذين ناقشوا الشعر ودوره في المجتمع، بينما قدم أرسطو نقدًا منهجيًا في كتابه "فن الشعر".
في الثقافة العربية، يمتد النقد الأدبي إلى عصر ما قبل الإسلام، حيث كان للشعر دور مركزي في الحياة الثقافية والاجتماعية. في العصر الجاهلي، كانت المعايير النقدية تعتمد على جمال الأسلوب، وقوة المعاني، وعمق الحكمة، والبنية الشعرية. ومع ظهور الإسلام، تأثر النقد الأدبي بالقيم الإسلامية، وبدأ النقاد في البحث عن العناصر الجمالية والأخلاقية في الشعر.
في العصر الإسلامي، برزت شخصيات مثل حسان بن ثابت وكعب بن زهير، الذين أسهموا في النقد من خلال أعمالهم الشعرية والخطابية. في العصر العباسي، ازدهر النقد الأدبي بفضل التأثيرات الثقافية المتنوعة، وبرز نقاد مثل الجاحظ في كتابه "البيان والتبيين"، وابن قتيبة في كتابه "الشعر والشعراء"، وقدامة بن جعفر في كتابه "نقد الشعر".:
شهدت الأندلس تطورًا ملحوظًا في النقد الأدبي بفضل التفاعل الثقافي بين العرب والأوروبيين. من بين النقاد البارزين في هذه الفترة ابن رشيق القيرواني في كتابه "العمدة في محاسن الشعر وآدابه ونقده"، وابن عبد ربه في كتابه "العقد الفريد".
شهدت القرون الأخيرة تنوعًا كبيرًا في مناهج النقد الأدبي، بدءًا من النقد الرومانسي ووصولاً إلى النقد البنيوي وما بعد البنيوي. من بين النقاد البارزين في هذه الفترة يمكن ذكر ماثيو أرنولد، تي. إس. إليوت، وجاك دريدا.
النقد الفلسفي
النقد الفلسفي يعود إلى العصور القديمة حيث كان للفلاسفة مثل سقراط وأفلاطون وأرسطو دور كبير في تشكيل النقاشات الفلسفية والنقدية. استخدم سقراط الحوار كأسلوب للنقد والتفكير الفلسفي.
أسهم الفلاسفة الرومان مثل سينيكا وماركوس أوريليوس في تطوير النقد الفلسفي من خلال التركيز على الفلسفة الرواقية. خلال العصور الوسطى، استمر الفلاسفة المسيحيون، مثل توما الأكويني، في النقد والتطوير الفلسفي.
بدأ النقد الفلسفي يأخذ طابعًا أكثر علمية ومنهجية مع الفلاسفة مثل ديكارت وكانط. قدم إيمانويل كانط نقدًا شاملاً للعقل والمعرفة في كتابه "نقد العقل الخالص"، مما شكل نقطة تحول في الفلسفة الغربية.
شهد القرن العشرين تطورًا كبيرًا في النقد الفلسفي مع ظهور مدارس مثل الفلسفة التحليلية والفينومينولوجيا والوجودية. من بين الفلاسفة البارزين في هذه الفترة يمكن ذكر مارتن هايدغر ولودفيغ فيتغنشتاين.
يمثل تاريخ النقد الأدبي والفلسفي مسيرة طويلة من التطور والتنوع، حيث استجاب النقاد والمفكرون للتحديات الثقافية والفكرية عبر العصور. في الثقافة العربية، لعب النقد الأدبي دورًا هامًا منذ العصر الجاهلي، بينما شهدت الثقافة الغربية تطورات نقدية متعاقبة بدءًا من الفلاسفة اليونانيين وصولاً إلى الفلاسفة المعاصرين. من خلال دراسة هذه التطورات، يمكننا فهم كيف تطورت الأفكار الأدبية والفلسفية وكيف أثرت على الفكر الإنساني بشكل عام.
لطرح الأسئلة أو الاستفسارات، لا تترددوا في التواصل.
المراجع
1. أرسطو. (1970). فن الشعر. ترجمة: عبد الرحمن بدوي.
2. ابن سلام الجمحي. (1985). طبقات فحول الشعراء.
3. الجاحظ. (1998). البيان والتبيين. تحقيق: عبد السلام هارون.
4. ابن قتيبة. (1992). الشعر والشعراء. تحقيق: أحمد محمد شاكر.
5. قدامة بن جعفر. (1993). نقد الشعر. تحقيق: كمال مصطفى.
6. ابن رشيق القيرواني. (2001). العمدة في محاسن الشعر وآدابه ونقده. تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد.
7. ابن عبد ربه. (1983). العقد الفريد. تحقيق: أحمد أمين.
8. إليوت، تي. إس. (1965). مقالات في النقد الأدبي. ترجمة: محمد عناني.
9. أفلاطون. (2004). الجمهورية. ترجمة: فؤاد زكريا.
10. توما الأكويني. (2005). الخلاصة اللاهوتية. ترجمة: جورج حبيب.
11. كانط، إيمانويل. (1999). نقد العقل الخالص. ترجمة: موسى وهبة.
12. هايدغر، مارتن. (1982). الوجود والزمان. ترجمة: فؤاد كامل.

#محمد_بسام_العمري (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل