أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن الشيخ - ترامب: المهندس الفوضوي للشرق الأوسط الجديد














المزيد.....

ترامب: المهندس الفوضوي للشرق الأوسط الجديد


مازن الشيخ

الحوار المتمدن-العدد: 8504 - 2025 / 10 / 23 - 20:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


📰 ترامب: المهندس الفوضوي للشرق الأوسط الجديد

رؤية تحليلية لنهج ترامب وسياساته الشرق أوسطية بين الواقعية والمصالح الخفية

بقلم: مازن الشيخ إبراهيم


---

في البداية، أودّ أن أوضّح أن ما أكتبه لا يستند إلى وثائق أو أدلة مادية، بل إلى رؤيتي الشخصية وتحليلي للأحداث. أكتب بعينٍ تراقب وذهنٍ يقرأ ما وراء المشهد. لا أدّعي امتلاك الحقيقة، بل أقدّم وجهة نظر قابلة للنقاش، وقد تكون صائبة أو خاطئة.

أول إشارة لافتة في شخصية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ظهرت منذ لحظة ترشّحه الأولى. فقد فاجأ الجميع بصراحته الخارجة عن المألوف، إذ أعلن أنه سيحكم بطريقة مباشرة، وأنّ مصلحة أمريكا ستكون أولاً وأخيرًا، وأنه لن يتردد في اتخاذ أي خطوة تخدم بلاده.

الفرق بينه وبين من سبقه من الرؤساء أنّهم اعتادوا التحدث بلغة دبلوماسية ناعمة، يرفعون شعارات "نشر الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان"، بينما كانت سياساتهم الفعلية تخدم مصالح قوى خفية تُعرف أحيانًا باسم "حكومة العالم".

هذه الحكومة، التي تتخفّى خلف مؤسسات كالبنك الدولي ووكالة المخابرات المركزية والبنتاغون، سعت إلى السيطرة الاقتصادية على العالم، واتخذت من صناعة السلاح وتجارة الحروب وسيلة مثالية لجني الأرباح. ولتسويق هذه الصناعة، كان لا بد من إيجاد صراعات دائمة وأعداء جدد. وهكذا، تم إنشاء دولة إسرائيل في قلب الشرق الأوسط، لتكون الشرارة التي تُبقي المنطقة في حالة اشتعال دائم، خاصة وهي تملك نحو 60% من ثروات العالم الطبيعية.

منذ عام 1948، لم تهدأ الحروب في هذه المنطقة: صراعات عربية ـ إسرائيلية، حروب أهلية، انقلابات، وثورات. ثم جاءت الثورة الإيرانية عام 1979 لتضيف بُعدًا جديدًا للمشهد. ورغم خطابها المعادي للغرب، فإنّ نتائجها العملية ساهمت في إشعال حرب ضروس مع العراق استمرت ثماني سنوات، شكّلت واحدة من أكبر أسواق السلاح في القرن العشرين.

ثم جاء ترامب ليقلب هذه المعادلة. تحدّى الخطوط التقليدية، وأعلن صراحة أنه لا يخدم "الحكومة الخفية"، بل يخدم أمريكا فقط. صارح حلفاءه في الخليج قائلاً إن أمامهم خيارين: شراء السلاح بمئات المليارات، أو الاستثمار المباشر مقابل حماية أمريكية كاملة. وبالفعل، عُقدت صفقات بلغت قيمتها نحو 450 مليار دولار. بعضهم رأى في ذلك براغماتية ذكية، وآخرون وصفوه بالابتزاز الصريح، وقالوا إنه يرى تلك الدول "بقرة حلوب".

لكنّ الأهم من المال كان تحرّكه ضد إيران. انسحب من الاتفاق النووي الذي وقّعه سلفه أوباما، واغتال أبرز قائد عسكري إيراني، ما أدخل طهران في أزمات متتالية، وأجبرها في النهاية على تهدئة خطابها وإعادة النظر في علاقاتها مع دول الخليج.

هذه السياسات لم تُرضِ المنظومة العالمية التي اعتادت إدارة الفوضى لتحقيق مكاسبها. وربما لهذا السبب لم يُسمح لترامب بالبقاء في البيت الأبيض لولاية ثانية. حتى جائحة كورونا، التي جاءت في توقيت حرج، فتحت الباب للتصويت عبر البريد وسهّلت – بحسب بعض التحليلات – التلاعب بالنتائج لصالح خصمه جو بايدن.

ومع ذلك، يبقى السؤال مفتوحًا:
هل انتهى دور ترامب حقًا؟ أم أنّ الرجل، بما زرعه من فوضى محسوبة، لا يزال يرسم ملامح "الشرق الأوسط الجديد" من وراء الكواليس؟

الجواب، ربما، في الجزء الثاني من هذه المقالة.


---

عن الكاتب:
مازن الشيخ إبراهيم – كاتب ومحلل سياسي، يتناول قضايا الشرق الأوسط بعينٍ نقدية ورؤية تحليلية مستقلة، تجمع بين قراءة الواقع واستشراف التحولات الإقليمية والدولية.


---



#مازن_الشيخ (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترامب... الرئيس الأقوى في تاريخ الولايات المتحدة
- صحوةحماس المتأخرة,اصابت نتنياهو يمقتل
- ستراتيجية الثورة الايرانية,وحتمية فشل الانظمة الثيوقراطية وا ...
- اطالب بتدويل قضية وفاة الدكتورة بان زياد طارق
- 8 اب 1988,ذكرى وعبرة
- 23يوليو1952,ذكرى,وعبرة لمن اعتبر
- 14 تموز1958,هل كانت ثورة؟ام انقلاب عسكري
- اغلاق مضيق هرمز,يخدم الاستكبارالعالمي
- لماذا لم يقتل السيد الخامنئي؟
- الهاتف النقال,اعظم اختراع عرفته الشرية
- معاناتي مع الخطوط الملكية الاردنية
- حكومات وطنية بادارة واشراف امريكي ترامب بدأ العمل منذ الان
- 8 ديسمبر2024 بدأ تقويم عالمي جديد-بدأ بموت البعث,وكسرالهلال ...
- رئيس جامعة نينوى,ومزاعم اعداء النجاح والنزاهة
- مفهوم النصر,عندقوى الثورة والصمودوالتصدي
- شارلي شابلن,وحكومة العالم الخفية
- قراءة في نتائج الضربة الاسرائيلية
- لماذا لم تنفذ اسرائيل تهديدها بالرد على ايران؟
- سلوك ايران ,يذكرنا بنكسة حزيران
- من اغتال اسماعيل هنية؟


المزيد.....




- -إلى أبي-.. أغنية من محمد إلى والده فضل شاكر بعد يوم من مثول ...
- موجة من الزيارات المتتالية.. هل يُراقب الرئيس الأمريكي رئيس ...
- بوتين يؤكد أن العقوبات الأمريكية -جدية- لكنها دون -تأثير كبي ...
- 4 قتلى بالغارات الإسرائيلية ولبنان يطالب بتفعيل الإشراف على ...
- ماذا وراء توسيع الغارات الإسرائيلية ونطاقها في لبنان؟
- مَن تاكايتشي التي تريد أن تكون -تاتشر اليابان-؟
- منظمة: تطهير قطاع غزة من المتفجرات يحتاج 30 عاما
- تطورات الشأن اللبناني.. غارات إسرائيلية وجهود دولية
- سائق سيارة أجرة تركي ينجو بأعجوبة من صخرة عملاقة متدحرجة
- روبيو من إسرائيل: الخطوات التالية في اتفاق غزة تُمثل أولوية ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن الشيخ - ترامب: المهندس الفوضوي للشرق الأوسط الجديد