أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين خليفة - «شمس» وبوش و . . . . مثقفو الزمن البائس














المزيد.....

«شمس» وبوش و . . . . مثقفو الزمن البائس


حسين خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 1831 - 2007 / 2 / 19 - 11:27
المحور: الادب والفن
    


هي ليست الشمس التي تغتسل بها صباحاتنا إيذانا بيوم جديد من الركض والتعب وتفضح ما يخبئه ظلام الليل، إنها إحدى «فراخ» زمن الفيديو كليب، مطربة كويتية أثارت عدة مشاكل وفضائح فنية سابقا، لكنها قدمت مؤخرا كليبا جديدا ولافتا بعنوان « أهلا . . إزيّك».
العنوان طبيعي وهو يصلح لأي أغنية كليبية من هذا العصر، لكن المطربة استفادت من أجواء الكراهية الشعبية العربية (والعالمية أيضا) لجورج بوش وإدارته لتجعلهم موضوع كليبها الذي ينتمي تماما إلى عالم الكليبات في استعراضية شمس وحركاتها، لكن أبطال الكليب هم بوش الصغير والمرحوم رامسفيلد وكونداليزا رايس وتشيني مع لازمة (تجرح بقلبي أو تعشقوا/أنا رافضة بالحالتين)
في إحدى المشاهد تظهر كوندي وهي تلبس لباسا غريبا على حلبة ملاكمة (أقرب إلى عبدة الشيطان أو الشيطان نفسه) وتقوم بحركات تدريبية أو إحماء وبقربها تغني المطربة: (مش ممكن أسامح أمثالك/ إتفرج شوف مين باصّالك/وعينيها يا خويا عليك)

يتكرر ظهور بوش في لقطات ساخرة تارة يتمايل على المنصة مع الأغنية وتارة يظهر عجوزاً عاري الصدر يحمل أسلحة أوتوماتيكية، وتتكرر على خلفية المشهد شعارات بوش التي يغزو تحت ضجيجها وغبارها بلدان العالم التي لا تروق له وبعض منجزاته، فتتوالى كلمات (DEMOCRACY,LIBERTY,GUANTANAMO . . . . .) مع لازمة: (أنا مش قريبتك/أنا مش حبيبتك/ أنا وحدة من عمايلك زهقت).
أما في نهاية الكليب فتظهر شمس وبجانبها حنظلة ناجي العلي وهما يديران ظهرهما للمشاهدين كعادة حنظلة في رسوم الفنان الشهيد.
الأغنية فاجأتني بطريقة أدائها التي تنتمي كما أسلفت إلى صنف الفيديو كليب التجاري وبمضمونها القريب من الغناء السياسي، أنها غناء سياسي بقالب كليبي، وهي تحمل دلالات كبيرة على تنامي الحس الشعبي المعادي لأمريكا حتى في أوساط فنانين لا علاقة لهم بالسياسة، وقبل شمس غنى شعبولا (شعبان عبد الرحيم) «أنا بكره إسرائيل» ضد إسرائيل ومع عمرو موسى!! ولا ادري كيف وفق بين الحالتين؟ورغم ثقل وزن شعبولا ودمه، وصوته الجارح للأذن، إلا أن أغنياته «السياسية» دغدغت الحس الشعبي المعادي لإسرائيل وأمريكا وحملته من مطرب كراجات إلى ضيف دائم على فضائيات الأغاني، ويبدو أن شمس الكويتية، التي يتباهى كثير من أبناء جلدتها بحبهم لأمريكا التي «حررتهم» من غزو صدام لكنها احتلت بهم وبصدام كل الخليج، يبدو أنها قد استفادت تماما من «تجربة» شعبولا عدا عن كونها أجمل حتما منه صوتا وصورة وحضورا، وقد انهالت عليها الانتقادات من بعض كتاب الصحف الكويتية وبعض المواطنين الكويتيين لأنها تتحدث عن بوش الحبيب!!
الأغنية لمن يريد مشاهدتها تعرض على قنوات ميلودي ومزيكا وزوم، وهي من تأليف إكرام عاصي وألحان محمد رحيم وإنتاج شركة «سربرايز» التي تعاقدت مع شمس مقابل مليوني دولار فقط لا غير!! أما الإخراج فهو للفرنسي كوستاس ماروديس وأنا لا أعرفه طبعا.
تعليق أخير لفنانينا وكتابنا: لماذا تخجلون من تسمية الأشياء بأسمائها و«تترفعون» عن الحديث عن أمريكا وسياساتها الاستعمارية في فنكم وأدبكم؟
هل تخافون أن تلحقكم تهمة الأيديولوجيا؟!! ها هي ذي شمس التي لا علاقة لها بالسياسة والأيديولوجيا بكل تأكيد تنشر عرض بوش ورايس، وعلى قنوات سفيهة وهايفة (من هيفا)، دون أن يتهمها أحد باللغة الخشبية أو بالتسلق على السياسة، إنها تغني كما تريد وترقص أيضا، لكنها تؤشر إلى مكمن الخطر، إلى أمريكا التي تتناوبون على الظهور في مضخة السم التي تسلطها على عقولنا وأرواحنا، قناة الحرة، فهل تغارون قليلا ولو من واحدة مثل شمس حفظها الله ورعاها؟!



#حسين_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجديد فلسطينيا في جولة رايس العربية . . . . دولة مؤقتة و. . ...
- العوجة . . . من قرية لقادة الدم الى مقبرة لهم . . . . أين خر ...
- ممدوح عدوان في «حيونة الانسان» . .. سيرة الوجع الانساني
- الشعب المرن
- اقتصاد الجوع الاجتماعي
- أربعة وأربعون عاماً على مأساة أجانب الجزيرة
- أبتمرقوش
- الرئيس الزاهد
- كارل ماركس وابن لادن ونظرية المؤامرة
- المفاضلة العامة للجامعات السورية . . . . التكرار الذي يعلم ا ...
- السنيورة يبكي . . . . أي دمعة حزن؟!!
- يوسا في دمشق:أليست الرواية فعلا سياسيا بامتياز؟
- من مسرح العبث تخفيضات خليوية
- شاكيرا والملك والبابا


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين خليفة - «شمس» وبوش و . . . . مثقفو الزمن البائس