أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين خليفة - العوجة . . . من قرية لقادة الدم الى مقبرة لهم . . . . أين خرافة الشبيه














المزيد.....

العوجة . . . من قرية لقادة الدم الى مقبرة لهم . . . . أين خرافة الشبيه


حسين خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 1805 - 2007 / 1 / 24 - 12:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل كان احد سيسمع باسم العوجة لو لم يكن منها صدام حسين وتاليا كل شركائه في سفك الدم العراقي وجعْلِ العراقيين يترحمون على الحجاج وزياد بن ابيه، ويستنجد بعضهم باحتلال ابشع وأشنع بما لا يقاس من فاشيته وعسفه؟!
العوجة اسم يطلقه الدمشقيون على ثمار اللوز عند نضوجها ويبيعها باعة العربات في شوارع دمشق وهم ينادون (بلدية يا عوجة)، أما موضوعنا هنا فهو هذه القرية التي تسمى العوجا أو العوجة، وهي ناحية صغيرة تابعة لمحافظة صلاح الدين العراقية، تقع الى جنوب مدينة تكريت وسميت بهذا الأسم نسبة الى انعواج نهر دجلة، و هي مسقط رأس الرئيس العراقي صدام حسين و قد قيل أن تسميتها بالعوجة قد تم لأسباب أخرى ربما كان منها الاعوجاج الذي عرف به بعض ابنائها ممن قفزوا الى السلطة في غفلة من الزمن والشعب.
في 31/12/2006 أعدم صدام ودفن لاحقا في العوجة، وفي 15/1/2007 أعدم أخوه غير الشقيق برزان التكريتي وابن بلده عواد البندر رئيس محكمة امن الدولة في عهده ودفنا بجانب «القائد الضرورة»، وربما سيتوالى مسلسل الاعدامات والدفن في العوجة حتى آخر رمز من رموز الحقبة الصدامية التي تميزت بالدم والدم فقط حتى لم تبقَ قومية ولا طائفة في العراق لم تتبرك بقمع صدام وزبانيته، لم يبق حزبٌ حتى حزب البعث لم تطله تصفيات واغتيالات فرق الموت الصدامية بالرصاص وسم الثاليوم والإعدام والتقطيع والتذويب و . . . . .
ما يلفت النظر في هذه «المحنة التكريرتية» هو انه رغم كل آيات التهليل والتبجيل لـ«شهيد الامة» و«المجاهد الكبير» إلى آخر الاسطوانة القومجية بنسختها المنقحة اسلاموياً، والتي يعود إلى صدام شرف ادخال «الله اكبر» على علمها ثلاثي النجمات توقا الى وحدة عربية كبرى تبدأ ثلاثية بين سورية ومصر والعراق لم تتحقق مع الاسف الشديد!! رغم كل هذا التطبيل والتزمير لم يخرج احد علينا من هؤلاء الندّابين بمقولة إن قائد الأمة المهيب الركن الفارس المقدام صدام حسين لا يزال مجاهدا مع اخوته المناضلين الذين يتركون جيش الاحتلال ليقتلوا ابناء العراق ويشعلوا فتنة يريدها الاحتلال لإشغال العراقيين عن مقاومته بمقاومة بعضهم البعض، وأن من اعتقل في جحره هو صدام الآخر، صدام الشبيه من عشرات الأشباه الذين صنّعهم البطل ليظهروا بدلا عنه بين أبناء الشعب كدليل على حالة الوجد بين القائد والشعب!!
خرافة الشبيه ظهرت بقوة في غزو الكويت عام 1991، والحرب الكونية التي تلته، والتي حولت كل منطقة الخليج الى منطقة محتلة بالجيوش الامريكية والأطلسية كرمى لنزوة انتابت القائد الضرورة في جعل الكويت المحافظة العراقية التاسعة عشرة، وصار البسطاء يصدقون أن صاحب الصواريخ الدخانية على إسرائيل صار عصيا على الأمريكان لأنه يوظف عشرات الشبيهين لتمويه تحركاته لذلك عميت عنه أمريكا، وحتى عندما أُخرج مذلولاً من جحره بقي كثيرٌ من البسطاء يصدقون ويروّجون مقولة (إنه ليس صدام، إنه الشبيه!!) التي تتبناها جوقة المجعجعين من البعث العراقي ومرتزقته في الأردن وفلسطين إلى كل بلاد العرب اوطاني من امثال مصطفى بكري القومجي الناصري المباركي ـ كيف يوفق بين هؤلاء؟ـ إلى الغنوشي في تونس الى ذباحي الاطفال والنساء باسم الإسلام في الجزائر ووقطعان الاخوان المسلمين الأممين حديثا وتابعيهم من بعض جماعات المعارضة السورية مثل المناضل رياض الترك وجماعة عبد العظيم ما غيرو الذين يقدمون أنفسهم في سورية ديمقراطيين ومعادين لـ«استبداد النظام» فيما هم يقيمون المهرجانات ومراسم العزاء لصدام، ويصفقون لإنجازاته «الديمقراطية» عندما كانت ماكنته القمعية تفرم العراقيين عرباً وأكراد، سنةً وشيعة، نساءً ورجالاً واطفال، طوالاً وقصار، بيضاً وسمر. . .
وأصبح عدوهم هو المد الإيراني الصفوي وحزب الله والنظام السوري مشتركين في ذلك مع حريريّي لبنان وجنبلاطيّيه وملوك بني نفطويس في الجزيرة العربية . .. وملك السفلس في الاردن على قول مظفر النواب . . . . ومبارك الديمقراطي حتى النخاع لدرجة أن مصر تكاد تُطوّب باسم جمال مبارك كامتدادٍ لجمال الأول وعقبال جمال التاسع والتسعين . . . .
نعود الى العوجة و«بطلها» الذي انتقل من عليائه في قصر النهاية إلى حيث يجتمع الفقير والغني، الجلاد والضحية، المستبد والعادل . . . .الى ما تحت التراب.
ولا شماتة في الموت، لكن ما أشك فيه حتى الآن ان يكون إعدام صدام بهذه السرعة قد تم بغرض لفلفة باقي جرائمه، وبالتحديد طيّ فضائح المشاركة الامريكية في «ملحمة الكيماوي» والأنفال وحتى في قمع انتفاضة كردستان والجنوب بعد هزيمة جيش صدام في الكويت ومن قبل بوش الأب وفريق المحافظين الجدد المحيطين ببوش الصغير، أي ينطبق على هذا الإعدام المثل الشعبي (مطرح ما خـ. . . . شنقوه).
أما ما سأبقى أشك فيه إلى أبدٍ لن ينتهي فهو أن الذي أعدم هو صدام حسين التكريتي ابن العوجة، إنه شبيهه ولا شك!! فما رأيكم؟



#حسين_خليفة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ممدوح عدوان في «حيونة الانسان» . .. سيرة الوجع الانساني
- الشعب المرن
- اقتصاد الجوع الاجتماعي
- أربعة وأربعون عاماً على مأساة أجانب الجزيرة
- أبتمرقوش
- الرئيس الزاهد
- كارل ماركس وابن لادن ونظرية المؤامرة
- المفاضلة العامة للجامعات السورية . . . . التكرار الذي يعلم ا ...
- السنيورة يبكي . . . . أي دمعة حزن؟!!
- يوسا في دمشق:أليست الرواية فعلا سياسيا بامتياز؟
- من مسرح العبث تخفيضات خليوية
- شاكيرا والملك والبابا


المزيد.....




- حزب الله: إيران حقّقت نصرا مؤزرا
- كيف تطيل عمر مناشف الميكروفايبر وتحافظ على فعاليتها؟
- 16 قتيلا في احتجاجات بكينيا
- اعتمد على المباغتة.. الجزيرة تحصل على تفاصيل كمين خان يونس
- الموساد يشيد بعملائه داخل إيران وبدعم الـ-سي آي إيه- للهجوم ...
- إصابة 3345 إسرائيليا بالحرب مع إيران و41 ألفا طالبوا بتعويض ...
- أبو عبيدة: جثث العدو ستصبح حدثا دائما ما لم يتوقف العدوان
- لماذا تتجه طهران لمنع الوكالة الدولية لتفتيش منشآتها؟
- كاتب روسي يدعو موسكو للتحرك دبلوماسيا من موقع قوة
- موقع تركي: القبة الفولاذية باتت ضرورة ملحة لتركيا


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين خليفة - العوجة . . . من قرية لقادة الدم الى مقبرة لهم . . . . أين خرافة الشبيه