أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نهاد ابو غوش - وقت مستقطع للحرب ... أما السلام فلم يبدأ بعد














المزيد.....

وقت مستقطع للحرب ... أما السلام فلم يبدأ بعد


نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)


الحوار المتمدن-العدد: 8502 - 2025 / 10 / 21 - 08:09
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


نهاد أبو غوش
انتهت الجولة الأكثر وحشية في حياة الشعب الفلسطيني، وفي تاريخ الحروب الحديثة. سنتان طويلتان ثقيلتان تخللتهما كل صنوف العذاب والمعاناة لشعبنا في قطاع غزة، ارتكبت فيها إسرائيل شتى أنواع جرائم الإبادة والتطهير العرقي وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، ثم عملت على مدّ الحرب واستنساخها في الضفة مثلما جرى في مخيمات الشمال.
خلال سنتين من الاستباحة لكل شيء، للحياة وللقانون الدولي والأخلاق، شاهد مئات ملايين البشر جرائم الحرب تبثّ بالصوت والصورة على الهواء مباشرة وقت حصول الحدث: من قصف الأبراج والمباني وتهديمها على رؤوس ساكنيها، إلى استهداف مراكز الإيواء وإحراق الخيام بقاطنيها من النساء والأطفال، إلى تدمير المستشفيات وقتل الفرق الطبية والصحفيين وفرق الدفاع المدني، إلى تجويع أكثر من مليوني إنسان وحرمانهم من أبسط مقومات الحياة، وتهجير مئات آلاف البشر المرة تلو الأخرى، والعالم يتفرج على ما يجري، فالنظام الدولي - الرسمي- وقف عاجزا عن التدخل، وبدا شريكا ومتواطئا في كثير من فصول الحرب، أما الشعوب فتحركت وتحرك أحرارها، لكن إيقاعها وتأثيرها كان أبطأ من آلة الحرب والتدمير.
الحرب لم تنته بعد، ربما انتهى الفصل الأكثر دموية فيها، فالاحتلال والحصار ومصادرة الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني كلها وجوه للحرب والاضطهاد. والرئيس ترامب تحدث عن كل ما هو هامشي تقريبا في خطابيه في الكنيست وشرم الشيخ، فأشاد بالزعماء الحاضرين ووزارئه ومستشاريه وصهره وابنته، وتغزل بجورجيا ميلوني، ولكنه تجاهل عامدا الفلسطينيين وحقوقهم السياسية وموقفه من حل الدولتين، حتى وثيقة شرم الشيخ أغفلت أهم شروط السلام وهي إنهاء الاحتلال وتلبية حقوق الشعب الفلسطيني.
في ظل استمرار حكم اليمين المتطرف في إسرائيل، ليس مستبعدا استئناف العدوان، فمخططات التهجير لم تغادر العقلية الإسرائيلية، ويواصل الاحتلال الضغط على الشعب الفلسطيني وحرمانه من حقوقه وموارده، والتنغيص عليه في كل المجالات حتى تصبح الحياة أمرا بالغ الصعوبة، وهي تمارس ضد الفلسطينيين في الضفة كما في غزة دونما صلة لهذه بالجثث ولا بسلاح المقاومة، وإشكاليات خطة ترامب.
حصيلة الحرب حتى الآن تؤكد فشل مخططات التهجير والتطهير العرقي بفعل صمود الشعب والمقاومة، وحملات التضامن العارمة التي قام بها أحرار العالم دونما انقطاع، وبفعل خسائر إسرائيل التي فاقت التوقعات وأهمها انكشاف وجهها الحقيقي وتاريحها القائم على ارتكاب المجازر وخرق القانون الدولي، ما أدى إلى تشديد عزلتها، وخسارتها للقناع الحضاري الناعم الذي كان يغطي على سياسات التوحش، علاوة على تاثيرات الحرب على الأوضاع الداخلية في إسرائيل وتعميق التصدعات والشروخ، وزيادة الشكوك حول حقيقة "الحلم الصهيوني"، ولكن في المقابل ما زالت إسرائيل تملك أدوات قوة لا يستهان بها أهمها الدعم الأميركي المطلق، ونظام دولي عديم التاثير بسبب شلل مؤسساته، وحالة عربية مهلهلة تراوح بين التواطؤ والعجز، وانقسام فلسطيني كان وما زال يوفر ثغرات واسعة للتدخل في شؤوننا الداخلية.
لم تجرؤ إسرائيل على إظهار كل وخشيتها في بداية الحرب، لكن الصمت والتخاذل والعجز شجعوها على التمادي في جرائمها، وهي راهنت على الاستفراد بالفلسطينيين وحسم الصراع بفارق القوة الهائل الذي تملكه، لكن معادلة الاستفراد كسرت جزئيا ومؤقتا من قبل قوى المقاومة العربية أولا، ثم من موجات التضامن الدولي الذي أعاد القضية الفلسطينية إلى صدارة قضايا العالم، ما جعل فلسطين رمزا أيقونيا لقضايا العدالة والضمير الإنساني. ولا شك أن عوامل القوة والضعف هذه كلها كانت حاضرة في المعادلة التي دفعت ترامب إلى طرح خطته، وفي ضوء صعوبة وخطورة الحلقات المقبلة من الخطة، يبدو ملحّا أكثر من أي وقت مضى، معالجة نقطة الضغف الرئيسية والأهم وهي الانقسام الفلسطيني، ففي ظل الانقسام لا المقاومة تكون ناجعة وتعطي النتائج المرجوّة، ولا المونة والسياسة الواقعية تؤتي أكلها.



#نهاد_ابو_غوش (هاشتاغ)       Nihad_Abughosh#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا وفلسطين والمواقف من إسرائيل
- تراجع مكانة إسرائيل في أوروبا
- عن اليمين و-اليسار- في إسرائيل
- فرص نجاح خطة ترامب (2 من 2)
- فرص نجاح خطة ترامب (1 من2)
- دولتان عميلتان لإسرائيل تحبطان قرارات الاتحاد الأوروبي
- عن الصمت والعجز العربي تجاه الإبادة (2 من 2)
- عن الصمت والعجز العربي تجاه الإبادة (1 من 2)
- إيران وإسرائيل والملف النووي
- المرأة الفلسطينية والمشاركة في الحياة العامة (2 من 2)
- المرأة الفلسطينية والمشاركة في الحياة العامة (1 من 2)
- المفاوضات واتفاق وقف الحرب في غزة (2 من 2)
- المفاوضات: نقاط القوة والضعف واتفاق وقف الحرب في غزة (1 من 2 ...
- ترامب: تفاهة العظمة وعظمة التفاهة
- مستقبل القضية الفلسطينية بعد خطة ترامب
- استثناء الأسرى القادة من صفقات التبادل
- خروقات نتنياهو للاتفاق
- حين يتحكم ترامب بالعالم
- إسرائيل تصوغ أهدافها حسب مجريات الحرب
- أسرى إسرائيل الباقون جنود وضباط


المزيد.....




- جيجي حديد تتألق بفستان أصفر اللون في نيويورك
- شاهد.. لحظة مغادرة الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي منزل ...
- هدى قطّان تتألق بنقشة النمر في باريس
- مبعوث ترامب للشرق الأوسط ويتكوف يؤكد أن واشنطن تعمل على إنجا ...
- الجزائر تطالب إسبانيا بترحيل 7 مهاجرين فتيان وصلوا إلى أراضي ...
- ساركوزي يغادر إقامته باتجاه سجن -لاسانتيه-
- ما الذي نعرفه عن حذف حسابات المؤثر الفلسطيني صالح الجعفراوي ...
- باراك يحذر لبنان.. مخاوف من عودة الحرب وبرّي يقول ان -مسار ا ...
- ساركوزي في السجن.. عودة على قضية التمويل الليبي لحملته الانت ...
- مؤسسة إنسانية: نقص التمويل يهدد 56 ألف لاجئ أفريقي بمخيم دزا ...


المزيد.....

- حين مشينا للحرب / ملهم الملائكة
- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نهاد ابو غوش - وقت مستقطع للحرب ... أما السلام فلم يبدأ بعد