كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 8494 - 2025 / 10 / 13 - 10:23
المحور:
سيرة ذاتية
احمل في داخلي صراعا يفوق قدرتي على الاحتمال، فعلى مدى سنوات من العلاقات الاجتماعية الطيبة (الواسعة والمعمقة)، كنت فيها سبّاقا لعمل الخير. سبّاقاً في التضحية والإيثار. رمزا من رموز الوفاء للأصدقاء والجيران. .
فوجئت ليلة امس انني اقف وحدي ازاء مشكلة من العيار الثقيل.مشكلة تستدعي الاستعانة بصديق، لكنني لم اعثر سوى على ثلاثة منهم فقط، كانوا ثلاثتهم متحمسين لمساعدتي بقدراتهم المتواضعة. لكنهم: لا حول ولا قوة، بمعنى انهم غير قادرين على مواجهة المعضلة وتعقيداتها. اما الجمع الغفير من اصدقائي الذين ازدحمت وتراكمت ارقامهم في هاتفي (بحجم لواء من ألوية الجيش) على مدى السنوات الماضية فكانوا ابعد مما كنت أظن. اكتشفت انهم اشبه بمجمع للعقارب المتربصة بمشاكلي. (لا صاحب وفي عند الضنك ينشد. . بس مجمع عقارب ويل للغفلان تتناوبه بسمها وبالعجل تلبد). .
انتهى زمن الصديق وقت الضيق، واصبحنا في زمن عند كل ضيق تخسر صديق. وهكذا كانت اكبر انتصاراتي حينما جعلتهم يتهربون مني بعدما استنزفوا طيبتي. .
ليس بالضرورة أن كل من يزرع قمحاً يحصد قمحاً. فقد زرعت حديقتي عشرات المرات بالزهور والرياحين وسقيتها بينابيع الود والإحسان لكنها أنبتت الشوك والصريم والحرمان. فمهما خدمت البشر ومهما ضحيت من اجلهم لا تنتظر منهم عرفانا للجميل. ولا تظهر احتياجك لأحد، حتى وإن كان قريبا أو صديقاً؛ فالناس يفرون من الضعفاء كما يفرون من المرض. .
لم يعد في العمر متسع للفواصل . من الآن فصاعدا سنكتب بالنقطة ونغلق الأقواس المفتوحة، ونطوي صفحات وسجلات أرهقتنا بمحاولات التجميل. لقد ضحينا أكثر مما ينبغي وتنازلنا حتى فقدنا أنفسنا في منتصف الطريق. . .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟