أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي المسعود - فيلم - وداعا للغة- - وصية العبقري ( جان لوك غودار ) قصيدة بصرية فلسفية















المزيد.....

فيلم - وداعا للغة- - وصية العبقري ( جان لوك غودار ) قصيدة بصرية فلسفية


علي المسعود
(Ali Al- Masoud)


الحوار المتمدن-العدد: 8493 - 2025 / 10 / 12 - 16:13
المحور: الادب والفن
    


فيلم " وداعا للغة" - وصية العبقري ( جان لوك غودار ) قصيدة بصرية فلسفية

أصدر المخرج الراحل "جان لوك غودار " فيلمه الأكثر تعقيدا وإثارة للجدل" وداعاً للغة " وكان بمثابة وصيته السينمائية. أهم المخرجين وأكثرهم نفوذا في تاريخ الفن السابع ، الذي لا يزال يحتفل بإبداعه وإنتاجه السينمائي حتى اليوم ، أصبح أسطورة للسينما . ظهر المايسترو لأول مرة في عام 1960 مع حتى آخر نفس ، واستمر في العيش فنيا حتى أنفاسه الأخيرة. "وداعا للغة " دليل على ذلك والذي أعتبر وصيته السينمائية الحقيقية ، تحفة فنية تمثل الاحتفال بنهاية كل شيء ، نهاية العالم ، الاشتراكية ، الفن واللغة . فيلم يشكل خاتمة لكل أعمال غودار ، حصل غودار على مرتبة الشرف من مهرجان كان السينمائي عن فيلم ةالروائي (وداعا للغة )، الذي أنتج في عام 2014، وكذالك فيلم (كتاب الصورة)، الذي تم إنتاجه في عام 2018 .
الحديث عن حبكة فيلم" وداعاً للغة" مهمة صعبة ، مثل تحليل الأفكار الفلسفية والسياسية والاجتماعية والأنثروبولوجية التي لا تعد ولا تحصى التي قدمها المخرج مع العمل الذي يبدو في المقام الأول أنه خاتمة حياته الفنية. احتفال بنهاية وبداية عالم جديد، حيث لا مكان للثورة . وهي عملية تنبأ بها غودار نفسه وزملائه الآخرون مثل المخرج الايطالي " بيير باولو بازوليني " الذين كرسوا كل جهودهم لمحاربة ظهور قوة الاستهلاك الجديدة وتسليع الحياة نفسها. ليس من السهل التحدث عن حبكة هذا الفيلم لأن التكوين السردي عبارة عن تجزئة خالصة ، والصور والكلمات التي تتبع بعضها البعض في تدفق يجد الانسجام أيضا بفضل تفسير المشاهد. على أي حال ، تتبع الكاميرا زوجين في أزمة ، وعلاقة بين رجل حر وامرأة متزوجة ، يأخذ غودار مفهوم عدم الحبكة ، أي الخلو من الحبكة ، طريقة جديدة تماما وتجريبية لصنع الفيلم ، والتغلب على حواجز الصور والأصوات وإعادة اللغة إلى مركز الفعل ، والاحتفال بشكل متناقض بنهايته . موت اللغة والهدف عالم جديد ، يؤكد أيضا على غياب الاتجاه . عالم بلا هدف ، حيث يتصرف الناس بالتشكل بطريقة لا طائل من ورائها و بلا هدف . تمكن جودار من تكوين واقع مواز ومجزأ . وداع اللغة الذي يترك فيه العبقري غودار مجالا لشكل آخر من أشكال التواصل ، يحتفل من خلاله بجنازة اللغة التقليدية . في سن 83 عاما و لا يزال المخرج " جان لوك غودار " قادرا على امتلاك القوة للتجربة وإعادة اختراع نفسه تماما. حكاية تقليدية يبدو أنها لا تبدو منطقية ولكن كل شيء يعود بشكل مثالي في فيلم يبدو أشبه باستعارة مستمرة لمدة ساعة وربع. لهذا السبب ، "وداعا للغة" هو واحد من أكثر الأفلام أصالة ونقاء على الإطلاق ، وهي رؤية غير ملوثة تماما لا يبدو أنها تأتي من هذا الكوكب ، مليئة بالتنافر والتشوهات مثل استخدام الألوان الأساسية في الفيلم والشاشات السوداء أثناء خطوط الشخصيات التي تتناوب مع لقطات حرب حقيقية . إنحراف كامل للمسار السينمائي في عمل تعبيري يلعب بعقولنا وينتج عنه فقدان تام للإيمان بالعالم والتاريخ وكل ما يليه وفي المقدمة المفاهيم السياسة. عرض طليعي آخر لروح لم يعد لها أي علاقة في العالم المعاصر والتي لا يمكنها فعل أي شيء سوى توجيه غصتها الخاصة . مليء بالتأملات والتشاؤم العاطفي ، يروي الفيلم قصة أثنين امرأة متزوجة ورجل أعزب يلتقيان بالصدفة وينتهي بهما الأمر بالوقوع في الحب. بمرور الوقت يبدأون في الجدال يوما بعد يوم ، ويواجهون مشاكل عاطفية مختلفة ليكونوا سعداء معا . هناك أشارة من المخرج إلى الطبيعة البشرية وهشاشتها .
"الواقع ليس سوى ملجأ لمن ليس لديهم خيال". وهكذا يمكن لأولئك الذين ليس لديهم خيال أن يصطدموا بأحدث أعمال " جان لوك غودار " ، لأن الكاميرا تصطدم بالمشاهد ويتحطم الزجاج إلى ألف قطعة حتى ينكسر. المنظر وراء الزجاج الأمامي مجزأ مثل لغته السينمائية. "وداعا للغة " الذي عرض لأول مرة في مهرجان كان السينمائي السابع والستين الذي شهد انقسام النقاد بشدة. عمل يتعامل مع العلاقة بين الصورة واللغة ويكرر بشكل ملحوظ رؤية السينما ها انقسام ومعارضة، والتي غالبا ما يتم التضحية بها - في رأي المخرج - من خلال الاستخدام المبالغ فيه للسرد . في فيلم (وداعا للغة )، تمكن جان لوك غودار من إعطاء شرارة جديدة لخطاب بدأ منذ أكثر من خمسين عاما ، قادر على إثبات أنه لم يتغير في الروح ، ولم يتغير بمرور الوقت ، لا يزال فوق أي حدس آخر . رؤيته عن الحرب، الحب، السياسة، الفلسفة، الدوامة الغريبة المقفرة المضطربة،الممزوجة بالسخرية ، " لأنك لا ترى شيئا. عليك أن ترسم ما لا يمكنك رؤيته "، بهذه العبارة التي كتبها كلود مونيه أفتتاحية فيلم "وداعا للغة" ، آخر عمل للأسطورة الحية الوحيدة للغامض " جان لوك غودار" ، يحذرنا غودار في بداية الفيلم بعبارة ”جميع أولئك الذين ينقصهم الخيال يلجؤون إلى الواقع” ثم بكلمة ”وداعا” باللون الأحمر، أما مشاهد الفيلم الأولى فإنها تبتدئ بأصوات القنابل والرصاص ولقطات من الحرب، يتبعها مشهد بالأبيض والأسود، مشهد سعادة وفرح للممثلة جون أرتور من فيلم أنتج سنة 1939 وهو ”الملائكة فقط لها أجنحة” إخراج هوارد هوكس وبطولة كاري جرانت . لتنتهي بلقطات للكلب روكسي. هذا الأخير الذي يظهر في أغلب المشاهد اللاحقة، بل يختتم به الفيلم أيضا .
"وداعا للغة" تجربة سريالية للحواس ، ونقل الصور الجميلة لأفعال المخرج التجريدية وحولها إلى مشاهد شعرية ولكن برسائل عن مجتمع اليوم ومستقبل البشرية والماضي ."وداعا للغة "سيسمح بملخص مبسط ، رجل وامرأة (في الواقع أربعة) ، الحفاظ على علاقة خارج نطاق الزواج ، الزوج عنيف ، غني ، "ديمقراطي" ، العلاقة العاطفية تؤدي إلى الفشل وعدم الأهمية ، إلى طريق مسدود يؤدي إلى نوع من العنف ، الديمقراطية باستخدام طغيانه. لكن لنفترض أن هذا مجرد واحد من خطوط عمل الفيلم ، والأكثر شهرة لوجود نوع من الخطاب المقبول ، ولكنه مليء بالعديد من القضايا الحالية التي تحول خطاب غودار إلى مقال سينمائي ذي أهمية عميقة . ومع ذلك ، فإن عدم القدرة على فهم معنى ما يرى ليس عائقا أمام الاستمتاع بنفس الشيء ، الغوص وترك المشاهد يجرفه موجة الصور والكلمات ويقتصر على التأمل ، فالطبيعة والاستعارة هما الفكرتان اللتان تحلقان فوق المشاهد ، مفصولة حسب راحة المخرج ولكنها مختلطة مع بعضها البعض ، في أعماقي "يجب أن أتحمل حتى النهاية والنهاية تستغرق وقتا حتى تأتي" .
"وداعا للغة" يكشف أهتمام المخرج الفرنسي السويسري سلبية المجتمع الذي فوض مسؤوليته للدولة ، وعدم اتصال الناس في مواجهة التقنيات الجديدة ، وهشاشة الديمقراطية في مواجهة الشمولية التي تحولت إلى استهلاك جماعي ودوامة من الصمت . لجأ غودار في فيلمه للتصوير بخمس كاميرات مختلفة بينها كاميرا شبه احترافية وكاميرا هاتف محمول في استكشاف حر للتقنيات الجديدة في التصوير، كما استخدم تقنيتي العرض الثنائي والثلاثي الأبعاد بشكل متواز أحيانا، ليخلق تجربة سردية مريحة بصريا لكنها معبرة عن حالة التفكك في علاقة البطل والبطلة .وعلى لسان بطليه يجسد غودار أفكاره عن عجز الإنسان المعاصر عن التواصل وارتكازه على سلطة أعلى تحدد له مصيره وعن مأساة اتخاذ قرار كخوض الحروب . ويضيف إلى صوتيهما تعليقا صوتيا هو المعادل لصوته كفنان حاول ستين عاما استغلال الصورة ليجسد رؤيته للحياة .وفي الوقت الذي تستخدم فيه تقنية العرض الثلاثي الأبعاد لتحقيق عنصر الإبهار في أفلام الخيال العلمي والحركة، يستغلها غودار لخلق تجربة مشاهدة غير مريحة لتفاصيل الحياة العادية .وربما يحمل الفيلم نظرة تشاؤمية لمخرج قرر أن يودع اللغة كوسيلة للتواصل والتعبير، لكن رائد الموجة الفرنسية الجديدة لا يزال يملك القدرة على استكشاف أدوات لغة أخرى هي لغة الصورة . "وداعا للغة" هو تيار خالص من الأفكار. إنه يعمل تماما كما يعمل دماغنا ، حيث تتقاطع الصور والأفكار والذكريات والأصوات ، والتي لسنا على دراية كاملة بها عند حدوثها. ألوان مشبعة ، مواقف بدون خاتمة ، صور مؤثرة ، صورة مجمعة كاملة يتم فيها رش تأملات فلسفية على موضوعات عميقة مثل خلق الإنسانية وغيرها من الأمور الحالية مثل المساواة بين الجنسين . تلعب الممثلة" هيلواز غوديه" والممثل "كامل عبدلي " دور الزوجين من العشاق اللذين يتشاركان مثل هذه المحادثات الفكرية خلال لقاءاتهما العاطفية .
" وداعا للغة" هو فيلم حميمي ويرتكز على الاهتمام بالفرد . يعشش في صوره الشعور بالضيق التاريخي الذي يعبر عن الحاضر الحالي. في الماضي، كان يتردد صدى أزمة الإنسانية برمتها ، أما اليوم. تعمل صور الأفلام أيضا كإشارات إلى هذه اللحظات التاريخية. تتجد المراجع التاريخية كشيء بعيد منقوش في حزن هذا الحاضر ... في تلك اللحظة ، تصبح الصور السينمائية خلفيه لتلك الأحاسيس .الفيلم مقسم إلى قسمين، الأول مخصص للطبيعة (الغموض ، الشخصية المضيئة التي تبرز باستخدام الألوان المشبعة) ، والثاني مخصص للاستعارة (بناء اللغة ، والبحث عن عوالم شعرية منها) ، الطبيعة بكل روعتها هي ملجأ من العزلة. يدخل هذا المبدأ في أزمة ، ويوضح كيف تتجلى هذه الأزمة في تمثيل الفرد. تشع العلاقة بنقص التواصل ، والانسجام مع الإنسانية الملثوم ، واللغة تقودنا بشكل نهائي إلى الفقر الأخلاقي. أمام الزوجين. هو ملجأ الطبيعة .يفرض الحزن نفسه ، وتنشأ رغبة في تجديد شبابه ، ووضع كل شيء في أزمة ، واستكشاف موارد جديدة ، وإعطاء أشكال جديدة لليوتوبيا الجديدة. يكسوف المرء من أجل أن يولد من جديد .
يتباهى غودار بالمعرفة ، عندما يشك في الاختلافات بين الفكرة والاستعارة ، فإنه يصرخ "اسأل الإغريق في أثينا" ، ثم سيقولون إن هناك مساواة ، ولكن هل يمكن أن تكون هناك مساواة مع الخوف؟ ، التلاعب بين الطبيعة والاستعارة سيقوده إلى إملاء أمثلة لأشياء آخر ى ، من الطبيعي أن ينظر غودار إلى عدة مفاهيم وقيم .يضع المشاهد وجها لوجه مع علاقة رجل وامرأة ، الجنس والموت ، الفلسفة والقذارة ، للتقليل من شأن اليسار واليمين ولكن ليس صعودا وهبوطا ، النظرة من خلال السياج الذي يمنع المرور إلى البحيرة هي استعارة ، إنها استعارة لما قاله( ماوتسي تونغ) زعيم الحزب الشيوعي الصيني الراحل إنه من السابق لأوانه معرفة ما إذا كانت أفكار الثورة الفرنسية قد انتصرت عندما سئل في الستينيات ، هناك إستعارة مفادها أن "كاميرا" باللغة الروسية تعني السجن وأن روسيا ليست أوروبا ، تحذيرا للملاحين ، إنها استعارة أتحدث وأستمع إليها عندما يحدث شيء ما باللغة ، في إفريقيا نستمع ونتحدث ، في الغرب ستنتهي اللغة ، ولهذا يقرر غودار كسر لغة الفيلم من خلال دمج لقطات بدون صوت ، مع البطل المطلق ( الكلب ) الذي يعبر عن نفسه بحركته .
أنتجت الديمقراطيات الحديثة الأحزاب الشمولية ولم تعرف كيف تحاربها لأنها أصبحت شمولية، وعندما تقرر الدولة أن تفعل كل شيء، في اللحظة التي يحدث فيها خطأ ما، لا يتفاعل المواطنون ضد الدولة فحسب، بل تتفاعل الدولة بشكل شمولي، وتخلط نفسها مع النظام الشمولي نفسه، وتنتهي برد فعل المجتمع ضد الدولة . المرحلة التي تنبأ بها غودار في فيلمه ، نحن نواجه الشمولية الديمقراطية ، سواء كانت الإجابة هي انتصار الديمقراطية أو الشمولية أو إذا كان المجتمع الشمولي سيفوز ، لا تزال الفرصة في أيدينا ، لم يعد لغودار أن يثق في الجنس البشري ، تحليله واستنتاجه نهائيان ، هناك لغة في نظرة أكثر من كلامنا جميعا ، هناك تواصل في الصمت أكثر من الكلام ، وهناك ثقة في الطبيعة أكثر من الاستعارة. لأن الدولة التي تضفي الشرعية على نظامها بموجب القانون تغش ، والدولة التي تضفي الشرعية على عنفها بموجب القانون تغش أيضا ، والقانون الذي يضفي الشرعية على نفسه يغش مرتين ، فإن غودار ليس إنسانيا مقتنعا بالخير الطبيعي للجنس البشري ، إنه ليس حلا جيدا للعودة إلى حالة الطبيعة. في حالة الطبيعة تنشأ الحروب كرد فعل على الافتقار إلى اللغة .
السينمائي الراحل عرف بالمتمرد على التقليد والقوالب الجاهزة والانضباط للسائد بين صناع السينما من مجايليه، حيث حافظ على استقلاليته وأصالته الإبداعية، معتمداً مقولته الشهيرة «هناك الثقافةُ، وهيَ القاعدةُ. وهناك الاستثناء، وهو الفنّ)، معتبراً أن (التلفزيون، يصنعُ النّسيان. والسّينما تصنعُ الذكريات). فيلم"وداعا للغة" كما يعلن عنوانه، في الأساس مجرد خطوة أخرى في كسر فكرة أن السينما لها لغة معينة يجب اتباع قواعدها لفهمها ووضوحها. إنه فيلم من مقاطع ، وأجزاء من المشاهد ، والحوارات المتقطعة ، والأصوات المكسورة والصور بتنسيقات مختلفة: سواء من حيث الجودة ( إستخدام تقنية ثلاثي الأبعاد) ، الذي يدمجه المخرج السويسري في هذا الفيلم ، مثل الطفل الذي يتم إعطاؤه لعبة جديدة وتفكيكها وإعادة تجميعها لمنحها استخدامات جديدة. العديد منها أكثر إثارة للاهتمام من وظائفها الأصلية. وهذا يجعل الفكرة أكثر متعة أيضا .النية واضحة منذ البداية ، يخبرنا التعليق الصوتي أنه في عام 1933 ولد التلفزيون ، وفي نفس الوقت ، صعد هتلر إلى السلطة في ألمانيا. منذ ذلك الحين ، يمكن للمرء أن يتحدث عن فكرة "شمولية الصور" القائمة على انتصار النازية (ليس حربيا ، بل ثقافيا) ، إلى جانب الضوابط الرسمية أو الرقابة على الثقافة السمعية البصرية ، اعتمادا على ضخامتها ووضوحها المفترض - انتهى بها الأمر إلى توليد لغة سمعية بصرية محدودة وغير حرة إلى حد ما . غير قادر على تجاوز قواعد معينة أو الخطوط الحمر التي وضعت في طريقها ، يوضح غودار أيضا قدرته في بناءه لصور أكثر جمالا ، لقطة للبحر المليء بالأوراق المتساقطة ، ركوب السيارة تحت المطر ، يتدحرج في الثلج ، وجه يظهر في الماء . كل لحظات الجمال الأنساني ، نعم ، ولكن أيضا من الحرية الإبداعية العميقة. قد لا تعني شيئا - من الناحية السردية - لكنها تربطنا بالعالم ، بالسينما ، بطريقة مباشرة ونقية ، لا بوساطة الأدب. "لماذا توجد جائزة نوبل للأدب وليس جائزة للرسم أو الموسيقى؟"، يتساءل أحدهم أثناء الفيلم (ويمكنني إضافة السينما هناك). لا يوجد جواب. أو ربما يكون الفيلم محاولة لشرحه . في فيلمه ( وداعاً للغة ) يأخذ المخرج غودار المشاهد ويطوف به حول العديد من الشخصيات التي تمثل الرسم والموسيقى والسياسة والأدب والمسرح، مثل وكذلك الفيلسوف الفرنسي جاك إيلوي، الشاعر الأمريكي " عزرا باوند " ، وصمويل بيكيت، وبتهوفن، وجان أنويه… وغيرهم .
من الواضح أن غودار كسر اللغة السينمائية بهذه التحفة السينمائية، مما يولد شعورا معينا بالحيرة لدى المشاهد . من الصعب تخمين كل محتواه بمشاهدة واحدة ، لأنه مليء بالاستعارات والاقتباسات والإشارات إلى الكتاب والفلاسفة. من الضروري دراستها بعناية للاستمتاع بجميع التفاصيل الصغيرة التي تحتوي عليه ، وبنفس الوقت، الفيلم يساعد المشاهد على تدريب واسع في الثقافة العامة والخاصة في مختلف المجالات الفنية والسينمائية والأدبية للوصول إلى المتعة الجمالية النهائية على الفور. الفيلم موجها مباشرة إلى المستمع الخبير ،الذي يسعى إلى الاقتراب من المعرفة في هذه المجالات .

كاتب عراقي



#علي_المسعود (هاشتاغ)       Ali_Al-_Masoud#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خوسيه -بيبي- موخيكا في السينما: أفلام لفهم حياته وإرثه النضا ...
- -موت معلن - فيلم سوري يطلق صرخة تحذير من تفشي ظاهرة زواج الق ...
- -قراءة لوليتا في طهران-.. حين تصبح القراءة وسيلة لمقاومة الا ...
- -طهران- فيلم إثارة هندي يتناول الصراع الإيراني - الإسرائيلي
- -سحابة- فيلم ياباني يتناول التأثير الثقافي والاجتماعي للعالم ...
- فيلم -الليل يأتي دائماً-.. يكشف الجانب المظلم للحياة في أمير ...
- - السينما ذاكرة -- أفلام صورت الانقلاب في تشيلي قبل 52 عاما
- فيلم - محطمات القواعد- إحتفاء بالشجاعة والتحدي للمرأة ألافغا ...
- فيلم - في أرض الإخوة - يفضح التمييز والعنصرية ضد المهاجرين ا ...
- لإرث السينمائي للرسام السريالي سلفادور دالي‏
- التناظر في المسار الشعري والإنساني للشاعرين : المصري - أحمد ...
- فيلم - بيروت -عرض بائس يعيد احداث الحرب الأهلية
- هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يضع صناعة السينما في أزمة ؟
- -جنة عدن- فيلم يتناول تعقيد الطبيعة البشرية ويجردها من العلم ...
- -كلمات الحرب - فيلم سياسي يكرم المناضلين النبلاء بالكلمة من ...
- فيلم - قصة سليمان - إبراز لموضوعات عالمية تتعلق بالهوية والب ...
- فيلم -أنا التي تحمل الزهور الى قبرها- يحكي تجربة المنفى والح ...
- فيلم -المعلم الذي وعد بالبحر- درس عظيم في التربية والتعليم و ...
- فيلم - تاكسي طهران - شهادة جريئة ضد القمع والرقابة في إيران
- فيلم - المحطة الأخيرة - يكشف لمحة عن إنسانية الكاتب (ليو تول ...


المزيد.....




- هيام عباس تحصد -الهرم الذهبي-.. مهرجان القاهرة السينمائي يكش ...
- صورة من غزة.. نزوح بعد إخلاء
- نظرية الفوضى في الشعر العباسي.. مقاربة نصيّة في شعر أبي نواس ...
- من بينهم الفنّان خالد النبوي.. مهرجان -القاهرة السينمائي- ال ...
- شاركت في -العراب- وتألقـت في أفلام وودي آلن .. نجوم هوليوود ...
- -تانيت إكس آر-: منصة غير ربحية توثق التراث التونسي رقميا
- اكتشاف قلعة عسكرية على طريق حورس الحربي في شمال سيناء
- انطلاق الدورة السادسة لمهرجان بغداد الدولي للمسرح
- ظهرت في أكثر من 60 فيلما..وفاة الممثلة ديان كيتون عن 79 عاما ...
- حربٌ هزمت المجتمعَين وأسقطت كذبة وحدة اللغة والتاريخ المشترك ...


المزيد.....

- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي المسعود - فيلم - وداعا للغة- - وصية العبقري ( جان لوك غودار ) قصيدة بصرية فلسفية