|
|
مبادرة ترامب للسلام : نتائج وآفاق
صلاح بدرالدين
الحوار المتمدن-العدد: 8491 - 2025 / 10 / 10 - 00:04
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مبادرة او خطة ، او مشروع الرئيس الأمريكي – دونالد ترامب لوقف الحرب في غزة ، وتحقيق السلام ، وإيجاد حل للقضية الفلسطينية ، بحسب المواد العشرين التي تضمنتها الخطة الامريكية ، والتي أعلنت الخطوة الأولى الأهم – وقف العمليات الحربية في غزة - البارحة في مصر ( شرم الشيخ ٨ - ١٠ - ٢٠٢٥ ) خلال التفاوض غير المباشر بين وفدي اسرائيل وحماس ، ومشاركة وفود أمريكية ، ومصرية ، وقطرية ، بغياب لافت لممثلين عن السلطة الفلسطينية ، وتنفيذ الخطوة اللاحقة باطلاق المختطفين ، والأسرى من جانب الطرفين : خلال اليومين التاليين ، ثم الاستمرار في تطبيق البنود الأخرى من انسحاب الجيش الاسرائلي من قطاع غزة حسب الخطة المتفقة عليها ، وتسليم حماس لاسلحتها الى هيئة فلسطينية – عربية ، دولية ، ومغادرة قادتها للقطاع بعد ضمان سلامتهم ، ثم استكمال الخطوات عبر لجنة موسعة برئاسة ترامب وعضوية ممثلين عن الدول العربية ، والأوروبية بينهم رئيس الوزراء البريطاني الأسبق – توني بلير – من اجل إعادة اعمار غزة ، وإدارة القطاع لحين تسليمها للسلطة الوطنية الفلسطينية ، وينص البند العشرين الأخير : " الظروف الملائمة لمسار موثوق نحو تقرير المصير الفلسطيني وإقامة الدولة، وهو ما ندرك أنه تطلعات الشعب الفلسطيني. ستنشئ الولايات المتحدة حواراً بين إسرائيل والفلسطينيين للاتفاق على أفق سياسي للتعايش السلمي والمزدهر " . وفي البند الأخير هذا يظهر نوع من المواءمة بين قرار الجمعية العامة بشأن حل الدولتين بناء على المشروع السعودي – الفرنسي في الأمم المتحدة ومؤتمر نيويورك ، حيث تحفظت واشنطن بشانها ، واصرت على ان تقرير المصير يجب ان يتم برضا الطرفين ، وتفاهمهما وليس فرضه . عوامل انضاج مبادرة ترامب للسلام منذ عقود والمجتمع الدولي عاجز او متباطئ او غير مبال في ايجاد حل للقضية الفلسطينية ، وتحقيق السلام في الشرق الأوسط ، ومن الأسباب العائقة والى جانب التعنت الاسرائيلي دور النظام الإيراني في تشكيل محور الممانعة من النظام السوري البائد ، وتقديم الدعم المالي والعسكري لاذرعه من ميليشيات حزب الله ، والحوثي في اليمن ، وحركة حماس في غزة ، والميليشيات الولائية العراقية ، وفي غضون العامين الأخيرين تولت إسرائيل بالتعاون الكامل مع أمريكا اذلال العقبات ، وتصفية اطراف الممانعة ، والقضاء على ظاهرة الحرب بالوكالة ، فكانت للعمليات العسكرية الاسرائلية نتائج سريعة ودورا أساسيا في اسقاط نظام الأسد ، وتصفية حزب الله ، والقضاء على قدرات حماس ، واضعاف الحوثي ، وتهديد الميليشيات في العراق وتوجيه ضربات ساحقة لنظام ولي الفقيه ، كل ذلك مهد السبيل للدور الأمريكي الراهن ، ونجاح خطة ترامب ، وتوافق عربي إسلامي عالمي بشان السلام ، وطي صفحة حماس الى الابد ، كميليشيا إسلامية سياسية مسلحة موسومة بالإرهاب . هل تقتصر مبادرة ترامب على غزة وفلسطين ؟ ترافقت حرب إسرائيل بالعامين الأخيرين على الجبهات المتعددة ، مع تصريحات متكررة لرئيس حكومتها - نتانياهو – بانهم بصدد إعادة بناء شرق أوسط جديد خال من الإرهاب ، وعندما اعلن الرئيس الأمريكي عن خطته بشأن غزة ، اعتبر انه بصدد تحقيق السلام بالشرق الأوسط ، وكما أرى فان كلاهما ينطلقان من واقع ان القضية الفلسطينية لم تعد مسالة محلية بل في تشابك معقد مع عوامل إقليمية ، ودولية ، وتحولت الى مادة لتدخلات ايران واذرعها واستغلالها لمصالحها الخاصة ، حتى ان حزب الله في لبنان قد ربط نفسه بدفع من ايران بحرب غزة إضافة الى اطراف أخرى بالمنطقة ، وكما اعتقد فان مجرد نجاح ترامب في خطته بشان غزة ، لن يتوقف بل سيرى نفسه مسؤولا عن الاستقرار بالمنطقة برمتها ، وسيسير بنفس المسار الحربي الذي بداته إسرائيل في تصفية بؤر التوتر ، والميليشيات المحلية المكلفة بحروب الوكالة ، وسيعالج المعضلة الإيرانية سلما او حربا ، وسيبذل الجهود الكبرى لاحياء مااطلق عليه – المشروع الابراهيمي – بتحقيق المصالحة الاسرائلية العربية ، ودمج إسرائيل بالعملية الاقتصادية ، والسياسية بالمنطقة . بقي ان نقول ان نجاح خطة ترامب في غزة يعود باعترافه هو الى الدور البارز للرئيس التركي – اردوغان – في اقناع حركة حماس ، وهذه الإشادة ظهرت منذ يومين في تقرير استخباراتي إسرائيلي أيضا ، ولاشك انه في عملية لعبة الأمم كل شيئ له ثمن مقابل ، وكما اعتقد سيتعزز الدور التركي في سوريا اكثر من السابق . اسقاطات نجاح خطة ترامب على الوضع السوري من المتوقع ان تفتح عملية السلام هذه مابقيت من الطرق المسدودة امام اتفاق سوري اسرائيلي نهائي ، وذلك بمساهة الإدارة الامريكية التي تعتبر نفسها المنتصرة في سوريا بعد رحيل نظام الأسد والقضاء على النفوذين الإيراني والروسي ، والمسؤولة عن استتاب الامن والاستقرار فيها ، وبشكل خاص شعورها بالمسؤولية الخاصة بشأن اتفاق دمشق مع – قسد – لعلاقاتها العسكرية مع الأخيرة خلال محاربة داعش ، وتنفيذ بنود اتفاقية العاشر من آذار التي ابرمت بوساطة أمريكية ، ومن المعروف ان الجانب الأمريكي يضغط باتجاه ضرورة الاتفاق مع دمشق من دون دخولها بالتفاصيل ، في موضوع دمج القوات ، وتسليم المناطق الى الدولة السورية وانجازه قبل حلول العام الجديد ، وبهذا الصدد فان حل معضلة غزة أسس لمرحلة جديدة ، وأضاف عوامل إقليمية ليست لمصلحة حاضر ومستقبل سياسات – قسد - ، بالإضافة الى ذلك فان المجتمع الدولي يميل الى تعزيز الدول القائمة وتقليص نفوذ – الميليشيات – المسلحة خصوصا بعد الضربات الماحقة لاذرع ايران بالمنطقة ( ب ك ك محسوب في قائمة اذرع ايران قبل الجميع ) ، كما ان الإدارة الامريكية ، ودول اوربا ، والدول الإقليمية ، لاتنظر الى – قسد – كتنظيم سياسي يناضل من اجل الحقوق المشروعة للكرد السوريين ، بقدر ماهي تشكيل عسكري مختلط يتبع لمركز – قنديل – يعمل من اجل ان يدير مناطق شمال شرق سوريا ( محافظات الحسكة – الرقة – دير الزور - ) ويستثمر خيراتها ، هذا التشكيل العسكري الذي تاسس بامر من – ب ك ك – عندما هرع مقاتلوه لنجدة نظام الأسد بداية الثورة السورية ، والمكون من اغلبية عربية ليس منوطا بتقديم المطالب الكردية القومية او التعاطي مع القضية الكردية الا من باب التلون وخلط الأوراق . كما ان الإدارة الانتقالية الحاكمة بدمشق ، والتحالف الدولي ، وتركيا وجميع الأطراف المعنية بالملف السوري ، على بينة بوجود قضية كردية سورية تنتظر الحل ، عمرها نحو مائة عام ، وظهرت قبل وجود ( ب ك ك وقسد ) بنحو خمسين عاما ، وان الحركة السياسية الكردية السورية الراهنة مفككة ، ومنقسمة ، والتعبيرات الحزبية الراهنة هزيلة وتابعة لمحاور متصارعة ، وان التمثيل الحقيقي الشرعي للكرد السوريين مرتبط بتوفير شروط عقد المؤتمر الكردي السوري الجامع في العاصمة دمشق ، من اجل إقرار المشروع السياسي الكردي ، وتخويل من يحاور الشركاء بدمشق لايجاد حلول توفيقية للقضية الكردية السورية ، بخلاف ذلك لن نرى سوى اللعب بالوقت الضائع ، وتفجير الأوضاع هنا وهناك، والاتهامات المتبادلة الجاهزة ، واضافة المزيد من التعقيدات الى العملية السياسية في كل سوريا .
#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
محاولة في تعريف الحركة الكردية السورية
-
ثورة مغدورة وأخرى موهومة وثالثة قيد الاختبار
-
جدلية الداخل والخارج في - الحكاية - السورية
-
دولة فلسطين
-
التقرير السياسي لحراك - بزاف -
-
من دفتر يومياتي لقاء لم يكتمل بين ( معارضين سوريين اضداد )
...
-
في منهجية الكتابة عن الحالة الكردية السورية
-
أي النموذجين يصلح للحالة الكردية السورية
-
الاحاطة السياسية التاسعة والتسعون لحراك - بزاف -
-
من دفتر يومياتي عندما بدأنا باختراق جدار العزلة ومد ا
...
-
اي - تدويل - لقضية كرد سوريا ؟
-
في دورة – اعلان الاستقلال – للمجلس الوطني الفلسطيني
-
مناقشة ( الرأي الاخر ) حول الذكرى الستين للكونفرانس الخامس
-
ستون عاما على كونفرانس الخامس من آب ١٩٦
...
-
اللقاء الثامن والتسعون في غرفة بزاف
-
الى الإدارة الانتقالية الحاكمة في دمشق : لاتربطوا القضية ال
...
-
عطفا على ندائنا السابق للإدارة الانتقالية بدمشق لات
...
-
بعد تفاقم الوضع الأمني في السويداء رسالتي الى الإدارة الانتق
...
-
بانتظار - اليوم التالي -
-
قراءة نقدية في رسالة- اوجلان -
المزيد.....
-
كيف أعادت الفراشات الحياة البرية إلى أرض قاحلة؟
-
خمس نقاط رئيسية بشأن مؤتمر المناخ -كوب 30- المثير للخلاف
-
الولايات المتحدة تكشف عمّا وصفته بـ -التقدّم الهائل- في محاد
...
-
سينيسا كاران المدعوم من الرئيس المقال دوديك يفوز برئاسة صرب
...
-
فرنسا تواجه احتمالية الحرب في أوروبا وتصريحات حول الخدمة الع
...
-
تفاؤل أميركي بقرب التوصل للسلام في أوكرانيا وأوروبا تتطلع لد
...
-
رغم الاجتماع الودي.. ممداني لا يزال يعتبر ترامب -فاشيا-
-
-خطوة هامة للأمام-.. البيت الأبيض يعلق على المحادثات مع كييف
...
-
البرهان: مسعد بولس قدم -أسوأ ورقة- بشأن السودان.. وأشكر ولي
...
-
الجيش السوداني يصد هجوما كبيرا في بابنوسة ويرفض ورقة بولس
المزيد.....
-
اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات،
...
/ رياض الشرايطي
-
رواية
/ رانية مرجية
-
ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان
...
/ غيفارا معو
-
حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش
/ د. خالد زغريت
-
التاريخ يكتبنا بسبابته
/ د. خالد زغريت
-
التاريخ يكتبنا بسبابته
/ د. خالد زغريت
-
جسد الطوائف
/ رانية مرجية
-
الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025
/ كمال الموسوي
المزيد.....
|