أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحيم حمادي غضبان - مستقبل الدولة الفلسطينية














المزيد.....

مستقبل الدولة الفلسطينية


رحيم حمادي غضبان
(Raheem Hamadey Ghadban)


الحوار المتمدن-العدد: 8490 - 2025 / 10 / 9 - 19:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وقفت الحرب على غزة أخيراً بعد شهورٍ من الدمار والمعاناة، وتم الاتفاق على تبادل الأسرى والمخطوفين في صفقةٍ وُصفت بالتاريخية، بغض النظر عن مدى تحقق الرغبات الفلسطينية أو الإسرائيلية، إذ إنّ إتمام الصفقة بحد ذاته يمثل نقطة تحوّل كبرى في مسار الصراع، سواء تمّ ذلك بضغطٍ دولي أو بتنازلاتٍ متبادلة، فحقيقة الأمر أنّ أي عملية سلام لا يمكن أن تُبنى على الصلابة المطلقة، بل على قدرٍ من المرونة السياسية والإنسانية التي تتيح للطرفين مساحة للتنفس وإعادة الحسابات. ومع انتهاء الحرب وهدوء أصوات المدافع، يبقى السؤال الجوهري الذي يفرض نفسه على المشهد: هل نحن على أعتاب نهاية مرحلةٍ تاريخية من العمل الفصائلي الفلسطيني؟ وهل ستتوارى الأسماء التي اعتاد الناس سماعها منذ عقود مثل حركة فتح وحماس والجهاد الإسلامي وغيرها، لتفسح المجال أمام مشروعٍ وطني جامع يحمل ملامح الدولة الفلسطينية الحديثة؟ الواقع يشير إلى أن مرحلة ما بعد الحرب ستكون الأكثر حساسية في تاريخ القضية الفلسطينية، إذ سيتوجب على الفلسطينيين التعامل مع استحقاقاتٍ داخلية كبرى، أولها إعادة بناء البنية السياسية المنهكة، وتوحيد القرار الوطني تحت قيادةٍ واحدة قادرة على التحدث باسم الجميع، دون استثناء أو إقصاء. وفي هذا السياق تبرز الجهود الحثيثة التي تبذلها المملكة العربية السعودية، التي تحاول عبر دبلوماسيتها الهادئة والمتوازنة أن تجمع أطراف المشهد الفلسطيني على طاولة واحدة، ليس فقط لإيقاف نزيف الدم، بل لوضع أسسٍ راسخة لمشروع الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة. هذه الجهود إذا ما نجحت في تحقيق المصالحة الفلسطينية الداخلية، فإنها قد تفتح الباب أمام مرحلةٍ جديدة يتجاوز فيها الفلسطينيون منطق الفصائل إلى منطق الدولة، ومنطق المقاومة إلى منطق البناء والتفاوض الذكي القائم على موازين القوى والمصالح المشتركة. لكن الطريق إلى الدولة الفلسطينية الموحدة لن يكون سهلاً، فهناك تحدياتٌ بنيوية تتعلق بالثقة المفقودة بين الفصائل، وبالاختلاف في الرؤى السياسية والأيديولوجية، فضلاً عن الضغوط الإقليمية والدولية التي تسعى للحفاظ على الوضع الراهن خوفاً من تغيّر موازين القوى في المنطقة. ومع ذلك، فإن التحولات الإقليمية الراهنة، وعودة الدور العربي الفاعل بقيادة الرياض والقاهرة والدوحة، تخلق فرصة واقعية لإعادة صياغة المشروع الفلسطيني ضمن إطارٍ عربي جامع. إنّ مستقبل الدولة الفلسطينية سيتوقف على قدرة الفلسطينيين على تجاوز خطاب الانقسام واستبداله بخطاب المواطنة، بحيث يصبح الانتماء لفلسطين هو الهوية الجامعة التي تتقدّم على كل انتماء حزبي أو أيديولوجي. فإذا ما نجح الفلسطينيون في صياغة قيادةٍ وطنية موحدة تتحدث بلغةٍ واحدة وتعتمد رؤية سياسية واضحة تستند إلى الواقعية دون التفريط بالثوابت، فإن الحلم الذي ظلّ مؤجلاً منذ أكثر من سبعين عاماً قد يقترب أخيراً من التحقق. وقد تكون نهاية هذه الحرب بداية ولادة جديدة لدولةٍ فلسطينية تجمع ولا تفرّق، تقودها مؤسساتٌ وطنية لا شعاراتٌ فصائلية، وتستند إلى دعمٍ عربيٍ صادق يسعى لترسيخ السلام العادل لا مجرد هدنةٍ مؤقتة، دولةٌ تتسع لكل أبنائها، وتُبنى على مبدأ الشراكة لا الغلبة، وعلى الإيمان بأنّ التحرير الحقيقي يبدأ من وحدة الكلمة قبل سلاح المواجهة.



#رحيم_حمادي_غضبان_العمري (هاشتاغ)       Raheem_Hamadey_Ghadban#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جيل Z العربي بين النهوض وضياع الهوية
- كرم الصمت
- مكارم الأخلاق والقيم عند الشعوب في عصر العولمة الحديثة
- البيروقراطية الأدارية
- التصعيد الأوربي ضد روسيا هل هو اشارة لحرب على الأبواب؟
- من بلفور إلى بلير .دولة أسرائيل الكبرى
- أعمار غزة بين العدوان والأبتزاز السياسي
- التأمر الخارجي والداخلي في مسار الدولة الأسلامية والأمة العر ...
- الأمن الوقائي ودور المواطن
- رمزية الخوف في النفس البشرية
- المملكة العربية السعودية وأنتزاع الأعتراف الدولي بدولة فلسطي ...
- التسويق السياسي في السياسة الأمريكية والغربية
- التبني وأثاره على المتبنى بين الأيجابية والسلبية
- غسيل الدماغ بين الواقع العلمي والخيال
- هل ستحصل الدوحة على حق الرد على أسرائيل؟
- أدارة الوقت بين ظاهرة التسويف وضغط اللحظات الأخيرة
- أمريكا ببن الجدار الأخضر والتخبط السياسي
- الأنسان بين الانتماء الطبيعي والمكتسب
- العدو الصغير والقائد الثائر
- القصف الأسرائلي على الدوحة بين الأستهتار الأسرائلي والخنوع ا ...


المزيد.....




- البرهان: مسعد بولس قدم -أسوأ ورقة- بشأن السودان.. وأشكر ولي ...
- الجيش السوداني يصد هجوما كبيرا في بابنوسة ويرفض ورقة بولس
- البرهان يهاجم بولس.. ويؤكد: لن نقبل وساطة -الرباعية-
- تبرير غريب من بولسونارو لمحاولة كسر سوار مراقبته الإلكتروني ...
- سوريا.. قبائل حمص تحذر من -الفتن- بعد جريمة مروعة واشتباكات ...
- إيران تدين اغتيال إسرائيل للطبطبائي في بيروت
- تفاؤل أميركي بإمكانية التوافق على خطة السلام في أوكرانيا
- مقترح أوروبي مضاد لإنهاء حرب أوكرانيا.. ما أوجه اختلافه عن خ ...
- أول حديث بعد الإفراج .. صنصال يفجر مفاجأة عن سبب سجنه بالجزا ...
- المفوضية الأوروبية تطلق -حزمة التنقل العسكري- لتعزيز الجاهزي ...


المزيد.....

- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحيم حمادي غضبان - مستقبل الدولة الفلسطينية