أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - رحيم حمادي غضبان - الأمن الوقائي ودور المواطن














المزيد.....

الأمن الوقائي ودور المواطن


رحيم حمادي غضبان
(Raheem Hamadey Ghadban)


الحوار المتمدن-العدد: 8478 - 2025 / 9 / 27 - 14:26
المحور: قضايا ثقافية
    


الأمن الوقائي ليس شعاراً يرفع في المناسبات ولا مهمة حصرية للأجهزة الأمنية، بل هو سلوك يومي وممارسة واعية يقوم بها كل فرد لحماية نفسه وأسرته ومجتمعه من الأخطار قبل وقوعها، وإذا كان الأمن التقليدي يتعامل مع الحوادث بعد حدوثها فإن الأمن الوقائي يسعى إلى تقليل فرص وقوعها ابتداءً، ولهذا فإن المواطن هو الركيزة الأساسية في هذا النوع من الأمن.

في واقعنا العراقي، حيث تتعدد التحديات الأمنية والاجتماعية، يصبح للأمن الوقائي أهمية مضاعفة، فالكثير من الأخطار يمكن تجنبها عبر وعي بسيط وسلوكيات يومية لا تحتاج إلى سلطة أو قوة. فعلى سبيل المثال، عند انقطاع التيار الكهربائي يلجأ بعض الأهالي إلى تشغيل المولدات داخل المنازل أو قرب النوافذ المغلقة، وهذا سلوك خطير قد يسبب الاختناق بسبب انبعاث الغازات السامة، بينما الحل الوقائي يتمثل في وضع المولدات في أماكن مفتوحة والحرص على التهوية، وهو أمر بسيط لكنه يحمي الأرواح. وكذلك الحال في التعامل مع الأسلاك الكهربائية المكشوفة في الشوارع والأزقة خلال موسم الأمطار، حيث يكون وعي المواطن في الإبلاغ عنها أو تحذير الجيران شكلاً من أشكال الأمن الوقائي الذي قد ينقذ حياة طفل أو مارٍ لا يدرك الخطر.

كما أن ظاهرة إطلاق العيارات النارية في المناسبات تمثل مثالاً صارخاً على غياب الوعي الوقائي، فهي عادة تؤدي سنوياً إلى إصابات ووفيات كان بالإمكان تفاديها لو تحلى الناس بمسؤولية اجتماعية، فالمواطن حين يمتنع عن هذه الممارسة فهو يمارس أعلى درجات الأمن الوقائي لأنه يقطع الطريق على كارثة محتملة قبل حدوثها.

ومن صور الأمن الوقائي التي تهم كل أسرة عراقية كذلك تعليم الأبناء كيفية التصرف في حال مواجهة موقف خطر في الشارع أو المدرسة، مثل عدم التحدث مع الغرباء أو عدم قبول أشياء من أشخاص مجهولين، فهذه الثقافة الأسرية تحصّن الأطفال ضد كثير من المخاطر. وكذلك الأمر بالنسبة للحوادث المرورية، إذ أن التزام السائق في المحافظات والأقضية بقوانين المرور واحترام المشاة يقلل بشكل كبير من نسب الحوادث التي تشكل عبئاً على العوائل والدولة معاً، وما هو إلا شكل من أشكال الأمن الوقائي الذي يتطلب وعياً أكثر مما يتطلب قوة.

حتى في المجال الاجتماعي، فإن المواطن حين يسعى إلى حل خلافاته مع جيرانه بالحوار وتجنب التصعيد، أو حين يتدخل بحكمة لفض نزاع بسيط قبل أن يتحول إلى مشكلة عشائرية أو قضية جنائية، فإنه يساهم في أمن وقائي يحفظ السلم الأهلي ويجنب المجتمع دوامة المشكلات.

إن الأمن الوقائي في العراق ليس فكرة مثالية أو بعيدة المنال، بل هو حاجة واقعية تمس حياة الناس يومياً، وكلما أدرك المواطن أنه شريك أساسي في حماية نفسه ومحيطه ارتفعت مناعة المجتمع ضد الأخطار، وباتت الحاجة إلى التدخل الأمني أقل. فالأمن الوقائي ببساطة هو أن يتصرف كل شخص بوعي ومسؤولية، وأن يضع في حسبانه أن كل خطوة وقائية مهما بدت بسيطة قد تحمي حياة إنسان وتجنب المجتمع خسارة فادحة.



#رحيم_حمادي_غضبان_العمري (هاشتاغ)       Raheem_Hamadey_Ghadban#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رمزية الخوف في النفس البشرية
- المملكة العربية السعودية وأنتزاع الأعتراف الدولي بدولة فلسطي ...
- التسويق السياسي في السياسة الأمريكية والغربية
- التبني وأثاره على المتبنى بين الأيجابية والسلبية
- غسيل الدماغ بين الواقع العلمي والخيال
- هل ستحصل الدوحة على حق الرد على أسرائيل؟
- أدارة الوقت بين ظاهرة التسويف وضغط اللحظات الأخيرة
- أمريكا ببن الجدار الأخضر والتخبط السياسي
- الأنسان بين الانتماء الطبيعي والمكتسب
- العدو الصغير والقائد الثائر
- القصف الأسرائلي على الدوحة بين الأستهتار الأسرائلي والخنوع ا ...
- أحتمالات المواجهة الفينزوالية الأمريكية وتأثيرها على الساحة ...
- الدور العراقي كوسيط في الملف الأيراني النووي هل يجدي بنفع؟
- تحالفات الكبار بين أحلال السلام والهيمنة (مجموعة شنغهاي)
- الفجور والتقوى لدى النفس البشرية
- التخنث وسط الشباب العراقي
- حزب الله بين الأيدلوجية المذهبية وشعار المقاومة
- الأغتصاب الجنسي بين التحريم والتجريم والعار الأجتماعي
- البداوة وأثرها في بناء المجتمعات
- البداوة وأثرها في نشأت المجتمعات


المزيد.....




- واجهتها بمركبة مدرعة.. شاهد مطاردة الشرطة الأمريكية لشاحنة م ...
- فوضى أثناء إطلاق نار داخل مركز إدارة الهجرة والجمارك.. وفيدي ...
- قطر.. القبض على مطلوب لكندا بموجب -نشرة حمراء- من الإنتربول ...
- بعد تفعيل آلية الزناد الممهّد للعقوبات.. إيران تستدعي سفراءه ...
- غزو الجرذان: لماذا تجتاح القوارض مدننا؟
- حزب الله بعد عام على مقتل نصر الله: أزمة الهيبة وغياب الردع ...
- الكتابة على الهوامش: معيار للتركيز أم دليل على سهو القارئ؟
- الدانمارك: رصد مسيّرتين مجهولتين فوق أكبر قاعدة عسكرية
- الاعتراف بدولة فلسطين -انتحار- لإسرائيل حسب نتانياهو
- هل وُلدت خطة ترامب بخصوص غزة ميتة؟


المزيد.....

- التجربة الجمالية / د. خالد زغريت
- الكتابة بالياسمين الشامي دراسات في شعر غادة السمان / د. خالد زغريت
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - رحيم حمادي غضبان - الأمن الوقائي ودور المواطن