أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحيم حمادي غضبان - من بلفور إلى بلير .دولة أسرائيل الكبرى














المزيد.....

من بلفور إلى بلير .دولة أسرائيل الكبرى


رحيم حمادي غضبان
(Raheem Hamadey Ghadban)


الحوار المتمدن-العدد: 8481 - 2025 / 9 / 30 - 22:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مع إعلان الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب عن خطة السلام الجديدة التي تضم ٢١ بندًا لإنهاء الحرب في قطاع غزة، يتضح أن الهدف الفعلي يتجاوز وقف إطلاق النار، ليكشف عن مشروع أوسع لتكريس السيطرة الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية. أكثر ما يثير القلق هو بند إنشاء هيئة دولية لإدارة غزة برئاسة توني بلير، رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، الذي يحمل سجلًا مثيرًا للجدل في قضايا العراق وفلسطين على حد سواء. اختيار بلير ليس صدفة؛ فهو الرجل الذي قاد بريطانيا لدعم غزو العراق تحت ذرائع زائفة عن أسلحة الدمار الشامل، وترك وراءه مئات الآلاف من القتلى وملايين النازحين، مما يوضح منهجية السياسة الغربية القائمة على الهيمنة والاحتلال باسم "الديمقراطية". سجل بلير مع فلسطين لم يكن أقل إثارة للجدل، إذ كان دائمًا منحازًا لمواقف إسرائيل السياسية والعسكرية، وضغط على القيادة الفلسطينية لقبول صفقات تمس حقوقهم الأساسية.

بنود خطة ترامب تعكس رؤية استراتيجية تهدف إلى إخضاع الفلسطينيين لقرارات دولية تخدم مصالح إسرائيل. إدارة غزة تحت إشراف بلير، وإعادة الإعمار تحت رقابة دولية صارمة، لا تمثل دعمًا للحقوق الفلسطينية، بل وسيلة لإخضاع القطاع وتحويله إلى منطقة تحت إدارة غربية مباشرة، بما يمهد لإعادة إنتاج مشروع "الدولة الإسرائيلية الكبرى". هذا المشروع ليس جديدًا، بل امتداد لمشروع بلفور التاريخي الذي أسس دولة إسرائيل على حساب الشعب الفلسطيني، ويهدد اليوم بتوسيع الأراضي المحتلة وفرض إدارة دولية على الشؤون الفلسطينية، بينما تُهمش الحقوق الوطنية للفلسطينيين.

المواقف العربية والإسلامية كشفت عن انقسام واضح، يعكس هشاشة الموقف الإقليمي أمام الضغوط الأمريكية والإسرائيلية. مصر والأردن أبدتا قلقًا متحفظًا دون رفض رسمي حاد، السعودية شددت على ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وقطر ركزت على العدالة في أي تسوية مستقبلية، فيما رفضت إيران الخطة بشكل كامل، مؤكدة دعمها للمقاومة الفلسطينية، بينما رحبت بعض الدول الأوروبية بالخطة مع مطالبة ضمنية بضمان حقوق الفلسطينيين. هذا الانقسام يضعف موقف الفلسطينيين أمام خطة قد تعيد صياغة مستقبلهم السياسي والإنساني.

خطة ترامب ليست مجرد مبادرة إنسانية أو سياسية، بل خطوة استراتيجية واضحة لإعادة رسم الخريطة السياسية للمنطقة بما يخدم المشروع الصهيوني. إشراك شخصية مثل بلير، بتاريخها العدواني والسياساتية الموثقة ضد الأمة العربية، يعكس نية استخدام السلطة الدولية كواجهة لتكريس الاحتلال الإسرائيلي بشكل دائم. تحويل غزة إلى إدارة دولية تحت إشراف غربي ليس أقل من تهديد مباشر للحقوق الفلسطينية ولحق تقرير المصير، ويؤكد أن المشروع الإسرائيلي لم يتوقف منذ وعد بلفور، بل يسعى اليوم لتكراره بطريقة أكثر تطورًا وشرعية دولية.

في هذا السياق، يصبح من الضروري أن تتحد الدول العربية والإسلامية في موقف موحد وعملي، يواجه محاولات إعادة إنتاج الاحتلال والسيطرة على الشعب الفلسطيني، ويضمن حماية حقوقه الوطنية والتاريخية. أي تراجع عن هذا الموقف سيجعل غزة نموذجًا لإخضاع الفلسطينيين تحت إدارة دولية منحازة، ويؤكد أن المشروع الغربي الداعم لإسرائيل مستمر في فرض استراتيجياته باسم السلام بينما يحقق السيطرة المطلقة على الأرض والشعب. إن الرهان اليوم ليس على خطة ترامب أو على بلير، بل على قدرة الأمة العربية على حماية حقوق الفلسطينيين، ومنع تحول غزة إلى جزء آخر من "الدولة الإسرائيلية الكبرى".



#رحيم_حمادي_غضبان_العمري (هاشتاغ)       Raheem_Hamadey_Ghadban#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أعمار غزة بين العدوان والأبتزاز السياسي
- التأمر الخارجي والداخلي في مسار الدولة الأسلامية والأمة العر ...
- الأمن الوقائي ودور المواطن
- رمزية الخوف في النفس البشرية
- المملكة العربية السعودية وأنتزاع الأعتراف الدولي بدولة فلسطي ...
- التسويق السياسي في السياسة الأمريكية والغربية
- التبني وأثاره على المتبنى بين الأيجابية والسلبية
- غسيل الدماغ بين الواقع العلمي والخيال
- هل ستحصل الدوحة على حق الرد على أسرائيل؟
- أدارة الوقت بين ظاهرة التسويف وضغط اللحظات الأخيرة
- أمريكا ببن الجدار الأخضر والتخبط السياسي
- الأنسان بين الانتماء الطبيعي والمكتسب
- العدو الصغير والقائد الثائر
- القصف الأسرائلي على الدوحة بين الأستهتار الأسرائلي والخنوع ا ...
- أحتمالات المواجهة الفينزوالية الأمريكية وتأثيرها على الساحة ...
- الدور العراقي كوسيط في الملف الأيراني النووي هل يجدي بنفع؟
- تحالفات الكبار بين أحلال السلام والهيمنة (مجموعة شنغهاي)
- الفجور والتقوى لدى النفس البشرية
- التخنث وسط الشباب العراقي
- حزب الله بين الأيدلوجية المذهبية وشعار المقاومة


المزيد.....




- انفصال نيكول كيدمان وكيث أوربان بعد زواج دام قرابة 20 عامًا ...
- -صورة العمر الجديد-.. أنغام تتألق في -رويال ألبرت هول-.. الأ ...
- تحذيرات للسكان وإقفال المدارس.. تفعيل الإنذار الأحمر في مناط ...
- لأول مرة منذ نحو 6 سنوات.. واشنطن على أبواب إغلاق حكومي وترا ...
- إيطاليا تنسحب من مرافقة -أسطول الصمود- المتجه إلى غزة
- ولية عهد هولندا ووريثة العرش الأميرة أماليا تبدأ الخدمة العس ...
- الحكومة المغربية تعرب عن تفهمها للمطالب الاجتماعية وتؤكد است ...
- أمريكا: هل يتوجه ترامب نحو عسكرة السياسة؟
- إيران: عودة العقوبات بعد عشر سنوات؟
- توقيف ابنة الرئيس السابق زين العابدين بن علي في فرنسا بطلب م ...


المزيد.....

- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحيم حمادي غضبان - من بلفور إلى بلير .دولة أسرائيل الكبرى