أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاشم معتوق - موزارت عبقري الموسيقى الكلاسيكيةحياة مفعمة بالإبداع والمعاناة














المزيد.....

موزارت عبقري الموسيقى الكلاسيكيةحياة مفعمة بالإبداع والمعاناة


هاشم معتوق

الحوار المتمدن-العدد: 8489 - 2025 / 10 / 8 - 10:54
المحور: الادب والفن
    


فولفغانغ أماديوس موزارت: عبقري الموسيقى الكلاسيكية وحياة مفعمة بالإبداع والمعاناة

وُلد فولفغانغ أماديوس موزارت في 27 يناير 1756 في مدينة سالزبورغ، الواقعة ضمن الإمبراطورية الرومانية المقدسة آنذاك. اسمه الكامل عند الولادة كان: Joannes Chrysostomus Wolfgangus Theophilus Mozart، لكنه اشتهر لاحقًا بتوقيعه “Wolfgang Amadé Mozart”، وهي الصيغة الفرنسية من اسمه الأوسط.
منذ سنواته الأولى، بدأ يتضح أن موزارت ليس طفلًا عاديًا، بل معجزة موسيقية حقيقية، بل ومن أوائل من لُقبوا بـ "الطفل المعجزة" في أوروبا.
أولًا: النشأة والخلفية العائلية
ولد موزارت في أسرة موسيقية متوسطة الحال، كان والده ليوبولد موزارت موسيقيًا محترفًا وعازف كمان بارعًا ومؤلفًا ومُعلمًا، يعمل لدى البلاط الأسقفي في سالزبورغ. أما والدته آنا ماريا بيرتل، فكانت من أصول محلية ولم يكن لها نشاط موسيقي.
عائلة موزارت أنجبت سبعة أطفال، لكن لم ينجُ منهم سوى اثنين: ماريا آنا (نانرل)، الأخت الكبرى، وفولفغانغ. كانت نانرل هي أول من تلقى التعليم الموسيقي من والدها، لكن سرعان ما بدأ الأخ الأصغر يُظهر تفوقًا خارقًا في الفهم الموسيقي، والارتجال، والعزف من النظر، وهو لا يزال في الثالثة من عمره.
ثانيًا: التعليم المبكر والجولات الأوروبية
أدرك الأب ليوبولد عبقرية ابنه، فقرر تكريس حياته لتدريبه وتسويق موهبته، مما دفع العائلة إلى خوض سلسلة من الجولات الموسيقية الأوروبية الكبرى بداية من عام 1762، شملت مدنًا مثل ميونيخ، فيينا، باريس، لندن، وغيرها.
أثناء تلك الجولات:
عزف موزارت على الكلافيه والكمان والأرغن.
التقى كبار الملوك والنبلاء في أوروبا، مثل ملكة إنجلترا.
ألف مقطوعات بسيطة، وأبدى قدرة خارقة على تأليف الموسيقى فورًا بعد سماعها مرة واحدة.
في عام 1769، عُيّن موزارت Konzertmeister (قائد موسيقي) في بلاط سالزبورغ وهو لم يتجاوز 13 عامًا
ثالثًا: المراحل الوسطى – بداية النضج الفني والتأليف الأوبرالي
في سن المراهقة، استمرت رحلات موزارت، خاصة إلى إيطاليا، حيث كتب أوبرا ناجحة مثل:
Mitridate, re di Ponto
Lucio Silla
Ascanio in Alba
بعد عودته إلى سالزبورغ، بدأ يشعر بالاختناق في بيئة البلاط الموسيقية المحافظة، خاصة مع تغيير الأمير الحاكم الذي أصبح أقل تقديرًا للفن.
عام 1777، غادر سالزبورغ في رحلة بحث عن فرصة حقيقية للعمل المستقل، متوجهًا إلى مدن كبرى مثل مانهيم وباريس، حيث تعرض لصدمات نفسية ومادية، منها:
وفاة والدته أثناء الرحلة.
فشل في تأمين وظيفة دائمة.
انتهاء علاقته العاطفية مع ألويسيا ويبر، مغنية شابة وقع في حبها.
عاد موزارت إلى سالزبورغ محطمًا نفسيًا، لكنه أكثر نضجًا موسيقيًا
رابعًا: الاستقلال في فيينا (1781–1791) – قمة النضج والحرية الفنية
في عام 1781، بعد خلافه مع الأمير الأسقفي، اتخذ موزارت القرار المصيري بالاستقرار في فيينا، والعمل كموسيقي مستقل. تلك الخطوة منحته الحرية الفنية، لكنها جلبت أيضًا الكثير من التحديات المادية.
خلال هذه الفترة، كتب موزارت أعظم أعماله:
الأوبرات:
Le nozze di Figaro (زواج فيغارو) – 1786
Don Giovanni – 1787
Così fan tutte – 1790
Die Zauberflöte (الناي السحري) – 1791
السمفونيات:
رقم 36 (Linzer)
رقم 38 (Prague)
رقم 40 في صول الصغير – من أكثر أعماله درامية
رقم 41 (Jupiter) – آخر وأعظم سيمفونياته
الكونشيرتات:
كونشيرتو الكلارينيت (K.622)
كونشيرتات البيانو من 20 إلى 27، والتي تُعد مرجعًا في جمال اللحن وعمق التعبير
خامسًا: حياته العاطفية والزوجية
بعد انتهاء علاقته مع ألويسيا، تعرّف موزارت إلى شقيقتها كونستانتسه ويبر، التي أصبحت زوجته في أغسطس 1782.
رغم اعتراض الأب ليوبولد على الزواج، أصر موزارت على إتمامه، وكان زواجهما قائمًا على الحب والدعم المتبادل.
أنجب الزوجان ستة أطفال، لكن لم ينجُ منهم سوى اثنين. واجه الزوجان أزمات مالية متكررة، لكن كانت كونستانتسه مصدرًا دائمًا للراحة والدعم.
سادسًا: المرض والوفاة
في عام 1791، وفي أوج تألقه الفني، بدأ موزارت يعاني من مرض مفاجئ وغامض، رافقته أعراض مثل:
تورم الجسم
حمى دائمة
ضعف عام
اضطرابات نفسية وشعور بالموت الوشيك
كان في تلك الفترة يعمل على "الريكويم" (قداس الموت)، بطلب من شخص مجهول (اتضح لاحقًا أنه مبعوث من نبيل أراد تقديم العمل باسمه). شعر موزارت أن القداس "يُكتب لنفسه"، مما أثار رعبه.

توفي موزارت في 5 ديسمبر 1791 عن عمر 35 عامًا، بعد أن أنهى "الناي السحري"، وأجزاء من الريكويم.
أسباب الوفاة:
الاحتمال الأكبر: حمّى روماتيزمية أو التهابات مزمنة.
نظرية التسميم ليست مدعومة علميًا، رغم انتشارها في الثقافة الشعبية.
دُفن في قبر جماعي بسيط في فيينا، كما كانت عادات الطبقة المتوسطة، وليس بسبب الفقر المدقع كما يُشاع.
سابعًا: إرثه بعد الوفاة
بعد وفاته، كرّست زوجته كونستانتسه جهودها للحفاظ على إرثه:
نظّمت حفلات موسيقية من أعماله.
نشرت الكثير من مؤلفاته.
تزوجت لاحقًا بكاتب موسيقي كتب أول سيرة له.
اليوم، يُعتبر موزارت أحد أعظم الموسيقيين على الإطلاق، وقد شكل مع هايدن وبيتهوفن ما يُعرف بـ"ثالوث العصر الكلاسيكي".

حياة فولفغانغ أماديوس موزارت كانت مزيجًا من العبقرية الفطرية، والانضباط، والصراع العائلي، والتوق إلى الحرية. توفي صغيرًا، لكنه ترك إرثًا موسيقيًا خالداً وعابرًا للزمن، لا يزال يُلهِم المستمعين والموسيقيين حتى اليوم.

موزارت لم يكن مجرد مؤلف، بل كان ثورة موسيقية، عبّرت أعماله عن إنسانية عميقة، وذكاء نادر، وروح مرحة ومأساوية في آنٍ واحد.



#هاشم_معتوق (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسؤول وغضب المواطن
- دولة ضعيفة تهيمن عليها الأعراف لا القوانين
- محافظة كربلاء قبلة لملاين الزوار تفتقر لحطات تدوير الفايات
- محافظة كربلاء هي قبلة لملايين الزوار تفتقر لمحطات تدوير النف ...
- الغجر أمة عريقة لها ثقافتها وهويتها
- بغداد مدينة السلام
- الحسين بن علي ابن أبي طالب
- تروتسكي كرمز للثورة الأممية والنقد الجذري للبيروقراطية والاس ...
- ملحمة كلكامش ترويض أنكيدو وتحويله من عالم الوحوش إلى عالم ال ...
- منصور السعيد لوحات تستدعي المفقود لتجعله حضورا متجددا
- الكالفالا العالم يُبنى باليد كما يُبنى بالكلمة
- تشايكوفسكي الموسيقى والتجربة الإنسانية العميقة
- لينين العظيم الإنسان
- زياد رحباني: موسيقى يرجح أن تبقى
- الفن التشكيلي بين القولبة والابتكار
- الشمس
- ملح الصحو
- الصدق المؤقت
- السعيد
- الراعي القديم


المزيد.....




- فن المقامة في الثّقافة العربيّة.. مقامات الهمذاني أنموذجا
- استدعاء فنانين ومشاهير أتراك على خلفية تحقيقات مرتبطة بالمخد ...
- -ترحب بالفوضى-.. تايلور سويفت غير منزعجة من ردود الفعل المتب ...
- هيفاء وهبي بإطلالة جريئة على الطراز الكوري في ألبومها الجديد ...
- هل ألغت هامبورغ الألمانية دروس الموسيقى بالمدارس بسبب المسلم ...
- -معجم الدوحة التاريخي- يعيد رسم الأنساق اللغوية برؤية ثقافية ...
- عامان على حرب الإبادة في غزة: 67 ألف شهيد.. وانهيار منظومتي ...
- حكم نهائي بسجن المؤرخ محمد الأمين بلغيث بعد تصريحاته عن الثق ...
- مخرج «جريرة» لـ(المدى): الجائزة اعتراف بتجربة عراقية شابة.. ...
- أصيلة تكرم الفنان التشكيلي المغربي عبد الكريم الوزاني.. ناحت ...


المزيد.....

- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاشم معتوق - موزارت عبقري الموسيقى الكلاسيكيةحياة مفعمة بالإبداع والمعاناة