أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاشم معتوق - تشايكوفسكي الموسيقى والتجربة الإنسانية العميقة














المزيد.....

تشايكوفسكي الموسيقى والتجربة الإنسانية العميقة


هاشم معتوق

الحوار المتمدن-العدد: 8455 - 2025 / 9 / 4 - 13:53
المحور: الادب والفن
    


تشايكوفسكي العظيم الطبيعة الحساسة

وُلد تشايكوفسكي في 7 مايو 1840 بمدينة فُوتكينسك (شمال روسيا) لعائلة مثقفة متوسطة الحال.

أبدى منذ طفولته ميولًا موسيقية واضحة، وكان سريع التأثر عاطفيًا وحساسًا جدًا.

التحق بمدرسة للقانون في سانت بطرسبورغ عام 1850، وتخرج منها موظفًا حكوميًا، لكن شغفه بالموسيقى ظل يغلبه.

عام 1862 التحق بمعهد الموسيقى في سانت بطرسبورغ، وهناك تتلمذ على يد أنطون روبنشتاين، وبدأت مسيرته الأكاديمية والفنية.

بدايات حياته الموسيقية والاجتماعية

انغمس في التأليف منذ وقت مبكر، وبرزت قدراته في المزج بين الطابع الغربي الكلاسيكي والتعبير الشرقي الروسي.

تأثر بالاضطراب العاطفي الداخلي الذي رافق حياته الخاصة، خصوصًا بسبب طبيعته الحساسة ومعاناته في التكيف الاجتماعي.

علاقاته الإنسانية كانت محدودة ومعقدة، إذ لم يستطع تكوين حياة أسرية مستقرة رغم محاولاته.

أبرز مراحل إبداعه الموسيقي

تشايكوفسكي ألّف أعمالًا خالدة تعكس مشاعره المضطربة وتجربته الإنسانية العميقة:
مثل بحيرة البجع (1876)، الجميلة النائمة (1889)، كسارة البندق (1892).

السيمفونيات: خاصة السيمفونية الرابعة (1877)، الخامسة (1888)، والسادسة "باتيتيك" (1893).

الأوبرات: مثل يفغيني أونيغين وملكة البستوني.

موسيقاه كانت غالبًا انعكاسًا لصراعه بين الحلم بالحب والانسجام، وبين قلقه الوجودي وانعزاله النفسي.

المناسبات التي حفزت نموذجه الموسيقي

محاولته الزواج عام 1877 من طالبة موسيقى تدعى أنطونينا ميليوكوفا انتهت بانهيار عصبي سريع؛ لكنه ألهمه كتابة السيمفونية الرابعة.

صداقته الروحية العميقة مع الأرستقراطية الثرية نادجدا فون ميك، التي دعمته ماليًا ومعنويًا لمدة 13 عامًا دون أن يلتقيا وجهًا لوجه. كانت مصدر استقرار وإلهام له، أشبه بـ "حبيبة روحية صوفية".

أسفاره إلى أوروبا، وخاصة فرنسا وإيطاليا، فتحت له أبواب الشهرة العالمية وأتاحت له التعرف على تقاليد موسيقية متنوعة أثرت في أسلوبه.
رحلته إلى فرنسا

زار فرنسا عدة مرات وأقام في باريس حيث قاد فرقًا موسيقية وألّف بعض أعماله هناك.

كان محبوبًا بين الجمهور الفرنسي، وارتبط بعلاقات ثقافية وفنية مع نخبة موسيقيي أوروبا.

هذه الرحلات عززت مكانته الدولية، وكرست اسمه كموسيقار عالمي لا يقتصر على روسيا وحدها.

معاناته ونهايته

عاش صراعًا نفسيًا طويلًا مع وحدته الداخلية، وشعورًا دائمًا بالاغتراب.

عام 1893 قدّم عرض السيمفونية السادسة "باتيتيك" في بطرسبورغ، والتي بدت كوصيته الموسيقية الأخيرة.

بعد أيام قليلة، في 6 نوفمبر 1893، توفي فجأة.

الرواية الرسمية: وفاته بسبب الكوليرا إثر شربه ماءً ملوثًا.

روايات أخرى: تحدثت عن احتمال انتحاره بقرار داخلي بسبب ضغوط اجتماعية ونفسية، وظلت هذه المسألة غامضة.

الحبيبة الروحية الصوفية

بقيت علاقته مع نادجدا فون ميك هي الأصفى والأكثر عمقًا في حياته.

لم يلتقيا قط، لكن رسائلهما المتبادلة (تجاوزت الـ 1000 رسالة) كانت تعبيرًا عن حب وفهم روحي.

واصلت الإخلاص له حتى بعد انفصالهما المفاجئ، وظلت ذكراه في قلبها حتى وفاته، وكأنها كانت تجسد صورة الحبيبة الصوفية التي تمنحه دعمًا معنويًا لا يُرى.

بهذا يكون تشايكوفسكي قد ودّع الحياة محاطًا بالجدل والغموض، تاركًا وراءه موسيقى خالدة تحمل بين نغماتها كل معاناته، وأحلامه، وعاطفته الجياشة.



#هاشم_معتوق (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لينين العظيم الإنسان
- زياد رحباني: موسيقى يرجح أن تبقى
- الفن التشكيلي بين القولبة والابتكار
- الشمس
- ملح الصحو
- الصدق المؤقت
- السعيد
- الراعي القديم
- مسافات المجد
- الإخلاص
- الجمال الأنيق
- الكثير المؤجل
- الكلمات القديمة
- الأوكسجين الغريب
- العقل والجسد والمدرسة
- الكتاب الصادق
- القيود النائمة
- الذوق المتسيّد
- الطفل المدلل
- الأخلاق العالية


المزيد.....




- أولريكة الخميس: الفنون الإسلامية جسر للتفاهم في متحف الآغا خ ...
- من -الغريب- إلى الشاشة.. الرواية بين النص والصورة
- محمد خسّاني.. رقصة الممثل الجزائري في كليب الرابور المغربي د ...
- صناع فيلم -صوت هند رجب- يتحدثون لبي بي سي بعد الإشادة العالم ...
- فيلم عن مقتل الطفلة هند رجب في غزة يلقى تصفيقاً حاراً استمر ...
- الممثلة الفرنسية أديل هاينل تنضم إلى أسطول الصمود المتجه لقط ...
- الرواية الأولى وغواية الحكي.. وودي آلن يروى سيرته ولا يعترف ...
- لوحة رامبرانت الشهيرة.. حين باتت -دورية الليل- ليلة في العرا ...
- سجى كيلاني بطلة فيلم -صوت هند رجب- بإطلالتين ذات دلالات عميق ...
- جِدَارُ الزَّمَن ...


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاشم معتوق - تشايكوفسكي الموسيقى والتجربة الإنسانية العميقة