أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود حمد - في ذكرى رحيل الصديق الفنان فائق حسين-رحيل الفنان السومري الحالم!














المزيد.....

في ذكرى رحيل الصديق الفنان فائق حسين-رحيل الفنان السومري الحالم!


محمود حمد

الحوار المتمدن-العدد: 1828 - 2007 / 2 / 16 - 06:02
المحور: الادب والفن
    


تَفَوَّقَ فائق في جَمعِ الرَطَبِ "البَرْحِيِّ"..
من بُستان "الرجل العقرب" في رحلة جلجامش..
لكن امرأة من نسوانِ "الشَطْرَةِ" دخلت عرش الماء الرائق..
تحمل زَنبيلاً من خوصِ النَخل المَيِّتِ..
قالت للملك الراقد في حضن "إنانا":
هذا ولدٌ لا يُحسِنُ إلاّ تبديد الزمن الشائكِ من درب الكلمات..
هَبَّ الملكُ اليافعُ..
يحملُ لوحا طينياً تتراءى فيه ملامح فائق..
حَدَّقَ مهموماً في وجه الأم " إنانا "..
فاضت قطرةُ دمع ساخنةٍ من موق " إنانا" للوح الطيني الـ يحمل صورة فائق..
****
خفقت أسراب صبايا سمر من حارات الكسرة في أنفاس الصبح البارد..
تسأل فائق:
عن سر السهم الـ يرسمه في أضلاع الحيطان الصمّاء..
سبيلاً..
درباً..
من تحت جناحِ الثور الحجري بباب المتحف..
لمشاغل "ابن مدينته"* بـ"المعهد"**..
يهمس فائق في أذن الطفلة ..
موسومُ وردٌ فوقَ الخدين و"نونه":
.................هذا استدلالٌ للأُمِّ المكفوفة بين الطرقات..***
.................كَيْ تعرف دربي..
.................من أولِ دفترِ رسمٍ في "ذي قار"..
.................إلى شاخص قبري في قفراء الغربة!
******
حدثني فائق في منتصف الشهر الصائم إلا من سفك دماء المعترضين..
كُنّا في وجلٍ بين الأكواخ المرصوفة قُدّام الرشاشات الثرثارة:
حدثني...عن حُلمِ الرجل الخارج من صلصال شواطئ نهر الغراف..
هذا القائم من طلع النخل..
يصنع من ضوء الفجر بلاداً من شوقٍ..
يهجرها الأهل ..
وتستوطنها الغربانُ..
****
كُنّا صبياناً نغسلُ كُلَّ صباحٍ أقدامَ الأفكار العريانة في دجلة..
فائق يرسمُ غَسقاً فوق جباه الموج الخابط..
يَرمقُ أحداقَ السمك النافق من فرط الغربة عن دجلة..
يودعُها في الماءِ الراكد..
يلفظُها الموجُ..
تعودُ هشيماً للديدان البرية..
يأخذُ نَصلاً منها يُثري صفحاتَ الرُقُمِ الطينيةِ..
يلمحهُ الملكُ اليافِعُ في عرشِ الماء الرائق..
يدنو منهُ..
يُتمتمُ في أُذن "السِعْدِ" السابح بالموج ..
تسري رعشات فِراقٍ يألفها الشهداءُ ..
وحراسُ سجونِ السلطة..
*****
يغفو فائق بعد عقودِ الغربةِ منفردً..
........................مُدَّثِراً بعباءة أُمه..
يَهطلُ قَطَراً من جفن الغَيم إلى أرجاءِ المَرسم..
يغدو سيلاً يَجرفُ أشياءَ الغربة..
...................فوضى الألوانِ..
وتبقى غدرانُ الليلِ..
ثَغيبُ الأقوامِ المفجوعةِ في سومر..
قَصصٌ تتململُ فوق وجوه اللوحاتِ المهجورة..
بعد نضوبِ "فراتُ الماءِ" من الناقوط!
****
تَفيقُ عباءتها ذاتُ زمانٍ من غفوتها في "دربِ العاشقِ"..
تبكي..
تبحثُ عن فائق..
...
فائق يدفنهُ الغرباءُ بدار الغُربةِ..
واللوحةُ مكفوفة..
وأنا احبسُ روحي في روحي..
كي لا تلحقَ فائق!!

* الفنان الكبير فائق حسن.
**معهد الفنون الجميلة بالكسرة.
*** دعا فائق والدته في الستينات لزيارته من الناصرية إلى بغداد، ورفض معاون العميد إعطاءه إجازة لاستقبال أمه التي تجهل عنوان معهد الفنون الجميلة، فاشترى عشية زيارتها علبة أصباغ ناشيونال وراح يرسم أسهما على الجدران من "كراج علاوي الحلة" إلى "معهد الفنون الجميلة بالكسرة"مع عبارة(إلى فائق)مع كل سهم لتهتدي به أمه إلى عنوانه..ووصلت تلك المرأة الصبورة!.. بدلالة سائق التكسي دون أن تلحظ أي من أسهمه الزرقاء!



#محمود_حمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 1/21 :/الفنان والاستبداد/الفنان العراقي بين مرحلتين/
- التاسع من شباط1963
- الازمنةُ العراقيةُ!
- صِبيانٌ غابوا في مُنتَصفِ الدَربِ إلى-اللُقْمَةِ-!
- بيتٌ -عليٍ- والفانتوم!
- إمّا البيضةُ أوْ بَيتُ الطاعةِ؟!
- و-إذا الايامُ أغسَقَتْ-(1) فَلا تَنسوا -حياة شرارة-!
- لوحةٌ على جُدرانِ غُرفَةِ التَعذيبِ!
- طِفلٌ قُرويٌّ يقرأُ ألواحَ الطينِ
- لا يَصلِحُ لبلادِ النَهرينِ إلاّ السُلطانُ الجائِرُ؟!
- -عمالُ المَسْطَرِ- (1) بضيافةِ -عُقْبَة - (2)
- عبد الرحمنٌ ..كوَةُ ضَوءٍ في الظُلمةِ!
- -شهدي-(1)واحدٌ مِنّا!
- أميرةُ -الحَضَرِ- تبحثُ عن بَطنِ الحوتِ!
- ليلةُ الغدر ب -محجوب-
- الوحوش يغتالون الإبداع
- نَخلةٌ طَريدةٌ على الخليجِ!
- الحوار المتمدن و-الجريدة-!
- -هَلْ نَشهدُ إطفاءَ الظُلْمَةِ..وَشيوعَ رَغيدَ العَيشِ؟!-
- -نصبُ الحريةِ- يُسْتَعبَدُ بالخوفِ!


المزيد.....




- جسّد شخصيته في فيلم -أبولو 13-.. توم هانكس يُحيي ذكرى رائد ا ...
- -وزائرتي كأن بها حياء-… تجليات المرض في الشعر العربي
- هل يمكن للذكاء الاصطناعي حماية ثقافة الشعوب الأصلية ولغاتها؟ ...
- -غزة فاضحة العالم-.. بين ازدواجية المعايير ومصير شمشون
- الهوية المسلوبة.. كيف استبدلت فرنسا الجنسية الجزائرية لاستئص ...
- أربعون عاماً من الثقافة والطعام والموسيقى .. مهرجان مالمو ين ...
- أبو الحروب قصة جديدة للأديبة منال مصطفى
- صدر حديثا ؛ أبو الحروف والمدينة الهادئة للأديبة منال مصطف ...
- غزة في المسابقة الرسمية لمهرجان فينيسيا السينمائي
- السلطان و-الزواج الكبير- في جزر القمر.. إرث ثقافي يتوّج الهو ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود حمد - في ذكرى رحيل الصديق الفنان فائق حسين-رحيل الفنان السومري الحالم!