أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أسامة خليفة - غزة من الملكية الفردية إلى الوصاية الدولية















المزيد.....

غزة من الملكية الفردية إلى الوصاية الدولية


أسامة خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 8485 - 2025 / 10 / 4 - 14:06
المحور: القضية الفلسطينية
    


كاتب فلسطيني
كان أخر ما توصل له الإبداع السياسي لفريق ترامب في محاولة لإحلال سلام أميركي في المنطقة يخدم المصالح الاسرائيلية سلطة انتقالية دولية تحكم غزة في استراتيجية احتلالية لما بعد وقف الحرب على غزة، تحدد الخطة مستقبل قطاع غزة باستبعاد رأي أصحاب القضية في مصيرهم، بمن فيهم السلطة الفلسطينية، وتشكيل هيئة تسمى «مجلس السلام» كهيئة دولية تُعنى بمتابعة تنفيذ الخطة، يرأسها الرئيس دونالد ترامب، مع شخصيات أخرى هامة سيتم الإعلان عنها، بمن فيهم رئيس الوزراء السابق توني بلير، اقتراح أقل دهشة من إعلان ترامب في 4 شباط/ فبراير 2025، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، تهجير أهالي غزة إلى مصر والأردن أو إلى دول أخرى، على أن تسلم إسرائيل غزة إلى الولايات المتحدة بعد احتلالها، وتحويلها إلى ملكية خاصة، ونقل ملكيتها لرجل الاقتصاد ترامب لاستثمارها، وجعلها ريفيرا الشرق، كأن أرض فلسطين معروضة للبيع ومشرعة للنهب الاستعماري.
التحكم والسيطرة من قبل السلطة الانتقالية الدولية وتسيير شؤون قطاع غزة الداخلية والخارجية ما هي إلا وصاية دولية أو وصاية مزدوجة أميركية بريطانية «انكلوسكسونية» تهمّش الفلسطينيين، وتنكر حقهم في إدارة بلادهم، وتذكرنا بالانتداب البريطاني على فلسطين بغطاء من عصبة الأمم.
تنص الخطة -بعد وقف إطلاق النار- على إنشاء سلطة دولية كمرحلة انتقالية تتولى إعادة إعمار غزة، وإدارة شؤونها لعدة سنوات خارج إرادة أصحاب الأرض بتفويض من مجلس الأمن الدولي، على أن ترافقها قوة متعددة الجنسيات لتأمين الحدود، وحفظ أمن إسرائيل، ومنع عودة حركة حماس إلى السيطرة على القطاع.
وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، قال خلال مؤتمر صحافي على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك: «إن بلاده منفتحة على وجود قوات دولية في قطاع غزة لكن يجب أن يتم ذلك بموجب قرار من مجلس الأمن »، وأكد وجود رؤية واضحة بشأن الترتيبات الأمنية في غزة بعد الحرب، وأن لجنة مدنية ستحكم القطاع بتنسيق مع السلطة الفلسطينية.
تتداول وكالات الأنباء أن توني بلير رئيس وزراء بريطانيا الأسبق سيكون المندوب السامي السيء الصيت، والذي يحكم قطاع عزة بعد توقف الحرب، وأشارت مصادر أن الخطة الأميركية تتضمن إشراف بلير على عملية إعادة إعمار غزة وإدارتها، بمشاركة قوات دولية تتولى مهمة مراقبة وحماية حدود القطاع. لبريطانيا تاريخ غير مشرف في إدارة شؤون فلسطين من 1917 إلى 1948، صنعت مأساة الشعب الفلسطيني، وكانت سبب نكبته، ووراء إنشاء دولة إسرائيل. وبقيت حتى الآن حليفاً تقليدياً لتل أبيب، تزودها بالسلاح الذي يفتك بالشعب الفلسطيني، والاعتراف مؤخراً بدولة فلسطين لن يغفر لها فعلتها الشنيعة. وما بلير إلا شخصية ذات صبغة استعمارية موروثة من أسلافه أعداء الشعوب، بهذه العقلية اتخذ بلير قرار مشاركة قوات بريطانية المارينز الأميركي في غزو العراق، عام 2003 مدعياً كذباً امتلاك العراق أسلحة دمار شامل. حتى الحكومة البريطانية حالياً تتنكر مسبقاً بما قد يقدم عليه في حكم قطاع غزة قائلة إنه لا علاقة للمملكة المتحدة بالخطة الرامية إلى إشراك بلير في إدارة غزة بعد الحرب. وكانت صحيفة هآرتس أن الخطة الأميركية تتضمن إشراف بلير على عملية إعادة إعمار غزة وإدارتها، بمشاركة قوات دولية تتولى مهمة مراقبة وحماية حدود القطاع الذي يتوقع أن يشابه العراق في الوعود بالازدهار والديمقراطية، ويشابه توني بلير رئيس سلطة التحالف المؤقتة في بغداد لويس بول بريمر، ذلك خلال الفترة من منتصف أيار/مايو 2003 حتى حزيران/يونيو 2004، في أعقاب غزو الولايات المتحدة للعراق، وشهدت تلك الفترة إساءة معاملة السجناء في سجن أبو غريب.
ساهم توني بلير رئيس وزراء بريطانيا الأسبق، في مناقشة الخطوط العريضة لخطة مرحلة ما بعد الحرب على غزة مع مسؤولين في البيت الأبيض ومبعوثين أميركيين وإسرائيليين كوشنير ووتكوف ودرامر وغيرهم، وقد حصلت خطتهم في سلطة انتقالية دولية تحكم غزة على موافقة ترامب، قبل أن تُعرض على قادة عدد من الدول العربية والإسلامية، بحضور زعماء ووزراء الوسيطين قطر ومصر بالإضافة إلى المملكة العربية السعودية وإندونيسيا وتركيا وباكستان والإمارات والأردن، في اجتماع وصفه ترامب بأنه أهم اجتماع له، وذلك يوم الثلاثاء 23/9، على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، أكد المجتمعون أن إنهاء الحرب على غزة هو الخطوة الأولى نحو سلام عادل ودائم رافضين التهجير القسري، وضرورة السماح بعودة من غادر. وبعد أن نالت موافقة عربية إسلامية، شهدت الخطة الأميركية تغييراً كبيراً في البنود الأساسية المتعلقة بالانسحاب الإسرائيلي، أدخلها بنيامين نتنياهو خلال الاجتماع مع ترامب الذي عُقد يوم الاثنين 29/9.
بعد أن فشلت خطة ترامب في تهجير سكان غزة إلى مصر والأردن، برز بوضوح أن الرؤية الإسرائيلية للمرحلة المقبلة، موضع خلاف داخلي، لعل أبرزها ما بين المستوى السياسي والمستوى العسكري، وما بين المتطرف والأشد تطرفاً، ولم تحصل أي خطة على إجماع إسرائيلي، وإن كانت أهداف الحرب محددة من قبل نتنياهو والمجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية الكابينيت، دون وضوح صورة مرحلة ما بعد تحقيق تلك الأهداف أو كما يسمى إسرائيلياً مرحلة ما بعد حماس. حتى خطة ترامب الأخيرة ذات العشرين نقطة لم يوافق عليها زعماء اليمين المتطرف، وهددوا بالاستقالة من الحكومة لتضمّنها نقاطاً ايجابية للفلسطينيين أولها وقف الحرب العدوانية، وثانيها لن يكون هناك أي تهجير قسري لسكان غزة، وثالثها رفع الحظر وإدخال المساعدات. رغم أن المقترح لا يشير إلى أن الولايات المتحدة ستدعم إنشاء دولة فلسطينية، البعض تحدث عن طرف خيط قد يوصل إلى دولة، ولا يتضمن المقترح جدولاً زمنياً لنقل الهيئة الدولية حكم غزة إلى السلطة الفلسطينية، إذ ترفض الحكومة الإسرائيلية بإصرار أي دور للسلطة الفلسطينية في إدارة غزة، وغموض خطة انسحاب الجيش التدريجي من القطاع.
يجري الحديث عن حكم انتقالي مؤقت يحكم قطاع غزة يقتصر دور الفلسطينيين على لجنة مسؤولة عن تقديم الخدمات العامة والبلديات اليومية لسكان القطاع، ليس لها أي صبغة سياسية، تتكون من تكنوقراط فلسطينيين، يعملون تحت إشراف السلطة الانتقالية الدولية، كما حدث في نهاية القرن التاسع عشر، وفي بداية القرن العشرين، في فرض الوصاية على الشعوب الناهضة أو المتخلفة، وعلى السلطة الفلسطينية لتكون مؤهلة حضارياً أن تتبع برنامجاً إصلاحياً وفق أفضل المعايير الدولية، يمكّنها من حكم غزة بشكل آمن وفعال يخدم سكان قطاع غزة، ويجذب الاستثمار ويحقق الازدهار لسكانه.
لا تتضمن خطة ترامب آلية لتسليم القطاع إلى السلطة الفلسطينية، رغم أنها أبدت استعدادها لأن تكون جزءاً من حل في قطاع غزة، لذلك يخشى الفلسطينيون أن تتحول السلطة الانتقالية الدولية لغزة إلى شكل جديد من الاحتلال الدولي، خاصة في ظل التاريخ الاستعماري البريطاني في فلسطين وسجل بلير نفسه. ويجري التداول الأميركي الإسرائيلي حول مسألة مستقبل قطاع غزة بتأكيد كلا الطرفين على ضرورة إبعاد حركة حماس من المشهد.
نقلت خطة ترامب عبر القطريين إلى فريق حماس التفاوضي في الدوحة، وبانتظار رد حماس، قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أن «خطة ترامب تحقق هدفاً رئيسياً بإنهاء الحرب، وهناك قضايا فيها تحتاج لتوضيح وتفاوض». الرئيس الأمريكي العجول هدد حركة حماس إنه يجب التوصل إلى اتفاق مع حركة حماس بحلول الساعة السادسة مساء الأحد بتوقيت واشنطن العاصمة. في حين رفضت حركة حماس أن يسلط سيف الوقت على رقبتها. وحذر ترامب إذا لم توافق حماس على المقترح بأنه سيعطي إسرائيل الضوء الأخضر لمواصلة حرب الإبادة. وأضاف عبر منصة تروث سوشيال، أن اتفاق غزة ينقذ حياة جميع مقاتلي حماس الباقين، محذراً من أن هذه فرصة واحدة أخيرة بالنسبة لحماس. وأعاد الرئيس الأميركي الوعيد لحماس بجهنم أخرى، قائلاً: «إذا لم يتم التوصل لاتفاق الفرصة الأخيرة بشأن غزة ستفتح أبواب جحيم غير مسبوق على حماس ».
وقبل مضي الوقت الذي حدده ترامب أعلنت حركة حماس مساء يوم الجمعة 3/10 موافقتها على مقترح ترامب معطية الأولوية لحقن دماء الشعب الفلسطيني ووقف المجازر الإسرائيلية المتنقلة ووضع حد لحرب الإبادة الجماعية.



#أسامة_خليفة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدل حول الاعتراف بدولة فلسطين
- الاعتراف بدولة فلسطين وحل الدولتين
- تغيير اسم الوزارة
- إفلاس السياسة الألمانية
- الأمم المتحدة : تفشي حالة المجاعة في قطاع غزة
- «E1» خطة سموتريتش لمحو الدولة الفلسطينية
- «إسرائيل الكبرى»
- استعدادات لانتخابات مجلس وطني فلسطيني جديد
- في زمن الدم والحصار والجوع… هل الانتخابات أولوية؟
- مؤتمر دعم «حل الدولتين»
- ضم الضفة الفلسطينية وفرض السيادة عليها
- إدانات وتنديد وتستمر حرب التجويع
- خريطة الانسحاب
- تغيير ملامح المخيمات
- بين اقتراح العفو القضائي عن نتنياهو، وترشيح ترامب لنيل جائزة ...
- حروب إسرائيل ونبوءات المسيحية الصهيونية
- يوم ما بين إعلان ترامب تدخله بالحرب وإعلانه وقفها
- غزة والحرب الإيرانية الإسرائيلية
- هل تتدخل الولايات المتحدة بشكل مباشر في الحرب الإيرانية الاس ...
- رد قوي أم حاسم؟.


المزيد.....




- مسؤول في حماس لـCNN: مصر تنظم مؤتمرًا للفصائل الفلسطينية لتح ...
- إيران تعدم 7 أشخاص بتهم الإرهاب والتجسس لإسرائيل وسط جدل حقو ...
- فرنسا: رئيس الوزراء يخطط لفرض ضريبة على من يفوق دخلهم 250 أل ...
- كيف تفاعلت الحكومة المغربية مع مطالب حركة -جيل زد-؟
- فؤاد العروي: -الغرب فقد بوصلته الأخلاقية.-
- 7 أنواع للجوع تكشف أسرار الإفراط في الأكل
- إعلاميون مغاربة يطالبون بإطلاق سراح محتجزي أسطول الصمود
- خامس محكمة تمنع ترامب من حرمان المواليد من الجنسية
- ترامب يحذر حماس وويتكوف وكوشنر يتوجهان للقاهرة
- نساء غزة بعد عامين من الطوفان.. صمود وقيادة في وجه الجوع وال ...


المزيد.....

- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أسامة خليفة - غزة من الملكية الفردية إلى الوصاية الدولية