أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مثنى إبراهيم الطالقاني - العراقيون يدفعون المليارات يومياً !














المزيد.....

العراقيون يدفعون المليارات يومياً !


مثنى إبراهيم الطالقاني

الحوار المتمدن-العدد: 8483 - 2025 / 10 / 2 - 04:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتصاعد في العراق تساؤلات حادة حول مصير المليارات التي تجبيها الحكومة يومياً من المواطنين تحت شعار “تعظيم الواردات”، في وقت الذي لمس العراقيون شيئاً من الخدمات ولكنه لازال يشكون من ضعف الخدمات العامة وارتفاع تكاليف المعيشة التي لا تتناسب مع الدخل الشهري لهم.

فإلى جانب عائدات النفط، هناك شبكة واسعة من الجبايات تمتد إلى معظم مؤسسات الدولة، لكنها لا تُترجم إلى مشاريع ملموسة ومتطورة أو تحسين في حياة الناس تتناسب مع الموازنات الضخمة التي تصرف سنوياً للتشغيل واعادة الإعمار.

ونرى في الاونة الاخيرة رفض شعبي لبعض الجبايات التي تؤثر على كاهن المواطن البسيط، ففي وزارة التعليم العالي تم اقرار الاستيفاء لجميع الطلبة المقبلين على التسجيل وكذلك المتخرجين للحصول على وثائقهم الدراسية وتم فرض أكثر من (66 ألف دينار) تُجبى من كل طالب عند التسجيل والتخرج في الجامعات الحكومية والأهلية، وهو رقم يتضاعف ليبلغ مليارات الدنانير سنوياً مع مئات الآلاف من الطلبة، كما يضاف إلى ذلك رسوم الامتحان الوطني الشامل التي تصل إلى (90 ألف دينار)، مما يجعل قطاع التعليم مصدراً ثابتاً لواردات ضخمة.

أما قطاع الصحة، فرغم أن المراجع يدفع (3000 دينار) أجور دخول في العيادات الشعبية، فإنه لا يجد الأدوية متوفرة في صيدليات المستشفيات، ويضطر لشرائها من الخارج بكلفة مضاعفة، ومع مئات الآلاف من المراجعين يومياً تصبح هذه الرسوم مصدراً مالياً مهماً لكنه غير منعكس على مستوى الخدمة الصحية المقدمة للمواطن.

وتواصل وزارة الداخلية جباياتها عبر معاملات الأدلة الجنائية، والفحص الطبي، وإجازات السوق، وغرامات السرعة المرورية ومخالفات الوقوف، والجواز الإلكتروني، والبطاقة الوطنية، حيث تفرض رسوماً مرتفعة نسبياً على كل معاملة.

أما وزارة النقل، فهي الأخرى تستوفي أموالاً من معاملات السفر والتنقل الداخلي والخارجي فضلاً عن شركات الطيران الدولية التي تُحلق في سماء العراق التي تدفع ما يُقارب من 200---$--- الى 400---$--- يومياً عن مرور اي طائرة ضمن الاجواء العراقية.

إلى جانب ذلك، تُعتبر المنافذ الحدودية والجمارك من أكبر منابع الأموال للدولة، إذ تُحصل مليارات الدنانير يومياً من الرسوم الكمركية والضرائب على البيع والشراء والتصدير فضلاً عن الجبايات المتفرقة في دوائر البلديات والماء والكهرباء التي تكفي أموالها بتزويد الكهرباء لعموم البلاد خلال دورة حكومية وبرلمانية امدها 4 أعوام! .

ومع كل هذه الواردات غير النفطية، لا يزال المواطن يواجه السؤال ذاته:أين تذهب هذه الأموال؟ مع تأكيد اعلان الحكومة عن أن الموازنة تُستهلك في الرواتب والنفقات التشغيلية، وأن الجزء المتبقي يُخصص للتنمية والمشاريع، لكن واقع الحال يُظهر فجوة كبيرة بين حجم ما يُجبى وبين ما يلمسه المواطن في حياته اليومية الذي يرى التطوير عبر الاستثمار الذي يُنفذه كبار التجار ضمن القطاع الخاص.

إن غياب الشفافية في إدارة هذه الموارد، وعدم وضوح أبواب صرفها، يضاعف أزمة الثقة بين المواطن والدولة.

العراقيون يدفعون مليارات الدنانير يومياً، لكنهم يعيشون في ظل خدمات متردية وضرائب ورسوم تتجاوز قدرتهم المعيشية، فيما تبقى الإجابة عن السؤال المركزي: هل ستبقى هذه الأموال تذهب إلى جيوب الفساد والهدر، أم ستتحول يوماً ما إلى مشاريع تنموية حقيقية تعيد ثقة المواطن بوطنه؟



#مثنى_إبراهيم_الطالقاني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سباق انتخابي على شعارات مستهلكة ومال فاسد
- كُل شيئ في العراق يؤدي الى -الترند-
- الفرصة الأخيرة .. اللهم أني بلغت
- كونوا أنتم… قبل أن يكونوا هم
- رواتب الإقليم .. حلول مؤجلة وعدالة منتظرة
- بين الدولة واللادولة.. من يملك القرار
- الويل لأمةٍ أنتزعت كرامتها
- حكومة الإقليم تشعل فتنة الرواتب
- خدمة جهادية سبعةَ نُجوم
- أمة المليار مسلم.. تتلاشى بالفرقة والضياع
- لعنة الطائفية تنال من وحدة سوريا
- صيف العراق سيشعل الرأس شيباً
- التسريبات الصوتية في العراق: حرب تهدد القيم المجتمعية
- كيف يتحول الأرهابي الى فاتح
- العراق في عين العاصفة
- تطورات الصراع في سوريا وتداعياته على العراق
- كيف استقبلت أمريكا قرار المحكمة الجنائية الدولية
- تغييب وعي العراقيين: متى يحين وقت المحاسبة؟
- ميناء الفاو .. أمل اقتصادي وسط التحديات الإقليمية
- ترامب ، هل سيطلق رصاصة الرحمة على حرب المنطقة


المزيد.....




- رد -ساخر- من بوتين على وصف ترامب لروسيا بأنها -نمر من ورق-
- تهويد القدس بالعمران: مشاريع تغير وجه المدينة
- صحف عالمية: أميركا ترفع جاهزيتها العسكرية بالشرق الأوسط وشعب ...
- الفخ الأكبر في خطة ترامب
- شرطة بريطانيا تكشف معلومات عن منفذ هجوم مانشستر
- ماذا قال بوتين عن نجل مسؤول بـCIA مات في أوكرانيا خلال القتا ...
- أول تعليق لأمريكا بعد اعتراض إسرائيل لـ-أسطول الصمود-
- إسرائيل تواجه إدانات دولية عقب اعتراضها -أسطول الصمود العالم ...
- بعد الاشتباه بارتباطه بـ-أسطول الظل- الروسي.. قبطان ناقلة ال ...
- ما خيارات إيران المتاحة للرد على العقوبات الأممية؟


المزيد.....

- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مثنى إبراهيم الطالقاني - العراقيون يدفعون المليارات يومياً !