أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مثنى إبراهيم الطالقاني - حكومة الإقليم تشعل فتنة الرواتب














المزيد.....

حكومة الإقليم تشعل فتنة الرواتب


مثنى إبراهيم الطالقاني

الحوار المتمدن-العدد: 8359 - 2025 / 5 / 31 - 04:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في خطوة أثارت ردود فعل متباينة، قررت الحكومة الاتحادية في بغداد وقف صرف رواتب موظفي إقليم كردستان، على خلفية ما وصفته بعدم التزام حكومة الإقليم بتسليم واردات النفط وإيرادات المنافذ الحدودية إلى خزينة الدولة، كما تنص عليه الاتفاقات الموقعة والدستور العراقي النافذ.

هذه الأزمة ليست جديدة، بل تعود جذورها إلى سنوات طويلة من الخلافات المتراكمة بين بغداد وأربيل بشأن تقاسم الثروات والصلاحيات.
وتتهم الحكومة الاتحادية حكومة الإقليم، وتحديداً الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني، بعدم الامتثال الكامل للاتفاقات المالية، والإصرار على تصدير النفط دون الرجوع إلى وزارة النفط الاتحادية، إلى جانب احتفاظها بعائدات المنافذ الحدودية، ما يُعد تجاوزاً واضحاً على الصلاحيات الدستورية.

ورغم أن بغداد واصلت على مدار السنوات الماضية إرسال المخصصات المالية للإقليم، بما فيها رواتب الموظفين، فإن تقارير عديدة تفيد بأن هذه الأموال لم تكن تصل كاملة إلى مستحقيها، بل كانت تُدار من قبل أحزاب السلطة في أربيل، وهو ما أثار موجة من الغضب الشعبي والتساؤلات حول مصير هذه الأموال وبذلك، يجد المواطن الكردي نفسه مرة أخرى هو الضحية الأولى في هذا الصراع السياسي والمالي، بين سلطة المركز من جهة، وسلطة الإقليم من جهة أخرى، دون أن يكون له يد أو رأي في هذا النزاع المستمر.
ويتهم مُراقبون في بغداد حكومة الإقليم بتجاهل مصالح المواطنين، وتعمد تعطيل الاتفاقات مع بغداد، والتمسك بإدارة الثروات بشكل منفرد عن الدولة العراقية.
بالمقابل يرى كثيرون أن قرار الحكومة الاتحادية بوقف الرواتب لا يُعد عقوبة جماعية كما يُروّج له البعض، بل هو محاولة لتطبيق نصوص دستورية تضمن سيادة الدولة على مواردها، وتمنع احتكار الثروات من قبل قوى حزبية تستثمرها لأغراض سياسية، دون مراعاة لحال المواطن البسيط الذي ينتظر راتبه شهرياً لتأمين معيشته.

وفي ظل غياب الشفافية واستمرار التعنت من طرف حكومة الإقليم، تجد بغداد نفسها في موقف لا يسمح بالاستمرار في صرف أموال لا تعود بالنفع على المواطنين، بل تعزز سلطات أحزاب حاكمة لا توفر الحد الأدنى من العدالة في التوزيع.
وهنا يطرح الشارع تساؤلات مشروعة: لماذا تُلام بغداد إن طالبت بالإصلاح المالي والإداري، وإن أرادت أن تمارس صلاحياتها القانونية على كامل الأراضي العراقية؟

ما يحدث اليوم يضع الجميع أمام ضرورة وطنية لإعادة فتح باب الحوار بين بغداد وأربيل، حوار يتأسس على احترام الدستور وتقاسم عادل للثروات، ويكفل حق جميع المواطنين في الاستفادة من موارد بلدهم، بغض النظر عن انتماءاتهم القومية أو الجغرافية.
المطلوب من حكومة الإقليم أن تُبادر بالمصارحة والمكاشفة، وأن تتخلى عن سياسات الاستحواذ والانفراد بإدارة موارد لا تخص فئة دون أخرى، بل هي ملك لكل العراقيين.
كما على بغداد أن تواصل التزامها بحماية حقوق المواطنين في الإقليم، ولكن ضمن إطار قانوني صارم يضمن عدم تكرار التجاوزات السابقة، ويحقق العدالة في توزيع الثروة الوطنية.



#مثنى_إبراهيم_الطالقاني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خدمة جهادية سبعةَ نُجوم
- أمة المليار مسلم.. تتلاشى بالفرقة والضياع
- لعنة الطائفية تنال من وحدة سوريا
- صيف العراق سيشعل الرأس شيباً
- التسريبات الصوتية في العراق: حرب تهدد القيم المجتمعية
- كيف يتحول الأرهابي الى فاتح
- العراق في عين العاصفة
- تطورات الصراع في سوريا وتداعياته على العراق
- كيف استقبلت أمريكا قرار المحكمة الجنائية الدولية
- تغييب وعي العراقيين: متى يحين وقت المحاسبة؟
- ميناء الفاو .. أمل اقتصادي وسط التحديات الإقليمية
- ترامب ، هل سيطلق رصاصة الرحمة على حرب المنطقة
- السوداني ينجح بالدفئ السياسي
- شغور السلطة التشريعية
- الهجوم الإسرائيلي على إيران الموجه والمحدد: هل هو محاولة للت ...
- النهج لا يُغتال .. مات ليُحيى
- نهاية الحرب بين لبنان والكيان إمكانية أم حتمية؟
- دور العراق في مواجهة سيناريوهات الحرب الشاملة
- عاماً على الطوفان
- التطبيع والطائفية .. الوجه الخفي لتأييد الجرائم الإسرائيلية


المزيد.....




- اليخت -مادلين- يبحر نحو غزة في محاول جديدة لكسر الحصار الإسر ...
- -جوعتونا يا كلاب-.. أم فلسطينية تحاول يائسةً جمع بقايا طحين ...
- أحمد الشرع يصل الكويت بأول زيارة رسمية تلبية لدعوة من الشيخ ...
- الكويت تسحب الجنسية من الإعلامي شعيب راشد
- الحب يحميك من أمراض القلب
- حشود الجوعى في غزة تعود أدراجها خالية الوفاض بعد إطلاق نار ق ...
- الجيش السوري الجديد بين قواعد الإدارة الانتقالية والانفلات ا ...
- نيجيريا: فيضانات عارمة تخلف 111 قتيلًا على الأقل وخسائر بشري ...
- الكرملين: لا توجد اتفاقات محددة حتى الآن بشأن لقاء بوتين وتر ...
- عروس برازيلية تثير الجدل بعد وصولها لحفل زفافها بسيارة جنازة ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مثنى إبراهيم الطالقاني - حكومة الإقليم تشعل فتنة الرواتب