أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مثنى إبراهيم الطالقاني - سباق انتخابي على شعارات مستهلكة ومال فاسد














المزيد.....

سباق انتخابي على شعارات مستهلكة ومال فاسد


مثنى إبراهيم الطالقاني

الحوار المتمدن-العدد: 8479 - 2025 / 9 / 28 - 05:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أيام قليلة تفصل العراقيين عن بدء الحملات الدعائية للانتخابات التشريعية، ومع اقتراب الموعد يتكرر المشهد ذاته الذي ألفه الشارع منذ أكثر من عقدين.

فالكثير من الأحزاب والقوى السياسية تستعد لطرح برامجها، لكن تلك البرامج لا تعدو كونها شعارات براقة مستهلكة: البناء، الإصلاح، الكرامة، المواطن، وهي عناوين رنانة طالما رفعتها القوائم الانتخابية منذ عام 2003، دون أن يجد المواطن العراقي أثراً ملموساً لها في حياته اليومية.

فالخدمات متراجعة والبطالة مستمرة والفساد ينخر في مؤسسات الدولة فيما يتكرس نظام المحاصصة كقاعدة ثابتة في توزيع المناصب والثروات.

الجديد القديم الذي يرافق هذه الانتخابات هو المال السياسي حيث رصدت فعاليات اجتماعية ومتابعون إنفاقاً هائلاً يقدر بمليارات الدنانير لشراء أصوات الناخبين بشكل مباشر.

وهنا يطرح السؤال: من أين تأتي هذه الأموال الضخمة؟ فميزانيات الأحزاب الرسمية محدودة، ولا تكفي لتغطية حملات بهذا الحجم الذي يوازي ميزانيات وزارات كاملة وربما يقارب أرقام الموازنة السنوية للعراق.
الإجابة لا تخرج عن قنوات تمويل غير معلنة، تبدأ من شبكات الفساد المحلية، ولا تنتهي لبعضهم عند الدعم الخارجي الساعي لترسيخ نفوذه السياسي داخل العراق.

وللتاريخ شواهد عديدة حولها ففي انتخابات 2010 أنفقت بعض الكتل مبالغ بمئات ملايين الدولارات ما دفع منظمات مثل شبكة عين والمفوضية العليا المستقلة للانتخابات إلى تسجيل عشرات الخروقات.
وفي 2014 انتشرت ظاهرة توزيع بطاقات شحن للهاتف ومواد غذائية وبطانيات لاستمالة الناخبين بينما شهدت انتخابات 2018 واحدة من أخطر الأزمات حين اعترفت المفوضية بوجود عمليات تزوير إلكتروني واسعة، ما أجبر البرلمان على إعادة العد اليدوي لآلاف الصناديق.

أما انتخابات 2021، فرغم إشراف الأمم المتحدة وتوصياتها، رُصدت حالات دفع مباشر للناخبين في بعض المحافظات، وأكد تقرير بعثة يونامي استمرار نفوذ المال السياسي.

إلى جانب المال تطل برأسها الورقة الطائفية، إذ تسعى بعض القوى إلى تعبئة الشارع بخطاب مناطقي ومذهبي يعيد إنتاج الانقسام، في محاولة لتوجيه الناخب بدافع الخوف على الهوية والوجود لا بدافع القناعة.
هذه الاستراتيجية، وإن أثبتت فشلها في بناء دولة مستقرة ما زالت تجد جمهوراً واسعاً يتأثر بها، الأمر الذي يكشف هشاشة الوعي السياسي لدى شريحة من الناخبين.

انعكاس هذه المعادلة يظهر بوضوح في نسب المشاركة المشكوك فيها على مختلف الدورات السابقة فلم تكن واصلة للعتبة القانونية والشرعية ولكن بقدرة الاحزاب تم تمشيتها واعلان نسبها كما في انتخابات 2010 بلغت النسبة 62%، لكنها تراجعت في 2014 إلى نحو 60%، أما 2018 فسجلت أدنى مشاركة منذ 2003 بنسبة 44%، ثم جاءت انتخابات 2021 لتؤكد انهيار الثقة بالعملية السياسية بنسبة لم تتجاوز 41%، وبالاحرى اعلى نسبة مشاركة لم تتجاوز 38% وهي أرقام صادمة تكشف عمق الفجوة بين الناخب وصندوق الاقتراع.

اليوم، يقف العراقيون أمام لحظة حاسمة: إما إعادة إنتاج نفس الطبقة السياسية بشعاراتها المكررة وأساليبها الملتوية، أو اتخاذ قرار وطني يضع مصلحة العراق فوق كل اعتبار.
الرسالة التي ينبغي أن تصل من الشمال إلى الجنوب واضحة: لا تكونوا جسراً للفاسدين ولا أداة بيد المتلاعبين بمصيركم، فالعراق لن يُبنى بالمال الحرام ولا بالخطاب الطائفي، وإنما بوعي الناخب الذي يمنح صوته للأصلح والأجدر، وإن لم يتحقق هذا الوعي، فلن تكون الانتخابات المقبلة سوى وبال جديد يضاف إلى سلسلة خيبات متراكمة.



#مثنى_إبراهيم_الطالقاني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كُل شيئ في العراق يؤدي الى -الترند-
- الفرصة الأخيرة .. اللهم أني بلغت
- كونوا أنتم… قبل أن يكونوا هم
- رواتب الإقليم .. حلول مؤجلة وعدالة منتظرة
- بين الدولة واللادولة.. من يملك القرار
- الويل لأمةٍ أنتزعت كرامتها
- حكومة الإقليم تشعل فتنة الرواتب
- خدمة جهادية سبعةَ نُجوم
- أمة المليار مسلم.. تتلاشى بالفرقة والضياع
- لعنة الطائفية تنال من وحدة سوريا
- صيف العراق سيشعل الرأس شيباً
- التسريبات الصوتية في العراق: حرب تهدد القيم المجتمعية
- كيف يتحول الأرهابي الى فاتح
- العراق في عين العاصفة
- تطورات الصراع في سوريا وتداعياته على العراق
- كيف استقبلت أمريكا قرار المحكمة الجنائية الدولية
- تغييب وعي العراقيين: متى يحين وقت المحاسبة؟
- ميناء الفاو .. أمل اقتصادي وسط التحديات الإقليمية
- ترامب ، هل سيطلق رصاصة الرحمة على حرب المنطقة
- السوداني ينجح بالدفئ السياسي


المزيد.....




- عاجل| العقوبات الدولية على إيران تدخل حيز التنفيذ
- مداهمة مقر منظمة مسيحو الشرق قرب باريس بشبهة التواطؤ في جرائ ...
- زيلينسكي يعلن وصول منظمة دفاع من إسرائيل غلى أوكرانيا
- لاري إليسون.. إمبراطور برمجيات يسعى لإعادة تشكيل الوعي الأمي ...
- اقتحامات بالضفة ومركبة إسرائيلية تدهس طفلا في أريحا
- جدل في فرنسا حول -التنفيذ المؤقت- للحكم بسجن ساركوزي قبل الا ...
- -مسار الأحداث- يناقش أبعاد المقاطعة العالمية المتزايدة لإسرا ...
- الحرب على غزة مباشر.. مجزرتان للاحتلال بحي الدرج والنصيرات و ...
- ما تفاصيل الخطة الأميركية لوقف الحرب الاسرائيلية على غزة؟
- محللون: العالم بدأ يعامل إسرائيل كما عامل نظام الأبارتايد في ...


المزيد.....

- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مثنى إبراهيم الطالقاني - سباق انتخابي على شعارات مستهلكة ومال فاسد