مثنى إبراهيم الطالقاني
الحوار المتمدن-العدد: 8408 - 2025 / 7 / 19 - 04:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نحنُ في زمن تتبدل فيه المواقف وتُشترى فيه المبادئ ويُباع فيه الوطن في مزادات السياسة والهيمنة يصبح الصمت جريمة والتخاذل خيانة والتأخر انتحاراً مؤجلاً.
لقد أصبح من الواجب أن نقولها صراحة للعرب وللمسلمين: كونوا أنتم… قبل أن يكونوا هم.
كونوا أنتم الوعي في وجه التضليل، والضمير في زمن التزييف، والجبهة الصامدة في مواجهة من يسعون لطمس الهوية وتفتيت وحدة الأمة.
لا تنتظروا أن يُفرض عليكم شكل السلام، ولا أن تُرسم لكم خارطة الطريق بأقلام صهيوأمريكية ملوثة بالدم العربي.
اليوم، تُقتل غزة كل يوم، يُباد أهلها في وضح النهار، لا لذنب إلا أنهم اختاروا البقاء على الأرض والمبدأ. وفي المقابل، يُفتح للعالم باب جديد من الانحراف الأخلاقي والسياسي، حيث يصبح المجرم صانع سلام، والمحتل شريكاً في الحوار، والمقاوم إرهابياً يُحاكم بلا محاكمة.
انقذو سوريا التي بدأ بالشتات ومُسحت منها خارطة الدولة وأصبحت بؤرة للقتل الطائفي كونوا لها أنتم قبل أن يكون لها الاعداء … لأنهم يعملون ليل نهار على تشكيل واقع جديد، واقع لا مكان فيه لفلسطين، ولا للقضية ولا لسوريا ولا للعراق واليمن ولبنان وليبيا ولا ولا ولا ... ، ولا لكرامة خجلت من أفعالنا، وأفعالهم مشروع واضح: تفكيك، تجزئة، تطبيع، وإخضاع، وأدواتهم كثيرة من القصف إلى الحرب النفسية، ومن الإعلام الموجه إلى الجيوش الإلكترونية التي تبث الشك وتزرع الفرقة.
كونوا أنتم من يُفشل هذا المشروع، لا تسمحوا لهم أن يصوغوا ثقافتكم، أن يختاروا أعداءكم، أو يُملوا عليكم من تكونون. قاوموا بالكلمة، بالموقف، بالتربية، بالوعي، بالرفض، وبكل ما تملكون من وسائل السلم والمقاومة.
أيها العرب، أيها المسلمون…
إن لم تكونوا أنتم من يُعيد التوازن لهذا العالم المختل، سيكونون هم من يُكملون سيناريو الإذلال والاستسلام، حتى لا يبقى لكم لا وطن ولا دين ولا تاريخ.
فلا تقولوا غداً “أين كنّا؟” بل قولوا اليوم: ها نحن… كنا، وما زلنا، وسنكون.
#مثنى_إبراهيم_الطالقاني (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟