أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سعد هجرس - حتى فى السودان














المزيد.....

حتى فى السودان


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1828 - 2007 / 2 / 16 - 08:53
المحور: حقوق الانسان
    


نقلت الصحف المصرية عن موقع "سودانيز أون لاين" خبرا سخيفا خلاصته أن 28 عاملا مصريا تعرضوا لاعتداءات شديدة وتعذيب همجى على أيدى أفراد الشرطة السودانية مساء السبت الماضى فى مدينة الرياض السودانية.
ولم يكتف موقع "سودانيز أون لاين" بنشر الخبر، بل إنه نشر معه صوراً لبعض هؤلاء المصريين الغلابة تبين آثار التعذيب على ظهورهم.
ولذلك فان هذا الموقع السودانى، "سودانيز أون لاين"، يستحق التحية مرتين:
مرة لأنه رصد هذا الخبر الذى له علاقة بصلب وعمق الوشائج المصرية السودانية، فما الذى يمكن أن يكون أهم من العلاقات بين البشر فى شمال وادى النيل وجنوبه؟!
ومرة لأنه لم يكتف بنشر الخبر بل حرص على إدانة الحادث وفتح صفحات المنتدى الخاص بالموقع لتلقى آراء المواطنين السودانيين فى الحادث.
ولعل جهة مصرية مماثلة تهتم برصد آراء هؤلاء المواطنين السودانيين وتقوم بتحليل مضمون ردود أفعالهم على هذا الحادث المؤسف من أجل استخلاص الدلالات والدروس المستفادة حرصا على تنقية العلاقات التاريخية بين الشعبين من هذه الشوائب.
لكن الأهم.. هو ألا يفوت هذا الحادث المؤسف دون تأمل ودراسة، بهدوء وموضوعية وبعيدا عن الغوغائية والتهييج والصيد فى الماء العكر أو تسميم العلاقات المصرية السودانية التى لا تنقصها المنغصات.
وبهذا الصدد تطرح نفسها بضعة أسئلة:
أولها – لماذا أصبح المواطنون المصريون عرضة للأذى والإهانة فى أماكن شتى من العالم؟
فلم تمض أيام على حادث الاعتداء على بعض الرياضيين المصريين فى ليبيا، وقبلها على رياضيين مصريين أيضا فى لبنان، حتى فاجأتنا الأخبار القادمة من السودان والتى تتضمن إهانة عمال مصريين فى السودان، ليس فقط فى "خناقة" يمكن ان تحدث فى أى مكان وأى زمان، وإنما أيضا فى مركز تابع للشرطة (أى الحكومة) ويقوم البوليس – الذى يفترض فى رجاله الذود عن القانون – بانتهاك القانون وحقوق الانسان ويتولى هو تعذيب خلق الله!!
ثانيا- بالنسبة للسودان تحديدا، بكل ما يمثله من روابط تاريخية وعاطفية ووجدانية وسياسية وجيو استراتيجية مع مصر، ما هو موقع هذه المنغصات من "الحريات" الأربع، التى تم الاتفاق عليها رسميا بين القاهرة والخرطوم.. والتى تبدو – فى ظل مثل هذه التجاوزات – حبرا على ورق؟!
ثالثا – حسنا أن تهتم الصحف المصرية بمثل هذه الأخبار وما تمثله من انتهاك فظ لحقوق الإنسان المصرى فى السودان، لكن السؤال هو لماذا لم تهتم بعض هذه الصحف بالتغطية الإخبارية والتحليلية لمأساة اللاجئين السودانيين فى ميدان مصطفى محمود بالمهندسين والذى أزهقت فيه أرواح بعض أشقائنا السودانيين، بينما اتخذت بعض الصحف المصرية الأخرى موقفا سيئا ومجافيا للروح الديموقراطية ناهيك عن المشاعر الأخوية تجاه الشعب السودانى!
وألا يضع ذلك على كاهل منظمات المجتمع المدنى، والإعلام، فى البلدين مسئولية إعادة الاعتبار إلى أسس العلاقات السوية والنزيهة والمتكافئة والديموقراطية بين شعبى وادى النيل.
إن هذا لن يتحقق بالشعارات والكلمات المعسولة وإنما بمواجهة الواقع واستئصال الأعشاب السامة ومحاسبة من يسيئون الى جوهر هذه العلاقات بأقوال وأفعال سلبية، مثل الاعتداء على عمال مصريين بأيدى رجال شرطة سودانيين مجردين من الإحساس بالمسئولية القانونية والإنسانية.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعليم..غارق فى بحر من الفساد
- الذكرى السنوية الأولى للكارثة
- ثقافة الإضراب
- التعذيب.. يا حفيظ 1-2
- جلال الغزالى
- ذيول جريمة بنى مزار
- التعذيب.. يا حفيظ 3
- راحت السكرة وجاءت الفكرة
- لبنان .. فى مفترق الطرق
- -الحمار- يهزم -البروفيسور- .. في جامعة المنصورة!
- التعذيب .. يا حفيظ 2
- الرابحون والخاسرون فى اضراب لبنان
- رجاء النقاش .. مكتشف المواهب
- رؤية بديلة للتعامل مع الجماعة »المحظورة«
- اعتذار عمارة وعذر الأوقاف
- 6 + 2 + 1 لا تساوي تسعة!
- حوار الطرشان
- خطة بوش الجديدة : كثير من اللغو المفخخ
- استراتيجية بوش المسمومة
- الملابسات حول التعديل الدستوري بين »التهويل« و »التهوين


المزيد.....




- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
- الرئيس الايراني: ادعياء حقوق الانسان يقمعون المدافعين عن مظل ...
- -التعاون الإسلامي- تدعو جميع الدول لدعم تقرير بشأن -الأونروا ...
- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سعد هجرس - حتى فى السودان