أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - استراتيجية بوش المسمومة














المزيد.....

استراتيجية بوش المسمومة


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1795 - 2007 / 1 / 14 - 13:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الرئيس الأمريكى جورج روش الابن غارق حتى أذنيه فى المستنقع العراقى .. وهذا امر متوقع، لأن الأحتلال لابد وأن يخلق المقاومة.
هذا قانون يقترب من قوانين الطبيعة، ورغم وضوحه وضوح الشمس، والبرهنة عليه مراراً وتكراراً فى مشارق الأرض ومغاربها، فان المستعمرين أعماهم غرور القوة عن رؤيته فى كل العصور.
ولعل هذا الغرور لم يصل إلى مثل هذا الحد الغبى الذى وصله مع إدارة بوش أولاً لانفرادها بقيادة النظام العالمى وهيمنتها عليه هيمنة مطلقة، وثانياً لانتفاخها بأيديولوجية المحافظين الجدد الذين يمثلون أكثر التيارات السياسية تطرفاً وتخلفا ورجعية فضلاً عن الأجندة الإمبراطورية الجنونية التى سعوا إلى وضعها موضع التنفيذ على جثة التاريخ والجغرافيا وإرادة الشعوب.
ومع هذه القوة الغاشمة التى لم يشهد التاريخ مثيلا من قبل لجبروتها المستند – ويا للمفارقة – إلى منجزات الثورة العلمية والتكنولوجية، تصور صقور البيت الأبيض أنهم يستطيعون أن يقولوا لشيء كن فيكون، وأنهم يستطيعون أن يملوا إرادتهم على الشعوب دون أن يستطيع أحد أن ينبس ببنت شفة.
ولذلك تصوروا أن غزوهم للعراق سيكون نزهة لطيفة بسبب هذا الفارق الرهيب فى ميزان القوى، كما صور لهم بعض "العراقيين" المناهضين لنظام صدام حسين أن الشعب العراقى سيستقبل قوات الاحتلال الأمريكى بالورود والرياحين.
إلى أن جاءت ساعة الحقيقة ليجد بوش نفسه غائصاً فى وحل العراق، ولـ "يكتشف" أن هناك شيئاً اسمه المقاومة الوطنية، وأن هذه المقاومة الوطنية تستطيع – مهما كان خلل موازين القوى – أن توجه الصفعة تلو الصفعة لجيش الاحتلال المدجج بأحدث الأسلحة وأكثرها فتكاً.
ومع قوات الاحتلال الأمريكية دخلت إلى العراق أيضاً جحافل الارهاب التى كانت بلاد الرافدين حصناً منيعاً أمامها قبل الغزو الأمريكى!
ومع قوات الاحتلال الأمريكية تصاعدت ألسنة اللهب الطائفية بين السنة والشيعة، وأصبح للعمائم البيضاء والسوداء كلمة فى تقرير مصير البلاد، بعد أن كان العراق بلدا علمانياً لا تكاد تفرق فيه بين الشيعى والسنى والأشورى والكدانى والصابئى . وحتى عبدة الشيطان.
باختصار .. تسبب جيش الاحتلال الأمريكى – الذى غزا البلاد تحت شعارات الديموقراطية وحقوق الانسان – فى إحياء أسوأ النعرات واكثرها تخلفاً، وتحول العراق – الذى كان أول بلد علم البشرية فكرة القانون منذ حامورابى – إلى غابة.
وأمام هذا الخراب وقف بوش ليعترف بفشله بعد أن أصبح هذا الفشل واضحاً ولا يحتاج إلى إثبات أو اعتراف.
لكنه لم يعمل على تصحيح هذه الأخطاء التى اعترف بها، والتصحيح فى هذه الحالة واضح تماماً بدون لف أو دوران، ألا وهو الانسحاب أو على الأقل اعلان جدول زمنى لانهاء الاحتلال ومناشدة المجتمع الدولى ودول الجوار للتوصل إلى آليات لتحقيق انسحاب آمن لقوات الاحتلال.
بدلاً من ذلك تفتق ذهنه عما أسماه باستراتيجية جديدة، ليس فيها أى جديد، سوى شئ واحد هو محاولة توريط مصر والأردن ودول الخليج فى المستنقع العراقى معه بزعم أن الهزيمة الأمريكية فى العراق من شأنها تهديد مستقبل هذه الدول. وهذا زعم سخيف لأنه يعنى ضمنا أن مصالح هذه الدول العربية تتفق مع احتلال دولة عربية مهمة مثل العراق، ويعنى ضمنا أن هناك توافقاً فى المصالح بين هذه الدول وبين الاحتلال الأمريكى للعراق، ويعنى ضمناً اللعب على وتر الخلاف بين السنة والشيعة.
وهذه كلها آلاعيب مكشوفة، ولا أظن أن هناك نظاماً عربياً واحداً، أيا كان، يمكن أن تنطلى عليه مثل هذه الآلاعيب الفجة، أو يمكن أن يسير فى ركاب هذه الاستراتيجية الاستعمارية "غير الجديدة"، أو يمكن أن يتطوع مجاناً ويشارك بشكل مباشر أو غير مباشر فى إنقاذ إدارة بوش من مأزقها.
بالعكس .. هذا المأزق الأمريكى يوفر ظروفاً مواتية للدول العربية – رغم أخطائها الاستراتيجية السابقة – لبلورة مبادرة للضغط على الإدارة الأمريكية لاعلان برنامج زمنى للانسحاب "الآمن" من العراق وخلق آليات ملائمة لفترة انتقالية لاعادة ترتيب البيت العراقى من الداخل بعد أن خربه الأمريكان وألبوا أهله على بعضهم البعض وسمموا الآبار وحرقوا الزرع والضرع.
باختصار .. مطلوب مبادرة عربية لانقاذ العراق لا لانقاذ قوات الاحتلال الأمريكية.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الملابسات حول التعديل الدستوري بين »التهويل« و »التهوين
- إنفتاح دستورى وانغلاق حزبى
- خليل كلفت
- بداية .. ونهاية
- سبحان مغير الأحوال: علاوى ومبادرته المثيرة 2-2
- سبحان مغير الأحوال: علاوى ومبادرته المثيرة!
- حكومة »ديجيتال« تستخدم أسلحة العصر الحجري
- المجتمع الأهلي.. فى إجازة
- جهاز حماية المستهلك يحتاج إلى حماية
- مطلوب سحب درجة الدكتوراة من رسالة تكفير روزاليوسف
- رسالة إلي بهاء طاهر.. ليست بعلم الوصول!
- محمد عودة .. -جامعة متنقلة-
- صراع »الإخوان«.. لا يبدأ بالحجاب.. ولا ينتهي بالميليشيات
- إهانة رفح
- العبث بالديموقراطية
- المحطة الأخيرة
- اغتيال مجلة .. وتكفير عقل أمة
- خطايا النظام العربى الرسمى .. فى لبنان
- انتبهوا أيها السادة: دورنا الثقافي يتراجع
- عرب أمريكا


المزيد.....




- أمين عام حزب الله نعيم قاسم يرد على تهديدات اغتيال خامنئي وو ...
- شبكة CNN تحقق في الضربات الإسرائيلية على مسؤولين إيرانيين با ...
- بالشرق الأوسط.. مواقع أبرز قواعد أمريكا العسكرية بعد التلويح ...
- شبح حرب العراق يلوح في أفق الخلاف القائم بين ترامب ورئسية جه ...
- بوغدانوف: علينا حصر الصراع الإسرائيلي الإيراني وبذل كل ما في ...
- مصر توجه رسالة لواشنطن وطهران
- -روس كوسموس-: روسيا ستساهم في تحقيق أول رحلة فضائية لرائد إن ...
- بعد الإعلان عن اغتياله.. مستشار خامنئي: أنا حي ومستعد للتضحي ...
- عراقجي: لا تفاوض حول برنامجنا الصاروخي
- تقرير بريطاني: التفوق الجوي الإسرائيلي يهيمن.. لكن المعادلة ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - استراتيجية بوش المسمومة