أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - سبحان مغير الأحوال: علاوى ومبادرته المثيرة 2-2














المزيد.....

سبحان مغير الأحوال: علاوى ومبادرته المثيرة 2-2


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1790 - 2007 / 1 / 9 - 12:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تحدثنا فى المقال السابق عن الخطوط العريضة لمبادرة رئيس الوزراء العراقى السابق الدكتور إياد علاوى والدبلوماسى المخضرم عدنان الباجه جى ، التى قاما بجولة عربية مؤخراً لطرحها ومحاولة كسب التأييد والمساندة لها، على أمل أن تنجح فى وقف العنف الطائفى وإنهاء الأزمة السياسية العراقية.
ورأينا من خلال الحوار الذى حضره كاتب هذه السطور وعدد محدود من الكتاب والصحفيين المصريين مع علاوى والباجه جى أثناء زيارتهما الأخيرة للقاهرة أن هذه المبادرة تقوم على تشجيع ما يسمى بمحور "الاعتدال" داخل العراق، ومساندة "المعتدلين" العرب لأقرانهم العراقيين.
وانتهينا من هذا العرض إلى استنتاج مفاده أن حسابات هذه المبادرة تبدو معقولة بالمنطق الصورى، لكن هناك مشاكل موضوعية تتعلق بافتراضاتها الداخلية والاقليمية.
المشكلة الأولى والأساسية هى ضعف هذا الاتجاه العلمانى التحديثى "المعتدل" الذى يقوده علاوى والباجه جى، سواء بسبب تفشى النعرات الطائفية والعرقية ، او بسبب "ماضى" قيادة هذا الاتجاه "المعتدل" وتورط بعض رموزها فى خطيئة الموافقة على غزو أمريكا لبلادهم والعودة إلى بغداد على ظهور الدبابات الأمريكية.
المشكلة الثانية هى أن هذه القيادات "المعتدلة" تبدو كالمستجير من الرمضاء بالنار. حيث ان الظهير العربى الذى تطلب مساعدته إما مسلوب الارادة وإما متورط فى إزكاء نيران الطائفية. واذا تركنا مستوى نظم الحكم ونظرنا إلى الحركات السياسية الأساسية ذات الصوت الاعلى حالياً فى العالم العربى سنجد أن الغالب فيها هو تيار أبعد ما يكون عن الدفاع عن فكرة الدولة المدنية العصرية العلمانية.
المشكلة الثالثة هى ان الطرفين الأكثر فاعلية فى التعامل مع هذا الملف الملتهب ليس من بينهما طرف عراقى او عربى. وإنما الصراع يدور فى الأساس بين أمريكا وإيران، فكيف سيمكن إدماجهما فى هذه المبادرة وكيف سيمكن التوفيق بين مصالحهما المتعارضة. وإذا تم التوصل إلى حل وسط أو مساومة بين واشنطن وطهران فى مثل هذه الظروف .. ألا يوجد احتمال بأن تكون هذه الصفقة على حساب العرب على الأرجح؟!
واذا ما فشلت محاولات إبرام صفقة بين إدارة بوش وملالى طهران ، وهو احتمال قائم، فان ذلك ليس من شانه فقط أن ينسف مبادرة علاوى والباجه جى، وأى مبادرة سياسية أخرى، بل أن من شأنه أيضاً أن يفتح الباب أمام احتمال مخيف هو نشوب حرب جديدة، إذا اندلعت فى أى ركن من أركان المنطقة المليئة بالبؤر الملتهبة والمؤهلة للانفجار فى أى لحظة فإنها مرشحة للانتشار بسرعة انتشار النار فى الهشيم لتشمل المنطقة كلها هذه المرة.
واذا ما حدث ذلك فان الأوراق ستختلط بشدة بصورة غير مسبوقة.
كما ان ضراوة هذه الحرب المشئومة – إذا ما اندلعت – ستكون مروعة، لأنها ستكون فى جوهرها حرب "وجود" و "بقاء"، وتصفية حسابات تاريخية معلقة ومكتومة او مسكوت عنها منذ سنوات وعقود.
وإزاء حرب شاملة وضروس كهذه لن يكون ممكناً لأحد - كائناً من كان – أن يأخذ مسافة متساوية من الطرفين ، او المحورين الرئيسيين: محور امريكا وإسرائيل ومحور ايران وسوريا.
وهذا الاصطفاف الاضطرارى سيجلب معه معضلات من الوزن الثقيل.
منها على سبيل المثال أن عقدة العداء لإيران – بكل ما تمثله – ستضع خصوم طهران فى موقف بالغ الصعوبة يتمثل فى أن ذلك سيضعها – شاءت أم أبت – فى نفس الخندق مع إسرائيل بصورة مباشرة. وستكون هذه سابقة خطيرة وتحول استراتيجى غير مسبوق.
صحيح أن بعض "المعتدلين" العرب وقفوا إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية فى صراعات داخلية بالمنطقة من قبل، لكن الانحياز إلى الموقف الأمريكى شئ والوقوف إلى جانب الموقف الإسرائيلى شئ آخر تماماً، فضلاً عن أنه بمثابة مغامرة غير مأمونة العواقب.
وبالمقابل .. فان الاصطفاف مع محور إيران – سوريا يعنى تضحية "المعتدلين" العرب بعلاقاتهم الخاصة مع أمريكا، وهى ليست مجرد علاقات سياسية، وإنما هى علاقات بنيوية بكل ما فى الكلمة من معنى.
باختصار .. إذا اندلعت هذه الحرب الشاملة فانها ستكون أشبه بيوم القيامة الذى سيضع المنطقة كلها أمام أم التحديات اذا استعرنا التعبيرات العراقية.
لكن رغم كل هذه التحديات .. تبقى الدلالة الأهم هى أن كثيراً من الأوهام قد سقطت، وأن كثيراً من الأخطار التى حذر بعض العقلاء منها قبل ان تقع الواقعة قد أصبحت موضع اعتراف من كانوا ينكرونها من قبل، وأن من كانوا يعتقدون ان الرئيس بوش قادر على كل شئ فقدوا كل مصداقيتهم..
وسقوط الأوهام .. وكذلك سقوط الأقنعة .. يفتح الطريق أمام تفكير رشيد .. غاب عن العقل العربى طويلاً ..
وأهلاً بالمبادرات




#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سبحان مغير الأحوال: علاوى ومبادرته المثيرة!
- حكومة »ديجيتال« تستخدم أسلحة العصر الحجري
- المجتمع الأهلي.. فى إجازة
- جهاز حماية المستهلك يحتاج إلى حماية
- مطلوب سحب درجة الدكتوراة من رسالة تكفير روزاليوسف
- رسالة إلي بهاء طاهر.. ليست بعلم الوصول!
- محمد عودة .. -جامعة متنقلة-
- صراع »الإخوان«.. لا يبدأ بالحجاب.. ولا ينتهي بالميليشيات
- إهانة رفح
- العبث بالديموقراطية
- المحطة الأخيرة
- اغتيال مجلة .. وتكفير عقل أمة
- خطايا النظام العربى الرسمى .. فى لبنان
- انتبهوا أيها السادة: دورنا الثقافي يتراجع
- عرب أمريكا
- في بيروت.. إنه الطوفان!!
- صدق أو لا تصدق : انتخابات نزيهة فى بلد عربى
- انتخابات نزيهة .. ونتائج محيرة
- ربيع المنامة 2
- ربيع المنامة 3


المزيد.....




- غضب في إسرائيل بشأن تصريحات نتنياهو عن أهداف حرب غزة
- 29 قتيلا في غارات إسرائيلية على غزة ومنظمة الصحة تندد بتقاعس ...
- تغير المناخ والجفاف يقوضان الثروة الحيوانية بالعراق
- وزارة الدفاع الروسية تنشر وثائق عن اقتحام الجيش الأحمر لبرلي ...
- تجدد إطلاق النار في كشمير مع إجراء البحرية الهندية تدريبات ع ...
- الإكوادور.. وفاة 8 أطفال بسبب عامل معدٍ لا يزال مجهولا
- الدفاعات الجوية الروسية تصد محاولة هجوم بالمسيرات على سيفاست ...
- الخارجية الأمريكية: الولايات المتحدة لن تلعب بعد الآن دور ال ...
- تحذير صحي هام.. منتجات غذائية شائعة للأطفال تفتقر للعناصر ال ...
- الدروز يغلقون عدة مفارق مركزية شمال إسرائيل في مظاهرات مطالب ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - سبحان مغير الأحوال: علاوى ومبادرته المثيرة 2-2