أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سعد هجرس - مطلوب سحب درجة الدكتوراة من رسالة تكفير روزاليوسف














المزيد.....

مطلوب سحب درجة الدكتوراة من رسالة تكفير روزاليوسف


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1772 - 2006 / 12 / 22 - 11:50
المحور: الصحافة والاعلام
    


عندما كتبنا عن فضيحة منح درجة الدكتوراة لـ »رسالة« هدفها الرئيسي تكفير مجلة »روزاليوسف« منذ صدورها حتي اليوم، وتكفير مؤسستها السيدة فاطمة اليوسف، وكل من كتب في أعدادها التي ناهزت الأربعة آلاف عدد، لم يكن هدفنا الشكوي فقط من هذا الافتئات علي البحث العلمي.
ولم يكن هدفنا فقط انتقاد كلية أصول الدين التي قبلت ـ أساسا ـ مناقشة هذه »الرسالة« التي تتناقض شكلا وموضوعا من أصول البحث العلمي.
ولم يكن هدفنا فحسب تنبيه جامعة الأزهر إلي الخلل الخطير الذي أصابها من جراء »اختطافها« ـ علي حد تعبير الدكتورة سعاد صالح أحد أهم أساتذة الجامعة ذاتها ـ وتحولها إلي منبر يصول ويجول فيه المتطرفون والمتزمتون ودعاة التكفير وأعداء التنوير وحرية الرأي والإبداع.
فالشكوي ليست هدفا في حد ذاتها، والنقد ليس من أجل النقد..
ولو كان الأمر كذلك لما كان هناك لزوم للكتابة أصلا.
الهدف الأصلي للكتابة عن الموضوع هو دق أجراس الإنذار، وتنبيه المسئولين بصورة مباشرة أو غير مباشرة عن هذه الكارثة، وحثهم علي اتخاذ إجراءات عاجلة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، واستخلاص الدروس اللازمة لتلافي تكرار نفس الخطايا.. مرات ومرات.
والعجيب أنه بعد أن كتب العديد من الزملاء، الذين ينتمون إلي مدارس فكرية متنوعة ومؤسسات صحفية مختلفة، وأسهبوا في تبيان خطورة وضع الختم الأكاديمي علي هذه الأفكار التكفيرية تحت سمع وبصر المسئولين بكلية أصول الدين وجامعة الأزهر، لم نسمع ـ حتي لحظة كتابة هذه السطور ـ عن تحرك فعلي واحد لإعادة الاعتبار إلي أصول البحث العلمي.
وكأن المسئولين بجامعة الأزهر لا يعترفون بأن منح درجة الدكتوراة لمثل هذه الأفكار التكفيرية يمثل خرقًا لرسالة الجامعة، أي جامعة، واهانة للمؤسسة الأكاديمية، وتهديدا للمجتمع بأسره وللحريات العامة والخاصة، وأن التساهل مع »رسالة« بهذا النحو هو بمثابة تشجيع علي المزيد من العدوان علي المثقفين وعلي حرية التعبير وحرية الإبداع وحرية الصحافة، وتشجيع علي المزيد من التطاول علي المنابر الثقافية التنويرية.
وهذا الموقف السلبي ـ حتي الآن ـ للمسئولين في جامعة الأزهر يمكن تفهم خطورته إذا وضعنا في الاعتبار أن هناك تيارا متأصلا وعميق الجذور في الأكاديمية الدينية وضع لنفسه منذ عقود »رسالة« الهجوم علي العقل والعقلانية.
قد يخفت صوت هذا التيار حينا، لكنه لم يتوقف أبدا.
وعلي سبيل المثال نجد أن »جبهة علماء الأزهر« دأبت ـ منذ إنشائها عام 1947 ـ علي مقاومة أي تجديد فكري داخل الأزهر أو خارجه.
ولها في هذا المجال »سوابق« معروفة، يمكن أن نشير منها ـ في عجالة ـ إلي معركتها في الأربعينيات ضد الدكتور محمد أحمد خلف الله بسبب رسالته الأكاديمية عن القصص الفني في القرآن، والتي كانت سببا في اتهامه بالكفر والإلحاد والعياذ بالله، ثم طرده من الجامعة!
ومنها قضية منصور فهمي الذي قدم رسالة دكتوراة في فرنسا عن المرأة والإسلام، وبرغم أن منصور فهمي لم يكن منتسبا للأزهر فإن ضغط الاتجاهات الأصولية علي الجامعة المصرية جعل هذه الجامعة »المدنية« تطلب من الجامعة الفرنسية سحب الرسالة. وظل الرجل مطرودا ومنبوذا من الجامعة لأكثر من عشر سنوات، ولم تفتح الجامعة المصرية أبوابها له مرة ثانية إلا بعد أن تاب وأناب واستنكر أفكاره!
وتحت ضغط الرجعية المصرية تراجعت الجامعة المصرية أيضا عن إنشاء قسم نسائي، كما تراجعت عن السماح لـ »جورج زيدان« بتدريس منهج تاريخ »التمدن الإسلامي«، لا لشيء إلا لأنه مسيحي!!
هذه الذكريات السلبية لم تكن فقط جزءا من تاريخ مضي وذهب إلي غير رجعة، بل إنها حلقة في سلسلة لم تنقطع يوما ما، وليست رسالة تكفير مجلة »روزاليوسف« إلا غيضًا من فيض، وقد سبقتها رسالة دكتوراة انتهت هي الأخري إلي تكفير العلمانيين المصريين.
إذن نحن إزاء جامعة عششت فيها منذ سنين، وعقود، جماعات تفكيرية متطرفة.
وطبيعي أن يكون في أي مجتمع مثل هذه الجماعات، والحل معها ليس هو الاستعداء الأمني، وإنما المواجهة الفكرية.. الأمر الذي يستدعي إشاعة الحريات وتوسيع نطاقها، فهذا شرط أساسي لمواجهة خفافيش الظلام.
لكن غير الطبيعي، أن تكون الجامعة ـ أي جامعة ـ هي الملعب الذي ترتع فيه هذه الجماعات التكفيرية، والسبب بسيط وبديهي.. وهو أن التكفير ضد التفكير. والتفكير هو أول شرط من شروط البحث العلمي.
وإذا كان هناك أساتذة في جامعة الأزهر يشغلون مناصب قيادية في مجالس الكليات ومجلس الجامعة، وكان هؤلاء الأساتذة متعاطفين مع مثل هذه الأفكار التكفيرية.. فإن هذا لا يعطيهم الحق في استخدام المؤسسة الأكاديمية لغرض نشر الدعاية الظلامية، لأن دافع الضرائب ـ مسلما كان أو مسيحيا ـ هو الذي ينفق علي هذه المؤسسة.
وإذا كان ما سبق ـ وغيره الكثير ـ يبين أهمية وضرورة إصلاح جامعة الأزهر، إصلاحًا شاملا ومنهجيا، يعيد لها دورها ووجهها الإنساني والتنويري والأكاديمي.
فإن الحكمة تقتضي من مجلس جامعة الأزهر القيام بواجبه واستخدام صلاحياته لسحب الدرجة العلمية من هذه »الرسالة« التكفيرية.
والامتناع عن الإقدام علي هذه الخطوة المطلوبة معناه موافقة مجلس جامعة الأزهر علي تكفير »روزاليوسف« أمس وغيرها من الصحف والمجلات التي لا تعجب هذا أو ذاك من المتطرفين.. غدا.
ثم نشكو بعد ذلك وندعي إصابتنا بالمفاجأة والاستغراب عندما يطل الإرهاب بوجهه القبيح مرة أخري ـ لا سمح الله ـ علي أرض الكنانة.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة إلي بهاء طاهر.. ليست بعلم الوصول!
- محمد عودة .. -جامعة متنقلة-
- صراع »الإخوان«.. لا يبدأ بالحجاب.. ولا ينتهي بالميليشيات
- إهانة رفح
- العبث بالديموقراطية
- المحطة الأخيرة
- اغتيال مجلة .. وتكفير عقل أمة
- خطايا النظام العربى الرسمى .. فى لبنان
- انتبهوا أيها السادة: دورنا الثقافي يتراجع
- عرب أمريكا
- في بيروت.. إنه الطوفان!!
- صدق أو لا تصدق : انتخابات نزيهة فى بلد عربى
- انتخابات نزيهة .. ونتائج محيرة
- ربيع المنامة 2
- ربيع المنامة 3
- ربيع المنامة 1
- المصريون هم الأكثر ارتكابا للجرائم في الكويت
- اطلبوا العلم.. ولو من سنغافورة
- مرشد مصرى ومرشد سنغافورى .. وبينهما -حجاب- حاجز
- مصر.. إلى أين ؟ 4-4


المزيد.....




- أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط ...
- -أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
- شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق ...
- الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد ...
- ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
- إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو ...
- دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم ...
- لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
- الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سعد هجرس - مطلوب سحب درجة الدكتوراة من رسالة تكفير روزاليوسف