ربيع المنامة 1

سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1746 - 2006 / 11 / 26 - 11:15
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    

اليوم - السبت - يتوجه 295 ألف بحريني لانتخاب اربعين نائبا في الانتخابات النيابية التي يتنافس علي مقاعدها الاربعين 217 مرشحا، بينهم 18 امرأة، نجحت احداهن بالفعل - بالتزكية - لتكون اول نائبة في البرلمان ليس في البحرين فقط وانما في الخليج بأسره.
ولاشك ان هذه الانتخابات تعد - بكل المقاييس - خطوة هائلة للامام بالنسبة للبحرين، خاصة اذا وضعنا في الاعتبار انها ثاني انتخابات تشهدها البلاد، حيث جرت الانتخابات الاولي عام 2002 لكن في ظل مقاطعة المعارضة لها.
هذه المرة يشارك الجميع بحماس شديد.. ونستطيع من خلال متابعتنا لوقائع هذه الانتخابات - علي الطبيعة - ان نشير بسرعة الي عدد من الملاحظات بعضها ايجابي وبعضها الاخر سلبي.
الايجابيات كثيرة.. اولاها اجراء الانتخابات اصلا في بلد لم يعرف صناديق الاقتراع من قبل الا مرة واحدة، وحتي في هذه المرة اليتيمة ادار البعض ظهورهم لها احتجاجا علي قواعد »اللعبة«.. ناهيك عن ان هذه الانتخابات تجري في منطقة ظلت عقودا وقرونا طويلة تستنكر »الديمقراطية« وتعتبرها رجسا من عمل الشيطان، او »بدعة« من بدع الغرب، وكل بدعة - كما هو معلوم - ضلالة، وكل ضلالة في النار والعياذ بالله!
ثم انها انتخابات يشارك فيها كل اطراف المجتمع البحريني من اقصي اليمين الي اقصي اليسار بحماس شديد، في ظل قواعد تتسم بقدر كبير او لا بأس به من النزاهة والاشراف القضائي ورقابة المجتمع المدني حيث شكلت جمعية الشفافية وجمعية حقوق الانسان البحرينية لجنة مشتركة لمراقبة الانتخابات تبعث بثمانية مراقبين لكل مركز انتخابي الي جانب فريق متجول للرقابة ومركزا لتلقي الشكاوي، كما تم وضع ضوابط لا بأس بها للحملات الانتخابية التي حولت البحرين الي مهرجان ديمقراطي جميل يبلغ ذروة إنارته صباح اليوم بتوجه الناخبين الي صناديق الاقتراع.
اما السلبيات.. فهي ليست قليلة أو هينة، واهمها واخطرها النعرات الطائفية والمذهبية »سنة وشيعة« والخلط بين الدين والسياسة وظهور نزعات تكفيرية وبخاصة تجاه السيدات المرشحات وهو ما عبر عنه - علي سبيل المثال - احد رجال الدين المستنيرين الذي فضل مساندة زوجته المرشحة بقوله »نحن مجتمع شرقي متخلف بل نحن نتراجع الي الوراء.. فالجمهور العربي في حالة غيبوبة لانه مخطوف الي دكاكين دينية ودكاكين طائفية تعمل علي توزيع المورفين السياسي والمخدرات الدينية عليهم، فبالتالي هو مغيب..«.
كذلك نجد تقريرا حكوميا عن الانتخابات يعترف بـ»غياب الوعي السياسي الملائم ونقص الثقافة السياسية لدي قطاع كبير من الناخبين الذين تنحصر اهتماماتهم باحتياجاتهم اليومية.. والخدمات« كما يعترف التقرير بـ»عدم ادراك كثير من المرشحين النيابيين لطبيعة الدور المستقبلي المنوط بهم في البرلمان وتركيزهم علي قضايا يومية لدغدغة مشاعر الناخبين«.
لكن هذه السلبيات لا يجب ان تجعلنا نتجاهل جوانب بالغة الرقي والجدية والوعي والنظرة النقدية المحترمة التي تعد في حد ذاتها مفخرة لهذه الانتخابات، اشير منها اليوم - علي عجالة - الي البرنامج الانتخابي لجمعية العمل الوطني الديمقراطي والقائمة الوطنية للتغير التي تقدمت الي هذه المعركة الانتخابية ببرنامج شديد الاحترام لا يكتفي بتقديم تشخيص دقيق وعميق للمشاكل والتحديات التي يواجهها المجتمع البحريني وانما يقدم ايضا حلولا عقلانية وعلمية لها، ربما لا نجد نظيرا لمنهجيتها في تجارب ديمقراطية عريقة.
وللحديث بقية

#سعد_هجرس (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل