أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سعد هجرس - اغتيال مجلة .. وتكفير عقل أمة















المزيد.....

اغتيال مجلة .. وتكفير عقل أمة


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1761 - 2006 / 12 / 11 - 09:34
المحور: الصحافة والاعلام
    


بعض ما يحدث فى مصر الآن يندرج تحت باب "اللامعقول".
ولأن هذا "العبث" ليس حدثاً فردياً، وإنما أحداث متلاحقة، بحيث ما نكاد نخرج من "نقرة" حتى نقع فى "دحديرة" .. فان الامر لا يجب أن يمر فى صمت، أو يمضى بدون حساب.
وأخر حلقة فى هذه السلسلة العبثية، هى تقديم أحد "الباحثين" أطروحة لنيل درجة الدكتوراة.
أما عنوان هذه الرسالة فهو "مجلة روز اليوسف واتجاهاتها فى ميزان الفكر الاسلامى".
وأما الجهة التى ناقشت هذه الرسالة فهى كلية أصول الدين التابعة لجامعة الأزهر.
وأما خلاصه هذه الرسالة "العلمية" – التى انقلها عن مقال مهم للزميل الأستاذ أسامة سلامة فى العدد الأخير من المجلة "الملعونة" فهى :
1- المجلة عملت على تقويض اركان الاسلام ومبادئه.
2- أخذت عن صاحبتها الانطباع الثورى على الفكر والنظام القائم، ولم تفرق بين الغث والسمين. ولا بين ما يصلح للأمة الإسلامية وما لا يصلح.
3- هناك مجلات منها "روز اليوسف" تستخدم للهدم بدلاً من البناء. وتكون سبباً فى الإفساد بدلاً من الإصلاح، والعديد من الصحف اتخذت مسلكاً أدى إلى تهتك العقيدة وانحراف فى السلوك، وأصبحت تخدم هدفاً واحداً وتروج له وتحميه، وهو المادة وفى مقابله تتنازل عن القيم والمبادئ الاسلامية والتعاليم الشرعية.
4- لها دور خطير فى بلبلة الثقة والشعور بالإيمان لدى جمهور المسلمين وتقديم مبادئ الإسلام مشوهة مبتورة للناس.
5- تقلد المستشرقين الزنادقة، فقد كانت كتبهم مليئة بتلك الشبهات، واليوم بفضل كتاب المجلة عامة والعلمانيين خاصة أصبحت البضاعة شعبية تصل إلى الناس فى كل الأمة الإسلامية.
6- اتخذت اتجاها ثابتاً فى الترويج للأباطيل وغراما بالسير فى الممنوع ومجابهة تعاليم الإسلام وتشويه صورة علماء الإسلام".
أما "فاطمة اليوسف" فقد أصابها الكثير من سهام الافتراءات غير الصحيحة والمعلومات غير الدقيقة والتى بنى عليها صاحب الرسالة نتائج بحثه والتى نوجزها فى الاتى:
1- مهاجرة لبنانية مسيحية أسلمت وأسمت نفسها فاطمة، لكنها تأثرت بالأسر المسيحية التى تربت لديها، حيث أضفت عليها طابعاً غير إسلامى، فهى كانت تقرأ القرآن وتحتفل بالكريسماس، وهو من أعياد الكفار "حسبما جاء فى أحد هوامش الرسالة".
2- كانت تعمل بالمسرح، وكان هذا العمل على حساب بيتها وزوجها، لأنه كان يستحوذ على معظم وقتها، فاستقرار الحياة الزوجية فى تفرغ المرأة لبيتها او أن تعمل عملاً يناسب فطرتها، أما فاطمة اليوسف لم تعرف الاستقرار الأسرى والحياة الزوجية لأنها خالفت سنة الله فى خلقه.
3- الدافع وراء إصدارها المجلة هو المكسب المادى.
4- كانت متحررة وسافرة ولم تعرف الألتزام بقواعد الإسلام فى الحجاب واللبس أو الخروج للعمل".
نحن إذن لسنا إزاء " رسالة علمية " وانما نحن ازاء لائحة للاغتيال المعنوى والإرهاب الفكرى لمجلة مصرية منذ صدور عددها الأول ، اى منذ 82 عاما مضت، حتى العدد رقم 4096 الصادر يوم السبت الماضى، وربما الأعداد التى ستصدر مستقبلاً ايضاً.
ونحن ازن لسنا إذاء لجنة جامعية ، أقرت هذه الرسالة ، وانما نحن إزاء " محكمة تفتيش"، وضعت ختم " المباركة" الأكاديمية على هذه الاتهامات التكفيرية المروعة.
فلا بأس ان يكون هذا الرأى – رغم فظاعته – هو ما يقتنع به اى شخص.
لكن الخطير ان يكون هذا الراى " غير العلمى" هو الفرضية الأساسية لأطروحة أكاديمية .
والأخطر ان يتم قبولها وأدراجها فى خطة الدراسات العليا ، وإسنادها الى مشرف، وتشكيل لجنة لمناقشتها ، ثم إقرارها.
والأكثر خطورة ان يحدث ذلك كله فى إحدى الكليات التابعة لجامعة الأزهر.
ونستطيع ان ندرك مدى هذه الخطورة إذا تأملنا تصريحات الدكتور سعاد صالح ، أستاذ الفقه المقارن ، بجامعة الأزهر التى قالت فيها أن "هذه ثانى رسالة تكفير تصدر عن جامعة الازهر فقد سبق ان كفرت إحدى الباحثات العلمانيين ، وفى مقدمتهم المستشار محمد سعيد عشماوى، وقالت فيه " انه كافر" .
ولم يحدث هذا عن طريق السهو والخطأ، او من وراء ظهر الجامعة، بدليل ان الدكتور سعاد أضافت قائلة " عندما علمت بهذا الأمر رفعته فى مذكرة لرئيس الجامعة ونائبه . وكان ردهما ان الباحثة لم تكفر احداً لكنها تنقل عن الآخرين . وتم قبول رسالتها".
وأعربت الدكتور سعاد صالح عن تخوفها من اختطاف الأزهر فى اتجاهات بعيدة عن وسطتة ، " فالآن يعشش فيه أصحاب أفكار غريبة عنه خاصة الأخوان المسلمين الذين يستقطبون الازهر بعد ان استقطبوا النقابات "
هذا هو الأخطر من "الرسالة" التكفيرية لـ "باحث" داس بالحذاء على كل اصول البحث العلمى وما تتطلبه من موضوعية وحيادية وابتعاد عن الاهواء الذاتية .
وأستطيع ان افهم ان ينشر هذا "الباحث" ما يعن له من اراء مهما كان الاختلاف معها فى هذا المنبر او ذاك من المنابر التى تبث التطرف وثقافة الكراهية ، لكن مالا أستطيع ان افهمه ان تكون المؤسسة الأكاديمية التى يتم الاتفاق عليها من أموال دافعى الضرائب هى هذا المنبر الذي يسمح بتكفير طابور طويل من افضل العقول المصرية التى صالت وجالت على صفحات مجلة روزاليوسف وكانت كتاباتها مصابيح تنوير وعقلانية ، ورسائل لإشاعة قيم الحق والخير والجمال، من أمثال إحسان عبد القدوس واحمد بهاء الدين وكامل زهيرى ومحمد عودة وصلاح حافظ وعبد الرحمن الشرقاوى وفتحى غانم وحسن فؤاد وجمال كامل وعبد السميع وحجازى واحمد حمروش ومحمود السعدنى.. وغيرهم .
كل هؤلاء وافقت كلية اصول الدين على الطعن فى عقيدتهم واتهامهم بالكفر والإلحاد.
الخطير.. ان يحدث هذا فى كلية اصول الدين التى قبلت مناقشة رسالة الدكتوراه المسمومة.
الخطير.. ان جامعة الأزهر التى تتبعها هذه الكلية لم تحرك ساكنا بما يعنى موافقتها على تكفير خلق الله.
الخطير.. ان المجلس الاعلى للجامعات .. اعلى سلطة للمؤسسة الأكاديمية .. غض الطرف عما يحدث فى احدى الجامعات المصرية ولم يصدر مجرد بيان يتصدى فيه للعبث باصول البحث العلمى واستخدام القنوات الأكاديمية كمنصات لاطلاق صواريخ الدمار الثقافى الشامل.
الخطير.. ان نقابة الصحفيين لم تتحرك – حتى لحظة كتابة هذه السطور- للدفاع عن واحدة من اهم قلاع الصحافة المصرية التى تتعرض لإرهاب فكرى غير مسبوق وتكفير جماعى.
الخطير.. ان يحدث كل هذا قبل ان تتبدد اصداء حرب تصريحات الحجاب التى أطلقها وزير الثقافة فاروق حسنى وحولها الكثيرون وبما فى ذلك قيادات بالحزب الوطنى – الى مأتم لحرية التعبير.
فماذا يريد النافخون فى نيران التطرف والتكفير والإرهاب الفكرى ان يفعلوا بهذا الوطن ؟
وهل نقف مكتوفى الأيدي امام هذه الحملة الظلامية التى تتلاحق فصولها بصورة عجيبة بحيث لا تترك لنا فرصة لعمل اى شئ مبدع وخلاق بعد ان أصبحنا متفرغين تقريبا للدفاع عن أنفسنا وعن ابسط حقوق الإنسان؟!



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطايا النظام العربى الرسمى .. فى لبنان
- انتبهوا أيها السادة: دورنا الثقافي يتراجع
- عرب أمريكا
- في بيروت.. إنه الطوفان!!
- صدق أو لا تصدق : انتخابات نزيهة فى بلد عربى
- انتخابات نزيهة .. ونتائج محيرة
- ربيع المنامة 2
- ربيع المنامة 3
- ربيع المنامة 1
- المصريون هم الأكثر ارتكابا للجرائم في الكويت
- اطلبوا العلم.. ولو من سنغافورة
- مرشد مصرى ومرشد سنغافورى .. وبينهما -حجاب- حاجز
- مصر.. إلى أين ؟ 4-4
- مصر.. إلي أين؟! 1
- مصر .. إلي أين؟! 2
- مصر.. إلي أين؟ 3
- الدين والسياسة
- العرب وأمريكا.. وتراجيديا الحب من طرف واحد
- إسماعيل صبرى عبدالله .. فارس الفكر والثورة
- ذئاب .. وأغنام .. وكلاب


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سعد هجرس - اغتيال مجلة .. وتكفير عقل أمة