أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - الرابحون والخاسرون فى اضراب لبنان














المزيد.....

الرابحون والخاسرون فى اضراب لبنان


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1807 - 2007 / 1 / 26 - 12:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد 53 يوماً من المظاهرات والمظاهرات المضادة، وصل لجوء الأطراف المتناحرة فى لبنان إلى "الشارع" إلى الذروة بدعوة "المعارضة" إلى الإضراب العام بدءاً من صباح الأمس، بينما دعت "الموالاة" إلى تجاهل هذه الدعوة وحث الناس – بالعكس – إلى الذهاب إلى أعمالهم بصورة عادية.
ويعد هذا فى حد ذاته ممارسة حضارية للديموقراطية فى أرقى أشكالها لولا تجاوزات هنا وهناك نجم عنها إصابة عدد من الأشخاص من الطرفين، فضلاً عن تحرشات من هذا الجانب أو ذاك اشتملت على إطلاق الرصاص والرشق بالحجارة وإحراق إطارات السيارات وإغلاق الطرق.
لكن هذه التجاوزات ظلت – حتى لحظة كتابة هذه الكلمات – محدودة ولا تزيد خسائرها عن خسائر "خناقة كبيرة" نسبيا،كما أن الجانبين حرصا على احتوائها والعمل على منع تصعيد العنف او توسيع رقعة التجاوزات والانتهاكات للطبيعة الديموقراطية لهذا الإضراب، خاصة مع الوضع فى الاعتبار لافتقار الواقع العربى إلى ثقافة الإضراب أو تراكم خبرات فى هذا المجال. بل إن العكس هو الصحيح على طول الخط، حيث الإضراب كان حتى عهد قريب ممنوعاً ومحرماً فى كل البلاد العربية، بل إنه ما يزال كذلك فى الكثير منها حتى الآن.
ولا عجب والأمر كذلك أن نجد إلى جانب التجاوزات التى أشرنا إليها انقساماً فى الطبقة السياسية اللبنانية إزاء هذا الإضراب. حيث وصفته المعارضة بأنه "إضراب حضارى ناجح" ساندته دوائر شعبية عريضة ليس فقط فى المعامل التقليدية للمعارضة وإنما فى أماكن مفاجئة مثل طرابلس التى يفترض أنها معقل من المعاقل المؤيدة للحكومة.
بينما وصفت الموالاة الإضراب ذاته بأنه "محاولة انقلابية لشل الحياة"، وأن هذه المحاولة الانقلابية لتعطيل مظاهر الحياة بـ "أمر عمليات" لشل بيروت، قد فشلت وأصر البيروتيون على الانتصار للحياة.
ورغم الهوة الشاسعة بين الجانبين، وبين التقييمين، فان السياسة أصبحت فى الشارع، والمواطن العدى أصبح طرفاً مباشراً فى تقرير مصير الوطن حتى وإن كانت هناك أصابع خفية تحرك الأحداث من وراء ستار، سواء داخل بلاد الأرز أو من خارج الحدود، وسواء كان ذلك لدوافع مذهبية أو غير مذهبية.
والساعات المقبلة بالغة الحساسية لأنها تحتمل التوصل إلى حلول وسط فى بلد قامت سياسته منذ نشاته على الديموقراطية "التوافقية"، كما تحتمل الانفلات والانفجار فى ساحة تزدحم باللاعبين المتناحرين وأجهزة المخابرات اللبنانية والعربية والأجنبية.
ومن غير المعقول ان يظل النظام العربى الرسمى صامتاً ومكتوب الأيدى وعاجزاً عن بلورة مبادرة جدية لاحتواء الأزمة اللبنانية .. التى ليست لبنانية مائة فى المائة من حيث مدخلاتها أو من حيث تداعياتها!
واذا كانت كل الشواهد تشير إلى أن كل "الثوابت" اللبنانية لم تعد فوق مستوى الجدال، فان الشئ اليقينى الوحيد هو ان المعادلة التى قامت عليها الصيغة التى أنشأت لبنان عام 1943 قد انهارت .. وأن بلاد الأرز تبحث من خلال هذا المخاض الصعب على معادلة جديدة للبنان جديد ينهض من خلال المظاهرات والإضرابات والمساومات السياسية، التى تنخرط فيها أصابع محلية وإقليمية ودولية كثيرة بعضها ظاهر ومعظمها تحت الطاولة!



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رجاء النقاش .. مكتشف المواهب
- رؤية بديلة للتعامل مع الجماعة »المحظورة«
- اعتذار عمارة وعذر الأوقاف
- 6 + 2 + 1 لا تساوي تسعة!
- حوار الطرشان
- خطة بوش الجديدة : كثير من اللغو المفخخ
- استراتيجية بوش المسمومة
- الملابسات حول التعديل الدستوري بين »التهويل« و »التهوين
- إنفتاح دستورى وانغلاق حزبى
- خليل كلفت
- بداية .. ونهاية
- سبحان مغير الأحوال: علاوى ومبادرته المثيرة 2-2
- سبحان مغير الأحوال: علاوى ومبادرته المثيرة!
- حكومة »ديجيتال« تستخدم أسلحة العصر الحجري
- المجتمع الأهلي.. فى إجازة
- جهاز حماية المستهلك يحتاج إلى حماية
- مطلوب سحب درجة الدكتوراة من رسالة تكفير روزاليوسف
- رسالة إلي بهاء طاهر.. ليست بعلم الوصول!
- محمد عودة .. -جامعة متنقلة-
- صراع »الإخوان«.. لا يبدأ بالحجاب.. ولا ينتهي بالميليشيات


المزيد.....




- أوباما: الولايات المتحدة -قريبة بشكل خطير- من الاستبداد
- نتنياهو: لدينا القدرة على ضرب كل المنشآت النووية الإيرانية و ...
- ترامب يُحدد المدة الزمنية قبل اتخاذ قراره بشأن التدخل العسكر ...
- من الصين وروسيا إلى باكستان.. هل تصمد تحالفات طهران أمام الح ...
- صاروخ سجيل.. ما مميزات السلاح الذي أطلقته إيران لأول مرة على ...
- ترامب لبوتين: -توسط في شؤونك الخاصة-.. ردا على عرضه التوسط ب ...
- إسرائيل وإيران: هل تتّسع دائرة التصعيد بعد الضربات الأخيرة؟ ...
- تحرك طائرة -يوم القيامة- الأمريكية
- وفق القانون الدولي - تنسيق أوروبي أكبر لمكافحة -أسطول الظل- ...
- صحة غزة: 84 شهيدا بنيران جيش الاحتلال منذ فجر اليوم


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - الرابحون والخاسرون فى اضراب لبنان