عامر عبد رسن
الحوار المتمدن-العدد: 8480 - 2025 / 9 / 29 - 16:42
المحور:
الادارة و الاقتصاد
العراق أمام فرصة تاريخية كي لا يكتفي بلعب دور المستهلك للتكنولوجيا، بل يتحول إلى مُنتِج ومركز إقليمي في الاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي.
وكما أظهرت دراسة ألمانية حديثة أن اقتصاد الإنترنت هناك سينمو بمعدل 9.7% سنوياً ليقفز من 245 مليار يورو في 2025 إلى نحو 389 مليار يورو في 2030، فإن العراق قادر – إذا أحسن استغلال الطفرة الرقمية – أن يحقق قفزة تنموية واقتصادية تعوّض عقوداً من التراجع.
هذه الطفرة تقوم على عاملين جوهريين:
1. الرقمنة الشاملة لمفاصل الدولة والقطاع الخاص، بما يشمل الإدارة، التعليم، الصحة، والطاقة.
2. التوسع في تطبيقات الذكاء الاصطناعي لتحسين الإنتاجية، وخلق نماذج أعمال مبتكرة، وجذب الاستثمارات العالمية.
لكن التجربة الألمانية تكشف لنا أيضاً مخاطر الإهمال والقصور الهيكلي.
فإذا لم يسرع العراق في:
• بناء بنية تحتية رقمية متينة (ألياف ضوئية، مراكز بيانات حديثة، شبكات اتصال آمنة وسريعة).
• تأمين طاقة كهربائية مستقرة وبأسعار تنافسية لدعم الحوسبة الضخمة وتشغيل مراكز البيانات.
• تطوير كفاءات بشرية وطنية قادرة على إدارة التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي.
فإننا سنواجه خطر هجرة القدرات الرقمية إلى الخارج، وضياع السيادة التكنولوجية، تماماً كما حذرت الدراسة من أن ألمانيا قد تفقد سيادتها الرقمية إذا لم تضاعف قدرات مراكز بياناتها.
إن التحول الرقمي ليس ترفاً للعراق، بل ضرورة سيادية–اقتصادية–تنموية.
فإذا كانت ألمانيا، برغم قوتها الاقتصادية، قلقة من فقدان قدرتها التنافسية بسبب بطء السياسات وارتفاع تكاليف الكهرباء، فكيف بنا والعراق ما زال يخطو أولى خطواته؟
الخلاصة: الذكاء الاصطناعي اليوم ليس مجرد أداة، بل هو ثروة رقمية يمكن أن تعادل في قيمتها النفط والغاز إذا استثمرناها جيداً.
العراق يستطيع أن يبدأ من حيث انتهى الآخرون، شرط أن تتبنى الدولة رؤية استراتيجية جريئة، توفر البنية التحتية والطاقة والمعرفة، وتطلق شراكات مع القطاع الخاص والجامعات والمستثمرين.
عندها فقط يمكن أن يتحول العراق من مستورد للتكنولوجيا إلى مركز إقليمي للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي .
#عامر_عبد_رسن (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟