أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عامر عبد رسن - القرار الأممي وإعادة تفعيل آلية الزناد: تحديات وفرص للعراق في المشهد الدولي الجديد














المزيد.....

القرار الأممي وإعادة تفعيل آلية الزناد: تحديات وفرص للعراق في المشهد الدولي الجديد


عامر عبد رسن

الحوار المتمدن-العدد: 8479 - 2025 / 9 / 28 - 18:46
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


أعلنت وكالات أنباء دولية أن دول الترويكا الأوروبية (ألمانيا، بريطانيا، وفرنسا) أعلنت عن إعادة تفعيل ما يُعرف بـ«آلية الزناد» بحق إيران، اعتباراً من صباح الأحد الموافق 28/9/2025، وذلك عقب انتهاء التصويت في مجلس الأمن الدولي وعدم تمديد إطار القرار الأممي رقم (2231) الصادر عام 2015 والمتعلق بإلغاء مجموعة من العقوبات المرتبطة ببرنامج إيران النووي. وعملياً تعني هذه الخطوة إعادة العمل ببنود سابقة للعقوبات الأممية التي أُلغيَت بموجب ذلك القرار.

خلفية قانونية ودولية : كان القرار رقم (2231) قد أنهى سريان ستة قرارات أممية سابقة فرضت قيوداً على طهران، وهي في مجملها تتعلق بوقف وتقييد أنشطة تخصيب اليورانيوم، وتقييد نقل التكنولوجيا الحساسة، وفرض قيود مالية ومصرفية وعسكرية، وتوسيع قوائم حظر الأسلحة وقيود الخدمات المصرفية والشحن. إعادة تفعيل «الزناد» تعيد اصطلاحاً بعضاً من هذه القرارات ذات الاطر القانونية لتطبيق عقوبات أممية على الأنشطة التي تُصنّفها دول معنية بأنها تنتهك التزامات كانت موضوع تفاهمات سابقة.
المشهد الدولي الذي واكب هذا القرار تضمن ضغوطاً سياسية من حلفاء غربيين — حسبما تذكر التقارير — على دولٍ داخل مجلس الأمن للتصويت أو الامتناع عن تمديد الإطار السابق، وما رافق ذلك من نقاشات متصلة بالخيارات الدبلوماسية والقانونية، ومدى إمكانية تصاعد هذه الخطوة نحو إجراءات أبعد تشمل تفعيل الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة كخيار مفتوح لدى بعض الأطراف.

قراءة بعيون عراقية استراتيجية للحدث
1. الواقع الإقليمي يتجه نحو ضبابية أعلى: إعادة تفعيل آليات العقوبات تزيد من وتيرة الضغوط المتبادلة بين القوى الدولية والإقليمية، وترفع من احتمالات الاحتكاك السياسي والدبلوماسي، وهو ما قد ينعكس على الأمن البحري، خطوط الإمداد، وأسواق الطاقة الإقليمية والدولية.
2. المخاطر على العراق متعددة الأبعاد: العراق، جغرافياً وسياسياً، يقع في قلب شبكة علاقات معقدة تربطه بإيران من جهة وبالفاعلين الدوليين الآخرَين من جهة ثانية.
أي توتر متصاعد بين طهران والغرب سينعكس مباشرةً على العراق عبر: ضغط على الأمن الحدودي، موجات نزوح محتملة، تأثيرات على أسعار النفط والإيرادات، وامتدادات أمنية قد تستهدف طرق الإمداد أو المصالح العراقية.
3. قاسم المصالح العراقية: الاستقرار والحياد المدروس: من منظور استراتيجي عراقي، المعيار الأول يجب أن يكون حماية السيادة الوطنية والمصالح الاقتصادية والاجتماعية للشعب العراقي.
هذا يقتضي المحافظة على سياسة خارجية متوازنة — واضحة في رفض أن يكون العراق ساحة لتصعيد خارجي أو قاعدة لعمليات عسكرية — مع الاستمرار في قنوات التواصل مع جميع الأطراف المعنية لتقليل مخاطرة التصعيد.

تفصيل القرارات الستة التي أُعيدت عملياً : تُشير الخطوة إلى إعادة العمل بالإطارات التي كانت قد فرضت منذ 2006 حتى 2010، والتي شملت: دعوات لوقف تخصيب اليورانيوم، فرض عقوبات على أنشطة نووية حساسة، قيود مالية ومصرفية، حظر لأسلحة محددة وقيود على الخدمات المصرفية والشحن، وإجراءات سفر بحق مسؤولين. إعادة هذه البنود تعيد أداة الضغط الدولي على طهران في جوانب اقتصادية وتقنية وسياسية.
توصيات سياسية واستراتيجية للعراق (ملاحظات عملية غير عسكرية)
1. الحفاظ على موقف دبلوماسي موّزن وشفاف: إعلان موقف وطني يوضح رغبة العراق في استقرار المنطقة، ويرفض أي فعل يُحوِّل أرضه إلى ساحة صراع، مع التأكيد على حق العراق في إقامة علاقات طيبة مع جيرانه كافة وفقاً لمبدأ حسن الجوار.
2. تفعيل قنوات الوساطة: العمل على تنشيط دور الوساطة العراقية مع كل الأطراف ذات الصلة — إقليمية ودولية — سواء عبر القنوات الثنائية أو عبر المنظمات الإقليمية (جامعة الدول العربية، منظمة التعاون الإسلامي) أو عبر وساطات دولية مستقلة، بهدف خفض التوتر وفتح مسارات تفاوضية.
3. تعزيز الجهوزية المدنية والاقتصادية: وضع خطط احترازية اقتصادية لحماية موارد الدولة (النفط، الإيرادات) من أي تقلبات حادة في السوق، وتأمين البدائل اللوجستية، مع حماية البنى التحتية الحيوية وإعداد آليات مبكرة للتعامل مع موجات نزوح أو أزمة إنسانية محتملة.
4. تأمين الحدود والسيادة: تشديد الجهود على ضبط الحدود ومنع تحويل الأراضي العراقية إلى مسار لعمليات عبر الحدود، مع التعاون الأمني التقني مع المجتمع الدولي لحماية السيادة ومنع أي تدهور أمني.
5. مناورة دبلوماسية مع الترويكا والولايات المتحدة: الحفاظ على حوار نشط مع دول الترويكا لشرح مخاوف العراق وضمان أن أي إجراءات دولية لا تستهدف أمن واستقرار العراق. في الوقت نفسه، إطلاع الشركاء الدوليين على مخاطر أي خيار عسكري وضرورة تجنب تبعاته الإقليمية.
6. الاستفادة من مركز العراق الجيوسياسي: يمكن للعراق أن يعرض نفسه كقناة تواصل أو منصة للحوار الإقليمي حول قضايا الأمن والاقتصاد، بشرط الحفاظ على استقلالية القرار الوطني.
7. رسائل داخلية واضحة: على الحكومة العراقية توحيد الخطاب الوطني، وشرح تبعات التطورات الدولية للمواطنين بوضوح لتفادي التوتر الاجتماعي وإدارة التوقعات بشأن الأمن والخدمات.
القرار الدولي بإعادة تفعيل آليات الضغوط على إيران يشكل تحوّلاً هاماً في المشهد الدولي ويزيد من عوامل عدم الاستقرار في المنطقة. من منظور عراقي استراتيجي، الأولوية القصوى هي حماية السيادة الوطنية، تفادي أن يتحول بلدنا إلى ساحة تصعيد، والعمل الدؤوب على مسارات دبلوماسية وسياسية تقلل من خطر الانزلاق إلى مواجهة عسكرية. السياسة العراقية المنسقة والمتزنة، التي تجمع بين الحياد الفاعل، الحوار المفتوح مع جميع الشركاء، والاستعداد المؤسسي الداخلي، هي أفضل ضمانة لدرء المخاطر والحفاظ على أمن واستقرار العراق ومواطنيه.



#عامر_عبد_رسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحالفات الجديدة في الشرق الأوسط: قراءة استراتيجية في ضوء ا ...
- العراق أمام مرحلة جديدة من الفرص النفطية والاستثمارية
- الناتو يعلن التزاماً طويل الأمد تجاه العراق: من الأمن السيبر ...
- اتفاق إيران مع الترويكا الأوروبية وتداعياته على العراق
- درع الطفل الأميركي وابتسامة الطفل العراقي: صورة متناقضة لعال ...
- أمريكا وإعادة رسم خرائط الشرق الأوسط: نظرة استقرائية في التح ...
- الدقم بوابة العراق إلى الأسواق العالمية: من تخزين النفط إلى ...
- السياحة العراقية بين الماضي الضائع والمستقبل الممكن : كيف فق ...
- شراكات استثمارية أميركية – عراقية: نحو استقرار اقتصادي وسياس ...
- توطين الصناعات الدوائية وصناعات المستلزمات الطبية في العراق: ...
- *المصارف الأميركية تعيد رسم موازين القوة… والعراق أمام فرصة ...
- القطبية الأمريكية الواحدة: برهان الحروب المعاصرة على استمرار ...
- بين سقوط الأسد وتحوّلات دروز الجولان: دروس استراتيجية للأمن ...
- من الكاش إلى الرقمنة: هل ينجح العراق في إرجاع 80% من العملة ...
- ضرورة إصلاح القطاع المالي في العراق: أولوية لتعزيز كفاءة الب ...
- إيران على أعتاب التحول: ماذا يعني ذلك لمستقبل العراق الاقتصا ...
- القطاع النفطي العراقي بين الصدارة العالمية وفرص التحول الاقت ...
- غرفةٌ واحدة، مقعدٌ واحد يتحدّث والبقية تُصغي. حين تعيد واشنط ...
- فوضى المعلومة في العراق: من يحمي الحقيقة في زمن الشائعات؟
- من الممارسات التقليدية إلى الثورة المالية: إصلاح القطاع المص ...


المزيد.....




- فيديو منسوب إلى -أسطول الصمود العالمي-.. هذه حقيقته
- هل ماتت فكرة التطبيع بعد ما فعلته إسرائيل في سوريا؟ شاهد كيف ...
- الصين تدشّن أعلى جسر في العالم بارتفاع 625 متراً
- فاديفول يتوجه إلى وارسو لبحث الاستفزازات الروسية ودعم أوكران ...
- لماذا انتخابات مولدافيا -حاسمة- لروسيا وأوروبا؟
- اجتماع مرتقب بين نتانياهو وترامب الاثنين فيما تواجه إسرائيل ...
- الشيباني: سوريا لا تمثل تهديدا لأحد بما في ذلك إسرائيل
- شاهد مدمر الهواتف يكشف سر -آيفون إير-
- ما الذي أكدته مشاهد القسام الخاصة بعملية خان يونس؟ خبير يُجي ...
- مفاوضات إنهاء حرب غزة في -مراحلها النهائية-.. اتفاق وشيك أم ...


المزيد.....

- النظام الإقليمي العربي المعاصر أمام تحديات الانكشاف والسقوط / محمد مراد
- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عامر عبد رسن - القرار الأممي وإعادة تفعيل آلية الزناد: تحديات وفرص للعراق في المشهد الدولي الجديد