أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عماد عبد اللطيف سالم - الاقتصاد والتنمية والديموقراطية الانتخابية في العراق (2003-2025)















المزيد.....

الاقتصاد والتنمية والديموقراطية الانتخابية في العراق (2003-2025)


عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث

(Imad A.salim)


الحوار المتمدن-العدد: 8476 - 2025 / 9 / 25 - 11:49
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


"الديموقراطيةُ العراقيّة" بنسختها "الانتِخابيّة" لا تسمَح(ولن تسمَح) بتحلُّل وتفكُّك وتفسُّخ النظام السياسي والاقتصادي"القديم" ليَحِلّ محلّه نظام سياسي واقتصادي "جديد".
"الديموقراطيّة العراقية" هي جزءٌ رئيس في منظومات "النسَق المُغلَق" التي تسمَح ببقاء "النظام القديم" لأطولِ مُدّةٍ ممكنة، من خلال "إعاقة" صعود قوى جديدة قادِرة على "الإزاحة" اللازمة (الضروريّة والكافية) لبناءِ "نظامٍ جديد".
ومن أهم "مُخرجات" هذا النسَق السياسي المُغلَق هو "تفريخ" حكومات متعاقِبة للا تتكامَل أو تتّسِق مع بعضها البعض(منهجيّاً وإجرائيّاً وفكراً ورؤية)، مع أنّها نتاجٌ لـ "النسَقِ السياسيّ" ذاته.. وبالتالي فإنّ هذه الحكومات غير قادرة على انجاز "عملية" للتنمية قائمة على الشمول والاستدامِة، ولا على بناء مصالح "وطنيّة- سياديّة –عُليا" عابِرة للإثنيات، و نابِذة لـ "التَخادُمات"، ومُستَقِلّة عن المصالح الضيّقة للتحالفات و"المُكوِّنات".
وهناكَ مُفارقة حَزينة أخرى تتعلّق بـ "مصير" عمليّة التنمية، وعلاقة هذه "العمليّة" بنتائج الانتخابات في العراق.
فهذه "العمليّة" الطويلة والصعبة والتدرُّجيّة – التراكميّة(طويلة الأجل وباهظة التكاليف على أكثر من صعيد) لا يمكن الإيفاء بمتطلبّاتها واشتراطاتها من خلال "الاستعراضات"، ولا تمويل برامجها ومشاريعها (قصيرة الأجل) من خلال "مكرمات" الحكومات و"اتاوات" المافيات.
الانتخابات في العراق تتمّ كل أربع سنوات، ومع كلّ "دورة نيابيّة" جديدة يأتي رئيس وزراء جديد، بـ "طاقم" وزاري جديد.. ورئيس مجلس الوزراء هذا ليس شرطاً أن يكون من "الفائزين" في الانتخابات، بل قد يكونُ من "الخاسرين".. وحتّى "الفائز" لن يكونَ بإمكانهِ (من خلال النسق السياسي المُغلَق الذي يتحكّم به وبسياساته وقراراته) أن يكسِرَ "الحلقة المُفرَغة" للتخلُّف والفساد مُتعدّد الأبعاد.. والوزراء الذين يرأس مجلسهم (وبالذات المعنيّونَ منهم بالشأن الاقتصادي) لا يعرفونَ ما الذي فعلهُ "أسلافهم" بالضبط، ولا من أين ابتدأوا وإلى أينَ انتَهوا.. وهكذا، وسَيراً على هُدى الآيةِ الكريمة "كُلَّمَا دَخَلَت أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُختَهَا".. بوسعكَ أن تقرأَ على "الاستِدامةِ" السلام.
واذا أردتم أمثلةً على أنّ لا شيء من سياسات ومشاريع الاصلاح والتنمية في العراق قابل للتنفيذ والاستكمال والتراكُم والاستدامة( بفعل نمط ادارة "النسق السياسي المغلق" للشأن الاقتصادي، وبغضّ النظر عن تقييم المختصّين لواقعية ومدى جدوى هذه "المشاريع" والسياسات والخُطط (على المدى البعيد)، فإنّ بوسعنا ذِكر "وقائع" من "التاريخ الاقتصادي" القريب، والقريب جدّاً في العراق، وكما يأتي:
- لم يتمكّن السيد نوري المالكي( حتّى وهو رئيس لمجلس الوزراء) من تمرير "قانون البنى التحتية" في مجلس النواب(وهو القانون الذي كان المالكي يعتقِد أنّهُ "لو شُرِّع لحقّقَ للعراق طفرة اقتصادية وتجارية" هائلة)، وعندما لم يتمّ تكليفه بولاية ثالثة(رغم فوزه في الانتخابات) تم "تغييب" هذا القانون تماماً.
- بعد السيد المالكي لم يتمكّن السيّدان حيدر العبادي وعادل عبد المهدي من تنفيذ الأهداف الرئيسة لخطة التنمية الوطنية 2018-2022(مع أنّ الأوّل قد "أقرّ" هذه الخطة في مجلس الوزراء، بينما اعتمدها الثاني كمصدر رئيس لـ "برنامجه الحكومي").. وبعدهما تم ركن هذه الخطة على الرفّ.
- لم يتمكّن رئيس مجلس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي، و وزير المالية السابق علي عبد الأمير علاّوي من تطبيق الخطوط الرئيسة "للورقة البيضاء" على أرض الواقع، وبـعد "رحيلهما" عن "سدّة الحُكم" تحولّت "الورقة البيضاء إلى "شتيمة" مُقذِعة، والقرار الوحيد (الذي كان صحيحاً في حينه، على الأقل من حيث مبرّراته المنطقية، وهو تخفيض قيمة الدينار مقابل الدولار) تمّ الغاؤه بـ "خِفَّة شعبويّة" استعراضيّة، غير مدروسة، بمجرّد تكليف السيد السوداني برئاسة مجلس الوزراء.
- عندما استلم السيّد السوداني رئاسة السلطة التنفيذية، حوّلَ "البرنامج الحكومي" الخاص به إلى "خطّة للتنمية"، وتجاهلَ تماماً خُطة التنمية الوطنية 2024-2028، وكرّسَ موارد وتخصيصات الموازنة العامة للدولة لخدمة "مشروعات" هذا "البرنامج الحكومي"، وقام بإعداد "موازنة -ثلاثيّة" تتضمّن "انفاقاً عامّاً" هائلاً، ومع ذلك حظيت هذه "الموازنة" بموافقة مجلس النواب(وهو أمرٌ يحدث لأوّل مرّة في التاريخ المالي للعراق).. لا بل أنّ السيّد السوداني(ولم يتبَقّ لهُ سوى أشهر قليلة في رئاسة مجلس الوزراء) قد وجّهَ في نهاية آب 2025 بأن تقوم "اللجنة الوطنيّة العليا للاستراتيجيات في العراق" بالمباشرة في استكمال تنفيذ متطلبات "الرؤية الوطنية الشاملة طويلة الأمد"، تحتَ شِعار: (العراق 2050 – نحو التنميّة والمستقبل)، والتي يُفتَرَض بها أن"تُمهِّد لتحوّل استراتيجي في منظومة الدولة العراقية على مختلف الصعد التنموية، والاقتصادية، والإدارية، والتقانة الرقمية والذكاء الاصطناعي"!!
ولو تمّ تكليف بديل عن السيّد السوداني بعد الانتخابات القادمة، فسوفَ تحوّلُ "المُجسَّرات" إلى "نُكتة"، ولن يجد "طريق التنمية" من يسيرُ في "شوارعهِ" العريضةِ والطويلةِ، على امتداد المسافةِ بين "الفاو" و "فايدة".
أمّا "الرؤية الوطنية الشاملة طويلة الأمد"(العراق 2050).. فنحنُ الآنَ يا دولة رئيس مجلس الوزراء نعيشُ معك في أواخر عام 2025 على وَقع أزمات اقتصاديّة- ماليّة مريرة غير قابلة للحلّ على المدى القصير.. أمّا في عام 2050، فإنّنا، كُلّنا، سنكونُ "موتى في الأجل الطويل"(كما قال استاذنا الاقتصادي العظيم "جون مينارد كينز" قبل مائةِ عامٍ من الآن).. ونتمنى ألاّ يكونَ العراقُ "ميّتاً" مثلنا.. في ذلكَ الأجلِ الطويل.

(لمن يرغَب بمزيدٍ من التفاصيل، يمكِن له قراءة المقال الرئيس، وهو بعنوان "الاقتصاد والتنمية والديموقراطية والنسَق السياسي المُغلَق في العراق"، المنشور في موقع الحوار المتمدّن- العدد 8475 في 24-9-2025.. والموجود على الرابط في أدناه):
https://m.ahewar.org/s.asp?aid=886484&r=0&cid=0&u=&i=2402&q=



#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)       Imad_A.salim#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاقتصاد والتنمية والديموقراطية والنسَق السياسي المُغلَق في ...
- الظاهرة الصوتيّة وظاهرة العقل والقوّة بين العرب وإسرائيل
- عن العوراتِ وسِترِ العوراتِ في الدُوَلِ العارية
- مباديءُ الاقتصاد السياسي للعُشّاقِ المُبتدِئين
- التقاعُد والمُتقاعِدون والرواتب التقاعدية في العراق: بيانات ...
- معارك شوارع و أحياء السعادة في العراق السعيد
- العراق 2025: مؤشرات وبيانات اقتصادية ومالية رئيسة
- شُمَّر بخير.. ولا يعوزها شيء
- حساباتُ الحقل وحساباتُ البيدَر في العراق
- اعتباراً مِنَ الغَدّ.. مِنَ الغَدّ
- الدِيّةُ والجِزيّةُ والمواطِن والمال السائب في العراق
- المُدونّات المذهبيّة للأحوال الشخصيّة ومُدوّنات النظام السيا ...
- دونَ انتظارٍ لشيء.. دونَ رسالةٍ في البريد
- إلى هذهِ اللحظة.. إلى هذهِ اللحظة
- كيف تُفلِسُ الأمم وكيفَ يُمكِن أن يَفلَسَ العراق؟
- آمال ومصائر الأُمّة العراقيّة وآمال ومصائر غيرها من الأُمم
- ما حدثَ في لبنانِ يوماً.. وما قد يحدُثُ في العراق
- تقييم العراق ودول أخرى في تقرير الحرية العالمي 2025
- العراقُ الرهينة.. والعراقيّونَ الرهائن
- استعراضات وكرنفالات اللحظات الأخيرة في عمل الحكومات في العرا ...


المزيد.....




- إيقاف الزيادة السنوية في إيجارات العقارات داخل مدينة الرياض ...
- وزارة الاقتصاد الفلسطينية: إغلاق معبر الكرامة له تداعيات جسي ...
- أبرز 7 اقتصادات كبرى تعترف بفلسطين
- وزارة الاقتصاد الفلسطينية: إغلاق معبر الكرامة يشل التجارة
- أبرز 7 اقتصادات كبرى تعترف بفلسطين.. ما حجم تجارتها مع إسرائ ...
- -بي واي دي- تواصل التفوق على تسلا في أوروبا
- مجموعة السبع تدرس وضع حد أدنى لأسعار المعادن النادرة لمواجهة ...
- الصين وأوروبا تؤكدان تعاونهما لمواجهة رسوم ترامب
- إحباط الكرة الذهبية.. كيف خذل الصوت الإفريقي محمد صلاح؟
- الفيدرالي على حبل مشدود أمام أولويات متداخلة


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عماد عبد اللطيف سالم - الاقتصاد والتنمية والديموقراطية الانتخابية في العراق (2003-2025)