أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - احمد صالح سلوم - عشرين تريليون أو المشنقة... والمقاومة تضحك أخيراً!















المزيد.....

عشرين تريليون أو المشنقة... والمقاومة تضحك أخيراً!


احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية

(Ahmad Saloum)


الحوار المتمدن-العدد: 8475 - 2025 / 9 / 24 - 09:57
المحور: كتابات ساخرة
    


في عالمٍ يرقص فيه غرب اسيا على إيقاع تصريحات توم باراك النارية وخطابات نتنياهو المتغطرسة، يبدو أن المسرح السياسي قد تحول إلى كوميديا سوداء، حيث الجميع يبحث عن كرسي في لعبة الكراسي الموسيقية، لكن الكراسي الوحيدة محجوزة لإسرائيل! وسط هذا العرض الهزلي، تبرز "محميات الخليج" وتركيا أردوغان كنجومٍ كوميديين، يظنون أن بإمكانهم شراء الحماية ببترودولاراتهم، بينما محور المقاومة – اليمن، حزب الله، غزة، والحشد الشعبي – يقف شامخاً، يفهم أن السياسة ليست سوى موازين قوى، وليست تذكرة درجة أولى تشترى من واشنطن. دعونا نغوص في هذه السخرية ، حيث نضحك على جبن "المحميات" ونصفق لدهاء المقاومة!

تخيّلوا المشهد: توم باراك، المبعوث الأمريكي الذي يحمل في جيبه خريطة غرب اسيا الجديدة، يقف أمام قادة الخليج كمعلمٍ صارم في مدرسة داخلية، ويصيح: "أنتم لستم حلفاء! أنتم مجرد ديكور في مسرحية إسرائيل!" بينما نتنياهو يجلس في الصف الأول، يرسم خطوطاً حمراء تمتد من الفرات إلى النيل، بل ربما إلى القمر إذا سمحت له وكالة ناسا! وفي الزاوية، يجلس أردوغان، تميم، محمد بن سلمان، ومحمد بن زايد، ينظرون إلى بعضهم بعيونٍ مندهشة كأطفالٍ اكتشفوا أن الحلوى في الحفلة قد نُهبت. هؤلاء "الأبطال"، الذين ظنوا أن بإمكانهم شراء الحماية الأمريكية بصفقات نفط وغاز، اكتشفوا فجأة أن الحليف الوحيد لواشنطن هو إسرائيل، التي لا تعترف حتى بسايكس بيكو، بل تريد تحويل المنطقة إلى "إسرائيل الكبرى"، دون أن تدفع عمولة واحدة لآل سعود أو آل ثاني!

لكن دعونا نضحك أكثر على هذا المشهد: دول الخليج، التي وقّعت على اتفاقيات إبراهيم كأنها تشتري عضوية في نادٍ حصري، اكتشفت أن التذكرة مزيفة! استطلاعات الرأي التي أجراها معهد واشنطن تكشف الحقيقة المرة: في البحرين، كان 45% من الشعب يهتفون بحماس للاتفاقيات عام 2020، لكن بحلول 2022، انخفض هذا الحماس إلى 20%. وفي الإمارات، تحولت الأغلبية من مؤيدين إلى معارضين بنسبة تجاوزت الثلثين! حتى المغاربة، الذين حاولوا ركوب الموجة، اكتشفوا أن 31% فقط منهم يؤيدون التطبيع. يبدو أن شعوب الخليج أدركت أن التطبيع ليس سوى صفقة عقارية لصالح إسرائيل، بينما هم يدفعون الفاتورة ويتلقون صفعة من باراك: "أنتم لستم حلفاء، بل مجرد تمويل لأحلام نتنياهو!"

في المقابل، يبرز محور المقاومة كاللاعب الذكي الذي يفهم قواعد اللعبة. اليمن، حزب الله، غزة، والحشد الشعبي لا يراهنون على وعود واشنطن الكاذبة أو صفقات الخليج المتهافتة. هم يعلمون أن السياسة هي موازين قوى، لا شيكات تُكتب بأصفار طويلة. عندما يتحدث نتنياهو عن "إسرائيل الكبرى"، ويتباهى بأهدافه التوسعية من طاجيكستان إلى نيجيريا، لا يهرع المقاومون إلى طاولة المفاوضات ليوقّعوا اتفاقيات هزيلة. بدلاً من ذلك، يصنعون صواريخ ويبنون استراتيجيات، لأنهم يعلمون أن الحرب ليست لعبة دبلوماسية، بل اختبارٌ للإرادة والقدرة. وهنا تأتي الضحكة الكبرى: بينما يتوسل الخليج وأردوغان حماية أمريكية، يقف محور المقاومة شامخاً، يقول: "لا حاجة لشيكاتكم، نحن نصنع مصيرنا بأيدينا!"

والآن، دعونا نصل إلى الاقتراح "السخي" الذي اطالب به من باب السخرية : عشرين تريليون دولار من "محميات الخليج" وتركيا "الجبانة" لإعادة إيران، حزب الله، والجيش العربي السوري إلى سوريا، ولإعدام الجولاني وعصاباته الداعشية والإخوانية. لماذا؟ لأن هذا هو الثمن الذي سيمنع نتنياهو من القفز فوق عواصم الخليج كلاعب باركور، يحمل في يده قنبلة وفي الأخرى خريطة جديدة للمنطقة. وإذا لم يدفعوا؟ حسناً، الحبل جاهز، والمشنقة تنتظر تميم، محمد بن سلمان، محمد بن زايد، وأردوغان، الذين – بحسب السيناريو – لم يدركوا بعد أن بشار الأسد - بصفته وريث مدرسة الأسد الاول الذي اعترف كيسنجر ، أن الشيب الذي غزى رأسه ، سببه هذا الأسد العنيد و الدموي ، والذي يجيد الشطرنج ـ عندما غادر دمشق، ترك لهم هدية: حبل مشنقة مصنوع خصيصاً لهم، مزيّن بعبارة "صنع في سوريا"!

لكن دعونا نضحك أكثر على هؤلاء "الأبطال" الذين يراهنون على حلفاء وهميين. الخليج يظن أن الهند، التي يسميها البعض "كامارات العهر" لآل نهيان، ستحميهم. يا للسخرية! الهند التي اكتشفت أن حمايتها تأتي من الصين، وليس من أحلام اليقظة الخليجية! وباكستان؟ آه، يا باكستان، التي يحاول البعض استخدامها كورقة ضد اليمن، هل نسيتم أنها تدرك أن العدو الصهيوني هو عدوها أيضاً؟ تصريحات نتنياهو واضحة: من الفرات إلى النيل، ومن طاجيكستان إلى نيجيريا، الجميع في مرمى أحلامه التوسعية. بل إنه يتحدى روسيا والصين أيضاً، وكأنه يقول: "أنا نتنياهو، وأنا الملك الذي لا يُقهر!" لكن المقاومة، بذكائها الاستراتيجي، تعلم أن الملوك يسقطون عندما تتغير موازين القوى، وهي تعمل ليل نهار لتغيير هذه الموازين.

في هذا العرض الساخر، يبدو الخليج وأردوغان كضحايا مثاليين: يدفعون المال، يوقّعون الاتفاقيات، يحلمون بالحماية الأمريكية، ثم يكتشفون أن الحليف الوحيد لواشنطن هو إسرائيل، التي لا تحتاج إلى دفع عمولات بذخ لآل سعود، آل ثاني، أو آل نهيان. لماذا؟ لأنها، بحسب منطق نتنياهو، تستطيع سرقة النفط والغاز مباشرة، دون وسطاء! بينما يجلس قادة الخليج في صالة الانتظار، يحملون تذكرة منتهية الصلاحية، يقف محور المقاومة في قلب المعركة، يصنع التاريخ بصواريخه وإرادته. تخيّلوا المشهد: صنعاء تتلقى شيكاً وهمياً بقيمة عشرين تريليون، لكنها لا تحتاجه! الحوثيون يطاردون الجولاني وعصاباته في شوارع دمشق، بينما حزب الله يقود عملية عسكرية بمؤثرات صوتية وبصرية تستحق جائزة أوسكار، وغزة تقاوم ببسالة، والحشد الشعبي يرسم خططاً استراتيجية كأنها لوحة فنية.

لكن دعونا نضحك أكثر على جبن "المحميات". أردوغان، الذي يحلم بإحياء الإمبراطورية العثمانية، يجد نفسه في موقفٍ لا يُحسد عليه: يصرخ ضد إسرائيل في خطاباته النارية، لكنه يتردد في مواجهتها مباشرة. تميم، الذي يظن أن قناة الجزيرة ستحميه، يكتشف أن الكاميرات لا توقف الصواريخ. محمد بن سلمان، الذي يراهن على صفقات السلاح الأمريكية، ينسى أن هذه الأسلحة تأتي مع شروط: "ادفع، ولا تسأل!" ومحمد بن زايد، الذي يحلم بأن يكون "الفتى الذهبي" للغرب، يكتشف أن الغرب يفضل إسرائيل، لأنها، بحسب باراك، "الحليف المحبب" مهما فعلت. ولكن إذا استمر محور المقاومة ، برفع كلفة بقاء الكيان الصهيوني ، فإن اسياده من الاحتكارات المالية الغربية ، سيمزقونه اربا اربا ، فلا شيء مقدس عندهم ، الا الإله الاوحد لهم ، وهو الربح ..لهذا تشتغل صواريخ صنعاء وإيران ومقاومة الجنوب اللبناني وغزة ، وفق هذه المعاملة الألماسية ، بصبر وبدأب و بتضحيات غالية ، قادة وأطفال وعزل ومقاومين ، و هذه التضحيات المباركة ، تتحول في شوارع العالم ، إلى تغيير جذري قريب في هيكل السلطة بالغرب نفسه ..

في المقابل، محور المقاومة يلعب اللعبة بذكاء. إيران تعلم أن الحرب ليست مجرد تصريحات، بل استراتيجيات طويلة الأمد. حزب الله، الذي رفض نزع سلاحه رغم ضغوط إسرائيل، يثبت أنه اللاعب الذي لا يمكن تجاهله. اليمن، رغم الحصار، يوجه ضربات دقيقة تُرعب الكيان و "المحميات". وغزة، بصمودها الأسطوري، تثبت أن الإرادة أقوى من الدبابات. هؤلاء لا ينتظرون شيكات من الخليج، ولا يراهنون على وعود أمريكية. إنهم يصنعون موازين القوى بأنفسهم، وهذا ما يجعلهم يضحكون أخيراً في هذه الكوميديا السوداء.

تصريحات باراك في برنامج "أون ذا ريكورد" تكشف الحقيقة: "السلام؟ هذا وهم!" يقولها بكل وضوح، وكأنه يخبر الخليج وأردوغان: "استمتعوا بالعرض، لكن لا تنتظروا نهاية سعيدة." وفي الوقت الذي يتباهى فيه نتنياهو بأحلامه التوسعية، ويؤكد أن "إسرائيل الكبرى" هي هدفه، يبدو الخليج وتركيا كأطفالٍ يلعبون في ملعب الكبار، بينما المقاومة هي الوحيدة التي تملك خريطة اللعبة. السؤال الحقيقي هو: ماذا تملك "المحميات" لمواجهة هذا السيناريو؟ تحالفات عسكرية مع باكستان؟ حسنٌ، لكن باكستان ليست لعبة شطرنج يمكن استخدامها ضد اليمن. اقتصاد قوي؟ ربما، لكن النفط والغاز لن يحميا من صواريخ نتنياهو. أما الثقة بالولايات المتحدة، فقد أوضح باراك أنها وهم، تماماً كما السلام في غرب آسيا



#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)       Ahmad_Saloum#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أردوغان وترامب: مسرحية الصداقة التجارية بطعم الإبادة
- تفكيك الإنسان في الأدب: قراءة في -سلاسل العقل، أغلال القلب-
- بولندا ترقص على حبل المصالح: من بروكسل إلى بكين
- وعد بلفور يعود بموسيقى تصويرية جديدة..
- مسرحية -عاصفة الاستقلال-
- مسرحية - في معابد الإله الاعظم دولار-
- مسرحية: -عباءة الطابور الخامس-..كوميديا
- مسرحية: الحقيقة تتألق بين الانقاض..-Veritas in Ruinas-
- مسرحية -إمبراطورية التكفير-
- مسرحية -جعجعة كابريه-
- خيبة التريليونات: من خردة الغرب إلى دروع الشرق
- الضربة الصهيونية لمحمية قطر وسياقات الصراع الإقليمي
- مقدمة لمسرحية : شايلوك يحلم بريفييرا غزة : وحشية الطمع الاست ...
- مسرحية: شايلوك يحلم بريفييرا غزة
- رواية : شجرة الكرز الحزين
- رواية : امواج الحقيقة الهادرة
- رواية : لمن ترفع اليافطة !
- رواية : نبوءة الرياح في شوارع شيكاغو
- تحالف الإرهاب والمال والنفوذ الصهيوني في قلب فرنسا
- نهاية عصر لوبيات الصهاينة


المزيد.....




- -السينما الغامرة-.. كيف يعيد الذكاء الاصطناعي رسم تجربة المش ...
- رحيل أيقونة السينما الإيطالية كلوديا كاردينالي عن 87 عاماً
- صور لغزة في معرض بمدريد لـ-إيقاظ الضمائر-
- عرض كتاب.. الاعتداءات الإسرائيلية على الأحياء والقرى والبلدا ...
- برعاية وزارة الثقافة .. بلدية البيرة تنظم معرض -حروف تجوب ال ...
- قصائد تحتفي بأمجد ناصر وتعاين جرح غزة
- -أجمل إيطالية في تونس-... وفاة أيقونة السينما كلوديا كاردينا ...
- -علي بابا- تطلق أكبر نماذجها اللغوية للذكاء الاصطناعي
- -صدى الأبدية-.. رواية تجمع بين الواقع والخيال للتحذير من هيم ...
- الأخلاق في عصر التفاهة.. حين تصبح القيم محض شعارات


المزيد.....

- صديقي الذي صار عنزة / د. خالد زغريت
- حرف العين الذي فقأ عيني / د. خالد زغريت
- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - احمد صالح سلوم - عشرين تريليون أو المشنقة... والمقاومة تضحك أخيراً!