أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم عبدالله - على تخوم الغياب، يبكي الوطن














المزيد.....

على تخوم الغياب، يبكي الوطن


كريم عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 8474 - 2025 / 9 / 23 - 14:12
المحور: الادب والفن
    


يا للغيمِ، كيفَ يُطفئُ آخرَ قنديلٍ في دروبِ العائدين , وكيفَ للريحِ أن تحفظَ أسماءَ الذين رحلوا، دونَ أنْ تَخلَعَ جلدَ الذاكرة؟ في مساءٍ مهجورٍ من نبوءاتِ الوجع، ولدنا لاجئينَ من خاصرةِ الأرض، نحملُ على ظهورِنا وطنًا مكسورَ الضلوع، ونمشي كأننا سُلالةُ الأسئلةِ، لا أحدَ يُجيب.
---
في الخيامِ، تنمو الأحلامُ على عِكازِ الانتظار، ويغزلُ الأطفالُ نجومًا من طحينِ الحنين، تحتَ سماءٍ لا تعرفُ أسماءَهم. تقولُ الأمُّ: أين ينامُ قلبي؟ حينَ كلّ طفلٍ لي أصبحَ قارةً منفصلة، وصوتي لا يبلُغُ أعتابَ السماءِ؟ من يُعيدُ لي وجوهَهم قبل أنْ تأكلَها صورُ الهويات؟ وتبكي.
---
الأبُ، سقْفُهُ حنينٌ مُثقّب، وصدرُهُ خريطةٌ مُلغّمة بمدنٍ عبرها دونَ أنْ يراها، يحملُ عمرَه في حقيبةٍ رماديّة، ويقول: لقد تأخّرتُ كثيرًا عن حضنِ البيت، حتى صارَ الزمنُ كلّهُ مَعبرًا لا يُفتح، وكلُّ الجهاتِ حدودًا تبصقُنا.
---
أيُّ جدارٍ هذا الذي فُرِضَ بيننا؟ جدارٌ من تهجيرٍ، من لهاثِ الشظايا، من حقائبَ لا تُطوى، من مطاراتٍ تُطفئُ أملَ العيون، من خرائطَ هجرتْ أسماءَ مدنِنا واستبدلتها بترقيمٍ مُمِلٍّ يُناسبُ طُغيانَ النسيان؟
---
نُفتّشُ في وجوهِ المارّين عن شبهٍ لأبٍ كانَ يزرعُ القمحَ في الحناجر، لأمٍ كانتْ تُرضِعُ الشوقَ مع الحليب، لأخٍ لم يعرفِ الوداعَ إلّا حينَ شقّتْهُ الحدود. لكن لا أحد يُشبهُ أحدًا ولا أحدَ يُعيدُ أحدًا إلّا الله.
---
يا ربّ، أعدْ لنا أوطانَنا التي نحبّ، أعدْ لنا أحلامَنا التي شاختْ في العراء، أعدْ لنا أطفالَنا الذين كبروا بلا ملامح، وأمهاتٍ فقدنَ أسماءَ الندى، وأبناءً تاهوا في خرائطَ من لهب، اجعلْ من يدِك المعجزةَ التي لمْ تُخلَق بعد، واكسرْ جدارَ التهجيرِ العظيم، فما عادَ في القلبِ مساحةٌ أخرى للرحيل.
---
نحنُ العائدونَ إلى اللاعودة، الراحلونَ عن ظلالِ البيوت، المصلوبونَ على أسلاكِ الحدود، نكتبُ أسماءَنا على جدرانِ المجهول، وننتظرُ … أن يُطلّ الفجرُ من عينِ الله.



#كريم_عبدالله (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في اسمِها... يُصلبُ الكوكب
- حين رحل ساعي البريد
- تحت شجرة التين
- عندما يسيطر العسكر على البلاد
- إذا سرقتني الحرب، فأنتِ وريثتي
- بيوتٌ من غبار الذاكرة
- قراءة نقدية لنصّ الشاعرة : كلثوم البوركي – المغرب . بقلم : ك ...
- يأتون من بعيد... الهاربون من الجحيم
- قراءة صوفية تأويلية في قصيدة : عاهدتُكَ ألّا أُشْرِكَ بملائك ...
- قراءة صوفية في قصيدة : فتافیت من أحضان ديسمبر – للشاعر ...
- على درب الحُب الضائع
- قراءة نقدية لنص -في خلايا عقولكم أوجد- وفق نظرية ماسلو- بقلم ...
- شكوكٌ تزرعها في قلبي
- الحب.. بين الصمت واللغة: تأملات في مستحيل التعريف قراءة نقدي ...
- قراءة تأويلية في قصيدة : قنّاصة النّور – للشاعرة : جميلة مزر ...
- أَيَّتُهَا الضَّوْءُ الَّذِي لَا يَغِيبُ
- أنين الذاكرة: حين يتحول الحب إلى قيود قراءة نقدية في قصيدة : ...
- قراءة نقدية تأويلية في قصيدة : فوق سابع عشق – للشاعرة : يسرا ...
- قراءة نقدية في قصيدة: -في انهاركِ يتلاطمُ الغيم- – للشاعر ال ...
- قراءة نقدية تأويلية في قصيدة : نيسان الرحيل – للشاعرة : آمال ...


المزيد.....




- -صدى الأبدية-.. رواية تجمع بين الواقع والخيال للتحذير من هيم ...
- الأخلاق في عصر التفاهة.. حين تصبح القيم محض شعارات
- الطيّب صالح: سحر السرد وجرح الغياب
- مو... الفكرة والفعل كما يرويها أحمد خالد
- الشعر المنثور... إسفينٌ في جسد الشعر!
- كيف تحولت أفلام الرعب الأميركية من صرخات مفزعة إلى نقد اجتما ...
- -عزنا بطبعنا-.. أغانٍ جديدة وحفلات بمناسبة اليوم الوطني السع ...
- قاموس للصم.. مبادرة قطرية لشرح العبادات والمعاملات بلغة الإش ...
- من ساند كريك إلى غزة.. أميركا وثقافة الإبادة الجماعية
- برنامج الكوميدي جيمي كيميل يعود للبث من جديد بعد أيام من الإ ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم عبدالله - على تخوم الغياب، يبكي الوطن