أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم عبدالله - الحب.. بين الصمت واللغة: تأملات في مستحيل التعريف قراءة نقدية في فلسفة نصّ : الحب – للشاعرة - آمال زكريا – الجزائر . بقلم : كريم عبدالله – العراق . الحب















المزيد.....

الحب.. بين الصمت واللغة: تأملات في مستحيل التعريف قراءة نقدية في فلسفة نصّ : الحب – للشاعرة - آمال زكريا – الجزائر . بقلم : كريم عبدالله – العراق . الحب


كريم عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 8355 - 2025 / 5 / 27 - 14:55
المحور: الادب والفن
    


الحب.. بين الصمت واللغة: تأملات في مستحيل التعريف
قراءة نقدية في فلسفة نصّ : الحب – للشاعرة - آمال زكريا – الجزائر .
بقلم : كريم عبدالله – العراق .
الحب
آمال زكريا
إلى من يتفلسف في قدسية الحب و يضعه على منصة الحوار!
يا من يتخذ من سره مكونا كيميائيا لتجارب على أراضي الحروب، ألغاما تحت خطى المكفوفين!
الحب ذاك الأخرس الناطق بلغة الصمت
ذاك العذب الزلال ،العذاب المبتغى
ذاك الاستثناء المستثنى
له تعريف! ابدا....
هو ما أشعر به و افتقر سرده ، براحتي أمسٍد القصيد فينساب بين أصابعي حمما
الحب يهطل دون بروق و رعود
بدهشة الافواه ندمن ريّه
تصلي السماء على خضرة المر وج
هل الورد يغادر العبق!
والنسغ الشجر!

هو التقاسيم المشدودة العهود على طول الحياة

هو ذاك الذهول على وجه ألياصابات (زوجة زكريا) حين بشرّت بيحي!
هو ذاك الوجع اللذيذ
بشفرة الحلاقة يتفنن القتل و نشتهي موته
كل ما قيل ويقال بحضوره...
تٌطوى الصحف و تٌسكب اكواب الألم
بنظرة يتلعثم الفيلسوف و يسبح في شرايينه بنظرية ابتكرها من بحر لا ضفاف له ولا قواعد
*الحب روح بعناق روحين للأبد *
الحب الذي هو قابل للهزيمة و النسيان لم يكن إلا عابر قلب لمحطة بلا تعداد ..
الحب سيف بتار لكل عقيدة و قانون
إنه المعنى و الجوهر في زمن نضب فيه حليب الوفاء....
الحب وليد بحضن الأمومة بعد عقم و
انتظار.....
من لم يتنفسه بعمق كيف له أن يخوض فلسفته!
القراءة النقدية :
مقدمة:
يعدّ النص الشعري "الحب" للشاعرة الجزائرية آمال زكريا أحد النصوص التي تحاول فهم الحب بعيدًا عن المعايير الفلسفية التقليدية، وتقدمه بوصفه حالة شعورية معقدة لا يمكن اختزالها في تعريف ثابت. يتجاوز النص المحاولة المباشرة في وصف الحب، ويصوّره كظاهرة لا يمكن للفلسفة أو العلم التنبؤ بها أو تفسيرها تمامًا. في هذا السياق، تقدم الشاعرة الحب باعتباره تجربة شعورية غير قابلة للإدراك في إطار مصطلحات جامدة أو محايدة، بل هو فوضى من المعاني المتناقضة، هو صمتٌ صارخٌ، وجمالٌ قاسٍ، وجروحٌ لذيذة. تتجلى هذه المفاهيم عبر أسلوب شعري خصب يمتزج فيه التأمل الفلسفي مع اللغة العاطفية الغنية.
1. الحب بين الصمت واللغة:
في السطر الأول من النص، توجه الشاعرة نقدًا حادًا للمفكرين والفلاسفة الذين يحاولون تأطير الحب وتعريفه بشكل دقيق، حيث تقول:
“إلى من يتفلسف في قدسية الحب ويضعه على منصة الحوار!”
تُظهر هذه العبارة أن الشاعرة ترى في الحب حالة تخرج عن قدرة العقل البشري على التحليل والتنظير، إذ يصعب تجسيد الحب في إطار فلسفي بحت، ويجب تحريكه بعيدًا عن التجريد العقلي. تضع الشاعرة أمام القارئ تحديًا مفهوميًا عبر التأكيد على أن الحب "له تعريف! أبداً"، حيث تشير بذلك إلى استحالة أن يكون له تعريف قاطع أو ثابت، لأنه كحالة شعورية يتسع في مختلف الأبعاد النفسية والوجودية.
الحب "ذلك الأخرس الناطق بلغة الصمت"، كما تقول الشاعرة، هو حالة من التضاد: قد يظن البعض أن الصمت هو غياب للغة أو معنى، لكن في الحقيقة، الصمت قد يكون أحيانًا أبلغ من الكلام، ويعبر عن دلالات أكثر عمقًا، كما لو أن الحب يتحدث بلغة لا تحتاج إلى كلمات. وهذا يشير إلى فكرة أن الحب ليس مجرد سلسلة من التعابير أو الأكواد يمكن ترجمتها إلى مفاهيم واضحة، بل هو حالة شعورية تتجاوز اللغة المعتادة.
2. الحب كوجع لذيذ:
واحدة من أبرز صور الحب في النص هي مزيج الحب بين الألم واللذة. الشاعرة تستخدم وصفًا قويًا للحب "ذاك الوجع اللذيذ"، مشيرة إلى أن الحب يتضمن تجربة تناقضية تُجمع فيها العناصر المختلفة في قالب واحد؛ فالحب يحمل في طياته أحيانًا ألمًا قد يكون مُمضًا، لكنه في الوقت ذاته لذيذ، وكأن الألم جزء من سحره وجاذبيته. وهذا ما يعكسه في السطر “بشفرة الحلاقة يتفنن القتل و نشتهي موته”، حيث يُصور الحب كأنه عملية مؤلمة، لكننا نتوق إليها بشغف.
هذا التناقض بين الوجع واللذة يتماهى مع الصورة التي رسمها الفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه حول الحب كقوة حيوية تنطوي على قدر من التدمير والخلق معًا. فالحب في هذا السياق هو قوة دافعة لا تستطيع الإنسانية الفكاك منها، بل تجعل من الألم جزءًا من متعة الوجود ذاته.
3. الحب كقوة هائلة خارج الأنظمة والعقائد:
تنتقل الشاعرة في مقطع آخر إلى تصوير الحب كقوة غير قابلة للانصياع لأي قانون أو عقيدة، حيث تقول:
“الحب سيف بتار لكل عقيدة وقانون”.
هنا، يُرسم الحب كأداة ثورية ضد الأنظمة الاجتماعية والسياسية، باعتباره قوة غير قابلة للتمييز أو التحكم فيها من قبل أي جهة خارجية. وهذا يشير إلى فكرة أن الحب لا يخضع للمنظومات الفكرية المتعارف عليها، بل يتجاوز كل الحدود المقررة له. فالحب ليس مجرد ردة فعل شخصية على الآخر، بل هو فعل متحرر وقوي، يميل إلى رفض القيود والتقاليد.
وبنظرة فلسفية أوسع، يُظهر هذا المقطع كيف يمكن أن يتحرر الحب من جملة القيم السائدة أو المجتمعية، ويُعيد تحديد معاييره بشكل يتوافق مع "الجوهرة النقية" التي يطمح إليها الإنسان في فطرته العاطفية.
4. الحب كحالة إنسانية بحتة:
الشاعرة تُسقط الحب على تجربتها الشخصية حين تكتب عن "ذلك الذهول على وجه أليصابات (زوجة زكريا) حين بشرّت بيحي!"، ويُظهر هذا الفقرة أن الحب لا يتطلب أفكارًا فلسفية معقدة، بل هو شعور يتأصل في قلب التجربة الإنسانية ذاتها، حتى وإن كانت هذه التجربة مفجعة أو مفاجئة. الحب في هذه السياق هو لحظة مفاجئة وغير متوقعة، كما لو أنه انبثاق للحياة.
الحب أيضًا يُجسد كوليد للحظة انتصار، كما لو كان "حليب الوفاء"، مما يعكس تاريخه في حضن الأمومة بعد العقم والانتظار. وهذه الصورة توظف دلالة أوسع عن الحب كحالة تبدأ من العجز، ثم تتحقق في لحظة تحقُّق مع الشخص الآخر أو مع الذات، مما يرمز إلى فكرة الأمل والانبعاث.

5. الختام:
في نص "الحب"، تقدم آمال زكريا رؤية مُتجددة ومعقدة لمفهوم الحب، تتجاوز الأفكار الجاهزة والمقولات الفلسفية. تُعيد صياغة هذا المفهوم في صور من المتناقضات والاضطراب الداخلي، كالصمت الناطق، الوجع اللذيذ، السيف التدميري، والحالة الإنسانية المتجددة. النص لا يُقدّم تعريفًا جامدًا للحب، بل يُقدّمه كحالة غامضة متغيرة، يمكن للإنسان أن يعيشها فقط من خلال الشعور العميق والانغماس في التجربة.
وبهذا الشكل، يُعتبر النص دعوة لإعادة التفكير في الحب كظاهرة وجودية لا تُختزل في مفاهيم، بل هي أكثر من مجرد فكرة أو وصف؛ إنها تجربة متجددة تستحق أن تُعيَش بعمق وصدق، بعيدًا عن القيود النظرية التي قد تقلل من جمالها وتعقيدها.



#كريم_عبدالله (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة تأويلية في قصيدة : قنّاصة النّور – للشاعرة : جميلة مزر ...
- أَيَّتُهَا الضَّوْءُ الَّذِي لَا يَغِيبُ
- أنين الذاكرة: حين يتحول الحب إلى قيود قراءة نقدية في قصيدة : ...
- قراءة نقدية تأويلية في قصيدة : فوق سابع عشق – للشاعرة : يسرا ...
- قراءة نقدية في قصيدة: -في انهاركِ يتلاطمُ الغيم- – للشاعر ال ...
- قراءة نقدية تأويلية في قصيدة : نيسان الرحيل – للشاعرة : آمال ...
- خَمريّةُ العِشقِ أنتِ
- الحب الكوني والاتحاد الروحي بين الشاعر والمحبوب قراءة نقدية ...
- قراءة نقدية تحليلية في قصيدة : رِحْلَةُ الْوَجْعِ عَلَى ضَفّ ...
- قراءة نقدية اسلوبية في قصيدة : ريحانُ القلب – للشاعرة : حنان ...
- قراءة نقدية اسلوبية في قصيدة : مذبحة الأبرياء – بقلم الشاعرة ...
- قراءة نقدية تحليلية في نصّ - وأهربُ - بقلم الشاعرة : حنان يو ...
- سيّدةُ اللون الأسود
- قراءة نقدية تفكيكية في قصيدة : رسائل أذار – للشاعرة : حنان ي ...
- الدم كجمالٍ ثائر: قراءة في المكياج الدموي قراءة نقدية سيميائ ...
- قراءة نقدية تحليلية في قصيدة : صفعة موجعة – للشاعرة : جميلة ...
- محارة الروح: بين الوجد والذاكرة المفقودة قراءة نقدية سيميائي ...
- قصيدة في زمن الشوق والحرمان: بوح القلب قراءة نقدية تحليلية ل ...
- صرخة الصمت: سيمفونية الألم والذكريات الخالدة قراءة نقدية سيم ...
- دلالات ورمزية ( قاب حزنين أو أحزن ) قراءة في فلسفة عنوان ديو ...


المزيد.....




- فنانة وإعلامية مصرية شهيرة تعلن الصلح مع طبيب تجميل شوه وجهه ...
- الكتابة في زمن الحرب.. هكذا يقاوم مبدعو غزة الموت والجوع
- أداة غوغل الجديدة للذكاء الاصطناعي: هل تهدد مستقبل المهن الإ ...
- نغوغي وا ثيونغو.. أديب أفريقيا الذي خلع الحداثة الاستعمارية ...
- وجبة من الطعام على الرصيف تكسر البروتوكول.. وزير الثقافة الس ...
- بنعبد الله يعزي أسرة الفقيدة الممثلة المغربية نعيمة بوحمالة ...
- فيلم رعب في السينما يتحول إلى واقع (فيديو)
- جوان رولينغ توافق على الممثلين الرئيسيين لمسلسل -هاري بوتر- ...
- هتتذاع النهاردة مترجمة؟ موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان 193 عبر ...
- وفاة الكاتب الكيني المشهور نغوغي وا تيونغو عن 87 عاما


المزيد.....

- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم عبدالله - الحب.. بين الصمت واللغة: تأملات في مستحيل التعريف قراءة نقدية في فلسفة نصّ : الحب – للشاعرة - آمال زكريا – الجزائر . بقلم : كريم عبدالله – العراق . الحب