أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم عبدالله - قراءة نقدية تحليلية في نصّ - وأهربُ - بقلم الشاعرة : حنان يوسف – لبنان . بقلم : كريم عبدالله – العراق














المزيد.....

قراءة نقدية تحليلية في نصّ - وأهربُ - بقلم الشاعرة : حنان يوسف – لبنان . بقلم : كريم عبدالله – العراق


كريم عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 8311 - 2025 / 4 / 13 - 21:32
المحور: الادب والفن
    


قراءة نقدية تحليلية في نصّ - وأهربُ - بقلم الشاعرة : حنان يوسف – لبنان .
بقلم : كريم عبدالله – العراق 13/ 4/2025
النصّ :
وأهربُ،،
لألامس عطفه
وعطره يرقدُ
في أنفاسي جريحاً
والوصل،،
طفلةٌ مشردةٌ..
وزنبقة،،
على غصنِ الانتظار
تغردُ باللقاء
حنان يوسف
قراءة نقدية تحليلية للنص الشعري "وأهرب" للشاعرة حنان يوسف، وهي من الأصوات النسائية القادمة من لبنان، ونصها يحمل في طيّاته حساسية شعريّة خاصة ولغة رمزية ناعمة:

العنوان ودلالته:
"وأهرب" – عنوان يتسم بالحركة والاضطراب، يشي بصراع داخلي أو حالة نفسية مضطربة تدفع الشاعرة إلى الهروب، ولكن الهروب هنا ليس نفورًا من شيء بقدر ما هو انجذاب إلى شيء، وربما يكون الهروب نحو الحبيب، أو نحو الذات، أو حتى من الألم إلى الحنين.
اللغة والصور الشعرية:
الشاعرة استخدمت لغة رمزية عاطفية، أقرب إلى الشعر الحداثي، وفيها اعتماد على الإيحاء لا التصريح. فالعطر مثلاً، ليس مجرد رائحة بل هو أثر وجودي للحبيب، يتغلغل حتى في أنفاس المتكلمة، لكنه "جريح"، ما يدل على غياب الحبيب أو خيانة الوصل.
"وعطره يرقدُ / في أنفاسي جريحاً": صورة شعرية مدهشة، تجمع بين الحسية والعاطفية، فالعطر علامة على الحبيب، لكنه يرقد جريحًا، مما يكشف عن ألم مقيم، وارتباط بالذاكرة والوجدان.
الثنائيات المتقابلة:
الهروب / اللقاء

العطر / الجرح

الطفلة المشردة / الزنبقة

الانتظار / اللقاء

كلها تكشف عن حالة تمزق وجداني، ومحاولة لإيجاد نوع من الاتزان بين مشاعر متضادة.
الصورة الرمزية الأبرز:
"الوصل،،
طفلةٌ مشردةٌ..
وزنبقة،
على غصنِ الانتظار
تغردُ باللقاء"

هنا تتجلّى قوة الصورة الشعرية، فالوصل (الذي عادة ما يكون جامعًا بين الحبيبين) أصبح "طفلة مشردة"، وهي استعارة شديدة الحساسية، تشير إلى الحرمان، والتشظّي، والضعف.
أما "الزنبقة على غصن الانتظار"، فهي صورة أخرى ترمز إلى الأمل الرقيق، الناعم، وربما الهشّ، في اللقاء.
البنية الموسيقية والنفسية:
النص خالٍ من الوزن الخليلي، لكنه يعتمد على الإيقاع الداخلي والجرس الموسيقي في اختيار الألفاظ مثل:
يرقد / جريحاً / اللقاء / تغرد
كما أن تكرار الأفعال بصيغة المضارع يعطي النص حالة من الحضور والاستمرارية، مما يعكس استمرارية الألم أو الانتظار.

خلاصة تحليلية:
نص "وأهرب" يعكس حالة وجدانية دقيقة، تصوّر تجربة أنثوية في الحب، مملوءة بالشوق، والخذلان، والتمسّك بأمل لا يزال يغني في زاوية القلب.
الشاعرة استطاعت أن تعبّر عن هذه المشاعر بلغتها الخاصة، وبأسلوب شعري ناعم، يحمل شحنة إحساس قوية، وصورًا دلالية غنيّة.

التحليل النفسي للنص: "وأهرب" – حنان يوسف
النصّ يقدّم حالة وجدانية مشحونة بالقلق، والحنين، والانكسار، مما يعكس توترًا داخليًا لدى الشاعرة. من خلال مفردات مثل: "أهرب"، "جريحًا"، "مشردة"، و"انتظار"، نستشفّ شخصية تعاني من صراع داخلي، بين الرغبة في القرب، والخوف من الألم، أو بين الحاجة للحب، وواقع البعد أو الخذلان.
الهروب: هو تعبير عن رغبة لا واعية في التحرر من الألم، لكنه في نفس الوقت موجّه نحو الحبيب، ما يخلق تناقضًا داخليًا: الشاعرة تهرب من الألم إليه، لكنه ربما مصدر الألم ذاته.
العطر الجريح: دلالة على الذكريات العالقة، التي يصعب التخلص منها. العطر هنا يمثّل الحضور النفسي للحبيب، رغم غيابه الجسدي.

الطفلة المشردة: تمثل الحالة النفسية للشاعرة نفسها – تبحث عن الأمان، عن حضن، عن انتماء، لكن بلا وجهة.
الانتظار والزنبقة: رمزان للرجاء، مما يعني أن الشخصية رغم الألم ما تزال تتعلّق بالأمل، ما يدل على هشاشة عاطفية، لكنها تقاوم الانطفاء.
النتيجة النفسية: الشاعرة ترسم صورة لامرأة تقف على حافة الانهيار، لكنها تمسك بخيط رفيع من الحلم، وتعيش في عالمها الداخلي أكثر من واقعها، وهذا يشكّل نوعًا من الهروب النفسي الدفاعي.
والان مع التحليل النسوي للنص:
من منظور نسوي، نجد أن النص يعبّر عن المرأة العاطفية، الهشّة، المُنتظِرة – لكن بشكل واعٍ لا مُستَسلِم. النصّ يبدو كأنه يناقش صورة نمطية للمرأة التي تبحث عن الوصل والحب، لكنها في ذات الوقت تكشف عن وعي داخلي بالخذلان، وتُلمّح إلى قسوة الواقع العاطفي الذي تعيشه النساء.
الوصل كـ "طفلة مشردة": هذه استعارة أنثوية جدًا، ترمز إلى الحرمان العاطفي والضعف الاجتماعي الذي يُلاحق المرأة. الطفلة، وهي رمز البراءة، أصبحت مشردة، أي فقدت الحماية، ما يشير إلى خذلان المجتمع أو الرجل لها.
الزنبقة تغرد باللقاء: الزنبقة رمز أنثوي ناعم، والتغريد فعلٌ فنيّ وجميل، فيه دلالة على تمسّك المرأة بجمالها الداخلي، وصوتها، ورغبتها في الحياة رغم قسوة الظروف.
من جهة ثانية، النص لا يظهر المرأة كضحية فقط، بل كشخص واعٍ للخذلان، لكنه يواجهه بالأمل والرمزية، وهذا نوع من القوة الناعمة الأنثوية.
النتيجة النسوية: الشاعرة تعبّر عن تجربة أنثوية بامتياز، وتطرح صورة المرأة العاشقة لا بوصفها ساذجة أو حالمة فقط، بل ككائن يتألم، يعي، ويصوغ ألمه شعريًا – وهذا بحد ذاته فعل مقاومة.
ختام التحليل:
نص "وأهرب" يعكس تجربة وجدانية ذات طابع نسوي ونفسي عميق. هو ليس مجرد وصف لحالة حب، بل تصوير لتجربة أنثى تحاول أن تفهم نفسها من خلال الحب، وتكتب نفسها من خلال الجرح. الهروب ليس هروبًا من الآخر فقط، بل من فكرة الحب المكسور، ومن الذات التي أصبحت معلّقة بين الانتظار والانكسار.



#كريم_عبدالله (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيّدةُ اللون الأسود
- قراءة نقدية تفكيكية في قصيدة : رسائل أذار – للشاعرة : حنان ي ...
- الدم كجمالٍ ثائر: قراءة في المكياج الدموي قراءة نقدية سيميائ ...
- قراءة نقدية تحليلية في قصيدة : صفعة موجعة – للشاعرة : جميلة ...
- محارة الروح: بين الوجد والذاكرة المفقودة قراءة نقدية سيميائي ...
- قصيدة في زمن الشوق والحرمان: بوح القلب قراءة نقدية تحليلية ل ...
- صرخة الصمت: سيمفونية الألم والذكريات الخالدة قراءة نقدية سيم ...
- دلالات ورمزية ( قاب حزنين أو أحزن ) قراءة في فلسفة عنوان ديو ...
- قراءة نقدية أسلوبية في قصيدة (النهر اليابس) – للشاعر : رياض ...
- إيقاع الزمن بين غيابك وحضور نبضي قراءة نقدية اسلوبية في قصيد ...
- قراءة نقدية أسلوبية في قصيدة (مَطَرٌ.. فِي عَيْنَيّ !!) – لل ...
- قراءة نقدية أسلوبية في قصيدة (حين يضحك الندى)– للشاعر : اسما ...
- قراءة نقدية أسلوبية في قصيدة (قصيدة من نور ) – للشاعرة : رشا ...
- بين الرياح والحنين: رحلة عبر مدينة لا تُنسى قراءة نقدية تحلي ...
- قراءة تحليلية أسلوبية في قصيدة : قسوة الحياة – بقلم : الشاعر ...
- قراءة نقدية أسلوبية مختصرة في قصيدة /ديسمبر العجوز/ لأحلام ا ...
- النفق الأبدي: بين الوجود والولادة الجديدة قراءة نقدية تحليلي ...
- قراءة نقدية أسلوبية مختصرة في قصيدة /دفءُ ديسمبر يتحدّى¤ ...
- بين سماء الأم وثلج الهوية: تناثر الذكريات في فصول البياض قرا ...
- قراءة نقدية أسلوبية في القصة القصيرة:سوء فهم – للكاتب : علي ...


المزيد.....




- غزة التي لا تعرفونها.. مدينة الحضارة والثقافة وقصور المماليك ...
- رغم الحرب والدمار.. رسائل أمل في ختام مهرجان غزة السينمائي ل ...
- سمية الألفي: من -رحلة المليون- إلى ذاكرة الشاشة، وفاة الفنان ...
- جنازة الفنانة المصرية سمية الألفي.. حضور فني وإعلامي ورسائل ...
- من بينها السعودية ومصر.. فيلم -صوت هند رجب- يُعرض في عدة دول ...
- وفاة الفنان وليد العلايلي.. لبنان يفقد أحد أبرز وجوهه الدرام ...
- وفاق الممثلة سمية الألفي عن عمر ناهز 72 عاما
- 7مقاطع هايكو للفنان والكاتب (محمدعقدة) مصر
- 4مقاطع هايكو للفنان والكاتب (محمدعقدة) مصر
- تحقيقات أميركية تكشف زيف الرواية الإسرائيلية بشأن مقتل أستاذ ...


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم عبدالله - قراءة نقدية تحليلية في نصّ - وأهربُ - بقلم الشاعرة : حنان يوسف – لبنان . بقلم : كريم عبدالله – العراق