كريم عبدالله
الحوار المتمدن-العدد: 8402 - 2025 / 7 / 13 - 11:00
المحور:
الادب والفن
لم آتِ مع الجيوش التي جثمت على الأرض؛ لم آتِ لأسرقها أو أقتل أهلها، لم آتِ لأغزوها بالخراب، بل جئت من أجلها، من أجلها وحدها. من أجل تلك العينين اللتين كانتا يومًا أرضًا لم أستطع العيش دونها. من أجل تلك اليدين اللتين كنت أمسكهما في الليل كأنهما زهور قُطفَت من حديقة حلمي. في الحروب لا أبحث عن النصر بل عن نبضات قلبي الضائع، عن تلك الحبيبة التي كانت، ثم اختفت كما تختفي الغيوم في السماء. لم آتِ لأسرق الأرض أو أُطيح بالملوك، بل جئت من أجل كلمة واحدة، من أجل صدى تلك الكلمة التي كانت ترفرف بين شفتيها، كالعصفور الهارب من الأسر:
"أنت".
أتعلمون ماذا يعني الحب بالنسبة لي؟ هو ألا أجد نفسي في قلب هذا الكون إلا عندها، فقط عندها. أن أضيع في كلماتها كما يضيع الموج في البحر أو كما يضيع الليل في ضوء النهار. أنا لم آتِ لأفتح خزائن الأرض، لم آتِ لأبني إمبراطورية من رمال الجشع، بل جئت لأبحث عن صوت قلبها الذي ضاع بين الحروب والدماء، بين الجراح التي لا تلتئم إلا بحضورها. لقد خُنتُ في أرضي، ولكن لم أخن حبي. لقد تركتُ الوطن خلفي، ولكنها كانت وطني. وها أنا ذا، أسير في طرقات مدنٍ لا تملك الأسماء، أبحث عنها، عن تلك التي أنارت حياتي وأطفأت جميع الحروب التي خاضتها الأرض. لقد جئتُ من أجلها، لأعيد قلبها إليّ، وأضمها في قلبي كما يضم الشاعر كلماته في قصيدته الأخيرة.
#كريم_عبدالله (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟