أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم عبدالله - قراءة نقدية لنص -في خلايا عقولكم أوجد- وفق نظرية ماسلو- بقلم : الشاعرة سونيا عبداللطيف – تونس . بقلم: كريم عبدالله - العراق















المزيد.....

قراءة نقدية لنص -في خلايا عقولكم أوجد- وفق نظرية ماسلو- بقلم : الشاعرة سونيا عبداللطيف – تونس . بقلم: كريم عبدالله - العراق


كريم عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 8384 - 2025 / 6 / 25 - 12:15
المحور: الادب والفن
    


قراءة نقدية لنص "في خلايا عقولكم أوجد" وفق نظرية ماسلو- بقلم : الشاعرة سونيا عبداللطيف – تونس .
بقلم: كريم عبدالله - العراق

في هذا النص العميق والشاعري للشاعرة التونسية سونيا عبد اللطيف، تبرز العديد من القضايا الوجودية والإنسانية التي تقف على حافة التمرد والتساؤل اللامتناهي حول معنى الحياة والمعرفة والوجود. ويعد هذا النص محطة للتفكير المعقد في فلسفة الوجود والتصالح مع الذات والعالم الخارجي، ولذا، يمكن قراءته بشكل نقدي من خلال نظرية ماسلو في التحفيز والاحتياجات الإنسانية، خاصة تلك المتعلقة بالتحقيق الذاتي والفردية.
بدأت الشاعرة بالتشكيك في مقولة ديكارت الشهيرة "أنا أفكر إذن أنا موجود"، والتي تتأسس على فكرة أن التفكير هو أساس الوجود والوعي. ومع ذلك، تنتقل سونيا عبد اللطيف إلى مجال آخر تمامًا في النص حيث تقول: "كل ما أشعر به الآن هو إحساسي أني لا أفكر... ولا أجهد نفسي في التفكير في شيء...". هذه المقولة تدل على مرحلة من مراحل التحقيق الذاتي التي تمر بها الشاعرة، حيث تنظر إلى الوجود بعيدًا عن التفكير العقلاني الخالص، وتستبدله بالإحساس الحي بالوجود.
من هنا، يظهر تقاطع مثير مع نظرية ماسلو التي تقول بأن الإنسان لا يتوقف فقط عند تحقيق احتياجاته الأساسية (كالطعام والمأوى) بل يتطلع إلى تحقيق الاحتياجات العليا التي تتضمن التحقيق الذاتي (Self-Actualization). ووفقًا لهذه النظرية، فإن الشاعرة قد تكون في مرحلة متقدمة من التحقيق الذاتي، حيث تتجاوز مجرد التفكير المنطقي والتحليل العقلي إلى درجة من الوجود المحسوس الذي يتجاوز التأمل الفلسفي.
الشاعرة تتحدث عن حالة وجودية تصرّح فيها بأنها "لا أفكر"، ولكنها "أوجد". وهذا يمثل تحولًا من حالة الوعي العقلي إلى حالة من الوجود المباشر والتفاعل مع العالم المحيط. تعتبر هذه التجربة نوعًا من التحرر من الضغوط الفكرية المتواصلة، والتي قد تكون محورية في نظرية ماسلو، حيث يشير إلى أن الإنسان في أعلى مراتب تحقيق ذاته يتبع الحوافز الذاتية التي تمنحه شعورًا بالاكتمال، دون الحاجة للتركيز المستمر على التفكير العقلي والتحليل.
سرد الشاعرة لاحتكاكها بالعالم من خلال "الوجع"، "الرقص"، "المطر"، و"صوت الريح" هو مثال مثالي على الاستجابة العاطفية والتجريبية التي تتجاوز التفكير العقلاني المباشر. هي تنبذ عقلنة الحياة، وتفضل تجربة الوجود بكل تفاصيله دون فرض سيطرة العقل عليه.
تُظهر الشاعرة في إحدى مقاطع النص رفضًا لفكرة التفكير المفرط، وتفضّل "الوجود" والعيش في اللحظة دون الحاجة إلى عقلنة الأمور. هذا التحول يشير إلى مرحلة متقدمة في هرم ماسلو، وهي مرحلة التحقيق الذاتي، حيث ينطلق الإنسان من الرغبة في العيش المفعم بالمعنى والأصالة، دون قيد العقل أو قوانين التفكير التقليدي.
تقول الشاعرة: "لماذا أفكر إذن؟"، وهذه الجملة تمثل استفسارًا يتجاوز التأمل التقليدي ويقترب من التحول الفلسفي العميق، حيث أن الوجود في ذاته هو المعنى الأسمى. هنا، نجد مفارقة جميلة وهي أن التفكير قد يصبح عبئًا على الوجود، وأن حياة الإنسان قد تصبح أغنى عندما يتحرر من القيود الفكرية ويعيش اللحظة.
إحدى الأفكار الأكثر إثارة في النص هي أن الشاعرة ترى نفسها "موجودة في عقل كل من صادفني ولو مرة في حياته". هذا الفهم للوجود يكشف عن فكرة ارتباط الإنسان بالآخرين من خلال الذكريات والمشاعر المشتركة. في نظرية ماسلو، نجد أن الإنسان يتطلع إلى الانتماء والتفاعل الاجتماعي باعتباره جزءًا من الهرم الأعلى، حيث العلاقات الإنسانية هي جوهر الوجود. الشاعرة تُعبّر عن تواجدها في "خلايا دماء الجميع"، وهو ما يعكس قوة العلاقة بين الذات والآخر.
في نهاية النص، تنتقد الشاعرة التطورات التكنولوجية و الذكاء الاصطناعي باعتبارهما بديلاً عن التفكير البشري والإنساني. هي ترى في هذا التحول تهديدًا للإنسانية الأصيلة وتؤكد على أهمية الوعي الذاتي وال إنسانية التي تتجاوز التفكير الآلي. هذا الانتقاد يعكس القلق الوجودي الذي يعيشه الإنسان في عالم متغير، وهو موضوع شائع في الفكر المعاصر.
من خلال نظرية ماسلو، يمكننا أن نرى أن الشاعرة تمر في رحلة من التحقيق الذاتي، حيث تتجاوز العقلانية وتبحث عن الوجود الأصيل والمعنى في كل لحظة. النص يدعو إلى أن يكون الإنسان حياً ليس فقط في تفكيره، بل في تجربته العاطفية والجسدية، في علاقاته مع الآخرين، وفي حريته في العيش بعيدًا عن القيود الفكرية التي قد تحبس ذهنه.
الوجود لا يحتاج إلى تفكير مفرط بقدر ما يحتاج إلى التجربة والاحتكاك بالواقع بكل صوره وألوانه.

في خلايا عقولكم أوجد

تلك المقولة أنا افكر ، إذن أنا موجود للفيلسوف الفرنسي ديكارت ما عاد لها محلّ في قاموس حواسي ،وإن كنت آمنت بها في بداياتي التّأمّليّة واعتبرتها صحيحة، كذلك تبدو في نظر الكثيرين من المفكْرين والمحلْلين …
كلّ ما أشعر به الآن هو إحساسي أني لا أفكْر، ولا افكر في شيء، ولا أجهد نفسي في التفكير في شيء، ولا أتكلّف شيئا، ولا أهدر وقتي في التفكير في هذه المسألة أو في غيرها، فهل حالتي هذه تعني أني قد صرت غير موجودة، واني لا أعيش ؟
كلاّ ولا، هذا الأمر غير صحيح، فأنا أحيا، وأتنفّس ، أرى وأسمع ، أتحدث وأغضب ، أتكلّم وأبتسم ، اتفاعل وأنفعل، … فأنا غالبا ما أحسّ بالوجع ولا أكترث، وأمضي بقدم حافية على الجمر، أحترق وأتحمّل، فلا أصرخ ولا أشتكي، كلّ ما في الأمر أنّ جنون الرقص ينتابني كثيرا، فأرقص على إيقاع المطر حين بشدّة ينهمر، أو على صفير الريح حين يتسرّب من بين شقوق جدران الحدود المهترئة، والأبواب المخلوعة، ويعلن كارثة كتسونامي صادم ، وقد أرقص على صوت أمواج البحر، وغليانها ويهمس هديرها في أذني كأنه يقول لي: أفيقي من سباتك وانظري لكمّ الفقاقيع المتطايرة من حولك، …
لكنّي لا أهتمّ، لأنني أعرف أنها ستنتهي في لحظة ما ولا يبقى حتى ذكرا لها لذلك أنا لا أفكر، ولكني أنا أوجد، و موجودة، نعم أنا موجودة، موجودة في عقل كلّ من صادفني ولو مرّة في حياته،وفي ذهن كلّ من صافح يدي، وصوري متغلغلة في كويرات دماء الجميع، فكل خلية فيهم تهمس سونيا، سونيا، سونيا
فلماذا أفكر اذن؟
وها أنا أعلن بصوت عال أني قد نسيت التفكير منذ فترة طويلة، منذ قالوا هنا وجدت حضارة، ومنذ أعلنوا هنا ظهرت نهضة، وثورة، وتكنولوجيا ، ومنذ عقدوا عقود السلم والأمان وأبدلوا عقل الانسان بالذكاء الاصطناعي ، وقالوا لنا استبشروا وأبصروا ، هذا بديل للفشل ولكل ما هو جهل وتخلف ..
لهذا عقلت عقلي المدبّر.. وجعلت أيادي العبث في عقولنا تدبّر… ،
كنت فيما مضى أفكّر وأدبّر و أتهيّأ للفرح وأخطّط لألتقي حبيبي المجهول، لكنّي أقرؤه في خطوط يدي وعلى جبيني، أتخيّل لقياه في أرض الميعاد وأنّ كلينا يسجد لحبّ لم يدنّس ولم يجنّس، حبّ لا يتلوّن، لا يشيخ..
ونسيت أيضا الحروف.. وهل هي الألف أول حروف الهجاء.. أم هي الياء..؟ فتلخبطت لوحة المفاتيح في فكري و عندي.. وصرت بدل من أن أكتب وقعت في الحبّ.. تتغير الحروف فتكتب وقعت في الجبّ.. وبدل أن أواسي جارنا وأقول له رحم الله والدك.. أكتب رجم الله والدك..
وبدل أن أقول أنا أستمتع بالغناء ترسم انا أستمتع بالعناء
هل ما نحياه الجلاء أم هو الخلاء.
وهل نحن نفكر لنوجد ثم نموت أم نوجد لنفكر كي لا نموت…؟

سونيا عبد اللطيف
قليبية 23/ 06/ 2025



#كريم_عبدالله (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شكوكٌ تزرعها في قلبي
- الحب.. بين الصمت واللغة: تأملات في مستحيل التعريف قراءة نقدي ...
- قراءة تأويلية في قصيدة : قنّاصة النّور – للشاعرة : جميلة مزر ...
- أَيَّتُهَا الضَّوْءُ الَّذِي لَا يَغِيبُ
- أنين الذاكرة: حين يتحول الحب إلى قيود قراءة نقدية في قصيدة : ...
- قراءة نقدية تأويلية في قصيدة : فوق سابع عشق – للشاعرة : يسرا ...
- قراءة نقدية في قصيدة: -في انهاركِ يتلاطمُ الغيم- – للشاعر ال ...
- قراءة نقدية تأويلية في قصيدة : نيسان الرحيل – للشاعرة : آمال ...
- خَمريّةُ العِشقِ أنتِ
- الحب الكوني والاتحاد الروحي بين الشاعر والمحبوب قراءة نقدية ...
- قراءة نقدية تحليلية في قصيدة : رِحْلَةُ الْوَجْعِ عَلَى ضَفّ ...
- قراءة نقدية اسلوبية في قصيدة : ريحانُ القلب – للشاعرة : حنان ...
- قراءة نقدية اسلوبية في قصيدة : مذبحة الأبرياء – بقلم الشاعرة ...
- قراءة نقدية تحليلية في نصّ - وأهربُ - بقلم الشاعرة : حنان يو ...
- سيّدةُ اللون الأسود
- قراءة نقدية تفكيكية في قصيدة : رسائل أذار – للشاعرة : حنان ي ...
- الدم كجمالٍ ثائر: قراءة في المكياج الدموي قراءة نقدية سيميائ ...
- قراءة نقدية تحليلية في قصيدة : صفعة موجعة – للشاعرة : جميلة ...
- محارة الروح: بين الوجد والذاكرة المفقودة قراءة نقدية سيميائي ...
- قصيدة في زمن الشوق والحرمان: بوح القلب قراءة نقدية تحليلية ل ...


المزيد.....




- على صهوة جواده.. فنان سنغالي يلفت الأنظار برسالة تضامن مع غز ...
- على صهوة جواده.. فنان سنغالي يلفت الأنظار برسالة تضامن مع غز ...
- وزيرا الثقافة والعمل يتفقدان البلدة القديمة من الخليل
- رحيل المخرج والكاتب المسرحي التونسي الفاضل الجزيري عن عمر نا ...
- ساهم في فوز فيلم بالأوسكار.. فيديو فلسطيني وثق مقتله على يد ...
- ساهم في فوز فيلم بالأوسكار.. فيديو فلسطيني وثق مقتله على يد ...
- -هجوم على ذاكرة شعب-.. حظر الكتب في كشمير يثير مخاوف جديدة م ...
- انطلاقة قوية لفيلم الرعب -ويبنز- في أميركا بإيرادات بلغت 42. ...
- الجبّالية الشحرية: لغة نادرة تصارع النسيان في جبال ظفار العُ ...
- فنانون وكتاب ومؤرخون أرجنتينيون يعلنون موقفهم الرافض لحرب ال ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم عبدالله - قراءة نقدية لنص -في خلايا عقولكم أوجد- وفق نظرية ماسلو- بقلم : الشاعرة سونيا عبداللطيف – تونس . بقلم: كريم عبدالله - العراق