أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - عبدالرؤوف بطيخ - لينين باعتباره ماركسيًا .نيقولاى بوخارين.أرشيف الماركسيين.الفرع الفرنسى.














المزيد.....

لينين باعتباره ماركسيًا .نيقولاى بوخارين.أرشيف الماركسيين.الفرع الفرنسى.


عبدالرؤوف بطيخ

الحوار المتمدن-العدد: 8473 - 2025 / 9 / 22 - 08:14
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


(مات لينين).
لن نرى بعد الآن ذلك الجبين الضخم، ذلك الرأس البديع الذي يشعّ طاقة ثورية، تلك العيون الثاقبة، تلك الأيدي القوية، تلك الشخصية القوية، المنبعثة من كتلة واحدة، والتي وقفت على حدود عصرين من تطور البشرية. كان إختفاءه، كما لو كان إختفاء المحطة المركزية للروح والإرادة والمشاعر (البروليتارية-العمالية) التي انتشرت، بخيوط خفية، في جميع أنحاء كوكبنا، حيثما تنبض قلوب الطبقة العاملة، وحيثما يتشكل وعي الطبقة العظيمة، وحيثما يشحذ سلاح النضال من أجل تحررها.
صديق عظيم، عزيز، لا ينسى!.
الرفيق لينين كان وسيظل شخصًا فريدًا.
كان لينين يتمتع بعقل خارق، وإرادة خارقة، وشجاعة شخصية، ومع ذلك كان رجلاً ذو طبيعة نادرة.
كان لينين، قبل كل شيء، قائدًا قلّما يُمنح للبشرية مثله، وارتبط اسمه بعصر. كان مُنظّمًا للجماهير. عملاقًا سبق السيل البشري، ووجّه مساره، مُشكّلًا من عمال العالم الكثر جيشًا منضبطًا، مُوجّهًا إياه إلى معركة العدو، ومُنظّمًا جهوده، مُنيرًا بعقله القويّ الطرق المباشرة والطرق الملتوية التي ستسلكها كتيبة العمال ذوي الأيدي القاسية، حاملين راية الثورة الحمراء.
كيف كان لينين المتحدث اللامع لملايين الناس؟.
أولاً، بفضل حسه الحاد باحتياجات الجماهير، الذي كان بمثابة حاسة سادسة لديه: كان يسمع تيار الأفكار الخفي الذي يتسرب، خفيةً، إلى عقول عمال العالم الكثر، يغلي ويهتز. كان، على عكس أي شخص آخر، يعرف كيف يُنصت. بصبر وانتباه، كان يستمع إلى صوت الجندي، الفلاح القادم من أقاصي روسيا، العامل البسيط. كشف له حديث مع امرأة قروية عجوز عن الحالة النفسية للفلاحين. وكما لاحظ أحد العمال، فإن هذا المحرض، الموهوب بعقلية نفسية لا تُضاهى، كان يستشعر في الاجتماعات الأفكار التي كانت تدور في رؤوس مستمعيه.
كان لينين، بعقله الصافي وشموليته، يستخرج من كل فرد السمات المميزة للفئة الاجتماعية التي يمثلها، فكانت أمام عينيه صورة دقيقة لحياة ملايين البشر، وصورة للعلاقات الطبقية في بلادنا الشاسعة. كان يتمتع بموهبة خاصة في مخاطبة الناس، والتقرب منهم، وبث الثقة في نفوسهم، فكانوا يأتون دون تردد ليُبوحوا له بشكوكهم، ويشرحوا له احتياجاتهم ومطالبهم. كان يعرف كيف يجد اللغة المناسبة للتحدث إلى كل فرد. كان يكره بكل ما أوتي من قوة خصوم الطبقة العاملة، ويقطع صلته بهم بحزم وعناد ودون رجعة، وكان صبورًا على "شعبه" على العمال الذين كان يُقدم لهم التوضيحات اللازمة، ويُبدد شكوكهم، ويقنعهم ويُقنعهم.
لهذا السبب تمتع بهذه المكانة. كان الناس يأتون إليه، لا كقائد لجيش البروليتاريا، بل كصديق وفيّ، ورفيق موثوق، وأحكم مستشار وأكثرهم خبرة. وقد حشد الناس حوله بقوة لا تقوى على تفكيكها.
من الصعب أن نجد في التاريخ قائدًا محبوبًا إلى هذا الحد من رفاق السلاح. لقد شعروا جميعًا تجاهه بمودة عميقة. أحبوه. لم يُقدّروا فقط عقله القوي وقبضته الحديدية، بل ارتبطوا به بشبكة من الروابط الحميمة. كان صديقهم وأخاهم. كان، بكل معنى الكلمة، رفيقًا - كلمة عظيمة ينتمي إليها المستقبل.
لقد كانت بساطة لينين الشديدة هي السمة الأساسية لسياساته.
لم تكن بساطة السذج، بل بساطة العبقرية. وجد لينين كلمات بسيطة، وشعارات بسيطة، وحلولاً بسيطة لأعقد المشاكل. لم يكن هناك ما هو أغرب عليه من "التواءات"، والتظاهر، والتألق، والرغبة في الظهور. كان يكره كل ذلك، ويسخر بقسوة من هذا الهراء، هذا الإرث من الماضي، الذي لا يزال يثقل كاهلنا. كان يعرف ثمن الفعل ، وكان خصمًا شرسًا لكل ما هو مجرد كلام.
قاد لينين الحزبَ بأكمله كقائد، ومن خلاله جميعَ العمال. كان ديكتاتورًا بكل معنى الكلمة. جَذَب في جميع تيارات الحياة، مُصَوِّرًا في عقله المُستَغرِب تجاربَ مئاتِ وآلافِ الرجال. قائدٌ قوي، واثقٌ بمعرفته وقوته، بيدٍ شجاعةٍ كان يجذبُ الرجالَ خلفه. لم يذعن قطُّ لتخلفِ الجماهير، ولم يقتصر على تسجيل الأحداثِ سلبًا. كان قادرًا على مُواجهةِ التيارِ بكلِّ قوةِ طبعهِ المُلتهب. هكذا يجبُ أن يكونَ قائدًا حقيقيًا للجماهير.
لقد رحل لينين عنا إلى الأبد. فلننقل كل حبنا له إلى ابنه، وريثه: حزبنا. فليحيا على روحه، وإرادته، وشجاعته التي لا تتزعزع، وإخلاصه للطبقة العاملة. فلنتعلم أن ننصت إلى الجماهير بنفس الاهتمام الذي كان يصغي به لينين، قائدنا جميعًا، ومعلمنا الحكيم، ورفيقنا العزيز الذي لا يُقدّر بثمن .
24 يناير 1924
_____________
ملاحظة المترجم:
المصدر:أرشيف الماركسيين -الفرع الفرنسى.
رابط الصفحة الرئيسية لموقع الفرع الفرنسى:
https://marxists.architexturez.net/francais//authors.htm
المصدر:
أعيد طبعه من النشرة الشيوعية، السنة السادسة، العدد 6، 8 فبراير 1924. ترجمة توفاريش، برافدا العدد 19، 24 يناير 1924 (WH 1065).
الأعمال الكاملة في مجلد واحد، منشورات مكتبة جلوب، باريس، منشورات التقدم، موسكو، الصفحات 166-173. نُشر لأول مرة في جريدة برافدا، العدد 17، 21 يناير/كانون الثاني 1925، الصفحات 1-2. المرجع في ببليوغرافيا و. هيدلر: العدد 1200. ملاحظات من المحررين الروس عام 1990.
رابط الكلمة الأصلى:
https://marxists.architexturez.net/francais//boukharine/works/1924/01/camarade.htm
-كفرالدوار14سبتمبر2025.



#عبدالرؤوف_بطيخ (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقال (الأساس الاقتصادي للثورة العمالية) بقلم نيقولاى بوخارين ...
- في ذكرى (إيليتش) كلمة نيقولاى بوخارين 1925.أرشيف الماركسيين. ...
- وثائق شيوعية (وصية ليون تروتسكي) فبراير 1940.
- مراجعات.كتاب(ثورة 1936-1939 في فلسطين)غسان كنفانى:بقلم.M.A.ا ...
- كتاب (أن تكون تروتسكيّا اليوم) تأليف نهويل مورينو.
- نص(طُيُور السِّنونو لَا تجْعلني أَحلُم...)عبدالرؤوف بطيخ.مصر ...
- من أرشيف الماركسيين,القسم الفرنسى: مقال ( جان بول سارتر، الل ...
- من أرشيف التروتسكيين.القسم الفرنسى: مقال(الأحداث في فلسطين ي ...
- مقال. إيطاليا: علم الماركسية الغريب من لوتا الشيوعية.مجلة ال ...
- تحقيقات (نستله شركة متعددة الجنسيات في مياه مضطربة)مجلة الصر ...
- الشبكات الاجتماعية (مساحة للحرية) ...خاضعة لرأس المال.مجلة ا ...
- البنوك الفرنسية تستفيد من الحرب فى اوكرانيا.بقلم سيسيل سيريج ...
- مقال(للدفاع عن مصالحنا كعمال، دعونا نعتمد فقط على أنفسنا!).ب ...
- إفتتاحية جريدة نضال العمال(لن يسمع لصوت غير صوت من يناضل!)بق ...
- كراسات شيوعية(النمو السلبي: مبدأ يزعم أنه يحرك المجتمع إلى ا ...
- نص سيريالى بعنوان (تزارا أو العناصر الأربعة)عبدالرؤوف بطيخ.م ...
- كراسات شيوعية (من مايوت إلى كاليدونيا الجديدة، الإمبريالية ا ...
- كراسات شيوعية(الأحزاب الشيوعية اليوم) دائرة ليون تروتسكي [ M ...
- إفتتاحية جريدة الشرارة: إضراب في الخطوط الجوية الكندية:العمل ...
- كراسات شيوعية (المغرب العربي: الشعوب هى من تواجه الإمبريالية ...


المزيد.....




- أنتيفا.. منظمة يسارية سرية أميركية تقلق ترامب وأقصى اليمين
- صدامات عنيفة بين الشرطة ومتظاهرين ضد الفساد في البيرو
- حزب الشعب الجمهوري التركي يجدد ثقته في أوزغور أوزال وسط معار ...
- تصاعد الحراك الشعبي في النمسا رفضا لحرب الإبادة على غزة
- بلاغ صادر عن اجتماع المكتب السياسي للحزب الشيوعي العمالي الع ...
- حزب الشعب الجمهوري التركي يجدد ثقته في أوزغور أوزال وسط معار ...
- تصاعد الحراك الشعبي في النمسا رفضا لحرب الإبادة على غزة
- صدامات عنيفة بين الشرطة ومتظاهرين ضد الفساد في البيرو
- شاهد.. اشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين مناهضين للفساد في الفلب ...
- الرفيق عبد الله الحريف في الذكرى 55 لتأسيس منظمة “إلى الأمام ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - عبدالرؤوف بطيخ - لينين باعتباره ماركسيًا .نيقولاى بوخارين.أرشيف الماركسيين.الفرع الفرنسى.