أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي ابوحبله - الفيتو الأميركي… دعم مطلق لإسرائيل وتناقض صارخ في المواقف














المزيد.....

الفيتو الأميركي… دعم مطلق لإسرائيل وتناقض صارخ في المواقف


علي ابوحبله

الحوار المتمدن-العدد: 8472 - 2025 / 9 / 21 - 13:26
المحور: القضية الفلسطينية
    


بقلم: المحامي علي أبو حبلة
منذ عام 1972 وحتى اليوم، استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) أكثر من 45 مرة لصالح إسرائيل، لإجهاض مشاريع قرارات في مجلس الأمن تدين الاحتلال أو تطالب بوقف الاستيطان والعدوان على الفلسطينيين والعرب. هذه الحصيلة تجعل إسرائيل الدولة الأكثر استفادة من الفيتو الأميركي في تاريخ المنظمة الدولية، وتؤكد أن واشنطن تتعامل معه كأداة سياسية لحماية حليفها الاستراتيجي، بصرف النظر عن القوانين والمواثيق الدولية.
أعادت الولايات المتحدة استخدام حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي لإسقاط مشروع قرار يدعو إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في غزة، رغم تأييد 14 دولة من أصل 15 عضواً. بهذا الموقف، كرست واشنطن انحيازها المطلق لإسرائيل، وأثبتت مرة أخرى أن مصالحها الاستراتيجية مع حكومة الاحتلال تفوق أي اعتبار إنساني أو قانوني.
الفيتو والتناقض الأميركي
اللافت أن هذا الموقف الأميركي يتناقض مع تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي دعا مراراً إلى وقف الحرب والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. كما يتناقض مع مساعي مستشاره ويتكوف، الذي حاول الدفع باتجاه تسوية سياسية لوقف نزيف الدم. غير أن الإدارة الأميركية الحالية تؤكد عبر الفيتو الأخير أنها منغمسة في الحرب حتى العظم، وأنها تقدم كل أشكال الدعم السياسي والعسكري والاقتصادي لحكومة الائتلاف اليمينية المتطرفة بقيادة بنيامين نتنياهو، ووزرائه الأكثر تطرفاً مثل سموتريتش وبن غفير، اللذين يدفعان نحو تصعيد الصراع وفرض مشروع "إسرائيل الكبرى" بالقوة.
ازدواجية المعايير
بينما ترفع واشنطن شعارات "حقوق الإنسان" و"النظام الدولي القائم على القواعد"، فإنها في الواقع تقف ضد أبسط المبادئ الإنسانية، رافضة أي صيغة تلزم إسرائيل بوقف القصف أو رفع الحصار أو السماح بإيصال المساعدات. هذه الازدواجية الفاضحة تكشف أن الفيتو الأميركي لم يعد مجرد أداة دبلوماسية، بل تحول إلى غطاء سياسي للعدوان الإسرائيلي وإلى وسيلة لفرض أجندة اليمين الإسرائيلي المتطرف على المجتمع الدولي.
نتائج وخسائر أوسع
في غزة: استمرار الكارثة الإنسانية مع تفشي المجاعة والأوبئة واستمرار القصف.
في المنطقة: تشجيع الاحتلال على التمادي بعد أن أدرك أن واشنطن توفر له الحماية مهما ارتكب من جرائم.
في الساحة الدولية: تعميق عزلة الولايات المتحدة التي وجدت نفسها منفردة أمام إجماع عالمي واسع.
نحو مواجهة الانحياز الأميركي
هذا الفيتو يفرض على الفلسطينيين والعرب والعالم الحر البحث عن بدائل عملية:
تفعيل آلية الاتحاد من أجل السلام في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
التحرك القانوني أمام محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية لمحاسبة قادة الاحتلال.
بناء تحالفات مع القوى الدولية الصاعدة لكسر هيمنة الفيتو الأميركي.
ونختم بالقول ان الفيتو الأميركي الأخير لم يُسقط مشروع قرار إنساني فحسب، بل أسقط معه صورة الولايات المتحدة كوسيط أو قوة عظمى محايدة. إنه إعلان صريح أن واشنطن تقف في خندق واحد مع اليمين الإسرائيلي المتطرف، وتتبنى سياساته التوسعية والإقصائية، في تناقض كامل مع ما تروج له من شعارات عن السلام وحقوق الإنسان. وبذلك تتحمل الولايات المتحدة مسؤولية مباشرة عن استمرار نزيف الدم في غزة والمنطقة، وتضع نفسها في مواجهة ضمير العالم وشعوبه.



#علي_ابوحبله (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السعودية وباكستان... ميثاق دفاع مشترك يعيد رسم خرائط القوة
- إسرائيل بين إسبرطة القوة وأثينا الحضارة: مأزق العزلة ونبوءة ...
- نتنياهو بين العزلة الدولية وتداعيات الحرب على غزة: مأزق استر ...
- مشروع بيان قمة الدوحة: بين الخطاب المرتفع والقيود الأمريكية… ...
- قسوة الفطرة والخذلان العربي: قراءة في فكر بكر أبو بكر
- ترامب ونتنياهو: تحالف المصالح بين الاستثمار والسيطرة… ومسرحي ...
- قمة الدوحة بين اختبار الردع وتحدي -إسرائيل الكبرى-: هل تكفي ...
- رسالة مفتوحة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، والمنظمات الحقو ...
- الجرائم الإلكترونية والتداعيات على المجتمع الفلسطيني: مقاربة ...
- من بيرل هاربر إلى الدوحة: التفاوض تحت النار وإعادة إنتاج مأز ...
- العدوان الإسرائيلي على الدوحة: تهديد للأمن القومي العربي واخ ...
- قرار الرابطة الدولية لعلماء الإبادة الجماعية؟؟ تحول استراتيج ...
- عملية القدس بين الحسابات الضيقة وخيار السلام الفلسطيني
- غزة بين النزوح القسري وصمت العالم
- الضم الإسرائيلي بين تهديد اتفاقيات أبراهام والإطار القانوني ...
- سياسة الأرض المحروقة: غزة بين التدمير والإبادة الجماعية
- التعليم وحقوق المعلمين: رسالة صمود ومسؤولية وطنية مشتركة
- جولة حسين الشيخ العربية: تعزيز الموقف الفلسطيني وسط تحديات د ...
- هبة عشائر الخليل تفشل مخطط التقسيم وخلفياته الاستعمارية
- التحول الكبير: ترامب يعترف بتراجع النفوذ الإسرائيلي في واشنط ...


المزيد.....




- كندا وأستراليا تعلنان الاعتراف بدولة فلسطينية
- رئيس وزراء بريطانيا يعلن الاعتراف رسميا بدولة فلسطينية ويؤكد ...
- صور مراهقات بملابس المدرسة: هكذا استخدمت ميتا صورا خاصة للتر ...
- -ديب سيك- يتجنب الحديث السياسي استجابة للحكومة الصينية
- أساطير توراتية لترميم الردع الإسرائيلي
- النزوح إلى المجهول.. قطاع غزة بلا ملاذ ولا نجاة
- عاجل | سترامر: اعترفنا اليوم بدولة فلسطين لإحياء أمل السلام ...
- -ضمانات الأمن لأوكرانيا تتطلب الاستعداد لمحاربة روسيا-.. الر ...
- نتنياهو يتحدث عن سلام محتمل مع -الجيران في الشمال- والجيش ال ...
- ما الأسئلة التي يمكننا طرحها لنعزز علاقتنا بأطفالنا والآخرين ...


المزيد.....

- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي ابوحبله - الفيتو الأميركي… دعم مطلق لإسرائيل وتناقض صارخ في المواقف